الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جماعُ أبوابِ القِصاصِ فيما دونَ النَّفسِ
قال اللَّهُ تبارك وتعالى: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} [المائدة: 45]. قال الشّافِعِىُّ: ولَم أعلَمْ خِلافًا فى أن القِصاصَ فى هذه الآيَةِ كما حَكَى اللهُ أنَّه حَكَمَ به بَينَ أهلِ التَّوراةِ.
وذَكَرَ أيضًا مَعنَى ما:
16185 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبى إسحاقَ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالوا: أخبرَنا أبو العباسِ الأصمُّ، حدثنا بَحرُ بنُ نَصرٍ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ وهبٍ، حَدَّثَنِى عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عن أبى النَّضرِ، أن رَجُلًا قامَ إلَى عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه وهو على المِنبَرِ فقالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، ظَلَمَنِى عامِلُكَ وضَرَبَنِى. فقالَ عُمَرُ: واللَّهِ لأُقيدَنَّكَ مِنه إذن. فقالَ عمرُو بنُ العاصِ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، وتُقيدُ مِن عامِلِكَ؟ قال: نَعَم، واللَّهِ لأُقيدَنَّ مِنهُم؛ أقادَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن نَفسِه، وأقادَ أبو بكرٍ مِن نَفسِه، أفَلا أُقيدُ؟! قال عمرُو بنُ العاصِ: أوْ غَيرَ ذَلِكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ؟ قال: وما هو؟ قال: أو ما يُرضيه
(1)
. قال: أو ذَلِكَ. هذا مُنقَطِعٌ، وقَد رُوّيناه مَوصولًا ومُرسَلًا فى بابِ قَتلِ الإمامِ
(2)
.
(1)
فى س، ص 8:"ترضيه".
(2)
تقدم فى (16118، 16119).
16186 -
وأخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبى إسحاقَ المُزَكِّى، أخبرَنا أبو الحَسَنِ أحمدُ بنُ محمدٍ العَنَزِىُّ، حدئنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارمىُّ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ صالِحٍ، عن مُعاويَةَ بنِ صالِحٍ، عن علىِّ بنِ أبى طَلحَةَ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنه فى قَولِه عز وجل:{النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} قال: تُقتَلُ النَّفسُ بالنَّفسِ، وتُفقأُ العَينُ بالعَينِ، ويُقطَعُ الأنفُ بالأنفِ، وتُنزَعُ السِّنُّ بالسِّنِّ، ويُقتَصُّ الجِراحُ بالجِراحِ، فهَذا يَستَوِى فيه أحرارُ المُسلِمينَ فيما بَينَهُم، رِجالُهُم ونِساؤُهُم فيما بَينَهُم إذا كان عَمدًا فى النَّفسِ وما دونَ النَّفسِ
(1)
.
16187 -
أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ الأصبَهانِىُّ مِن أصلِ كِتابِه، أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ الأعرابِىِّ، حدثنا الحَسَنُ بنُ محمدٍ الزَّعفَرانِىُّ، حدثنا عَفّانُ، حدثنا حَمّادٌ، حدثنا ثابِتٌ، عن أنَسٍ، أن أُختَ الرُّبَيِّعِ أُمَّ حارِثَةَ جَرَحَت إنسانًا، فاختَصَموا إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"القِصاصَ القِصاصَ". فقالَت أُمُّ الرُّبَيِّعِ: يا رسولَ اللهِ، أيُقتَصُّ مِن فُلانَةَ؟! واللَّهِ لا يُقتَصُّ مِنها أبَدًا. فقالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم:"سُبحانَ اللهِ، القِصاصُ كِتابُ اللهِ". قالَت: واللَّهِ لا يُقتَصُّ مِنها أبَدًا. قال: فما زالَت حَتَّى قَبِلوا الدّيَةَ. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إنَّ مِن عِبادِ اللهِ مَن لَو أقسَمَ على اللهِ لأبَرَّه"
(2)
. رَواه مُسلِمٌ فى
(1)
أخرجه ابن جرير فى تفسيره 8/ 472، وابن أبى حاتم فى تفسيره 4/ 1144، 1145 (6438، 6440، 6442، 6445) من طريق عبد الله بن صالح به.
(2)
المصنف فى الصغرى (3001). وأخرجه أحمد (14028)، والنسائى (4769) من طريق عفان به. وعبد بن حميد (1350)، وابن حبان (6491) من طريق حماد بن سلمة به.