الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَحمِلَنَّ بَنِي أبي مُعَيطٍ على رِقابِ النّاس، وإِن كُنتَ على شَئٍ مِن أمرِ النّاسِ يا عبدَ الرَّحمَنِ فلا تَحمِلَنَّ أقارِبَكَ على رِقابِ النّاس، وإِن كُنتَ على شَئٍ يا عليُّ فلا تَحمِلَنَّ بَنِي هاشِمٍ على رِقابِ النّاس، قُوموا فتَشاوَروا وأمِّروا أحَدَكُم، فقاموا يَتَشاوَرونَ. قال عبدُ اللَّهِ: فدَعانِي عثمانُ رضي الله عنه مَرَّةً أو مَرَّتَينِ ليُدخِلَنِي في الأمر، ولَم يُسَمِّنِي عُمَرُ، ولا واللَّهِ ما أُحِبُّ أنِّي كُنتُ مَعَهُم عِلمًا مِنه بأنَّه سَيَكونُ مِن أمرِهِم ما قال أبي، واللَّهِ لَقَلَّما سَمِعتُه حَرَّكَ شَفَتَيه بشَئٍ قَطُّ إلَّا كان حَقًّا، فلَمّا أكثَرَ عثمانُ دُعائِي قُلتُ: ألَا تَعقِلونَ؟ تُؤَمِّرونَ وأميرُ المُؤمِنينَ حَيٌّ، فواللَّهِ لَكأنَّما أيقَظتُ عُمَرَ رضي الله عنه مِن مَرقَدٍ، فقالَ عُمَرُ: أَمهِلوا فإِن حَدَثَ بي حَدَثٌ فليُصَلِّ لِلنّاسِ صُهَيبٌ مَولَى بَنِي جُدْعَانَ ثلاثَ لَيالٍ، ثُمَّ أجْمَعُوا في اليَومِ الثالِثِ أشرافَ الناسِ وأُمَراءَ الأجنادِ فأمِّروا أحَدَكُم، فمَن تأمَّرَ عن غَيرِ مَشورَةٍ فاضرِبوا عُنُقَه
(1)
.
بابُ ما جاءَ في تَنبيهِ الإمامِ على مَن يَراه أهلًا لِلخِلافَةِ بَعدَهُ
16659 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ محمدُ بنُ الحُسَينِ بنِ محمدِ بنِ الفَضلِ القَطانُ ببَغدادَ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بن جَعفَرِ بنِ دُرُسْتُويَه، حدثنا يَعقوبُ بن سُفيانَ، حدثنا أحمدُ بن يونُسَ (ح) وأخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ واللَّفظُ له، أخبرَنِي أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ صالِحِ بنِ هانِيءٍ، وكَتَبَه لِي بخَطِّه، حدثنا
(1)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 44/ 437، 438 من طريق المصنف به. وعبد الرزاق (9776)، وابن سعد في الطبقات 3/ 344، والطحاوى في شرح المشكل 12/ 480 من طريق ابن شهاب به مختصرًا.
