الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتابُ قتالِ أهلِ البغي
جِماعُ أبوابِ الرُّعاةِ
بابٌ الأئمَّةُ مِن قُرَيشٍ
16609 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا محمدُ بن صالِحٍ، حدثنا محمدُ بن عمرٍو الحَرَشِيُّ، حدثنا القَعنَبِيُّ (ح) وأخبرَنا أبو عبد الله، أخبرَنِي أبو النَّضرِ الفَقيهُ، حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بن شُعَيبٍ، حدثنا قُتَيبَةُ بن سعيدٍ قالا: حدثنا المُغيرَةُ بن عبد الرَّحمَن، عن أبي الزِّناد، عن الأعرَج، عن أبي هريرةَ، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"النّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيشٍ في هذا الشّأن، مُسلِمُهُم تَبَعٌ لِمُسلِمِهِم، وكافِرُهُم تَبَعٌ لِكافِرِهِم"
(1)
. رَواه البخاريُّ ومُسلِم في "الصحيح" عن قُتَيبَةَ، ورَواه مُسلِمٌ عن القَعنَبِيِّ
(2)
.
16610 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بن عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا أبو مسلمٍ، حدثنا أبو عاصمٍ، عن ابنِ جُرَيجٍ، عن أبي الزُّبَير، عن جابِرٍ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "النّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيشٍ في الخَيرِ والشَّرِّ"
(3)
. أخرَجَه مُسلِمٌ في "الصحيح" مِن حَديثِ رَوحٍ عن ابنِ جُرَيجٍ
(4)
.
16611 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنِي أبو النَّضرِ محمدُ بن
(1)
المصنف في الصغرى (3198) من طريق القعنبي به. وأخرجه أحمد (7306) من طريق أبي الزناد به.
(2)
البخاري (3495)، ومسلم (1/ 1818) عن القعنبى وقتيبة.
(3)
أخرجه أحمد (15111) من طريق ابن جريج به.
(4)
مسلم (1819/ 3).
محمدِ بنِ يوسُفَ، حدثنا عثمانُ بن سعيدٍ الدارميُّ (ح) وأخبرَنا أبو الحَسَنِ بنُ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بن عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا الأسفاطِيُّ قالا: حدثنا أبو الوَليد، حدثنا عاصِمُ بن محمدٍ قال: سَمِعتُ أبي يُحَدِّثُ عن ابنِ عُمَرَ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَزالُ هذا الأمرُ في قُرَيشٍ ما كان في النّاسِ اثنَانِ". وفِي رِوايَةِ الدّارِمِيِّ: "ما بَقِيَ مِنَ النّاسِ اثنانِ"
(1)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أبي الوَليدِ
(2)
، ورَواه البخاريُّ ومُسلِمٌ عن أحمدَ بنِ يونُسَ عن عاصِمِ بنِ محمدٍ
(3)
.
16612 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو بكرٍ أحمدُ بن الحَسَنِ القاضِي قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بن خالِدِ بنِ خَلِيٍّ، حدثنا بشرُ بن شُعَيبِ بنِ أبي حَمزَةَ، عن أبيه (ح) وأخبرَنا القاضِي أبو بكرٍ أحمدُ بن الحَسَنِ الحَرَشِيُّ، أخبرَنا أبو سَهلٍ أحمدُ بن محمدِ بنِ عبد اللهِ بنِ زيادٍ القَطّانُ، حدثنا أبو يَحيَى عبدُ الكَريمِ بن الهَيثَم، حدثنا أبو اليَمان، أخبرَنِي شُعَيبُ بن أبي حَمزَةَ، عن الزُّهرِيِّ قال: كان محمدُ بن جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ يُحَدِّثُ أنَّه بَلَغَ مُعاويَةَ - وهو عِندَه في وفدٍ مِن قُرَيشٍ - أن عبدَ اللهِ بنَ عمرِو بنِ العاصِ يُحَدِّثُ أنَّه سَيَكونُ مَلِكٌ مِن قَحطانَ، فغَضِبَ مُعاويَةُ فقامَ فأثنَى على اللهِ بما هو أهلُه، ثُمَّ قال: أمّا بَعدُ؛ فإِنَّه بَلَغَنِي أن رِجالًا مِنكُم يَتَحَدَّثونَ أحاديثَ لَيسَت في كِتابِ اللهِ ولا تُؤثَرُ عن
(1)
تقدم في (5361).
