الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
موسَى، عن عمرِو بنِ شُعَيبٍ، عن أبيه، عن جَدِّه، عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَن قُتِلَ خطأً فديَتُه مِائَةٌ مِنَ الإبِلِ؛ ثَلاثونَ بَناتِ مَخاضٍ، وثَلاثونَ بَناتِ لَبونٍ، وثَلاثونَ حِقَّةً، وعَشرٌ بَنو لَبونٍ"
(1)
. قال علىٌّ: محمدُ بنُ راشِدٍ ضَعيفٌ عِندَ أهلِ الحَديثِ
(2)
.
بابُ مَن قال: هِىَ أخماسٌ. وجَعَلَ أحَدَ أخماسِها بَنِى المخاضِ دونَ بَنِى اللَّبونِ
16245 -
أخبرَنا أبو علىٍّ الحَسَنُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ ببَغدادَ، أخبرَنا حَمزَةُ بنُ محمدِ بنِ العباسِ، حدثنا العباسُ بنُ محمدٍ الدُّورِىُّ، حدثنا عُبَيدُ اللهِ بنُ موسَى، أخبرَنا إسرائيلُ، عن أبى إسحاقَ، عن عَلقَمَةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ أنَّه قال: فى الخَطأَ أخماسًا؛ عِشرونَ حِقَّةً، وعِشرونَ جَذَعَةً، وعِشرونَ بَناتِ لَبونٍ، وعِشرونَ بَناتِ مَخاضٍ، وعِشرونَ بَنِى مَخاضٍ
(3)
.
وكَذَلِكَ روَاه وكيعُ بنُ الجَرّاحِ فى كِتابِه المُصَنَّفِ فى الدّيَاتِ عن سُفيانَ الثَّورِىِّ عن مَنصورٍ عن إبراهيمَ عن عبدِ اللَّهِ
(4)
. وعن سُفيانَ عن أبى إسحاقَ
(1)
الدارقطنى 3/ 176. وأخرجه أحمد (6663)، وأبو داود (4541)، والنسائى (4815)، وابن ماجه (2630) من طريق محمد بن راشد به. وحسنه الألبانى فى صحيح أبى داود (3805).
(2)
الدارقطنى 3/ 176. ومحمد بن راشد تقدم فى (15522).
(3)
المصنف فى الصغرى (3073).
(4)
أخرجه ابن أبى شيبة (27165)، والدارقطنى 3/ 173، 174 من طريق وكيع به.
عن عَلقَمَةَ عن عبدِ اللَّهِ
(1)
.
وكذلك روَاه عبدُ الرَّحمَنِ بنُ مَهدِىٍّ وعَبدُ اللَّهِ بنُ الوَليدِ العَدَنِىُّ عن الثَّورِىِّ عن مَنصورٍ عن إبراهيمَ عن عبدِ اللهِ رضي الله عنه.
16246 -
وأخبرَنا أبو الحُسَينِ علىُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ بِشْرانَ ببَغدادَ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ، حدثنا محمدُ بنُ عبدِ المَلِكِ، حدثنا يَزيدُ بنُ هارونَ، أخبرَنا سُلَيمانُ التَّيمِىُّ، عن أبى مجلَزٍ، عن أبى عُبَيدَةَ، عن عبدِ اللهِ فى ديَةِ الخَطأَ: أخماسٌ؛ خُمسٌ بَنو مَخاضٍ، وخُمسٌ بَناتُ مَخاضٍ، وخُمسٌ بَناتُ لَبونٍ، وخُمسٌ حِقاقٌ، وخُمسٌ جِذاعٌ
(2)
.
هذا هو المَعروفُ عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ بهَذِه الأسانيدِ، وقَد رَوَى بَعضُ حُفّاظِنا وهو الشيخُ أبو الحَسَنِ الدّارَقُطنِىُّ هذه الأسانيدَ عن عبدِ اللهِ، وجَعَلَ مَكانَ بَنِى المَخاضِ بَنِى اللَّبونِ، وهو غَلَطٌ مِنه، وقَد رأيتُه أيضًا فى كِتابِ محمدِ بنِ إسحاقَ بنِ خُزَيمَةَ -وهو إمامٌ- فى رِوايَةِ وكيعٍ عن سُفيانَ بإِسنادَيه كَذَلِكَ: بَنِى لَبونٍ، وفِى رِوايَةِ سعيدِ بنِ بَشيرٍ عن قَتادَةَ عن أبى مجلَزٍ عن أبى عُبَيدَةَ عن ابنِ مَسعودٍ كَذَلِكَ: بَنِى لَبونٍ
(3)
، ورَواه مِن حَديثِ يَحيَى يَعنِى ابنَ أبى زائدَةَ عن أبيه وغَيرِه عن أبى إسحاقَ عن عَلقَمَةَ عن ابنِ مَسعودٍ: بَنِى
(1)
أخرجه ابن أبى شيبة (27164)، والدارقطنى 3/ 172 من طريق وكيع به.
