الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضلاً عن المؤسسات التقليدية القديمة، من جامعات، ومدارس أجنبية، تسهم كذلك في المهمة نفسها.
وعندما شهد العقد الأخير زيادة الوعي الإسلامي وعمقه في المجتمعات الإسلامية، في كل أنحاء العالم، كثفت الدوائر الغربية من نشاط الدراسات حول مناطق الصحوة الإسلامية في العالم، وهذا) دكمجيان) يكشف في مقدمة كتابه (الأصولية في العالم العربي)،عن أن دراسته تلك أعدت خصيصاً للحكومة الأميركية، وقد اعتمدت دراسته على كثير من المنشورات السرية، والرسائل، والنشرات الخاصة بالحركات الإسلامية في العالم العربي، وقدم خلالها تحليلاً لعمل وتحرك (91) حركة وجماعة إسلامية، وقد ساعده كما يذكر في جمع المادة العاملون في مركز هيئة البحث والتنمية في أميركا! وهذا يعني أن تلك الدراسات، بطريقة أو بأخرى سوف تكون مراجع أساسية، تستند عليها المخابرات الدولية بما فيها الـ ( C. I. A) الأميركية، وغيرها من مراكز المخابرات والاستخبارات في العالم، حيث أن أجهزة المخابرات وعملائها سوف لا تتعب كثيراً في التشخيص والنزول باتجاه التفاصيل. فالدراسات التي أعدت قد سهلت كثيراً من مهامهم. وعلى أثر تلك الدراسات وما تبعها من نتاجات متلاحقة، فان دوائر المخابرات قد شرعت بالمزيد من عملياتها ومخططاتها، فكان للإسلاميين مساحة واسعة من اهتمامات تلك الدوائر المخابراتية (1).
تصريحات ومواقف
هناك مقولة للكاتب الأمريكي (كال توماس) ـ وهو ينتمي إلى انتلاف اليمين المسيحي الذي يتخذ موقفاً صارخاً في تحيزه لإسرائيل وعدائه للعرب والمسلمين، تقول: "أن كلاً من اليمين واليسار في الولايات المتحدة يحتاج إلى أعداء، لكي يستفز بهم ـ وبأسلوب الصدمة الكهربائية ـ حملات جمع التبرعات .. وان اليمين يتطلع منذ
(1) الصحوة الإسلامية في الدراسات الغربية / جعفر الموسوي- موقع شبكة العراق الثقافية - 1/ 6/2005
التسعينات إلى عدو يحل محل الشيوعية، وقد يكون ذلك الإسلام" (1). فبعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي وانحلال حلف وارسو، جرى تصعيد متعمد للعدوانية الغربية ضد الإسلام، فكتبت (كارين آرمسترونغ)، قبل عشر سنوات من إعلان (جورج دبليو بوش) الحرب الصليبية الأخيرة ضد الإسلام، قائلة: "يبدو الآن أن الحرب الباردة ضد الإسلام ستحل محل الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفييتي" (2). وفي الأول من أيلول 1993 كرر الجنرال باول نفس الشئ:: إن الإمبراطورية السوفيتية قد حل مكانها شيء من نوع آخر مختلف - العراق وكوريا وشياطين آخرون ومخاطر ذات طبيعة إقليمية».الأمريكيون مستعدون إذاً لاستنباط مخاوف أخرى لاقناع الأمم وخاصة الأوروبية منها بتقبّل هيمنتهم العسكرية والسياسية للأبد (3).