(2)
البخاري (3501).
(3)
البخاري (7140)، ومسلم (1820/ 4).
رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أولَئكَ جُهّالُكُم، فإيّاكُم والأمانِيَّ التي تُضِلُّ أهلَها؛ فإِنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ:"إنَّ هذا الأمرَ في قُرَيشٍ، لا يُعاديهِم فيه أحَدٌ إلَّا كَبَّه اللهُ على وجهِه ما أقاموا الدِّينَ"
(1)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أبي اليَمانِ
(2)
.
16613 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ محمدُ بن الحُسَينِ بنِ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بن جَعفَرِ بنِ دُرُسْتُويَه، حدثنا يَعقوبُ بن سُفيانَ، حَدَّثَنِي عبدُ العَزيزِ بن عبد اللهِ الأُوَيْسِيُّ، حدثنا إبراهيمُ بن سَعدٍ، عن صالِحِ بنِ كَيسانَ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عُبَيدِ اللهِ بنِ عبد اللهِ بنِ عُتبَةَ بنِ مَسعودٍ، عن ابنِ عباسٍ قال: قال عُمَرُ بن الخطابِ رضي الله عنه: إنَّه كان مِن خَبَرِنا حينَ تَوَفَّى اللهُ نَبيَّه صلى الله عليه وسلم أن الأنصارَ خالَفونا واجتَمَعوا بأسْرِهِم في سَقيفَةِ بَنِي ساعِدَةَ، وخالَفَ عَنّا عليٌّ والزُّبَيرُ ومَن مَعَهُما، واجتَمَعَ المُهاجِرونَ إلَى أبي بكرٍ رضي الله عنه، فقُلتُ لأبِي بكرٍ: يا أبا بكرٍ، انطَلِقْ بنا إلَى إخوانِنا هَؤُلاءِ مِنَ الأنصارِ. فانطَلَقنا نُريدُهُم، فلَمّا دَنَونا مِنهُم لَقِيَنا مِنهُم رَجُلانِ صالِحانِ فذَكَرا ما تَمالأَ عَلَيه القَومُ، فقالا: أينَ تُريدونَ يا مَعشَرَ المُهاجِرينَ؟ فقُلنا: نُريدُ إخوانَنا هَؤُلاءِ مِنَ الأنصارِ. فقالا: لا عَلَيكُم ألَّا تَقرَبوهُم، اقضوا أمرَكُم. فقُلتُ: واللهِ لَنأتيَنَهُم، فانطَلَقنا حَتَّى أتَيناهُم في سَقيفَةِ بَنِي ساعِدَةَ، فإِذا رَجُلٌ مُزَمَّلٌ بَينَ ظَهرانَيهِم، فقُلتُ: مَن هذا؟ قالوا: سَعدُ بن عُبادَةَ.
(1)
أخرجه أحمد (16852)، والنسائي في الكبرى (8750) من طريق بشر بن شعيب به.
(2)
البخاري (3500، 7139).