(2)
المصنف فى الصغرى (3074). وأخرجه الدارقطنى 3/ 172 من طريق سليمان التيمى به. وحسن إسناده ابن حجر فى التلخيص 4/ 21.
(3)
أخرجه الدارقطنى 3/ 172 من طريق سعيد بن أبى عروبة عن قتادة به.
مَخاضٍ. فإِن كان ما روَياه مَحفوظًا فهو الذِى نَميلُ إلَيه، وصارَتِ الرِّواياتُ فيه عن ابنِ مَسعودٍ مُتَعارِضَةً، ومَذهَبُ عبدِ اللهِ مَشهورٌ فى بَنِى المَخاضِ، وقَدِ اختارَ أبو بكرِ ابنُ المُنذِرِ فى هذا مَذهَبَه؛ واحتَجَّ بأنَّ الشّافِعِىَّ رحمه الله إنَّما صارَ إلَى قَولِ أهلِ المَدينَةِ فى ديَةِ الخَطأِ؛ لأنّ النّاسَ قَدِ اختَلَفوا فيها، والسُّنَّةُ عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم ورَدَت مُطلَقَةً بمائَةٍ مِنَ الإبِلِ غَيرَ مُفَسَّرَةٍ، واسمُ الإبِلِ يَتَناوَلُ الصِّغارَ والكِبارَ؛ فألزَمَ القاتِلَ أقَلَّ ما قالوا أنَّه يَلزَمُه، فكانَ عِندَه قَولُ أهلِ المَدينَةِ أقَلَّ ما قيلَ فيها، وكأنَّه لَم يَبلغْه قَولُ عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ، فوَجَدنا قَولَ عبدِ اللهِ أقَلَّ ما قيلَ فيها؛ لأنَّ بَنِى المَخاضِ أقَلُّ مِن بَنى اللَّبونِ، واسمُ الإبِلِ يَتَناوَلُه، فكانَ هو الواجِبَ دونَ ما زادَ عَلَيه، وهو قَولُ صَحابِىٍّ؛ فهو أولَى مِن غَيرِه، وبِاللَّهِ التَّوفيقُ.
وقَد رُوِىَ حَديثُ ابنِ مَسعودٍ مِن وجهٍ آخَرَ مَرفوعًا ولا يَصِحُّ رَفعُه:
16247 -
حدثنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ الأصبَهانِىُّ، أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ الأعرابِىِّ (ح) و أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارىُّ وأبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ قالا: أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفارُ قالا: حدثنا سَعدانُ بنُ نَصرٍ، حدثنا أبو مُعاويَةَ محمدُ بنُ خازِمٍ، عن الحَجّاجِ، عن زَيدِ بنِ جُبَيرٍ، عن خِشفِ بنِ مالكٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ الدّيَةَ فى الخَطأَ أخماسًا
(1)
. لَم يَزِدْ على هَذا.
16248 -
وأخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارىُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ،
(1)
المصنف فى الصغرى (3079)، وأخرجه أحمد (3635)، والدارمى (2412) من طريق أبى معاوية به.
حدثنا أبو داودَ، حدثنا مُسَدَّدٌ، حدثنا عبدُ الواحِدِ، حدثنا الحَجّاجُ، عن زَيدِ بنِ جُبَيرٍ، عن خِشفِ بنِ مالكٍ الطّائىِّ، عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فى ديَةِ الخَطأِ: "عِشرونَ حِقَّةً، وعِشرونَ جَذَعَةً، وعِشرونَ ابنَةَ مَخاضٍ، وعِشرونَ ابنَةَ لَبونٍ، وعِشرونَ ابنَ مَخاضٍ ذكرٌ"
(1)
. قال أبو داودَ: وهو قَولُ عبدِ اللهِ
(2)
. يَعنِى إنَّما رُوِىَ مِن قَولِ عبدِ اللهِ مَوقوفًا غَيرَ مَرفوعٍ.
