الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محمدُ بنُ عبدَةَ، حدثنا عمرُو بنُ مالكٍ، حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ عثمانَ، حدثنا بَحرُ بنُ مَرّارِ بنِ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ أبي بكرَةَ، عن جَدِّه عبدِ الرَّحمَنِ بنِ أبي بكرَةَ، عن أبيه، أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ في بَعضِ عُمَرِه وخَرَجتُ مَعَه، فما قَطَعَ التَّلبيَةَ حَتَّى استَلَمَ الحَجَرَ
(1)
. هذا إسنادٌ غَيرُ قَوِيٍّ، واللَّهُ أعلَمُ.
بابٌ: المُفردُ والقارِنُ يَكفيهِما طَوافٌ واحِدٌ وسَعيٌ واحِدٌ بعدَ عَرَفَةَ، فإِن كانا قَد سَعَيا بعدَ طَوافِ القُدومِ اقتَصَرا على الطَّوافِ بالبَيتِ بعدَ عَرَفَةَ وتَحَلَّلا
9489 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا عباسٌ الأسفاطِيُّ، حدثنا إسماعيلُ، حدثنا مالكٌ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عُروةَ، عن عائشةَ أنَّها قالَت: خَرَجنا مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الوَداعِ فأهلَلنا بعُمرَةٍ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَن كان مَعَه هَدىٌ فليُهِلَّ بالحَجِّ مَعَ العُمرَةِ، ثُمَّ لا يَحِلَّ حَتَّى يَحِلَّ مِنهُما جَميعًا". قالَت: فقَدِمتُ وأنا حائضٌ فلَم أطُفْ بالبَيتِ ولا بالصَّفا والمَروَةِ، فشَكَوتُ ذَلِكَ إلَى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ:"انقُضِي رأسَكِ وامتَشِطِى وأَهِلِّي بالحَجِّ ودَعِي العُمرَةَ". قالَت: ففَعَلتُ فلَمّا قَضَينا الحَجَّ أرسَلَنِى مَعَ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ أبي بكرٍ إلَى التَّنعيمِ فاعتَمَرتُ، فقالَ:"هذه مَكانَ عُمرَتِكِ". قالَت: فطافَ الَّذينَ كانوا أهَلّوا بالعُمرَةِ بالبَيتِ وبَينَ الصَّفا والمَروَةِ ثُمَّ حَلّوا ثُمَّ طافوا طَوافًا آخَرَ بعدَ ما رَجَعوا مِن مِنًى لِحَجِّهِم، وأمّا
(1)
ابن عدي في الكامل 2/ 487. وأخرجه البزار (3632) عن عمرو بن مالك به.
الَّذينَ كانوا جَمَعوا بَينَ الحَجِّ والعُمرَةِ فإِنَّما طافوا طَوافًا واحِدًا
(1)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن إسماعيلَ بنِ أبي أوَيسٍ
(2)
.
9490 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو الحَسَنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَبدوسٍ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارميُّ، حدثنا القَعنَبِيُّ فيما قرأ على مالكٍ. وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ قُتَيبَةَ، حدثنا يَحيَى بنُ يَحيَى قال: قَرأتُ على مالكٍ. فذَكَرَ الحديثَ بنَحوِهِ
(3)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن القَعنَبِيِّ، ورَواه مسلمٌ عن يَحيَى بنِ يَحيَى
(4)
.
ورَواه الشّافِعِيُّ وابنُ بُكَيرٍ عن مالكٍ كَذَلِكَ وزادا: وأمّا الَّذينَ أهَلّوا بالحَجِّ أو جَمَعوا الحَجِّ والعُمرَةَ، فإِنَّما طافوا طَوافًا واحِدًا. أمّا حَديثُ الشّافِعِيِّ ففِي رِوايَةِ المُزَنِيِّ عَنه
(5)
.
9491 -
وأمّا حَديثُ ابنِ بُكَيرٍ فأخبَرَناه أبو أحمدَ المِهرَجانِيُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ جَعفَرٍ، حدثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ، حدثنا ابنُ بُكَيرٍ، حدثنا مالكٌ. فذَكَرَه
(6)
.
(1)
ينظر ما تقدم في (8816، 8845).
(2)
البخاري (4395).
(3)
تقدم تخريجه في (8816).
(4)
البخاري (1556)، ومسلم (1211).
(5)
السنن المأثورة (474).
(6)
المصنف في الصغرى (1692). ومالك في الموطأ برواية ابن بكير (4/ 17 ظ، 18 و- مخطوط).