فقُلتُ: ما له؟ قالوا: يُوعَكُ. فلَمّا جَلَسنا قَليلًا تَشَهَّدَ خَطيبُهُم فأثنَى على اللهِ بما هو أهلُه، ثُمَّ قال: أمَّا بَعدُ، فنَحنُ أنصارُ اللهِ وكَتيبَةُ الإسلام، وأنتُم - مَعشَرَ المُهاجِرينَ - رَهطٌ مِنّا، وقَد دَفَّت دافَّةٌ
(1)
مِن قَومِكُم، فإِذا هُم يُريدونَ أن يَختَزِلُونا مِن أصلِنا
(2)
، وأن يَحضُنُونا
(3)
مِنَ الأمرِ. قال: فلَمّا سَكَتَ أرَدتُ أن أتَكَلَّمَ، وكُنتُ زَوَّرتُ مَقالَةً أعجَبَتني أُريدُ أن أُقَدِّمَها بَينَ يَدَي أبي بكرٍ رضي الله عنه، وكُنتُ [أُدارِئُ مِنه]
(4)
بَعضَ الحَدِّ
(5)
، فلَمّا أرَدتُ أن أتَكَلَّمَ قال أبو بكرٍ رضي الله عنه: على رِسْلِكَ. فكَرِهتُ أن أُغضِبَه، فتَكَلَّمَ أبو بكرٍ رضي الله عنه، فكانَ هو أحلَمَ مِنِّي وأوقَرَ، واللهِ ما تَرَكَ مِن كَلِمَةٍ أعجَبَتنِي في تَزويرِي إلَّا قال في بَديهَتِه مِثلَها أو أفضَلَ مِنها حَتَّى سَكَتَ؛ قال: ما ذَكَرتُم مِن خَيرٍ فأنتُم له أهلٌ، ولَن نَعرِفَ
(6)
هذا الأمرَ إلَّا لِهَذا الحَيِّ مِن قُرَيشٍ، هُم أوسَطُ العَرَبِ نَسَبًا ودارًا، وقَد رَضِيتُ لَكُم أحَدَ هَذَينِ الرَّجُلَينِ فبايِعوا أيَّهُما شِئتُم، وأخَذَ بيَدِي وبيَدِ أبي عُبَيدَةَ ابنِ الجَرّاحِ وهو جالِسٌ بَينَنا، فلَم أكرَهْ مِمّا قال غَيرَها، كان واللهِ أن أُقَدَّمَ فتُضرَبَ عُنُقِي لا يُقَرِّبُنِي ذَلِكَ مِن إثمٍ أحَبَّ إلَيَّ مِن أن أتأمَّرَ على قَومٍ فيهِم أبو بكرٍ رضي الله عنه، اللَّهُمَّ إلا أن تُسَوِّلَ لِي نَفسِي عِندَ المَوتِ شَيئًا لا
(1)
الدافة: القوم يسيرون جماعة. النهاية 2/ 124.
(2)
يختزلونا من أصلنا: أي يقطعونا عن الأمر وينفردوا به دوننا. فتح الباري 12/ 151.
(3)
في س: "يخصوننا"، وفي ص 8:"يحضوننا". وأحضنت الرجل عن كذا: إذا نحيته عنه واستبددت به دونه. مشارق الأنوار 1/ 207.
(4)
في س، ص 8:"أدرى منه"، وفي م:"أدارئ عنه".
(5)
الحَدُّ: الغضب. النهاية 1/ 353.
(6)
في س، ص 8، وصحيح البخاري:"يعرف".
أجِدُه الآنَ. فقالَ قائلُ الأنصارِ: أنا جُذَيْعُها
(1)
المُحَكَّكُ، وعُذَيقُها المُرَجَّبُ
(2)
؛ مِنّا أميرٌ ومِنكُم أميرٌ يا مَعشَرَ قُرَيشٍ. وكَثُرَ اللَّغَطُ وارتَفَعَتِ الأصواتُ حَتَّى فَرِقْتُ مِن أن يَقَعَ اختِلافٌ، فقُلتُ: ابسُطْ يَدَكَ يا أبا بكرٍ. فبَسَطَ يَدَه فبايَعتُه وبايَعَه المُهاجِرونَ، ثُمَّ بايَعَته الأنصارُ
(3)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن عبد العَزيزِ الأُوَيسِيِّ
(4)
.
16614 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن أحمدَ بنِ عُمَرَ بنِ حَفصٍ المُقرِئُ ابنُ الحَمّامِيِّ رحمه الله ببَغدادَ، أخبرَنا أحمدُ بن سَلمانَ النَّجّادُ قال: قُرِئَ على محمدِ بنِ الهَيثَم، وأنا أسمَعُ، حدثنا إسماعيلُ بن أبي أُوَيسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيمانُ بن بلالٍ، عن هِشامِ بنِ عُروةَ، أخبرَنِي عُروَةُ بن الزُّبَير، عن عائشَةَ زَوجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ماتَ وأبو بكرٍ رضي الله عنه بالسُّنْح، فقامَ عُمَرُ رضي الله عنه فقالَ: واللهِ ما ماتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم - قال عُمَرُ رضي الله عنه: واللهِ ما كان يَقَعُ في نَفسِي إلَّا ذاكَ - ولَيَبعَثَنَّه اللهُ عز وجل فيَقطَعَنَّ أيدِيَ رِجالٍ
(1)
الجذيع تصغير جذع وهو ساق النخلة. المعجم الكبير 4/ 157 (ج ذع).