أخبرَنا أبو عبدِ الرَّحمَنِ السُّلَمِىُّ وأبو بكرِ ابنُ الحارِثِ الفَقيهُ قالا: قال أبو الحَسَنِ الدّارَقُطنِىُّ الحافظُ فى تَعليلِ هذا الحَديثِ
(3)
: لا نَعلَمُ روَاه إلَّا خِشفُ بنُ مالكٍ، وهو رَجُلٌ مَجهولٌ لَم يَروِ عنه إلَّا زَيدُ بنُ جُبَيرِ بنِ حَرمَلٍ الجُشَمِىُّ، ولا نَعلَمُ أحَدًا روَاه عن زَيدِ بنِ جُبَيرٍ إلَّا حَجّاجُ بنُ أرطاةَ، والحَجّاجُ فرَجُلٌ مَشهورٌ بالتَّدليسِ، وبأنَّه يُحَدِّثُ عَمَّن لَم يَلقَه ولَم يَسمَعْ مِنه. قال: ورَواه جَماعَةٌ مِنَ الثِّقاتِ عن الحَجّاجِ فاختَلَفوا عَلَيه فيه؛ فرَواه عبدُ الرَّحيمِ بنُ سُلَيمانَ وعَبدُ الواحِدِ بنُ زيادٍ على اللَّفظِ الذِى ذَكَرنا عنه، وروَاه يَحيَى بنُ سعيدٍ الأُمَوِىُّ عن الحَجّاجِ فجَعَلَ مَكانَ الحِقاقِ بَنِى اللَّبونِ، وروَاه إسماعيلُ بنُ عَيّاشٍ عن الحَجّاجِ فجَعَلَ مَكانَ بَنِى المَخاضِ بَنِى اللَّبونِ، وروَاه أبو مُعاويَةَ الضَّريرُ وحَفصُ بنُ غياثٍ وجَماعَةٌ عن الحَجّاجِ
(1)
المصنف فى الصغرى (3080)، وأبو داود (4545). وأخرجه أحمد (4303)، والترمذى (1386)، والنسائى (4816)، وابن ماجه (2631) من طريق الحجاج به. وضعفه الألبانى فى ضعيف أبى داود (984).
(2)
أبو داود عقب (4545).
(3)
ينظر العلل للدارقطنى 3/ 174 - 176.
بهَذا الإِسنادِ قال: جَعَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ديَةَ الخَطأِ أخماسًا. لَم يَزيدوا على هذا ولَم يَذكُروا فيه تَفسيرَ الأخماسِ، فيُشبِهُ أن يَكونَ الحَجّاجُ رُبَّما كان يُفَسِّرُ الأخماسَ برأيِه بعدَ فراغِه مِنَ الحَديثِ، فيَتَوَهَّمُ السّامِعُ أن ذَلِكَ فى الحَديثِ ولَيس كَذَلِكَ.
