الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أْغَرنا على حَيٍّ مِن جُهَينَةَ، فطَلَبَ رَجُلٌ مِنَ المُسلِمينَ رَجُلًا مِنهُم فضَرَبَه فأخطأه وأصابَ نَفسَه بالسَّيف، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أخوكُم يا مَعشَرَ المُسلِمينَ". فابتَدَرَه النّاسُ فوَجَدوه قَد ماتَ، فلَفَّه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بثيابِه ودِمائه وصَلَّى عَلَيه ودَفَنَه، فقالوا: يا رسولَ اللهِ أشَهيدٌ هوَ؟ قال: "نَعَم، وأنا له شَهيدٌ"
(1)
.
بابُ ما ورَدَ في: "البِئرُ جُبارٌ، والمَعدِنُ جُبارٌ
"
16476 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بن إسحاقَ، أخبرَنا إسماعيلُ بن قُتَيبَةَ، حدثنا يَحيىَ بن يَحيَى، أخبرَنا اللَّيثُ، عن ابنِ شِهابٍ، عن أبي سلمةَ وابنِ المُسَيَّب، عن أبي هريرةَ، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"العَجماءُ جَرحُها جُبارٌ، والمَعدِنُ جُبارٌ، والبِئرُ جُبارٌ، وفِي الرِّكازِ الخُمُسُ"
(2)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن عبد اللهِ بنِ يوسُفَ عن اللَّيث، ورَواه مُسلِمٌ عن يَحيَى بنِ يَحيَى
(3)
.
16477 -
أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو طاهِرٍ محمدُ بن الحَسَنِ المُحَمَّداباذِيُّ، حدثنا أبو قِلابَةَ، حدثنا عبدُ الصَّمَدِ وحَفصُ بن عُمَرَ قالا: حدثنا شُعبَةُ، عن محمدِ بنِ زيادٍ قال: سَمِعتُ أبا هريرةَ يقولُ: قال
(1)
أبو داود (2539). وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (546).
(2)
أخرجه الترمذي (642)، والنسائي في الكبرى (5832)، وابن حبان (6006، 6007) من طريق الليث به. وأحمد (7254)، وأبو داود (4593)، وابن ماجه (2673) من طريق الزهري به. وتقدم في (7720، 7722)، وسيأتي في (17748، 17749).
(3)
البخاري (1499)، ومسلم (1710/ 45).
رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "العَجماءُ جَرحُها جُبارٌ، والبِئرُ جُبارٌ". زادَ حَفصُ بن عُمَرَ: "والمَعدِنُ جُبارٌ، وفِي الرِّكازِ الخُمُسُ"
(1)
. أخرَجاه في "الصحيح" مِن حَديثِ شُعبَةَ
(2)
.
وإِنَّما أرادَ به، واللَّهُ أعلمُ، إذا حَفَرَها في مِلكِه أو في صَحراءَ أو طَريقٍ واسِعَةٍ مُحتَمِلَةٍ، فأمّا إذا حَفَرَها في غَيرِ هذه المَواضِعِ فإِنَّه يَضمَنُ ما يَتلَفُ فيها، رُوِّينا عن عليٍّ رضي الله عنه أنَّه قال: مَن بَنَى في غَيرِ حَقِّه أوِ احتَفَرَ في غَيرِ مِلكِه فهو ضامِنٌ
(3)
.
16478 -
أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بن إبراهيمَ الأردَستانِيُّ، أخبرَنا أبو نَصرٍ العِراقِيُّ، أخبرَنا سفيانُ بن محمدٍ الجَوهَرِيُّ، حدثنا عليُّ بن الحَسَن، حدثنا عبدُ اللهِ بن الوَليد، حدثنا سفيانُ، عن المُغيرَة، عن إبراهيمَ، أن بَغلًا وقَعَ في بئرٍ فانكَسَرَ، فاختَصَموا إلَى شُرَيحٍ، فقالَ عمرُو بن الحارِثِ: يا أبا أُمَيَّةَ، أعَلَى البِئرِ ضمانٌ؟ قال: لا، ولَكِن على عمرِو بنِ الحارِثِ. فضَمَّنَه، وكانَتِ البِئرُ في الطَّريقِ في غَيرِ حَقِّهِ
(4)
.