وفي م، والبخاري:"جذيلها". قال الأصمعي: الجذيل تصغير جِذل أو جَذل وهو عود ينصب للإبل الجربى لتحتك به من الجرب، فأراد أنه يستشفى برأيه كما تستشفى الإبل بالاحتكاك بذلك العود.
(2)
العذيق: تصغير عذق وهو النخلة نفسها، فإذا مالت النخلة الكريمة بنوا من جانجها بناء مرتفعًا تدعمها لكي لا تسقط، فذلك الترجيب. وإنما صغرهما على وجه المدح. ينظر غريب الحديث لأبي عبيد 4/ 152، 153.
(3)
أخرجه الخطيب في الأسماء المبهمة ص 485 عن محمد بن الحسين به. وأحمد (391)، وابن حبان (413، 414) من طريق الزهري به بنحوه.
(4)
البخاري (6830).
وأرجُلَهُم، فجاءَ أبو بكرٍ رضي الله عنه، فكَشَفَ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقَبَّلَه وقالَ: بأبِي أنتَ وأُمِّي طِبتَ حَيًّا ومَيِّتًا، والَّذِي نَفسِي بيَدِه لا يُذيقُكَ اللهُ عز وجل المَوتَتَينِ أبَدًا. ثُمَّ خَرَجَ فقالَ: أيُّها الحالِفُ، على رِسْلِكَ. فلَمّا تَكَلَّمَ أبو بكرٍ جَلَسَ عُمَرُ رضي الله عنهما، فحَمِدَ اللهَ وأثنَى عَلَيه ثُمَّ قال: مَن كان يَعبُدُ محمدًا فإِنَّ محمدًا قَد ماتَ، ومَن كان يَعبُدُ اللهَ عز وجل فإِنَّ اللهَ حَيٌّ لا يَموتُ. وقالَ:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30)} [الزمر: 30]، وقالَ:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَو قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} الآية كُلَّها [آل عمران: 144]. فنَشَجَ
(1)
النّاسُ يَبكونَ، واجتَمَعَتِ الأنصارُ إلَى سَعدِ بنِ عُبادَةَ رضي الله عنه في سَقيفَةِ بَنِي ساعِدَةَ فقالوا: مِنّا أميرٌ ومِنكُم أميرٌ. فذَهَبَ إلَيهِم أبو بكرٍ وعُمَرُ وأبو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ رضي الله عنهم، فذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ فأسكَتَه أبو بكرٍ رضي الله عنه، فكانَ عُمَرُ رضي الله عنه يقولُ: واللهِ ما أرَدتُ بذاكَ إلَّا أنِّي قَد هَيّأْتُ كَلامًا قَد أعجَبَنِي خَشِيتُ ألَّا يُبلِغَه أبو بكرٍ رضي الله عنه، فتَكَلَّمَ وأبلَغَ فقالَ في كَلامِه: نَحنُ الأُمَراءُ وأنتُمُ الوُزَراءُ. قال الحُبابُ بن المُنذِرِ: لا واللهِ لا نَفعَلُ أبَدًا، مِنّا أميرٌ ومِنكُم أميرٌ. فقالَ أبو بكرٍ رضي الله عنه: لا، ولَكِنّا الأُمَراءُ وأنتُمُ الوُزَراءُ، هُم أوسَطُ العَرَبِ دارًا وأعرَبُهُم أحسابًا، فبايِعوا عُمَرَ بنَ الخطابِ أو أبا عُبَيدَةَ بنَ الجَرّاحِ. فَقالَ عُمَرُ: بَل نُبايِعُكَ؛ أنتَ خَيرُنا وسَيَّدُنا، وأحَبُّ إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وأخَذَ عُمَرُ بيَدِه فبايَعَه وبايَعَه النّاسُ، فقالَ قائلٌ: قَتَلتُم
(1)
النشيخ: مثل بكاء الصبي إذا ضرب فلم يخرج بكاءه وردده في صدره. غريب الحديث لأبى عبيد 3/ 337.
سَعدَ بنَ عُبادَةَ. فقالَ عُمَرُ: قَتَلَه اللهُ
(1)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن إسماعيلَ بنِ أبي أُوَيسٍ
(2)
.
