الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ ما على السُّلطانِ مِنَ القيامِ فيما وَلِيَ بالقِسطِ والنُّصحِ لِلرَّعيَّةِ والرَّحمَةِ بهِم
(1)
والشَّفَقَةِ عَلَيهِم والعَفوِ عَنهُم ما لَم يَكُنْ حَدًّا
16715 -
أخبرَنا عليُّ بن أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بن عُبَيدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا عُبَيدُ بن شَريكٍ، حَدَّثَنَا يَحيَى بن بُكَيرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيثُ، عن نافِعٍ، عن عبد اللهِ بنِ عُمَرَ، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"ألا كُلُّكُم راع، وكُلُّكُم مَسئولٌ عن رَعيَّتِه؛ فالأميرُ راعٍ على النّاسِ وهو مَسئولٌ عن رَعيَّتِه، والرَّجُلُ راعٍ على أهلِ بَيته وهو مَسئولٌ عن رَعيَّتِه، وامرأةُ الرَّجُلِ راعيَةٌ على بَيتِ بَعلِها ووَلَدِه وهِيَ مَسئولَةٌ عن بَعلِها ورَعيَّتِها، والعَبدُ راعٍ على مالِ سَيِّدِه وهو مَسئولٌ عن رَعيَّتِه، أَلا وكُلُّكُم راعٍ وكُلُّكُم مَسئولْ عن رَعيَّتِه"
(2)
. رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن قُتَيبَةَ وغَيرِه عن اللَّيثِ
(3)
، وأخرَجاه مِن حَديثِ عُبَيدِ اللهِ بنِ عُمَرَ وغَيرِه عن نافِعٍ
(4)
.
16716 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حَدَّثَنَا أبو عمرٍو عثمانُ بن أحمدَ بنِ عبد اللهِ الدَّقَّاقُ ببَغدادَ، حَدَّثَنَا عبدُ الرَّحمَنِ بن محمدِ بنِ مَنصورٍ، حَدَّثَنَا مُعاذُ بن هِشامٍ (ح وأخبرَنا أبو صالِحِ بنُ أبي طاهِرٍ العَنبَرِيُّ، أخبرَنا جَدِّي يَحيَى بن مَنصورٍ القاضِي، حَدَّثَنَا أحمدُ بن سلمةَ، حَدَّثَنَا محمدُ بن المُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُعاذُ بن هِشامٍ، حَدَّثَنِي أبي، عن قَتادَةَ، عن أبي المَليح، أن
(1)
في حاشية الأصل: "لهم".
(2)
أخرجه الترمذي (1705) من طريق الليث به. وأحمد (4495)، وابن حبان (4489) من طريق نافع به.
(3)
مسلم (1829/ 20).
(4)
البخاري (2554)، ومسلم (1829/
…
). وعند البخاري (5200) من حديث محمد الله بن عمر.
عُبَيدَ اللهِ بنَ زيادٍ دَخَلَ على مَعقِلِ بنِ يَسارٍ وهو شاكٍ، فقالَ: لَولا أنِّي في المَوتِ ما حَدَّثتُكَ، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"ما مِن أميرٍ استُرعِيَ رَعيَّةً لَم يَحتَطْ لَهُم، ولَم يَنصَحْ لَهُم إِلَّا لَم يَدخُلْ مَعَهُمُ الجَنَّةَ". لَفظُ حَديثِ أبي صالِحٍ
(1)
. رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ المُثَنَّى وغَيرِهِ
(2)
.