وأمّا الحَديثُ الَّذِي:
16479 -
أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بن الحَسَنِ بنِ فُورَكَ، أخبرَنا
(1)
المصنف في الصغرى (3154). وليس فيه عبد الصمد. وأخرجه أحمد (9370، 9858) من طريق شعبة به.
(2)
البخاري (6913)، ومسلم (1710/ عقب 46).
(3)
ينظر مصنف عبد الرزاق (18400)، ومصنف ابن أبي شيبة (7799).
(4)
أخرجه عبد الرزاق (18404)، وابن أبي شيبة (27809) من طريق سفيان به.
عبدُ اللهِ بن جَعفَرٍ الأصبَهانِيُّ، حدثنا يونُسُ بن حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا حَمّادُ بن سلمةَ وقَيسُ بن الرَّبيعِ وأبو عَوانَةَ كُلُّهُم، عن سِماكِ بنِ حَربٍ، عن حَنَشِ بنِ المُعتَمِرِ الكِنانِيِّ قال: حدثنا عليُّ بن أبي طالِب رضي الله عنه قال: لَمّا بَعَثَنِي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَى اليَمَنِ حَفَرَ قَومٌ زُبيَةً
(1)
لِلأسَد، فازدَحَمَ النّاسُ على الزُّبيَة، ووَقَعَ فيها الأسَدُ فوَقَعَ فيها رَجُلٌ، وتَعَلَّقَ برَجُلٍ وتَعَلَّقَ الآخَرُ بالآخَرَ حَتَّى صاروا أربَعَةً، فجَرَحَهُمُ الأسَدُ فيها فهَلَكوا، وحَمَلَ القَومُ السِّلاحَ فكادَ أن يَكونَ بَينَهُم قِتالٌ. قال: فأتَيتُهُم فقُلتُ: أتَقتُلونَ مِائَتَي رَجُلٍ مِن أجلِ أربَعَةِ أُناس، تَعالَ أقضِ بَينَكُم بقَضاءٍ، فإِن رَضيتُموه فهو قَضاءٌ بَينَكُم، وإِن أبَيتُم رُفِعتُم إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو أحَقُّ بالقَضاءِ. قال: فجَعَلَ لِلأوَّلِ رُبُعَ الدّيَة، وجَعَلَ لِلثّانِي ثُلُثَ الدّيَة، وجَعَلَ لِلثّالِثِ نِصفَ الدّيَةِ وجَعَلَ لِلرّابِع الدّيَةَ، وجَعَلَ الدّياتِ على مَن حَضَرَ الزُّبيَةَ على القَبائلِ الأربَعَة، فسَخِطَ بَعضُهُم ورَضِيَ بَعضهُم، ثُمَّ قَدِموا على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقَصّوا عَلَيه القِصَّةَ، فقالَ:"أنا أقضِي بَينَكُم". فقالَ قائلٌ: فإِنَّ عَليًّا رضي الله عنه قَد قَضَى بَينَنا. فأخبَرَه بما قَضَى عليٌّ رضي الله عنه، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "القَضاءُ كما قضى
(2)
عليٌّ". قال هذا حَمّادٌ، وقالَ قَيسٌ: فأمضَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَضاءَ عليٍّ صلى الله عليه وسلم
(3)
.
(1)
الزبية: حفيرة تحفر للأسد والصيد، ويغطى رأسها بما يسترها ليقع فيها. ينظر غريب الحديث لأبى عبيد 3/ 324.
(2)
في الأصل: "يقضى".
(3)
الطيالسي (116). وأخرجه أحمد (1063، 1310) من طريق حماد به.