16615 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بن عبد الجَبّار، حدثنا يونُسُ بن بُكَيرٍ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ بنِ يَسارٍ في خُطبَةِ أبي بكرٍ رضي الله عنه قال: وإِنَّ هذا الأمرَ في قُرَيشٍ ما أطاعوا اللهَ واستَقاموا على أمرِه، قَد بَلَغَكُم ذَلِكَ أو سَمِعتُموه عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)} [الأنفال: 46]. فنَحنُ الأُمَراءُ وأنتُمُ الوُزَراءُ، إخوانُنا في الدّينِ وأنصارُنا عَلَيه. وفِي خُطبَةِ عُمَرَ رضي الله عنه بَعدَه: نَشَدتُكُم باللهِ يا مَعشَرَ الأنصارِ ألَم تَسمَعوا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أو مَن سَمِعَه مِنكُم وهو يقولُ:"الوُلاةُ مِن قُرَيشٍ ما أطاعوا اللهَ واستَقاموا على أمرِه"؟. فقالَ مَن قال مِنَ الأنصارِ: بَلَى، الآنَ ذَكَرْنا. قال: فإِنّا لا نَطلُبُ هذا الأمرَ إلَّا بهَذا
(3)
، فلا تَستَهويَنَّكُمُ الأهواءُ فلَيسَ بعدَ الحَقِّ إلَّا الضَّلالُ، فأنَّى تُصرَفونَ.
16616 -
حدثنا أبو عبد اللهِ الحافظُ إملاءً وأبو محمدِ بن أبي حامِدٍ المُقرِئُ - قِراءَةً عَلَيه قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا جَعفَرُ بن محمدِ بنِ شاكِرٍ، حدثنا عَفّانُ بنُ مسلمٍ، حدثنا وُهَيبٌ، حدثنا
(1)
المصنف في الاعتقاد ص 486، 487. وأخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 268، 269 من طريق سليمان بن بلال به.
(2)
البخاري (3667، 3668).
(3)
في ص 8: "بها"، وفي م:"لهذا".
داودُ بن أبي هِندٍ، حدثنا أبو نَضرَةَ، عن أبي سعيدٍ الخُدرِيِّ رضي الله عنه قال: لَمّا تُوُفِّي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قامَ خُطَباءُ الأنصارِ فجَعَلَ الرَّجُلُ مِنهُم يقولُ: يا مَعشَرَ المُهاجِرينَ، إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان إذا استَعمَلَ رَجُلًا مِنكُم قَرَنَ مَعَه رَجُلًا مِنّا، فنَرَى أن يَلِيَ هذا الأمرَ رَجُلانِ أحَدُهُما مِنكُم والآخَرُ مِنّا. قال: فتَتابَعَت خُطَباءُ الأنصارِ على ذَلِكَ. فقامَ زَيدُ بن ثابِتٍ رضي الله عنه فقالَ: إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان مِنَ المُهاجِرينَ، وإِنَّ الإمامَ يَكونُ مِنَ المُهاجِرينَ، ونَحنُ أنصارُه كما كُنّا أنصارَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فقامَ أبو بكرٍ رضي الله عنه فقالَ: جَزاكُمُ اللهُ خَيرًا يا مَعشَرَ الأنصار، وثَبَّتَ قائِلَكُم. ثُمَّ قال: أَمَا لَو فعَلتُم غَيرَ ذَلِكَ لَما صالَحناكُم. ثُمَّ أخَذَ زَيدُ بن ثابِتٍ بيَدِ أبي بكرٍ فقالَ: هذا صاحِبُكُم. فبايَعوه ثُمَّ انطَلَقوا، فلَمّا قَعَدَ أبو بكرٍ رضي الله عنه على المِنبَرِ نَظَرَ في وُجوه القَوم، فلَم يَرَ عَليًّا رضي الله عنه، فسألَ عنه فقامَ ناسٌ مِنَ الأنصارِ فأتَوا به، فقالَ أبو بكرٍ رضي الله عنه: ابنَ عَمِّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وخَتَنَه، أرَدتَ أن تَشُقَّ عَصا المُسلِمينَ؟ فقالَ: لا تَثريبَ
(1)
يا خَليفَةَ رسولِ اللهِ. فبايَعَه، ثُمَّ لَم يَرَ الزُّبَيرَ بنَ العَوّامِ رضي الله عنه فسألَ عنه حَتَّى جاءوا به، فقالَ: ابنَ عَمَّةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وحَواريَّه، أرَدتَ أن تَشُقَّ عَصا المُسلِمينَ؟ فقالَ مِثلَ قَولِه: لا تَثريبَ يا خَليفَةَ رسولِ اللهِ. فبايَعاه
(2)
.
