الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9442 -
وأخبرَنا أبو الحَسَنِ المُقرِئُ، أخبرَنا الحَسَنُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أبو الرَّبيعِ، حدثنا حَمّادُ بنُ زَيدٍ، حدثنا بُدَيلُ بنُ مَيسَرَةَ، عن المُغيرَةِ بنِ حَكيمٍ، عن صَفيَّةَ بنتِ شَيبَةَ، عن أُمِّ ولَدٍ لِشَيبَةَ أنَّها قالَت: رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِن خَوخَةٍ
(1)
وهو يَسعَى في بَطنِ المَسيلِ بَينَ الصَّفا والمَروَةِ وهو يقولُ: "لا يُقطَعُ الوادِى - أو: الأبطَحُ - إلَّا شَدًّا
(2)
".
9443 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا يَحيَى بنُ أبي طالِبٍ، أخبرَنا عبدُ الوَهّابِ، أخبرَنا ابنُ جُرَيجٍ، عن أبي الزُّبَيرِ، عن جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ أنَّه كان يقولُ: لا يَحُجُّ مِن قَريبٍ ولا بَعيدٍ إلَّا أن يَطوفَ بَينَ الصَّفا والمَروَةِ، وأنَّ النِّساءَ لا يَحلِلنَ لِلرِّجالِ حَتَّى يَطُفنَ بَينَ الصَّفا والمَروَةِ.
بابُ بَدءِ السَّعىِ بَينَ الصَّفا والمَروَةِ
9444 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو الحَسَنِ محمدُ بنُ
= 9/ 205، وتهذيب الكمال 28/ 595، وقال ابن حجر في التقريب 2/ 279: صدوق له أوهام، سيئ الحفظ.
(1)
الخوخة: باب صغير كالنافذة الكبيرة، وتكون بين بيتين يُنصب عليها باب. النهاية 2/ 86.
(2)
أي: عَدْوًا. تاج العروس 8/ 240 (ش د د).
والحديث أخرجه أحمد (27281)، والنسائي (2980) من طريق حماد به، وفيه: عن "امرأة" بدلًا من: "أم ولد لشيبة". وابن ماجه (2987) من طريق بديل به. وليس عندهما: المغيرة بن حكيم. وصححه الألباني في صحيح النسائي (2789).
الحَسَنِ بنِ مَنصورٍ، أخبرَنا هارونُ بنُ يوسُفَ بنِ زيادٍ، حدثنا ابنُ أبي عُمَرَ، حدثنا عبدُ الرَّزّاقِ، أخبرَنا مَعمَرٌ، عن كَثيرِ بنِ كَثيرِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ أبي وداعَةَ وأيّوبَ، يَزيدُ أحَدُهُما على صاحِبِه، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ قال: قال ابنُ عباسٍ: أوَّلُ ما اتَّخَذَ النِّساءُ المِنطَقَ
(1)
مِن قِبَلِ أُمِّ إسماعيلَ، اتَّخَذَت مِنطَقًا لِتُعفِىَ أثَرَها على سارَةَ، ثُمَّ جاءَ بها إبراهيمُ عليه السلام وبابنِها إسماعيلَ عليه السلام وهِىَ تُرضِعُه حَتَّى وضَعَها
(2)
عِندَ البَيتِ، ولَيسَ بمَكَّةَ يَومَئذٍ أحَدٌ ولَيسَ بها ماءٌ، فوَضَعَهُما هُنالِكَ ووَضَعَ عِندَهُما جِرابًا فيه تَمرٌ وسِقاءً فيه ماءٌ، ثُمَّ قَفَّى إبراهيمُ مُنطَلِقًا، فتَبِعَته أُمُّ إسماعيلَ وقالَت: يا إبراهيمُ أينَ تَذهَبُ وتَترُكُنا بهَذا الوادِى الَّذِي لَيسَ فيه أنيسٌ ولا شَئٌ؟ قالَت ذَلِكَ ثَلاثَ مِرارٍ
(3)
وجَعَلَ لا يَلتَفِتُ، فقالَت له: آللهُ أمَرَكَ بهَذا؟ قال: نَعَم. قالَت: إذن لا يُضَيِّعُنا. ثُمَّ رَجَعَت، وانطَلَقَ إبراهيمُ حَتَّى إذا كان عِندَ البَيتِ حَيثُ لا يَرَونَه استَقبَلَ بوَجهِه البَيتَ، ثُمَّ دَعا بهَذِه الدَّعَواتِ ورَفَعَ يَدَيه وقالَ:{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} حَتَّى بَلَغَ: {لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [إبراهيم: 37]. فجَعَلَت أُمُّ إسماعيلَ تُرضِعُ إسماعيلَ وتَشرَبُ مِن ذَلِكَ الماءِ حَتَّى إذا نَفِدَ ما في السِّقاءِ عَطِشَت وعَطِشَ ابنُها وجاعَ، وجَعَلَت تَنظُرُ إلَيه يَتَلَوَّى - أو قال: يَتَلَبَّطُ - فانطَلَقَت كَراهيَةَ أن تَنظُرَ إلَيه، فوَجَدَتِ الصَّفا أقرَبَ جَبَلٍ في الأرضِ يَليها
(1)
المنطق: النِّطاق، وجمعه مَناطِقُ؛ وهو أن تلبس المرأة ثوبها ثم تشد وسطها بشيء وترفع وسط ثوبها وترسله على الأسفل عند معاناة الأشغال لئلا تعثر في ذيلها. النهاية 5/ 75.