محمدُ بن عمرٍو الحَرَشِيُّ، أخبرَنا أحمدُ بن يونُسَ، حدثنا زائدَةُ، حدثنا موسَى بن أبي عائشَةَ، عن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ عبد اللَّهِ قال: دَخَلتُ على عائشَةَ رضي الله عنهما فقُلتُ لها: أَلَا تُحَدِّثيِني عن مَرَضِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فقالَت: بَلَى، ثَقُلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ:"أصَلَّى النّاسُ؟ ". فقُلتُ: لا، وهُم يَنتَظِرونَكَ يا رسولَ اللَّهِ. قال:"ضَعوا ماءً في المِخضَبِ". قالَت: ففَعَلنا فاغتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ ليَنوءَ فأُغمِيَ عَلَيه، ثُمَّ أفاقَ فقالَ:"أصَلَّى النّاسُ؟ ". قُلنا: لا، هُم يَنتَظِرونَكَ. قال:"ضَعوا لِي ماءً في المِخضَبِ". ففَعَلنا فاغتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ ليَنوءَ فأُغمِيَ عَلَيه، فأفاقَ فقالَ:"أصَلَّى النّاسُ؟ ". قُلتُ: لا، هُم يَنتَظِرونَكَ. فقالَ:"ضَعوا لِي ماءً في المِخضَبِ". ففَعَلنا فاغتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ ليَنوءَ فأُغمِيَ عَلَيه، ثُمَّ أفاقَ فقالَ:"أصَلَّى النّاسُ؟ ". قُلنا: لا، هُم يَنتَظِرونَكَ يا رسولَ اللَّه، والنّاسُ عُكوفٌ في المَسجِدِ لِصلاةِ العِشاءِ الآخِرَةِ. قالَت: فأرسَلَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَى أبي بكرٍ رضي الله عنه بأن يُصَلِّيَ بالنّاسِ. قالَت: فأتاه الرَّسولُ فقالَ: إنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يأْمُرُكَ بأن تُصَلِّيَ بالنّاسِ. فقالَ أبو بكرٍ رضي الله عنه، وكانَ رَجُلًا رَقيقًا: يا عُمَرُ صَلِّ بالنّاسِ. فقالَ له عُمَرُ رضي الله عنه: أنتَ أحَقُّ بذَلِكَ. فصَلَّى أبو بكرٍ رضي الله عنه تِلكَ الأيّامَ، ثُمَّ إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وجَدَ مِن نَفسِه خِفَّةً فخَرَجَ بَينَ رَجُلَينِ أحَدُهُما العباسُ لِصلاةِ الطهر، وأبو بكرٍ رضي الله عنه يُصَلِّي بالنّاس، فلَمّا رآه أبو بكرٍ رضي الله عنه ذَهَبَ ليَتأخَّرَ، فأومأ إلَيه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بألَّا يَتأخرَ، قال:"أجلِسانِي إلَى جَنبِه". فأجلَساه إلَى جَنبِ أبي بكرٍ رضي الله عنه. قال: فجَعَلَ أبو بكرٍ رضي الله عنه يُصَلِّي وهو قائمٌ بصَلاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم والنّاسُ بصَلاةِ أبي بكرٍ رضي الله عنه، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قاعِدٌ. قال عُبَيدُ اللَّهِ: فدَخَلتُ
على عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ فقُلتُ له: أَلَا أعرِضُ عَلَيكَ ما حَدَّثَتنِي به عائشَةُ عن مَرَضِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قال: هاتِ. فعَرَضتُ عَلَيه حَديثَها، فما أنكَرَ مِنه شَيئًا غَيرَ أنَّه قال: أسَمَّت لَكَ الرَّجُلَ الَّذِي كان مَعَ العباسِ؟ قُلتُ: لا. قال: هو عليٌّ رضي الله عنهما
(1)
. رَواه البخاريُّ ومُسلمٌ في "الصحيح" عن أحمدَ بنِ يونُسَ
(2)
.