16617 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن محمدِ بنِ عليٍّ الحافظُ
(1)
لا تثريب: أي لا توبيخ. ينظر مشارق الأنوار 1/ 129.
(2)
المصنف في الاعتقاد ص 490، والحاكم 3/ 76 وصححه. وأخرجه أحمد (21617) عن عفان بنحوه مختصرًا.
الإِسفَرايينِيُّ، حدثنا أبو عليٍّ الحُسَينُ بن عليٍّ الحافظُ، حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بن إسحاقَ بنِ خُزَيمَة وإِبراهيمُ بن أبي طالِبٍ قالا: حدثنا بُندارُ بن بَشّارٍ، حدثنا أبو هِشامٍ المَخزومِيُّ، حدثنا وُهَيبٌ. فذَكَرَه بنَحوِهِ. قال أبو عليٍّ الحافظُ: سَمِعتُ محمدَ بنَ إسحاقَ بنِ خُزَيمَةَ يقولُ: جاءَنِي مُسلِمُ بن الحَجّاجِ فسألَنِي عن هذا الحَديث، فكَتَبتُه له في رُقعَةٍ وقَرأتُ عَلَيه، فقالَ: هذا حَديثٌ يَسوَى بَدَنَةً. فقُلتُ: يَسْوَى بَدَنَةً، بل هو يَسْوَى بَدْرَةً
(1)
.
16618 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الحُسَينُ بن محمدٍ الرُّوذْباريُّ، أخبرَنا إسماعيلُ بن محمدٍ الصَّفارُ، حدثنا عباسُ بن محمدٍ الدُّورِيُّ، حدثنا الفَيضُ بن الفَضلِ البَجَلِيُّ، حدثنا مِسعَرٌ، عن سلمةَ بنِ كُهَيلٍ، عن أبي صادِقٍ، عن رَبيعَةَ بنِ ناجِدٍ
(2)
، عن عليٍّ رضي الله عنه، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"الأئمَّةُ مِن قُرَيشٍ"
(3)
.
16619 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بن إسحاقَ الصَّغانِيُّ، حدثنا أبو الجَوّاب، حدثنا
(1)
البدرة: كيس فيه مبلغ كبير من المال. ينظر التاج 10/ 142 (ب د ر).
والأثر عند المصنف في الاعتقاد ص 492، مختصرًا ودون قول أبي علي في آخره - ومن طريقه ابن عساكر 30/ 277 مطولًا، ووقع عند المصنف:"الحسن بن علي" بدلًا من: "الحسين بن علي".
وقال الذهبي 6/ 3240: ومع جودة سنده فيه أشياء تنكر فتدبره.
(2)
في الأصل، س، ص 8:"ناجذ". وينظر تهذيب الكمال 9/ 145، وفي خلاصة تهذيب الكمال ص 116: بجيم ثم مهملة.
(3)
أخرجه البرار (759)، والطبراني في الأوسط (3521)، والصغير (425)، والحاكم 4/ 75، 76 من طريق الفيض بن الفضل به مطولًا، وقال الذهبي 6/ 3240 ت الفيض كوفي صدوق.
عَمّارُ بن رُزَيقٍ، عن الأعمَش، عن سَهلٍ، عن بُكَيرٍ الجَزَرِيّ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ قال: دَخَلَ عَلَينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ونَحنُ في بَيتٍ في نَفَرٍ مِنَ المُهاجِرينَ، قال: فجَعَلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنّا يُوَسِّعُ له، يَرجو أن يَجلِسَ إلَى جَنبِه، فقامَ على بابِ البَيتِ فقالَ: "الأئمَّةُ مِن قُرَيشٍ، ولِي عَلَيكُم حَقٌّ عَظيمٌ، ولَهُم مِثلُه
(1)
ما فعَلوا ثَلاثًا؛ إذا استُرحِموا رَحِموا، وحَكَموا فعَدَلوا، وعاهَدوا فوَفَوا، فمَن لَم يَفعَلْ ذَلِكَ مِنهُم فعَلَيه لَعنَةُ اللهِ والمَلائكَةِ والنّاسِ أجمَعينَ"
(2)
.