16480 -
فأخبرَنا أبو عليٍّ الحُسَينُ بن محمدٍ الرُّوذْباريُّ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بن عُمَرَ بنِ أحمدَ بنِ شَوذَبٍ الواسِطيُّ بواسِطٍ، حدثنا شُعَيبُ بن أيّوبَ، حدثنا مُصعَبُ بن المِقدام، حدثنا إسرائيلُ، عن سِماكٍ، عن حَنَشِ بنِ المُعتَمِرِ الكِنانِيّ، عن عليٍّ رضي الله عنه قال: بَعَثَنِي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَى اليَمَنِ. فذَكَرَ هذه القِصَّةَ ثُمَّ قال: قال عليٌّ رضي الله عنه: اجمَعوا في القَبائلِ الَّذينَ حَضَروا رُبُعَ الدّيَةِ وثُلُثَ الدّيَةِ ونِصفَ الدّيَةِ والدّيَةَ كامِلَةً؛ فلِلأوَّلِ الرُّبُعُ مِن أجلِ أنَّه أهلَكَ مَن يَليه، والثّانِي ثُلُثُ الدّيَةِ مِن أجلِ أنَّه أهلَكَ مَن فوقَه، والثّالِثِ نِصفُ الدّيَةِ مِن أجلِ أنَّه أهلَكَ مَن فوقَه، والرّابِعِ الدّيَةُ كامِلَةً، فزَعَمَ حَنَشٌ أن بَعضَ القَومِ كَرِهَ ذَلِكَ، حَتَّى أتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فلَقُوه عِندَ مَقامِ إبراهيمَ عليه السلام، فقَصّوا عَلَيه القِصَّةَ، فاحتَبَى بُردَه ثُمَّ قال:"أنا أقضِي بَينَكُم". فقالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ: إنَّ عَليًّا قَضى بَينَنا. فقَصّوا عَلَيه القِصَّةَ فأجازَه. فهَذا الحَديثُ قَد أُرسِلَ آخِرُه
(1)
. وحَنَشُ بن المُعتَمِرِ غَيرُ مُحتَجٍّ به
(2)
. قال البخاريُّ: حَنَشُ بن المُعتَمِرِ - قال: وقالَ بعضُهم: ابنُ رَبيعَةَ - يَتَكَلَّمونَ في حَديثِه. أخبرَنا أبو سَعدٍ المالينِيُّ، أخبرَنا أبو أحمدَ بن عَدِيٍّ قال: سَمِعتُ ابنَ حَمّادٍ يَذكُرُه عن البُخارِيِّ
(3)
.
وأصحابُنا يَقولونَ: القياسُ أن يَكونَ في الأوَّلِ ثُلُثا الدّيَةِ؛ ثُلُثُها على
(1)
أخرجه أحمد (573)، وابن أبي عاصم في الديات (254) من طريق إسرائيل به.
(2)
تقدم عقب (6401).
(3)
الكامل لابن عدي 2/ 844، والتاريخ الكبير للبخاري 3/ 99، والتاريخ الصغير 1/ 237، والضعفاء الصغير ص 41.
عاقِلَةِ الثّانِي، وثُلُثُها على عاقِلَةِ الثّالِثِ؛ لأنَّه ماتَ مِن فِعلِ نَفسِه وفِعلِ اثنَين، فسَقَطَ ثُلُثُ الدّيَةِ لِفِعلِ نَفسِه ووَجَبَ الثُلُثان، وفِي الثّانِي ثُلُثا الدّيَةِ؛ ثُلُثُها على عاقِلَةِ الأوَّلِ وثُلُثُها على عاقِلَةِ الثّالِث، وفِي الثّالِثِ وجهانِ؛ أحَدُهُما نِصفُ الدّيَةِ على عاقِلَةِ الثّانِي، والآخَرُ ثُلُثا الدّيَةِ على عاقِلَةِ الأوَّلِ والثّانِي، وفِي الرّابِعِ جَميعُ الدّيَةِ على عاقِلَةِ الثّالِث، وفيه وجهٌ آخَرُ أنَّها على عاقِلَةِ الأوَّلِ والثّانِي والثّالِث، فإِن صَحَّ الحَديثُ تُرِكَ له القياسُ، واللهُ أعلَمُ.