16660 -
أخبرَنا أبو عمرٍو محمدُ بن عبد اللَّهِ البِسطامِيُّ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإسماعيلِيُّ، أخبرَنِي الحَسَنُ بن سُفيانَ، حَدَّثَنِي أبو سعيدٍ يَحيَى بن سُلَيمانَ الجُعفِيُّ، حدثنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِي يونُسُ، عن ابنِ شِهابٍ، عن حَمزَةَ بنِ عبد اللَّهِ بنِ عُمَرَ، عن أبيه قال: لَمّا اشتَدَّ برسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وجَعُه قال: "مُروا أبا بكرٍ فليُصَلِّ بالنّاسِ". فقالَت له عائشَةُ - رضي الله عنا -: يا رسولَ اللَّه، إنَّ أبا بكرٍ رَجُلٌ رَقيقٌ، إذا قامَ مَقامَكَ لَم يُسمِعِ الناسَ مِنَ البُكاءِ. فقالَ:"مُروا أبا بكرٍ فليُصَلِّ بالنّاسِ". فعاوَدَته مِثلَ مَقالَتِها فقالَ: "أنتُنَّ صَواحِباتُ يوسُفَ، مُروا أبا بكرٍ فليُصَلِّ بالنّاسِ". قال ابنُ شِهابٍ: وأخبَرَنِي عُبَيدُ اللَّهِ بن عبد اللَّهِ بنِ عُتبَةَ، عن عائشَةَ رضي الله عنها، أنَّها قالَت: لَقَد عاوَدتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ، وما حَمَلَنِي على مُعاوَدَتِه إلَّا أنِّي خَشِيتُ أن يَتَشاءَمَ النّاسُ بأبِي بكرٍ رضي الله عنه، وإِلا أنِّي عَلِمتُ أنَّه لَن يَقومَ مَقامَه أحَدٌ إلَّا تَشاءَمَ الناسُ به، فأحبَبتُ أن يَعدِلَ ذَلِكَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن أبي بكرٍ رضي الله عنه
(3)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن يَحيَى بنِ سُلَيمانَ،
(1)
المصنف في المعرفة (1466)، ويعقوب بن سفيان 1/ 450 مختصرًا. وتقدم في (607).
(2)
البخاري (687)، ومسلم (418/ 90).
(3)
المصنف في الدلائل 7/ 186. وتقدم في (3400).
وأخرَجَه مُسلِمٌ مِن حَديثِ مَعمَرٍ عن الزُّهرِيِّ عن حَمزَةَ عن عائشَةَ رضي الله عنها
(1)
.
16661 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ بنُ الفَضلِ القَطانُ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بن جَعفَرٍ، حدثنا يَعقوبُ بن سُفيانَ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بن رَجاءٍ، أخبرَنا زائدَةُ، عن عبد المَلِكِ بنِ عُمَيرٍ، عن أبي بُردَةَ بنِ أبي موسَى، عن أبيه قال: مَرِضَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "مُروا أبا بكرٍ فليُصَل بالنّاسِ". فقالَت عائشةُ رضي الله عنهما: يا رسولَ اللَّه، إنَّ أبا بكرٍ رَجُلٌ رَقيقٌ. فقالَ أُخرَى:"مُروا أبا بكرٍ فليُصَلِّ بالنّاسِ". فقالَت عائشَةُ [رضي الله عنهما: يا رسولَ اللَّهِ]
(2)
: إنَّ أبا بكرٍ رَجُلٌ رَقيقٌ. فقالَ: "مُروا أبا بكرٍ فليُصَلِّ بالنّاسِ؛ فإنَّكُنَّ صَواحِبُ يوسُفَ". قال: فأمَّ أبو بكرٍ رضي الله عنه في حَياةِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(3)
. أخرَجَه البخاريُّ ومُسلمٌ في "الصحيح" مِن حَديثِ زائدَةَ
(4)
.
16662 -
أخبرَنا أبو سعيدِ بن أبي عمرٍو الصَّيرَفِيُّ، حدثنا أبو محمدٍ أحمدُ بن عبد اللَّهِ المُزَنِيُّ، أخبرَنا عليُّ بن محمدِ بنِ عيسَى الجَكانِيُّ
(5)
، حدثنا أبو اليَمان، أخبرَنِي شُعَيبُ بن أبي حَمزَةَ، عن الزُّهرِيِّ قال: أخبرَنِي أنَسُ بن مالكٍ، وكانَ تَبعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وخَدَمَه وصحِبَه، أن أبا بكرٍ الصِّدّيقَ رضي الله عنه كان يُصَلِّي لَهُم في وجَعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي توُفِّيَ فيه رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إذا
(1)
البخاري (682)، ومسلم (418/ 94).
(2)
ليس في: م.
(3)
يعقوب بن سفيان 1/ 451. وتقدم في (5133، 5134).
(4)
البخاري (678، 3385)، ومسلم (420/ 101).
(5)
في ص 8، م:"الحكانى". وينظر ما تقدم في (12774)، ولب اللباب 1/ 208.