وإِنَّما أرادَت عائشَةُ بقَولِها فيهِم: إنَّهُم إنَّما طافوا طَوافًا واحِدًا. السَّعىَ بَينَ الصَّفا والمَروَةِ، وذَلِكَ بَيِّنٌ في رِوايَةِ جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ الأنصارِيِّ.
9492 -
أخبَرَناه أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا يَحيَى بنُ أبي طالِبٍ، أخبرَنا عبدُ الوَهّابِ ابنُ عَطاءٍ، أخبرَنا ابنُ جُرَيجٍ، عن أبي الزُّبَيرِ، عن جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ أنَّه قال: لَم يَطُفِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ولا أصحابُه بَينَ الصَّفا والمَروَةِ إلَّا طَوافًا واحِدًا؛ طَوافَه الأوَّلَ
(1)
. أخرَجَه مسلمٌ في "الصحيح" مِن حَديثِ يَحيَى القَطّانِ ومُحَمَّدِ بنِ بكرٍ عن ابنِ جُرَيجٍ
(2)
.
وهَذا لأنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان مُفرِدًا فيما نَعلَمُ، وبَعضُ أصحابِه كانوا قارِنِينَ فاقتَصَروا على سَعىٍ واحِدٍ، وأمّا عائشَةُ رضي الله عنها فكانَت قارِنَةً بإِدخالِ الحَجِّ على العُمرَةِ ولَم تَطُفْ بالبَيتِ ولا بالصَّفا والمَروَةِ قَبلَ عَرَفَةَ، فطافَت بعدَ ذَلِكَ بالبَيتِ وبَينَ الصَّفا والمَروَةِ، فقالَ لها رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما:
9493 -
أخبَرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ يوسُفَ الأصبَهانِيُّ قالا: أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ الفاكِهِيُّ بمَكَّةَ، حدثنا أبو يَحيَى ابنُ أبي مَسَرَّةَ، حدثنا خَلَّادُ بنُ يَحيَى، حدثنا إبراهيمَ بنُ نافِعٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ أبي نَجيحٍ، عن مُجاهِدٍ، عن عائشةَ أنَّها حاضَت
(1)
المصنف في الصغرى (1653)، والمعرفة (3003). وأخرجه أحمد (14414)، وأبو داود (1895)، والنسائي (2986)، وابن حبان (3819، 3914) من طريق ابن جريج به.
(2)
مسلم (1215).
بسَرِفَ وطَهَرَت بعَرَفَةَ، فقالَ لها رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"يَجزيكِ طَوافٌ واحِدٌ بَينَ الصَّفا والمَروَةِ لِحَجِّكِ وعُمرَتِكِ"
(1)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن الحُلوانِيِّ عن زَيدِ بنِ الحُبابِ عن إبراهيمَ بنِ نافِعٍ
(2)
.
9494 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ، أخبرَنا مسلمٌ، عن ابنِ جُرَيجٍ، عن عَطاءٍ أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال لِعائشَةَ:"طَوافُكِ بالبَيتِ وبَينَ الصَّفا والمَروَةِ يَكفيكِ لِحَجِّكِ وعُمرَتِكِ"
(3)
.
9495 -
وبِإِسنادِه قال: أخبرَنا الشّافِعِيُّ، أخبرَنا ابنُ عُيَينَةَ، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن عَطاءٍ، عن عائشةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثلَه.
قال الشّافِعِيُّ: ورُبَّما قال سفيانُ: عن عَطاءٍ، عن عائشةَ، ورُبَّما قال: عن عَطاءٍ، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال لِعائشَةَ
(4)
.
قال الشيخُ: رَواه ابنُ أبي عُمَرَ عن سُفيانَ مَوصولًا
(5)
.
(1)
المصنف في الصغرى (1694)، والمعرفة (3006)، والفاكهي في الفوائد (145). وأخرجه أبو عوانة (3162) عن ابن أبي مسرة به.
(2)
مسلم (1211/ 133).
(3)
المصنف في المعرفة (3004)، والشافعي 2/ 134. وأخرجه ابن البخاري في مشيخته (372/ 819) من طريق أبي العباس الأصم به. والدارقطني 2/ 262 من طريق مسلم بن خالد به.
(4)
المصنف في المعرفة (3005)، والشافعي 2/ 134. وأخرجه أبو داود (1897) عن الربيع بن سليمان به.
(5)
سيأتي تخريجه في (9897).