قالَ الشيخُ: وكَيفَما كان فالحَجّاجُ بنُ أرطاةَ غَيرُ مُحتَجٍّ به، وخِشفُ بنُ مالكٍ مَجهولٌ
(1)
، والصَّحيحُ أنَّه مَوقوفٌ على عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ، والصَّحيحُ عن عبدِ اللهِ أنَّه جَعَلَ أحَدَ أخماسِها بَنِى المَخاضِ فى الأسانيدِ التى تَقَدَّم ذِكرُها، لا كما تَوَهَّمَه شَيخُنا أبو الحَسَنِ الدّارَقُطنِىُّ رَحِمَنا اللهُ وإيّاه، وقَدِ اعتَذَرَ مَن رَغِبَ عن قَولِ عبدِ اللهِ رضي الله عنه فى هذا بشَيئَينِ؛ أحَدُهُما، ضَعفُ رِوايَةِ خِشفِ بنِ مالكٍ عن ابنِ مَسعودٍ بما ذَكَرنا، وانقِطاعُ رِوايَةِ مَن روَاه عنه مَوقوفًا؛ فإِنَّه إنَّما روَاه إبراهيمُ النَّخَعِىُّ عن عبدِ اللهِ، وأبو عُبَيدَةَ ابنُ عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ عن أبيه، وأبو إسحاقَ عن عَلقَمَةَ عن عبدِ اللهِ، ورِوايَةُ إبراهيمَ عن عبدِ اللهِ مُنقَطِعَةٌ لا شَكَّ فيها، ورِوايَةُ أبى عُبَيدَةَ عن أبيه؛ لأنَّ أبا عُبَيدَةَ لَم يُدرِكْ أباه، وكَذَلِكَ رِوايَةُ أبى إسحاقَ السَّبيعِىِّ عن عَلقَمَةَ مُنقَطِعَةٌ؛ لأنَّ أبا إسحاقَ رأى عَلقَمَةَ لَكِن لَم يَسمَعْ مِنه شَيئًا: أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو عمرِو ابنُ السَّمّاكِ، حدثنا حَنبَلُ بنُ إسحاقَ، حَدَّثَنِى أبو عبدِ اللهِ وهو أحمدُ بنُ حَنبَلٍ، حدثنا محمدُ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا
(1)
تقدم الكلام على الحجاج بن أرطاة عقب (32). وينظر الكلام على خشف بن مالك فى: التاريخ الكبير 3/ 226، والجرح والتعديل 3/ 401، وثقات ابن حبان 4/ 214، وتهذيب الكمال 27/ 169، وقال ابن حجر فى التقريب 1/ 223: وثقه النسائى.
شُعبَةُ، عن عمرِو بنِ مُرَّةَ قال: سألتُ أبا عُبَيدَةَ: هَل تَذكُرُ مِن عبدِ اللهِ شَيئًا؟ قال: ما أذكُرُ مِنه شَيئًا
(1)
.
أخبرَنا أبو سَعدٍ المالينِىُّ، أخبرَنا أبو أحمدَ ابنُ عَدِىٍّ الحافظُ، حدثنا أبو عَروبَةَ ويَحيَى بنُ صاعِدٍ قالا: حدثنا بُندارٌ، حدثنا أُمَيَّةُ بنُ خالِدٍ، حدثنا شُعبَةُ قال: كُنتُ عِندَ أبى إسحاقَ فقالَ رَجُلٌ لأبِى إسحاقَ: إنَّ شُعبَةَ يقولُ: إنَّكَ لَم تَسمَعْ مِن عَلقَمَةَ شَيئًا. فقالَ: صَدَقَ
(2)
.
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ قال: سَمِعتُ العباسَ بنَ محمدٍ الدُّورِىَّ يقولُ: سَمِعتُ يَحيَى بنَ مَعينٍ يقولُ: أبو إسحاقَ قَد رأى علقمةَ ولَم يَسمَعْ مِنه
(3)
.
والآخَرُ، حَديثُ سَهلِ بنِ أبى حَثمَةَ فى الذِى ودَاه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال فيه: بمائَةٍ مِن إبِلِ الصَّدَقَةِ
(4)
. وبَنو المَخاضِ لا مَدخَلَ لها فى أصلِ الصَّدَقاتِ واللَّهُ أعلَمُ. وحَديثُ القَسامَةِ وإِن كان فى قَتلِ العَمدِ ونَحنُ نَتَكَلَّمُ فى قَتلِ الخَطأِ، فحينَ لَم يَثبُتْ ذَلِكَ القَتلُ على أحَدٍ مِنهُم بعَينِه ودَاه النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بديَةِ الخَطأِ مُتَبَرِّعًا بذَلِكَ واللَّهُ أعلمُ، والَّذِى يَدُلُّ عَلَيه أنَّه قال: مِن إبِلِ الصَّدقةِ. ولا مَدخَلَ لِلخَلِفاتِ التى تَجِبُ فى ديَةِ العَمدِ فى أصلِ الصَّدَقاتِ.
(1)
المصنف في الصغرى (3077). وابن أبى حاتم فى المراسيل ص 256 (952).
(2)
المصنف فى الصغرى (3076). والكامل لابن عدى 1/ 86، والمراسيل لابن أبى حاتم ص 145 (525).
(3)
المصنف فى الصغرى (3078)، وتاريخ ابن معين برواية الدورى 3/ 349 (1690).
(4)
تقدم فى (16236).