كان يَومُ الاثنَينِ وهُم صُفوفٌ في الصَّلاةِ كَشَفَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم سِترَ الحُجُرَةِ يَنظُرُ إلَينا وهو قائمٌ كأنَّ وجهَه ورَقَةُ مُصحَفٍ، ثُمَّ تبَسَّمَ، قال: فهَمَمْنا أن نَفتَتِنَ برُؤيَتِه ونَحنُ في الصَّلاةِ مِن فرَحٍ برسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ونَكَصَ أبو بكرٍ رضي الله عنه على عَقِبَيه ليَصِلَ الصَّفَّ، وظَنَّ أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خارجٌ إلَى الصلاةَ. قال: فأشارَ إلَينا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن أتِمّوا صَلاتكُم، ثُمَّ دَخَلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وأرخَى السِّترَ، فتوُفِّيَ مِن يَومِه ذَلِكَ
(1)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أبي اليَمانِ
(2)
.
16663 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ بنُ الفَضلِ القَطانُ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بن جَعفَرٍ، حدثنا يَعقوبُ بن سُفيانَ، حدثنا أحمدُ بن يونُسَ، حدثنا أبو مَعشَرٍ، عن محمدِ بنِ قَيسٍ قال: اشتَكَى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاثَةَ عَشَرَ يَومًا، فكانَ إذا وجَدَ خِفَّةً صَلَّى، وإِذا ثَقُلَ صَلَّى أبو بكرٍ رضي الله عنه
(3)
.
16664 -
وحَدَّثَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا أبو البَختَرِيِّ عبدُ اللَّهِ بن محمدِ بنِ شاكِرٍ، حدثنا حُسَينُ بن على الجُعفِيُّ، عن زائدَةَ، عن عاصِمٍ، عن زِرٍّ، عن عبد اللَّهِ بنِ مَسعودٍ قال: لَمّا قُبِضَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَتِ الأنصارُ: مِنّا أميرٌ ومِنكُم أميرٌ. قال: فأتاهُم عُمَرُ رضي الله عنه فقالَ: يا مَعشَرَ الأنصار، ألَستُم تَعلَمونَ أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أمَرَ أبا بكرٍ يَؤُمُّ النّاسَ، فأيُّكُم تَطيبُ نَفسُه أن يَتَقَدَّمَ أبا بكرٍ؟ فقالَتِ الأنصارُ: نَعوذُ
(1)
تقدم في (5112).
(2)
البخاري (681).
(3)
المصنف في الدلائل 7/ 235، ويعقوب بن سفيان 1/ 450. وأخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 181 عن أحمد بن يونس وعنده: أحمد بن عبد الله بن يونس.
باللَّهِ أن نَتَقَدَّمَ أبا بكرٍ
(1)
.
16665 -
وحَدَّثَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ، حدثنا محمدُ بن صالِحِ بنِ هانِيءٍ، حدثنا الفَضلُ بن محمدٍ البَيهَقِيُّ، حدثنا إبراهيمُ بن المُنذِرِ الحِزامِيُّ، حدثنا محمدُ بنُ فُلَيح، عن موسَى بنِ عُقبَةَ، عن سَعدِ بنِ إبراهيمَ، حَدَّثَنِي إبراهيمُ بن عبد الرَّحمَنِ بنِ عَوفٍ، أن عبدَ الرَّحمَنِ بنَ عَوفٍ كان مَعَ عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه، وأنَ محمدَ بنَ مَسلَمَةَ كَسَرَ سَيفَ الزُّبَيرِ رضي الله عنهما، ثُمَّ قامَ أبو بكرٍ رضي الله عنه فخَطَبَ النّاسَ واعتَذَرَ إلَيهِم، وقالَ: واللَّهِ ما كُنتُ حَريصًا على الإمارَةِ يَومًا ولا لَيلَةً قَط، ولا كُنتُ فيها راغِبًا، ولا سألتُها اللَّه في سِرٍّ ولا عَلانيَةٍ، ولَكِنِّي أشفَقتُ مِنَ الفِتنَة، ومالِي في الإمارَةِ مِن راحَةٍ، ولَكِن قُلِّدتُ أمرًا عَظيمًا ما لِي به طاقَةٌ ولا يَدَانِ إلَّا بتَقويَةِ اللَّه، ولَوَدِدتُ أنَّ أَقْوَى النّاسِ عَلَيها مَكانِي عَلَيها اليَومَ. فقَبِلَ المُهاجِرونَ مِنه ما قال وما اعتَذَرَ به، وقالَ عليٌّ والزُّبَيرُ رضي الله عنهما: ما غَضِبنا إلَّا لأَنّا أُخِّرنا عن المُشاوَرَة، وإنّا نَرَى أبا بكرٍ أحَقَّ النّاسِ بها بعدَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ إنَّه لَصاحِبُ الغارِ وثانِي اثنَين، وإِنّا لَنَعرِفُ شَرَفَه وكِبَرَه، ولَقَد أمَرَه رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالصَّلاةِ بالنّاسِ وهو حَيٌّ
(2)
.