9496 -
أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا محمدُ بنُ صالِحِ بنِ هانِئٍ وإِبراهيمُ بنُ عِصمَةَ بنِ إبراهيمَ ومُحَمَّدُ بنُ القاسِمِ بنِ عبدِ الرَّحمَنِ قالوا: حدثنا السَّرِيُّ بنُ خُزَيمَةَ، حدثنا موسَى بنُ إسماعيلَ، حدثنا وُهَيبٌ، حدثنا ابنُ طاوُسٍ، عن أبيه، عن عائشةَ رضي الله عنها أنَّها أهَلَّت بعُمرَةٍ فجاءَت ولَم تَطُفْ بالبَيتِ حَتَّى حاضَت، فنَسَكَتِ المَناسِكَ كُلَّها وقَد أهَلَّت بالحَجِّ، فقالَ لها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"يَسَعُكِ طَوافُكِ لِحَجِّكِ وعُمرَتِكِ". فأبَت فبَعَثَ بها مَعَ عبدِ الرَّحمَنِ إلَى التَّنعيمِ فاعتَمَرَت بعدَ الحَجِّ
(1)
. رَواه مسلم في "الصحيح" عن محمدِ بنِ حاتِمٍ عن بَهزِ بنِ أسَدٍ عن وُهَيبٍ
(2)
.
9497 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا محمدُ بنُ يَعقوبَ الشَّيبانِيُّ، حدثنا إبراهيمَ بنُ إسحاقَ، حدثنا هارونُ بنُ عبدِ اللَّهِ. وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ قال: وأخبَرَنِي أبو أحمدَ الحافظُ، أخبرَنا أبو عَروبَةَ، حدثنا الفَضلُ بنُ يَعقوبَ قالا: حدثنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا ابنُ جُرَيجٍ، أخبرَنِي أبو الزُّبَيرِ أنَّه سَمِعَ جابِرًا يقولُ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على عائشةَ وهِىَ تَبكِي فقالَ: "ما لَكِ تَبكينَ؟ ". قالَت: أبكِي أن النّاسَ حَلّوا ولَم أحلِلْ، وطافوا بالبَيتِ ولَم أطُفْ، وهَذا الحَجُّ قَد حَضَرَ. قال:"إنَّ هذا أمرٌ كَتَبَه اللَّهُ على بَناتِ آدَمَ، فاغتَسِلِي وأَهِلِّي بالحَجِّ ثُمَّ حُجِّي". قالَت: ففَعَلتُ ذَلِكَ فلَمّا طَهَرتُ قال: "طوفِي بالبَيتِ وبَينَ الصَّفا والمَروَةِ ثُمَّ قَد حَلَلتِ مِن حَجِّكِ وعُمَرَتِكِ". فقالَت: يا رسولَ اللَّهِ،
(1)
أخرجه أحمد (24932) من طريق وهيب به.
(2)
مسلم (1211/ 132).
إنِّي أجِدُ في نَفسِي مِن عُمرَتِي أنِّي لَم أكُنْ طُفتُ حَتَّى حَجَجتُ. فقالَ: "اذهَبْ بها يا عبدَ الرَّحمَنِ فأَعمِرْها مِنَ التَّنعيمِ"
(1)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ حاتِمٍ وعَبدِ بنِ حُمَيدٍ عن محمدِ بنِ بكرٍ
(2)
.
9498 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ سَلمانَ بنِ الحَسَنِ الفَقيهُ ببَغدادَ إملاءً مِن أصلِ كِتابِه، حدثنا محمدُ بنُ غالِبِ بنِ حَربٍ، حدثنا أبو غَسّانَ مالكُ بنُ عبدِ الواحِدِ، حدثنا مُعاذُ بنُ هِشامٍ، حَدَّثَنِي أبي، عن مَطَرٍ الوَرّاقِ، عن أبي الزُّبَيرِ، عن جابِرٍ، أن عائشةَ رضي الله عنها في حَجَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أهَلَّت بعُمرَةٍ، فلَمّا كانَت بسَرِفَ حاضَت، فاشتَدَّ ذَلِكَ عَلَيها، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إنَّما أنتِ مِن بَناتِ آدَمَ يُصيبُكِ ما أصابَهُم". فلَمّا قَدِمَتِ البَطحاءَ أمَرَها نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأهَلَّت بالحَجِّ، فلَمّا قَضَت نُسُكَها وجاءَت إلَى الحَصباءِ أرادَت أن تَعتَمِرَ، فقالَ لها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إنَّكِ قَد قَضَيتِ حَجَّكِ وعُمرَتَكِ". وكانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا سَهلًا؛ إذا هَويَتِ الشَّئَ تابَعَها. قال مَطَرٌ: قال أبو الزُّبَيرِ: وكانَت عائشَةُ إذا حَجَّت صَنَعَت كما صَنَعَت. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن أبي غَسّانَ مالكِ بنِ عبدِ الواحِدِ
(3)
.
