الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مجلس الأمن، ولا تقرير من لجنة التفتيش، ولا تريد أن تتصور أي احتمال مهما كان ضئيلاً لمنع الحرب، ويبدو أنها كانت تدرك أن حربها غير منطقية من وجهة نظر العالم كله بما في ذلك أصدقاؤها وحلفاؤها في أوروبا والدول العربية والدول الأخرى، وفشلت الولايات المتحدة في إقناع مجلس الأمن بحربها غير المبررة على العراق، وكذلك حلف الناتو. وفي الوقت الذي قبل فيه العراق بعودة المفتشين دون قيد أو شرط، بدأت الولايات المتحدة بترتيب أوضاع عسكرية جديدة على الأرض بسرعة مذهلة. ووقعت الحرب كما يعلم الجميع (1)، حيث رفضت الولايات المتحدة إسناد دور للأمم المتحدة في مستقبل العراق، وهي ماضية في حربها دون مشورة أو تنسيق مع أحد حتى مع أقرب حلفائها (2). http://www.aljazeera.net/books/2003/4/ - TOP
تدين بوش وخطة غزو العراق
تحدث كثيرون عن مجموعة (ريتشارد بيرل) وزملائه في (معهد الاسراتيجيات المتقدمة والدراسات السياسية) الذين هم أصل فكرة غزو العراق. فقد أعد ريتشارد بيرل منذ أعوام ضمن فريق ترأسه من مثقفي اليهود الأمريكيين دراسة عن (الاستراتيجية الإسرائيلية، إلى العام 2000م) قدموها إلى (بنيامين نتنياهو) فور نجاحه في الانتخابات الإسرائيلية، ودعوا فيها إلى دفع أمريكا إلى غزو العراق باعتبار ذلك جزءاً محورياً من الاستراتيجية الإسرائيلية لاستمرار التفوق العسكري والاستراتيجي في الأمد المنظور. كما دعوا إلى انتهاج سياسة هجومية عدائية ضد الفلسطينيين، والتخلي عن فكرة (السلام الشامل) لصالح فكرة (السلام القائم على ميزان القوى).
وقد ورد في سيرة حياة (ريتشارد بيرل) الذي ترأس فريق الدراسة آنذاك، أنه عمل عضواً في مجلس إدارة (المعهد اليهودي لدراسات الأمن القومي) ومديراً لصحيفة (الجروسالم بوست) الإسرائيلية. لكن الأهم والأغرب أنه ترأس (مجلس سياسات الدفاع) في الولايات المتحدة، وعمل مستشارا لوزير الدفاع (دونالد
(1) حرب آل بوش - تأليف/ أريك لوران، ترجمة: سلمان حرفوش ـ عرض/إبراهيم غرايبة ـ الجزيرة نت
(2)
خطة غزو العراق تأليف: ميلان راي ترجمة: حسن الحسن ـ عرض/ إبراهيم غرايبة ـ الجزيرة نت
رامسفيلد)، مع العديد من اليهود الأمريكيين المحيطين بوزير الدفاع الأمريكي، وليس أقلهم شأناً نائب الوزير (بول ولفويتز). وقد قدمت قناة "سي أن أن"(ريتشارد بيرل) في مقابلة معه، على أنه "الرجل الذي ينظر إليه باعتباره صاحب فكرة غزو العراق" .. ولا يترك (أفرايم كام) الباحث في (مركز جافي للدراسات الاستراتيجية) بجامعة تل أبيب، شكاً في أن إسرائيل هي صاحبة المصلحة الأولى والأخيرة في غزو العراق، وذلك في دراسة له منشورة بعنوان:(صبيحة ما بعد صدام).
لكن ما هي علاقة كل ذلك بتدين (جورج بوش)؟ الحق أن العلاقة وطيدة، لأن اليمين المسيحي الذي ينتمي إليه (جورج بوش) يؤمن بأن إسرائيل مشروع إلهي، ومحطة تاريخية لازمة لعودة المسيح. وكل رجال الدين الأقوياء الذين يقفون وراء (بوش) ويمثلون القاعدة الانتخابية للحزب الجمهوري معروفون بولائهم لإسرائيل في عقائدهم ومشاعرهم. وهذا المعتقد الديني الراسخ هو الذي يجعل رجلاً مثل (بوش) يتبنى الخطة الإسرائيلية لغزو العراق، حتى ولو عنى ذلك إشعال الحرب مع العالم الإسلامي، وانهيار العلاقات التاريخية بأوربا (1).
وهكذا فإن خطة العدوان على العراق هي خطة إسرائيلية وضعها الصهيوني الأمريكي (ريتشارد بيرل)، بمشاركة عناصر هامة من اللوبي اليهودي الصهيوني، وجرى إقناع الرئيس (بوش) بتبنيها باعتبارها بداية تحقيق الحلم الإلهي الكبير بقيام دولة إسرائيل الكبرى، التي ستمهد لعودة المسيح ونشر المسيحية في أنحاء العالم الإسلامي بعد القضاء على الإسلام. اقرأوا ما نشرته مجلة النيوزويك في عدد 10 مارس 2003 م عندما قالت:"إن أنصار بوش من الإنجيليين يأملون أن تكون الحرب القادمة على العراق فاتحة لنشر المسيحية في بغداد". فأمريكا تتحرك الآن وفي يدها الصليب الذي تحمله دعاوى زائفة، ومجموعة الهوس الديني داخل البيت الأبيض، قررت أن تشن حرباً دينية مرتبطة بمخطط استراتيجي هدفه القضاء على الأمة وعقيدتها، والسيطرة على كل مناحي الحياة على أرضها (2).
(1) بوش .. طغيان الحماس الديني على البصيرة السياسية- محمد بن المختار الشنقيطي - الجزيرة نت 21/ 3/ 2004م
(2)
عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة ـ أحمد حجازي السقا125