وكَذَلِكَ رَواه جَماعَةٌ عن الأعمَشِ عن سَهلٍ يُكنَى أبا أسَدٍ
(3)
.
وكَذَلِكَ رَواه مِسعَرُ بن كِدامٍ عن سَهلٍ
(4)
.
ورَواه شُعبَةُ عن علي بنِ أبي الأسَدِ. وقيلَ: عنه عن عليٍّ أبي الأسَدِ
(5)
. وهو واهِمٌ فيه، والصَّحيحُ ما رَواه الأعمَشُ ومِسعَرٌ، وهو سَهلٌ القَرارِيُّ مِن بَنِي قَرارٍ
(6)
يُكنَى أبا أسَدٍ.
16620 -
وأخبرَنا محمدُ بن عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عمرِو بنُ السَّمّاكِ وأحمَدُ بن سَلمانَ قالا: حدثنا محمدُ بن الهَيثَمِ القاضِي، حدثنا عمرُو بن مَرزوقٍ، أخبرَنا إبراهيمُ بن سَعدٍ، عن أبيه، عن أنَسِ بنِ مالكٍ، أن
(1)
كذا في حاشية الأصل والمهذب 6/ 3240، وفي بقية النسخ:"مثلهم".
(2)
أخرجه أحمد (12900) من طريق الأعمش به. وقال الذهبي 6/ 3241: وبكير يجهل.
(3)
تقدم في (5363).
(4)
ينظر الدعاء للطبرانى (2121).
(5)
ينظر مسند أحمد (12307)، والسنن الكبرى للنسائى (5942).
(6)
في حاشية الأصل: "هي قبيلة باليمن .... ". وينظر التاج 13/ 405 (ق ر ر).
رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "الأئمَّةُ مِن قُرَيشٍ إذا ما حَكَموا فعَدَلوا، وإِذا عاهَدوا وفَوا، وإِذا استُرحِموا رَحِموا"
(1)
.
16621 -
ورَواه أيضًا موسَى الجُهَنِيُّ عن مَنصورٍ عَمَّن سَمِعَ أنَسًا، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بمَعناه. أخبرَناه أبو زَكَريّا بنُ أبي إسحاقَ، أخبرَنا أبو عبد اللهِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بن عبد الوَهّاب، أخبرَنا جَعفَرُ بن عَونٍ، أخبرَنا موسَى الجُهَنِيُّ. فذَكَرَه
(2)
.
16622 -
وحَدَّثَنا عبدُ اللهِ بن يوسُفَ الأصبَهانِيُّ، حدثنا أبو عبد اللهِ محمدُ بن يَعقوبَ الشَّيبانِيُّ الحافظُ، حدثنا يَحيَى بن محمدِ بنِ يَحيَى، حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ بن المُبارَكِ العَيشِيُّ، حدثنا الصَّعِقُ بن حَزْنٍ، حدثنا عليُّ بن الحَكَم، عن أنَسِ بنِ مالكٍ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الأُمَراءُ مِن قُرَيشٍ - يَقولُها ثَلاثًا - ألَا ولِي عَلَيكُم حَقٌّ ولَهُم عَلَيكُم حَقٌّ ما عَمِلوا فيكُم بثَلاثٍ؛ ما رَحِموا إذا استُرحِموا، وما أقسَطوا إذا قَسَموا، وما عَدَلوا إذا حَكَموا"
(3)
.
16623 -
وأخبرَنا عليُّ بن أحمدَ بنِ عبدانَ، حدثنا أحمدُ بن عُبَيدٍ
(1)
أخرجه الطيالسي (2247) - ومن طريقه البزار (6181) - وأبو يعلى (3644) من طريق إبراهيم بن سعد به. وقال الذهبي 6/ 3241: إسناده صالح.
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (2171)، وأبو الشيخ في طبقات أصبهان 4/ 331، 332 من طريق موسى الجهني بنحوه، وفيهما: منصور بن المعتمر عن أنس. وينظر الجرح والعديل لابن أبي حاتم 9/ 441، 442.
(3)
أخرجه الحاكم 4/ 501 من طريق الصعق بن حزن به، وصححه ووافقه الذهبي. وقال الذهبي 6/ 3241: الصعق صدوق.