16666 -
أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ،، حدثنا أبو عبدِ اللَّهِ
(1)
الحاكم 3/ 76، وصححه ووافقه الذهبي. وأخرجه أحمد (133، 3765)، والنسائي (776) من طريق حسين بن علي به. وقال الذهبي 6/ 3253: سنده جيد.
(2)
المصنف في الاعتقاد ص 492، والحاكم 3/ 66 وصححه ووافقه الذهبي.
محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا إبراهيمُ بن عبد اللَّهِ السَّعدِيُّ، حدثنا يَزيدُ بن هارونَ، أخبرَنا إبراهيمُ بن سَعدٍ، عن صالِحِ بنِ كَيسانَ، عن الزُّهرِيِّ، عن عُروةَ، عن عائشَةَ رضي الله عنها قالَت: دَخَلَ علَيَّ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في اليَوم الَّذِي بُدِئَ فيه، فقُلتُ: وارأساه! قال: "لَوَدِدتُ أن ذَلِكَ كان وأنا حَيٌّ فأصَلِّيَ عَلَيكِ وأدفِنَكِ". قالَت: فقُلتُ غَيرَى: كأنِّي بكَ في ذَلِكَ اليَومِ مُعَرِّسًا ببَعضِ نِسائكَ. قال: "أنا وارأساه! ادعِي لِي أباكِ وأخاكِ حَتَّى أكتُبَ لأبِي بكرٍ كتابًا؛ فإنِّي أخافُ أن يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ ويَقولَ قائلٌ، ويأبَى اللّهُ والمُؤمِنونَ إِلَّا أبا بكرٍ"
(1)
. رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ سعيدٍ عن يَزيدَ بنِ هارونَ، وأخرَجَه البخاريُّ مِن حَديثِ القاسِمِ بنِ محمدٍ عن عائشَةَ رضي الله عنها
(2)
.
16667 -
أخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بن سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ، أخبرَنا إبراهيمُ بن سَعدٍ (ح) وأخبرَنا أبو عبد اللَّه، أخبرَنِي إسماعيلُ بن محمدِ بنِ الفَضلِ بنِ محمدٍ الشَّعرانِيُّ، حدثنا جَدِّي، حدثنا أبو ثابِتٍ، حدثنا إبراهيمُ، عن أبيه، عن محمدِ بنِ جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ، عن أبيه قال: أتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم امرأةٌ فكَلَّمَته في شَئٍ، فأمَرَها أن تَرجِعَ إلَيه. قالَت: يا رسولَ اللَّه، أرأيتَ إن رَجَعتُ فلَم أجِدْكَ؟ كأنَّها تَعني المَوتَ، قال:"إن لَم تَجِدِينِي فأتِي أبا بكرٍ". لَفظُ حَديثِه عن
(1)
المصنف في الاعتقاد ص 481. وأخرجه أحمد (25113)، والسنن في الكبرى (7081)، وابن حبان (6598) من طريق يزيد بن هارون به.
(2)
مسلم (2387/ 11)، والبخاري (5666، 7217). وتقدم في (6642).