أما مدير معهد بروكنغرز في واشنطن (هيلموت سوننفيل) فيقول: "إن ملف شمالي الأطلسي سوف يعيش، وأن الغرب سيبقى مجموعة دول لها قيم أساسية مشتركة. وستبقى هذه المجموعة متماسكة معاً من خلال الشعور بخطر خارجي: الموقف من الفوضى أو التطرف الإسلامي". وقال الرئيس الأمريكي الأسبق (ريتشارد نيكسون) في كتابه (أمريكيا والفرصة التاريخية): "إنه يوجد في العالم الإسلامي عاملان اثنان مشتركان فقط، هما الدين الإسلامي، والاضطراب السياسي"(4). ويضيف: "يحذر بعض المراقبين من أن الإسلام سوف يكون قوة جغرافية متعصبة ومتراصة، وأن نمو عدد أتباعه، ونمو قوته المالية سوف يفرضان تحدياً رئيساً. وأن الغرب سوف يضطر لتشكيل حلف جديد مع موسكو من أجل مواجهة عالم إسلامي معاد وعنيف". وقد عكس (نيكسون) في كتابه هذا، صورة بشعة عن العالم الإسلامي عندما قال: "إن معظم الأمريكيين ينظرون نظرة موحدة إلى المسلمين على أنهم غير متحضرين، وسخين، برابرة، غير عقلانيين، لا يسترعون انتباهاً إلا لان الحظ
(1) انقلاب في السياسة الأمريكية، إعادة ترتيب الشرق الأوسط لصالح إسرائيل- عاطف الغمري ـ ص 81 - المكتب المصري الحديث- ط1 2004
(2)
إمبراطورية الشر الجديدة ـ عبد الحي زلوم ـ القدس العربي ـ 3/ 2/2003
(3)
أمريكا المستبدة الولايات المتحدة وسياسة السيطرة على العالم «العولمة» - ميشيل بيغنون -ترجمة: الدكتور حامد فرزات ص 212 - من منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق - 2001
(4)
أمريكيا والفرصة التاريخية - ريتشارد نيكسون - ترجمة د. محمد زكريا اسماعيل ص 118 - دمشق، سورية: دار حسان، 1983
حالف بعض قادتهم، وأصبحوا حكاماً على مناطق تحتوي على ثاني الاحتياطي العالمي المعروف من النفط" (1).
وفي ربيع 1990م ألقى (هنري كيسنجر) وزير الخارجية خطابا أمام المؤتمر السنوي لغرفة التجارة الدولية، قال فيه: "إن الجبهة التي على الغرب مواجهتها هي العالم العربي الإسلامي، باعتبار هذا العالم العدو الجديد للغرب، وأن حلف الأطلسي باق، رغم انخفاض حدة التوتر بين الشرق والغرب في أوروبا، ذلك أن أكثر الأخطار المهددة للغرب في السنوات القادمة آتية من خارج أوروبا. وفي نهاية التسعينات فإن أخطر التحديات للغرب ستأتي من ناحيتي الجنوب (المغرب العربي والشرق الأوسط)، وهو ما أكده فيما بعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي Willy Claes)) والذي وصف الأصولية الإسلامية في خطاب رسمي له بأنها أعظم خطر راهن يواجه الحلف. ولهذا ألح، (برنارد لويس) ـ أشهر مستشرقي العصر الحديث (2) ـ على الحكومة الأمريكية بضرورة التعامل بقسوة مع المسلمين والعرب، وأعرب عن رغبته في أن تسقط الولايات المتحدة سلطتها عليهم. فوفقاً للويس، هناك غرب متقدم إنساني من ناحية، وهناك من ناحية ثانية (إسلام) ـ وهذا الأخير يشمل الدين والقانون والحضارة والجغرافيا والتاريخ. وفي ذهنه، لم يتغير المسلمون والإسلام عبر العصور، فهو يعتبر أن دراسة مخطوطه عربية تعود إلى القرن التاسع الميلادي تفيد منهجياً في تفسير السلوك السياسي للفلسطينيين عام 2002م.
وفي كتابه (الإسلام والغرب) ينظر لويس إلى المسلمين بوصفهم مجموعة متجانسة واحدة، يتمتعون بمميزات وأنماط سلوك مماثلة، ويمكن أن تفسر كل أعمالهم البغيضة بالعودة إلى القرآن وكتب الفقه الكلاسيكية (3).
(1) أمريكيا والفرصة التاريخية - ريتشارد نيكسون - ترجمة د. محمد زكريا إسماعيل ص 187
(2)
ولد برنارد لويس في لندن عام 1916م لأسرة يهودية، وقد أتم دراسة التاريخ الشرقي من جامعة لندن عام 1939م، وكان موضوع رسالته عن الطائفة الإسماعيلية وجماعة الحشاشين، وعمل بالتدريس في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن. ثم التحق بخدمة المخابرات البريطانية أثناء الحرب العالمية الثانية، وبقي يعمل فيها حتى عام 1974 ليلتحق بالتدريس في جامعة برنستون بالولايات المتحدة. وهو معروف بصهيونيته وعدائه للإسلام
(3)
الحرب الأمريكية الجديدة ضد الإرهاب - من قسم العالم إلى فسطاطين - اسعد أبو خليل ـ ص32