9499 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِي أبو بكرِ ابنُ عبدِ اللَّهِ، أخبرَنا الحَسَنُ بنُ سُفيانَ، حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ نُمَيرٍ، حدثنا أبي،
(1)
أخرجه أحمد (14322) عن محمد بن بكر به. وتقدم الحديث في (8796، 8817).
(2)
مسلم (1213/ 136).
(3)
مسلم (1213/ 137) - وعنه أبو عوانة (3172).
حدثنا عُبَيدُ اللَّهِ، عن نافِعٍ قال: أرادَ ابنُ عُمَرَ الحَجَّ حينَ نَزَلَ الحَجّاجُ بابنِ الزُّبَيرِ، فكَلَّمَه ابناه سالِمٌ وعَبدُ اللَّهِ فقالا: لا يَضُرُّكَ ألا تَحُجَّ العامَ؛ إنّا نَخافُ أن يَكونَ بَينَ النّاسِ قِتالٌ فيُحالَ بَينَكَ وبَينَ البَيتِ. قال: إن حيلَ بَينِي وبَينَ البَيتِ فعَلتُ كما فعَلنا مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حينَ حالَت كُفّارُ قُرَيشٍ بَينَه وبَينَ البَيتِ فحَلَقَ ورَجَعَ، وإِنِّي أُشهِدُكُم أنِّي قَد أوجَبتُ عُمرَةً. ثُمَّ خَرَجَ إلَى الشَّجَرَةِ فلَبَّى بعُمرَةٍ حَتَّى إذا أشرَفَ بظَهرِ البَيداءِ قال: ما أمرُهُما إلَّا واحِدٌ، إن حيلَ بَينِي وبَينَ العُمرَةِ حيلَ بَينِي وبَينَ الحَجِّ، اشْهَدُوا
(1)
أنِّي قَد أوجَبتُ حَجَّةً مَعَ عُمرَتِي. قال: ولَيسَ مَعَه يَومَئذٍ هَديٌ، فسارَ حَتَّى بَلَغَ قُدَيدًا ابتاعَ بها هَديًا فقَلَّدَه وأشعَرَه وساقَه مَعَه، حَتَّى إذا دَخَلَ مَكَّةَ طافَ لَهُما طَوافًا واحِدًا بالبَيتِ وبِالصَّفا والمَروَةِ، وكانَ يقولُ: مَن جَمَعَ بَينَ الحَجِّ والعُمرَةِ كَفاه طَوافٌ واحِدٌ، ولَم يَحِلَّ حَتَّى يَحِلَّ مِنهُما جَميعًا
(2)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ نُمَيرٍ
(3)
.
9500 -
أخبرَنا عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ، حدثنا عباسٌ الأَسْفاطِيُّ، حدثنا إبراهيمُ بنُ حَمزَةَ، حدثنا الدَّراوَردِيُّ (ح) وأخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ وأبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ الأصمُّ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ الصَّغانِيُّ، حدثنا يَعقوبُ بنُ محمدِ بنِ عيسَى وأحمَدُ
(1)
في س: "أشهدكم".
(2)
أخرجه أحمد (6268) عن ابن نمير به. والبخاري (4183)، والنسائي (2933) من طريق عبيد الله به.
(3)
مسلم (1230/ 181).
ابنُ أبي بكرٍ المَدَنِيُّ قالا: حدثنا الدَّراوَردِيُّ، عن عُبَيدِ اللَّهِ، عن نافِعٍ، عن ابنِ عُمَرَ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَن جَمَعَ بَينَ الحَجِّ والعُمرَةِ طافَ لَهُما طَوافًا واحِدًا وسَعَى لَهُما سَعيًا واحِدًا". زادا في رِوايَتِهِما: "ولَم يَحِلَّ حَتَّى يَحِلَّ مِنهُما جَميعًا"
(1)
.
ورُوِّينا في حَديثِ جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "دَخَلَتِ العُمرَةُ في الحَجِّ إلَى يَومِ القيامَةِ"
(2)
. وقيلَ في مَعناه: دَخَلَت في أجزاءِ أفعالِ الحَجِّ فاتَّحَدَتا في العَمَلِ؛ فلا يَطوفُ القارِنُ أكثَرَ مِن طَوافٍ واحِدٍ لَهُما وكَذَلِكَ السَّعىُ، كما لا يُحرِمُ لَهُما إلَّا إحرامًا واحِدًا. ورَوَى الشّافِعِيُّ في القَديمِ عن رَجُلٍ أظُنُّه إبراهيمَ بنَ محمدٍ عن جَعفَرِ بنِ محمدٍ، عن أبيه، عن عليِّ بنِ أبي طالِبٍ رضي الله عنه قال في القارِنِ: يَطوفُ طَوافَينِ ويَسعَى سَعيًا.