16717 -
حَدَّثَنَا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بن يوسُفَ الأصبَهانِيُّ إملاءً، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بن الحُسَينِ القَطّانُ، حَدَّثَنَا إبراهيمُ بن الحارِثِ البَغدادِيُّ، حَدَّثَنَا يَحيَى بن أبي بُكَيرٍ، حَدَّثَنَا أبو الأشهَبِ جَعفَرُ بن حَيّانَ، عن الحَسَنِ، عن مَعقِلِ بنِ يَسارٍ المُزَنِيِّ
(3)
قال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "ما مِن رَجُلٍ يُستَرعَى رَعيَّةً يَموتُ حينَ يَموتُ وهو غاشٌّ لِرَعيَّتِه إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيه الجَنَّةَ"
(4)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أبي نُعَيمٍ عن أبي الأشهَب، ورَواه مُسلِمٌ عن شَيبانَ بنِ فرُّوخَ عن أبي الأشهَبِ
(5)
.
16718 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عبد اللهِ محمدُ بن يَعقوبَ، حَدَّثَنَا أحمدُ بن النَّضرِ بنِ عبد الوَهّابِ وعِمرانُ بن موسَى قالا:
(1)
أخرجه المصنّف في الاعتقاد ص 321 من طريق محمد الرَّحمن بن محمد بن منصور به. وأبو عوانة (7043)، والطبراني 20/ 225 (524) من طريق معاذ بن هشام به.
(2)
مسلم (22/ 142).
(3)
في الأصل، ص 8:"الأشجعي". وضبب عليها في الأصل، وكتب في حاشيتها:"صوابه المزنى". وينظر تهذيب الكمال 28/ 279.
(4)
أخرجه ابن حبان (4495) من طريق أبي الأشهب به. وأحمد (20291) من طريق الحسن بنحوه.
(5)
البخاري (7150)، ومسلم (142/ 227).
حَدَّثَنَا شَيبانُ بن فرَّوخَ، حَدَّثَنَا جَريرُ بن حازِمٍ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ أن عائذَ بنَ عمرٍو، وكانَ مِن أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، دَخَلَ على عُبَيدِ اللهِ بنِ زيادٍ فقالَ: إنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إِنَّ شَرَّ الرِّعاءِ الحُطَمَةُ
(1)
". فإيَّاكَ أن تَكُونَ مِنهُم. فقالَ له: اجلِسْ. فإِنَّما أنتَ مِن نُخالَةِ
(2)
أصحابِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم. فقالَ: وهَل كانَت لَهُم نُخالَةٌ؟! إنَّما كانَتِ النُّخالَةُ بَعدَهُم وفي غَيرِهِم
(3)
. رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن شيبان بنِ فرّوخ
(4)
.
16719 -
أخبرَنا أبو القاسِمِ زَيدُ بن أبي هاشِمٍ العَلَوِيُّ بالكوفَةِ وأبو بكرٍ أحمدُ بن الحَسَنِ القاضِي بنَيسابورَ قالا: حَدَّثَنَا أبو جَعفَرٍ محمدُ بن عليِّ بنِ دُحَيمٍ، حَدَّثَنَا إبراهيمُ بن عبد الله، أخبرَنا وكيعٌ، عن الأَعْمَش، عن أبي حازِمٍ الأشجَعِيِّ، عن أبي هريرةَ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَومَ القيامَةِ ولا يُزَكِّيهِم؛ شَيخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كَذّابٌ، وعائلٌ مُستَكبِرٌ"
(5)
.
رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن أبي بكرِ بنِ أبي شَيبَةَ عن وكيعٍ
(6)
.
(1)
الحطمة: هو الحنيف برعاية الإبل في السَّوْق والإيراد والإصدار. النهاية 1/ 402.
(2)
يعني: لست من فضلائهم وعلمائهم وأهل المراتب فهم، بل من سقطهم. صحيح مسلم بشرح النووي 12/ 216.
(3)
أخرجه ابن حبان (4511) من طريق شيبان به. وأحمد (20637) من طريق جرير بن حازم به.
(4)
مسلم (1830/ 23).
(5)
المصنّف في الأسماء والصفات (478). وأخرجه أحمد (10227) عن وكيع به. والنسائي في الكبرى (7138) من طريق الأعمش به بنحوه.
(6)
مسلم (107/ 172).