16481 -
أخبرَنا أبو محمدٍ الحَسَنُ بن عليِّ بنِ المُؤَمَّل، أخبرَنا أبو عثمانَ عمرُو بن عبد اللهِ البَصرِيُّ، حدثنا محمدُ بن عبد الوَهّاب، أخبرَنا جَعفَرُ بن عَونٍ، أخبرَنا سعيدٌ، عن قَتادَةَ، عن خِلاسِ بنِ عمرٍو، أن رَجُلًا استأجَرَ أربَعَةً يَحفِرونَ بئرًا، فسَقَطَ طائفَةٌ مِنها على رَجُلٍ فماتَ، فرُفِعَ ذَلِكَ إلَى عليٍّ رضي الله عنه قال: فجَعَلَ عليٌّ رضي الله عنه على الثَّلاثَةِ ثَلاثَةَ أرباعِ الدّيَة، ورَفَعَ عَنهُمُ الرُّبُعَ نَصيبَ المَيِّتِ
(1)
. أحاديثُ خِلاسٍ عن عليٍّ رضي الله عنه لا يُحتَجُّ بها لإرسالٍ فيها. وهَذا على عَواقِلِهِم إن كان سُقوطُ طائفَةٍ مِنها بفِعلِهِم.
16482 -
أخبرَنا أبو عبد الرَّحمَنِ السُّلَمِيُّ، أخبرَنا أبو الحَسَنِ محمدُ بن محمدِ بنِ الحَسَنِ الكارِزِيُّ، حدثنا عليُّ بن عبد العَزيز، عن أبي عُبَيدٍ، حدثنا ابنُ أبي زائدَةَ، عن مُجالِدِ بنِ سعيدٍ، عن الشَّعبِيّ، عن عليٍّ رضي الله عنه أنَّه قَضَى في القارِصَةِ والقامِصَةِ والواقِصَةِ بالدّيَةِ أثلاثًا. قال ابنُ أبي زائدَةَ: وتَفسيرُه أن ثلاثَ جَوارٍ كُنَّ يَلعَبنَ، فرَكِبَت إحداهُنَّ صاحِبَتَها،
(1)
أخرجه ابن أبي شيبة (28332) من طريق سعيد به.
فقَرَصَتِ الثّالِثَةُ المَركوبَةَ فقَمَصَت
(1)
، فسَقَطَتِ الرّاكِبَةُ فوُقِصَت
(2)
عُنُقُها، فجَعَلَ عليٌّ رضي الله عنه على القارِصَةِ ثُلُثَ الدّيَة، وعَلَى القامِصةِ الثُّلُثَ، وأسقَطَ الثُّلُثَ يقولُ: لأنَّه حِصَّةُ الرّاكِبَةِ؛ لأنَّها أعانَت على نَفسِها
(3)
.
16483 -
أخبرَنا أبو عبد الرَّحمَنِ السُّلَمِيُّ وأبو بكرِ بن الحارِثِ قالا: أخبرَنا عليُّ بن عُمَرَ الحافظُ، حدثنا أبو عُبَيدٍ القاسِمُ بن إسماعيلَ المَحامِلِيُّ، حدثنا زَيدُ بن إسماعيلَ الصّائغُ، حدثنا زَيدُ بن الحُباب، حدثنا موسَى بن عُلَيِّ بنِ رَباحٍ اللَّخمِيُّ قال: سَمِعتُ أبي يقولُ: إنَّ أعمى كان يُنشِدُ في المَوسِمِ في خِلافَةِ عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه وهو يقولُ:
أيُّها النّاسُ لَقِيتُ مُنكَرَا
هَل يَعقِلُ الأعمَى الصحيحَ المُبصِرَا
خَرّا مَعًا كِلاهُما تَكَسَّرَا
وذَلِكَ أن أعمى كان يَقودُه بَصيرٌ فوَقَعا في بئرٍ، فوَقَعَ الأعمَى على البَصيرِ فماتَ البَصيرُ، فقَضى عُمَرُ رضي الله عنه بعَقلِ البَصيرِ على الأعمَى
(4)
.
(1)
قمصت: أي نفرت. النهاية 4/ 108.
(2)
الوقص: كسر العنق. النهاية 5/ 214.
(3)
غريب الحديث لأبى عبيد 1/ 96. وأخرجه الشافعي 7/ 177 - ومن طريقه المصنف في المعرفة (4961) - عن ابن أبي زائدة به. وليس عندهما قول ابن أبي زائدة. قال الذهبي 6/ 3202: فيه مجالد.
(4)
الدارقطني 3/ 98، 99. وأخرجه ابن أبي شيبة (28335) من طريق موسى بن علي به. وقال ابن حجر في التلخيص 4/ 37: وفيه انقطاع.