الشَّعرانِيِّ
(1)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أبي ثابِتٍ
(2)
، ورَواه مُسلِمٌ عن عَبّادِ بنِ موسَى عن إبراهيمَ
(3)
.
16668 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ بنُ بِشْرانَ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بن عمرٍو الرزازُ، حدثنا يَحيي بن جَعفَرٍ، أخبرَنا الضَّحّاكُ، حدثنا سفيانُ، عن عبد المَلِكِ بنِ عُمَيرٍ، عن مَولًى لِرِبعِيٍّ، عن رِبعِيٍّ، عن حُذَيفَةَ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " اقتَدوا باللذَينِ مِن بَعدِي؛ أبي بكرٍ وعُمَرَ، واهتَدوا بهَديِ عَمّارٍ، وتَمَسَّكوا بعَهدِ ابنِ أُمِّ عبدٍ"
(4)
.
16669 -
وأخبرَنا أبو الحُسَينِ بنُ الفَضل، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بن جَعفَرٍ، حدثنا يَعقوبُ بن سُفيانَ، حَدَّثَنِي عبدُ العَزيزِ بن عبد اللَّه، حدثنا إبراهيمُ بن سَعدٍ، عن سُفيانَ، عن عبدِ المَلِكِ بنِ عُمَيرٍ، عن هِلالٍ مَولَى رِبعِيٍّ، عن رَبعِيٍّ؛ عن حُذَيفَةَ بنِ اليَمانِ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اقتَدوا بِالَّلذَينِ مِن بَعدِي". يَعنِي أبا بكرٍ وعُمَرَ رضي الله عنهما
(5)
-.
(1)
المصنف في الاعتقاد ص 475، والشافعي 1/ 163. وأخرجه أحمد (16755)، والترمذي (3676)، وابن حبان (6656) من طريق إبراهيم بن سعد به.
(2)
البخاري - كما في تحفة الأشراف (3192)، وأبو ثابت هو محمد بن عبيد اللَّه، وفي مطبوعة البخاري (3659) محمد بن عبد اللَّه. وينظر تهذيب الكمال 26/ 46.
(3)
مسلم (2386/ 10).
(4)
أخرجه يعقوب بن سفيان 1/ 480 عن الضحاك به. وأحمد (23276)، والترمذي (3799 م)، وابن ماجه (97) - مختصرًا - من طريق سفيان به بنحوه. وقال الترمذي: حسن.
(5)
يعقوب بن سفيان 1/ 480. وأخرجه البزار (2828)، والطحاوي في شرح المشكل (1232) من طريق عبد العزيز بن عبد اللَّه (الأويسي) به.
16670 -
أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ وأبو محمدِ بن يوسُفَ الأصبَهانِيُّ قالا: حدثنا أبو بكرٍ القَطّانُ، حدثنا إبراهيمُ بن الحارِث، حدثنا يَحيَى بن أبي بُكَيرٍ، حدثنا سُلَيمانُ بن المُغيرَة، حَدَّثَنِي ثابِتٌ البُنانِيُّ، عن عبد اللَّهِ بنِ رَباحٍ، عن أبي قَتادَةَ حينَ تَخَلَّفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن أصحابِه في مَسيرِه، قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"ما تَرَونَ النّاسَ صَنَعوا؟ ". ثُمَّ قال: "أصبَحَ النّاسُ فقَدوا نَبيَّهُم، فقالَ أبو بكرٍ وعُمَرُ: رسولُ اللَّهِ بَعدَكُم لَم يَكُنْ ليُخَلِّفَكُم. وقالَ النّاسُ: إن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بينَ أيدِيكُم. وإن تُطيعوا أبا بكرٍ وعُمَرَ تَرشُدوا"
(1)
. أخرَجَه مُسلِمٌ في "الصحيح" مِن حَديثِ سُلَيمانَ
(2)
.