(2)
في م: "وضعهما".
(3)
في س، م:"مرات".
فقامَت عَلَيه، ثُمَّ استَقبَلَتِ الوادِىَ تَنظُرُ هَل تَرَى أحَدًا فلَم تَرَ أحَدًا، فهَبَطَت مِنَ الصَّفا حَتَّى إذا بَلَغَتِ الوادِىَ رَفَعَت طَرَفَ دِرعِها، ثم سَعَت سَعىَ الإنسانِ المَجهودِ حَتَّى جاوَزَتِ الوادِىَ، ثُمَّ أتَتِ المَروَةَ فقامَت عَلَيها، فنَظرَت هَل تَرَى أحَدًا فلَم تَرَ أحَدًا، ففَعَلَت ذَلِكَ سَبعَ مَرّاتٍ، قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"فلِذَلِكَ سَعَى النّاسُ بَينَهُما". فلَمّا أشرَفَت على المَروَةِ سَمِعَت صَوتًا فقالَت: صَهٍ - تُريدُ نَفسَها - ثُمَّ تَسَمَّعَت أيضًا فسَمِعَت، فقالَت: قَد أسمَعتَ إن كان عِندَكَ غَوَاثٌ
(1)
. فإِذا هِىَ بالمَلَكِ عِندَ مَوضِعِ زَمزَمَ يَبحَثُ بعَقِبِه - أو قال: بجَناحِه - حَتَّى ظَهَرَ الماءُ، فجَعَلَت تُحَوِّضُه
(2)
، وجَعَلَت تَغرِفُ مِنَ الماءِ في سِقائِها وهِىَ تَفورُ بقَدْرِ ما تَغرِفُ. قال: قال ابنُ عباسٍ: فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَرحَمُ اللَّهُ أُمَّ إسماعيلَ لَو تَرَكَت زَمزَمَ - أو قال: لَو لَم تَغرِفْ مِنَ الماءِ - لَكانَت زَمزَمُ عَينًا مَعينًا". فشَرِبَت وأرضَعَت ولَدَها، وقالَ لها المَلَكُ: لا تَخافِي مِنَ الضَّيعَةِ، فإِنَّ ههنا بَيتَ اللَّهِ يَبنيه هذا الغُلامُ وأبوه، وإنَّ اللَّهَ لا يُضَيِّعُ أهلَه. وذَكَرَ الحديثَ بطولِهِ
(3)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن عبدِ اللَّهِ بنِ محمدٍ عن عبدِ الرَّزّاقِ
(4)
.
(1)
قال ابن حجر: غواث بفتح أوله للأكثر وتخفيف الواو وآخره مثلثة، قيل: وليس في الأصوات فعال بفتح أوله غيره. وحكى ابن الأثير ضم أوله، والمراد به على هذا المستغيث. وحكى ابن قرقول كسره أيضًا، والضم رواية أبي ذر، وجزاء الشرط محذوف تقديره: فأغثنى. فتح الباري 6/ 402.
(2)
في الأصل: "تحوطه". وتحوضه: أي تجعل له حوضا. مشارق الأنوار 1/ 209، 216.
(3)
عبد الرزاق (9107)، وعنه أحمد (3250) مقتصرًا على ذكر المرفوع. وأخرجه النسائي في الكبرى (8379) من طريق معمر به.
(4)
البخاري (3364).