16720 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ وأبو سعيدِ بن أبي عمرٍو قالا: حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حَدَّثَنَا أحمدُ بن عبد الجَبّار، حَدَّثَنَا أبو مُعاويَةَ، عن الأَعْمَش، عن أبي ظَبيانَ وزيدِ بنِ وهبٍ، عن جَريرِ بنِ عبد الله، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَن لا يَرحَمِ النّاسَ لا يَرحَمْه اللهُ"
(1)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن محمدٍ، ورَواه مُسلِمٌ عن أبي كُرَيبٍ، كِلاهُما عن أبي مُعاويَةَ
(2)
.
16721 -
أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو حامِدِ بنُ بلالٍ، حَدَّثَنَا عبدُ الرَّحمَنِ بن بشرٍ، حَدَّثَنَا يَحيَى بن سعيدٍ القَطّانُ، عن شُعبَةَ، عن مَنصورٍ، عن أبي عثمانَ مَولَى المُغيرَةِ سَمِعَ أبا هريرةَ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تُنزَعُ الرَّحمَةُ إِلَّا مِن شَقِيٍّ". ثلاثَ مَرّاتٍ
(3)
.
16722 -
حَدَّثَنَا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حَدَّثَنَا أبو العباسِ المَحبوبِيُّ، حَدَّثَنَا سعيدُ بن مَسعودٍ، حَدَّثَنَا يَزيدُ بن هارونَ، أخبرَنا العَوَّامُ بن حَوشَبٍ، عن شَهرِ بنِ حَوشَبٍ، عن أبي أُمامَةَ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أُوصِي الخَليفَةَ
(1)
أخرجه أحمد (19170) عن أبي معاوية، وفي (19172) عن محمد بن عبيد، وابن حبان (465) من طريق شعبة، كلهم عن الأعمش عن أبي ظبيان به. وأحمد (19169) من طريق الأعمش عن زيد بن وهب به.
(2)
البخاري (7376)، ومسلم (2319/ 66).
(3)
أخرجه أحمد (8001)، وأبو داود (4942)، والترمذي (1923) من طريق شعبة به. وابن حبان (466) من طريق منصور به. وقال الترمذي: حسن. وقال الذهبي 6/ 3264: إسناده صالح ولم يخرجوه.
مِن بَعدِي بتَقَوَى الله، وأُوصيه بجَماعَةِ المُسلِمينَ أن يُعَظِّمَ كَبيرَهُم، ويَرحَمَ صَغيرَهُم، ويوَقِّرَ عالِمَهُم، وألَّا يُضِرَّ بهِم فيُذِلَّهم، ولا يُوحِشَهُم فيُكفِرَهُم، وألَّا يَخصيَهُم فيَقطَعَ نَسلَهُم، وألَّا يُغلِقَ بابَه دونَهُم فيأْكُلَ قَويُّهُم ضَعيفَهُم"
(1)
.
16723 -
أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنِي أبو الطَّيِّبِ محمدُ بن محمدِ بنِ المُبارَكُ النَّيسابورِيُّ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بن خُزَيمَةَ، حَدَّثَنَا عبدُ اللهِ بن يَزيدَ المُقرِئُ، أخبرَنا سعيدٌ (ح) وأخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْباريُّ، أخبرَنا محمدُ بن بكرٍ، حَدَّثَنَا أبو داودَ، حَدَّثَنَا ابنُ السَّرح، حَدَّثَنَا ابنُ وهبٍ، عن سعيدِ بنِ أبي أيُّوبَ، عن أبي مَرحومٍ، عن سَهلِ بنِ مُعاذٍ، في أبيه، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"مَن كَظَمَ غَيظًا وهو قادِرٌ على أنَّ يُنفِذَه؛ دَعاه اللهُ على رُءوسِ الخَلائقِ يَومَ القيامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَه مِن أيِّ الحورِ شاءَ"
(2)
.