16671 -
أخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ، والقاضِي أبو الهَيثَمِ عُتبَةُ بن خَيثَمَةَ، وأبو زَكَريا يَحيَى بن إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ يَحيَى قالوا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا بَحرُ بن نَصرٍ، حدثنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِي يونُسُ، عن ابنِ شِهابٍ، أن سعيدًا أخبَرَه أنَّه سَمِعَ أبا هريرةَ يقولُ: سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "بَينا أنا نائمٌ رأيتُنِي على قَليبٍ عَلَيها دَلوٌ، فنَزَعتُه فنَزَعتُ مِنها ما شاءَ اللّهُ، ثُمَّ أخَذَها ابنُ أبي قُحافَةَ فنَزَعَ مِنها ذَنوبًا أو ذَنوبَين، وفِي نَزعِه ضَعفٌ، واللَّهُ يَغفِرُ له، ثُمَّ استَحالَت غَرْبًا
(3)
فَأَخَذَهَا ابنُ الخطاب، فلَم أرَ عَبقَريًّا مِنَ النّاسِ
(1)
المصنف في الدلائل 4/ 282 - 285. وأخرجه البغوي في الجعديات (3109)، وأبو نعيم في المستخرج (1533) من طريق سليمان بن المغيرة به مطولًا. وابن حبان (6901) من طريق ثابت به بنحوه مختصرًا. وتقدم في (1785، 1917، 3215).
(2)
مسلم (681/ 311).
(3)
الغرب: الدلو العظيمة. صحيح مسلم بشرح النووي 15/ 159.
يَنزِعُ نَزعَ عُمَرَ بنِ الخطابِ حَتَّى ضَرَبَ النّاسُ بعَطَنٍ
(1)
". رَواه البخاريُّ في "الصحيح" مِن وجهٍ آخَرَ عن يونُسَ، ورَواه مُسلِمٌ عن حَرمَلَةَ عن ابنِ وهبٍ
(2)
.
16672 -
أخبرَنا محمدُ بن عبد اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عبد اللَّهِ بنُ يَعقوبَ، حدثنا يَحيَى بن محمدِ بنِ يَحيَى، حدثنا أحمدُ بن يونُسَ، حدثنا زُهَيرٌ، حدثنا موسَى بن عُقبَةَ، عن سالِمِ بنِ عبد اللَّه، عن أبيه عن رُؤيا رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في أبي بكرٍ وعُمَرَ رضي الله عنهما قال: "رأيتُ النّاسَ اجتَمَعوا، فقامَ أبو بكرٍ فنَزَعَ ذَنوبًا أو ذَنوبَين، وفِي نَزعِه ضَعفٌ، واللَّهُ يَغفِرُ له، ثُمَّ قامَ عُمَرُ بن الخطابِ فاستَحالَت غَرْبًا، فما رأيتُ عَبقَريًّا مِنَ النّاسِ يَفْرِي فَريَه
(3)
حَتَّى ضَرَبَ النّاسُ بعَطَنٍ"
(4)
. رَواه البخاريُّ ومُسلِمٌ في "الصحيح" عن أحمدَ بنِ يونُسَ
(5)
.
16673 -
أخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ بن أبي عمرٍو قالا:
(1)
ضرب الناس بعطن: أي أرووا إبلهم ثم آووها إلى عطنها، وهو الموضع الذي تساق إليه بعد السقي لتستريح. صحيح مسلم بشرح النووي 15/ 161.
والحديث عند المصنف في الاعتقاد ص 473، 474. وأخرجه النسائي في الكبرى (8116)، وابن حبان (6898) من طريق ابن شهاب به.
(2)
البخاري (3664)، ومسلم (2392/ 17).
(3)
فَرْيَه، فَرِيَّه: بالتخفيف والتثقيل، وغلط الخليل التثقيل، والمراد: لم أر سيدًا يعمل عمله ويقطع قطعه. صحيح مسلم بشرح النووي 15/ 162.
(4)
أخرجه أحمد (5629) من طريق زهير به. والترمذي (2289)، والنسائي في الكبرى (7636) من طريق موسى بن عقبة به.
(5)
البخاري (7020)، ومسلم (2393/ عقب 19).