الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن عليٍّ رضي الله عنه، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ سَريَّةً، وأمَّرَ عَلَيهِم رَجُلًا وأمَرَهُم أن يُطيعوه، فأجَّجَ لَهُم نارًا وأمَرَهُم أن يَقتَحِموا، فهَمَّ قَومٌ أن يَفعَلوا، وقالَ آخَرونَ: إنَّما فرَرنا مِنَ النّارِ. فأبَوا، ثُمَّ قَدِموا على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فذَكَروا ذَلِكَ له، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَو دَخَلوها لَم يَزالوا فيها إلَى يَومِ القيامَة، لا طاعَةَ في مَعصيَةِ اللَّه، إنما الطاعَةُ في المَعروفِ"
(1)
. أخرَجَه البخاريُّ ومُسلمٌ في "الصحيح" مِن حَديثِ غُندَرٍ عن شُعبَةَ
(2)
.
بابُ التَّرغيبِ في لُزومِ الجَماعَةِ، والتَّشديدِ على مَن نَزَعَ يَدَه مِنَ الطّاعَةِ
16688 -
أخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، أخبرَنا العباسُ بن الوَليدِ بنِ مَزيَدٍ، حدثنا محمدُ بن شُعَيبِ بنِ شابورَ، حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ بن يَزيدَ بنِ جابِرٍ (ح) وأخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو الفَضلِ بنُ إبراهيمَ، حدثنا أحمدُ بن سلمةَ، حدثنا أبو عَمّارٍ الحُسَينُ بن حُرَيثٍ الخُزاعِيُّ، وِإسحاقُ بن موسَى الأنصارِيُّ، وعُبَيدُ اللَّهِ بن سعيدٍ اليَشكُرِيُّ قالوا: حدثنا الوَليدُ بنُ مسلِمٍ، حَدَّثَنِي عبدُ الرَّحمَنِ بن يَزيدَ بنِ جابِرٍ، حَدَّثَنِي بُسرُ بن عُبَيدِ اللَّهِ الحَضرَمِيُّ، حَدَّثَنِي أبو إدريسَ أنَّه سَمِعَ حُذَيفَةَ بنَ اليَمانِ يقولُ: كان الناسُ يَسألونَ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الخَير، وكُنتُ أسألُه عن الشَّرِّ مَخافَةَ أن يُدرِكَنِي،
(1)
الطيالسي (111). وأخرجه أحمد (724)، وأبو داود (2625)، والنسائي (4216)، وابن حبان (4567) من طريق شعبة به.
(2)
البخاري (7257)، ومسلم (1840/ 39).
فقُلتُ: يا رسولَ اللَّه، إنّا كنّا في جاهِليَّةٍ وشَرٍّ فجاءَنا اللّهُ بهَذا الخَيرِ، فهَل بعدَ هذا الخَيرِ مِن شَرٍّ؟ قال:"نَعَم". قال: فهَل بعدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِن خَيرٍ؟ قال: "نَعَم، وفيه دَخَنٌ". فقُلتُ: وما دَخَنُهُ؟ قال: "قَومٌ يَهدونَ بغَيرِ هَديي، تَعرِفُ مِنهُم وتُنكِرُ". قُلتُ: هَل بعدَ ذَلِكَ الخَيرِ مِن شَرٍّ؟ قال: "نَعَم، دُعاةٌ على أبوابِ جَهَنَّمَ، مَن أجابَهُم إلَيها قَذَفوه فيها". قُلتُ: يا رسولَ اللَّه، صِفْهُم لَنا. قال:"هُم مِن جِلدَتِنا ويَتَكَلَّمونَ بألْسِنَتِتَا". قُلتُ: فما تأْمُرُنِي إن أدرَكَنِي ذَلِكَ؟ قال: "تَلزَمُ جَماعَةَ المُسلِمينَ وإمامَهُم". قُلتُ: فإِن لَم تكُنْ جَماعَةٌ ولا إمامٌ؟ قال: "فاعتَزِلْ تِلكَ الفِرَقَ كُلَّها، ولَو أن تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدرِكَكَ المَوتُ وأنتَ كَذَلِكَ". قال أبو عَمّارٍ في حَديثِه: صفْهُم لَنا. قال: "هُم مِن كَذا، ويَتَكَلَّمونَ بألْسِنَتِنَا". لَفظُ حَديثِ الوَليدِ بنِ مُسلِمٍ
(1)
. رَواه البخاريُّ ومُسلمٌ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ المُثَنَّى عن الوَليدِ بنِ مُسلِمٍ
(2)
.
16689 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن محمدٍ المُقرِيءُ، أخبرَنا الحَسَنُ بن محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بن يَعقوبَ القاضي، حدثنا شَيبانُ بن فَرُّوخَ، حدثنا جَريرُ بن حازِمٍ، عن غَيلانَ بنِ جَريرٍ، عن أبي قَيسِ بنِ رِيَاحٍ
(3)
، عن أبي هريرةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "مَن خَرَجَ مِنَ الطاعَة، وفارَقَ
(1)
الحاكم 1/ 113. وأخرجه ابن ماجه (3979)، والبزار (2962)، وأبو عوانة (7166) من طريق الوليد بن مسلم به مختصرًا. وسيأتي في (16877).
(2)
البخاري (7084)، ومسلم (1847/ 51).
(3)
في م: "رباح". وقال المزى: زياد بن رياح. ويقال: ابن رباح القيسى أبو رياح. ويقال: أبو قيس البصرى. تهذيب الكمال 9/ 462.