16724 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنِي أبو الحَسَنِ عليُّ بن أحمدَ بنِ قُرْقُوبٍ التَّمَّارُ بهَمَذانَ، حَدَّثَنَا إبراهيمُ بن الحُسَين، حَدَّثَنَا أبو اليَمان، أخبرَنِي شُعَيبٌ (ح) وأخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ وأبو بكرٍ القاضي قالا: حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حَدَّثَنَا محمدُ بن خالِدٍ، حَدَّثَنَا بشرُ بن شُعَيبٍ، عن أبيه، عن الزُّهرِيِّ، أخبرَنِي عُبَيدُ اللهِ بن عبد اللهِ بنِ عُتبَةَ
(1)
المصنّف في الاعتقاد ص 322. وقال الذهبي 6/ 3265: وهذا لَمْ يخرجوه.
(2)
المصنّف في الشعب (8303)، وأبو داود (4777). وأخرجه أحمد (15637)، والترمذي (2021) من طريق عبد الله بن يزيد به. وابن ماجة (4186) من طريق عبد الله بن وهب به. وقال الترمذي: حسن غريب. وقال الذهبي 6/ 3265: أبو مرحوم عبد الرحيم ليس بذاك.
أن عبدَ اللهِ بنَ عباسٍ قال: قَدِمَ عُيَينَةُ بن حِصْنِ بنِ حُذَيفَةَ بنِ بَدرٍ، فنَزَلَ على ابنِ أخيه الحُرِّ بنِ قَيسِ بنِ حِصن، وكانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذينَ يُدنيهِم عُمَرُ بن الخطابِ رضي الله عنه، وكانَ القُرّاءُ أصحابَ مَجالِسِ عُمَرَ ومُشاوَرَتِه كُهولًا كانوا أو شُبّانًا. قال عُيَينَةُ لِابنِ أخيه: يا ابنَ أخِي، هَل لَكَ وجهٌ عِندَ هذا الأميرِ فتَستأْذِنَ لِي عَلَيه؟ فقالَ: سأستأْذِنُ لَكَ عَلَيه. قال ابنُ عباسٍ: فاستأْذَنَ الحُرُّ لِعُيَينَةَ، فأذِنَ له عُمَرُ رضي الله عنه، فلَمّا دَخَلَ عَلَيه قال: هِيْ
(1)
يا ابنَ الخطاب، ما تُعطينا الجَزلَ ولا تَحكُمُ بَينَنا بالعَدلِ! فغَضِبَ عُمَرُ رضي الله عنه حَتَّى هَمَّ أن يُوقِعَ به، فقالَ له الحُرُّ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، إنَّ اللهَ سُبحانَه قال لِنَبيِّه صلى الله عليه وسلم:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199] وإِنَّ هذا مِنَ الجِاهِلينَ. قال: فواللهِ ما جاوَزَها عُمَرُ رضي الله عنه حينَ تَلاها عَلَيه، وكانَ وقّافًا عِندَ كِتابِ اللهِ. واللَّفظُ لِلحاكِمِ أبي عبد اللهِ
(2)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أبي اليَمانِ
(3)
.
ورُوِّينَا في كِتابِ الزَّكَاةِ عن أبي هريرةَ أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "ما نَقَصَت صَدَقَةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللهُ بعَفوٍ إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أَحَدٌ للهِ إِلَّا رَفَعَه"
(4)
.
وقَد رُوِّينا عن عائشَةَ أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "أَقِيلُوا ذَوِي الهَيئاتِ عَثَراتِهِم ما لم
(1)
هِيْ: بكسر ثم سكون؛ والذى يقتضيه السياق أنه أراد بهذه الكلمة الزجر وطلب الكف لا الازدياد. ينظر فتح الباري 13/ 258، 259.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره 5/ 1639 (8685) من طريق أبي اليمان به.
(3)
البخاري (4642).
(4)
تقدم في (7893).