قال الشّافِعِيُّ: وهَذا على مَعنَى قَولِنا؛ يَعنِى يَطوفُ حينَ يَقدَمُ بالبَيتِ وبِالصَّفا والمَروَةِ ثُمَّ يَطوفُ بالبَيتِ لِلزّيارَةِ. وقالَ بَعضُ النّاسِ: عَلَيه طَوافانِ وسَعيانِ. واحتَجَّ فيه برِوايَةٍ ضَعيفَةٍ عن عليٍّ، وجَعفَرٌ يَروِى عن عليٍّ قَولَنا، وقَد رُوِّيناه عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(3)
.
قال الشيخُ: أصَحُّ ما روِىَ في الطَّوافَينِ عن عليٍّ رضي الله عنه:
(1)
أخرجه ابن حبان (3915) من طريق أحمد بن أبي بكر به. وأحمد (5350)، والترمذي (948)، وابن ماجه (2975)، وابن خزيمة (2745) من طريق الدراوردي به. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (756).
(2)
تقدم تخريجه في (8897).
(3)
ذكره المصنف في المعرفة عقب (3013).
9501 -
ما أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ الحارِثِ الفَقيهُ، أخبرَنا عليُّ بنُ عُمَرَ الحافظُ، حدثنا أبو محمدِ ابنُ صاعِدٍ، حدثنا محمدُ بنُ زُنبورٍ، حدثنا فُضَيلُ بنُ عِياضٍ، عن مَنصورٍ، عن إبراهيمَ، عن مالكِ بنِ الحارِثِ أو مَنصورٍ، عن مالكِ بنِ الحارِثِ، عن أبي نَصرٍ قال: لَقِيتُ عَليًّا رضي الله عنه وقَد أهلَلتُ بالحَجِّ وأهَلَّ هو بالحَجِّ والعُمرَةِ فقُلتُ: هَل أستَطيعُ أن أفعَلَ كما فعَلتَ؟ قال: ذَلِكَ لَو كُنتَ بَدأتَ بالعُمرَةِ. قُلتُ: كَيفَ أفعَلُ إذا أرَدتُ ذَلِكَ؟ قال: تأخُذُ إداوَةً مِن ماءٍ فتُفيضُها عَلَيكَ ثُمَّ تُهِلُّ بهِما جَميعًا ثُمَّ تَطوفُ لَهُما طَوافَينِ وتَسعَى لَهُما سَعيَينِ ولا يَحِلُّ لَكَ حَرامٌ دونَ يَومِ النَّحرِ. قال مَنصورٌ: فذَكَرتُ ذَلِكَ لِمُجاهِدٍ قال: ما كُنّا نُفتِي إلَّا بطَوافٍ واحِدٍ، فأمّا الآنَ فلا نَفعَلُ
(1)
. كَذا رُوِىَ عن فُضَيلٍ عن مَنصورٍ.
ورَواه الثَّورِيُّ عن مَنصورٍ فلَم يَذكُرْ فيه السَّعيَ
(2)
، وكَذَلِكَ شُعبَةُ وابنُ عُيَينَةَ
(3)
، وأبو نَصرٍ هذا مَجهولٌ
(4)
، فإِن صَحَّ فيَحتَمِلُ أن يَكونَ المُرادُ به طَوافَ القُدومِ وطَوافَ الزّيارَةِ وأرادَ سَعيًا واحِدًا على ما رَواه الثَّورِيُّ وصاحِباه، فلا يَكونُ لِرِوايَةِ جَعفَرٍ مُخالِفًا، وقَد رُوِىَ بأسانيدَ ضِعافٍ عن عليٍّ مَوقوفًا ومَرفوعًا قَد ذَكَرتُه في "الخِلافيّاتِ"، ومَدارُ ذَلِكَ على الحَسَنِ بنِ
(1)
الدارقطني 2/ 265.
(2)
تقدم عقب (8820).
(3)
تقدم تخريجهما في (8819، 8820).
(4)
هو أبو نصر ابن عمرو. ينظر الكلام عليه في التاريخ الكبير 9/ 76، والجرح والتعديل 9/ 448.