الجَماعَةَ؛ فماتَ ماتَ مِيتَةً جاهِليَّةً، ومَن قاتَلَ تَحتَ رايَةٍ عِمِّيَّةٍ
(1)
يَغضَبُ لِلعَصَبَةِ
(2)
، أو يَدعو إلَى عَصَبَةٍ
(3)
، أو يَنصُرُ عَصَبَةً
(3)
فقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جاهِليَّةٌ، ومَن خَرَجَ على أُمَّتِي يَضرِبُ بَرَّها وفاجِرَها، لا يَتَحاشَى مِن مُؤمِنِها، ولا يَفِي لِذِي عَهدِها، فلَيسَ مِنِّي ولَستُ مِنه"
(4)
. رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن شَيبانَ بنِ فَرُّوخَ
(5)
.
16690 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ بنُ بِشْرانَ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بن عمرٍو الرزازُ، حدثنا عيسَى بن عبد اللَّهِ الطيالِسِيُّ، حدثنا محمدُ بن سابَقٍ، حدثنا عاصِمُ بن محمدٍ، عن زَيدِ بنِ محمدٍ، عن نافِعٍ وسالِمٍ، عن عبد اللَّهِ بنِ عُمَرَ قال: جاءَ عبدُ اللَّهِ بن عُمَرَ إلَى عبد اللَّهِ بنِ مُطيعٍ، فلَمّا رآه قال: هاتوا لأبِي عبد الرَّحمَنِ وِسادَةً. قال: إنِّي لَم أجِئْكَ لأجلِسَ؛ إنَّما جِئتُك لأُحَدِّثَكَ بحَديثٍ سَمِعتُه مِن رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ سَمِعتُه يقولُ: "مَن خَلَعَ يَدًا مِن طاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَومَ القيامَةِ ولا حُجَّةَ له، ومَن ماتَ ولَيسَ في عُنُقِه بَيعَةٌ ماتَ مِيتَةً جاهِليَّةً"
(6)
. أخرَجَه مُسلِمٌ في "الصحيح" مِن حَديثِ عاصِمٍ، إلَّا أنَّه لَم يَذكرْ
(1)
عِمِّيَّة: فِعِّيلة من العَماء: أي الضلالة، كالقتال في العصية والأهواء. النهاية 3/ 304.
(2)
في م: "للعصبية".
(3)
في م: "عصبية".
(4)
أخرجه أحمد (7944) من طريق جرير بن حازم به. والنسائي (4125)، وابن ماجه (3948) مختصرًا، وابن حبان (4580) من طريق غيلان به.
(5)
مسلم (1848/ 53).
(6)
مجموع مصنفات ابن البختري (711). وأخرجه أبو عونة (7153) من طريق محمد بن سابق به، وأيضًا في (7154) من طريق عاصم بن محمد به بنحوه مختصرًا - دون ذكر سالم في الموضعين.
سالِمًا في إسنادِهِ
(1)
.
16691 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ بنُ بِشْرانَ، أخبرَنا أبو عليٍّ إسماعيلُ بن محمدٍ الصَّفارُ، حدثنا عبدُ الكَريمِ بن الهَيثَم، حدثنا أبو تَوبَةَ، حدثنا مُعاويَةُ بن سَلَّامٍ، عن زَيدِ بنِ سَلَّامٍ، عن أبي سَلَّامٍ، حَدَّثَنِي الحارِثُ الأشعَرِيُّ، أن رسولَ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُم قال: "وأنا آمُرُكُم بخَمسِ كَلِماتٍ أمَرَنِي اللّهُ عز وجل بهِنَّ؛ الجَماعَةِ والسَّمعِ والطاعَةِ والهِجرَةِ والجِهادِ في سَبيلِ اللَّه، فمَن خَرَجَ مِنَ الجَماعَةِ قِيدَ شِبرٍ فقَد خَلَعَ رِبقَ
(2)
الإِسلامِ مِن رأسِه إِلَّا أن يُراجِعَ، ومَن دَعا دَعوَةَ جاهِليَّةٍ فإِنَّه مِن جُثا جَهَنَّمَ
(3)
". قال رَجُلٌ: يا رسولَ اللَّه، وإِن صامَ وصلَّى؟ قال: "نَعَم، وإن صامَ وصَلَّى، فادعُوا بدَعوَةِ اللَّهِ الَّذِي سَمّاكُم بها؛ المُسلِمينَ المُؤمِنينَ عَبّادَ اللَّهِ"
(4)
.
16692 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بن عُبَيدٍ، حدثنا أحمدُ بن الهَيثَمِ الشَّعرانِيُّ، حدثنا أحمدُ بن يونُسَ، حدثنا أبو بكرِ بن عَيّاشٍ وزُهَيرٌ، عن مُطَرفٍ، عن أبي الجَهمِ، عن خالِدِ بنِ أُهبانَ، عن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَن فارَقَ الجَماعَةَ شِبرًا
(1)
مسلم (1851/ 58).
(2)
في م: "ربقة".
(3)
جُثَا جهنم: الجثا جمع جُثْوَة، وهو الشئ المجموع. والمراد: من جماعات جهنم. غريب الحديث لابن الجوزى 1/ 137.
(4)
أخرجه أحمد (17170)، والترمذي (2863، 2864)، وابن خزيمة (1895)، وابن حبان (6233) من طريق زيد بن سلام به مطولًا. قال الترمذي: حسن صحيح غريب.