الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ ما جاءَ في قَسامَةِ الجاهِليَّةِ
16545 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ مِن أصلِ كِتابِه، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ أحمدُ بن عُبَيدِ بنِ إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ عبد المَلِكِ الأسَدِيُّ الحافظُ بهَمَذانَ سنةَ اثنَتَينِ وأربَعينَ وثَلاثِمائَةٍ، حدثنا إبراهيمُ بن الحُسَين، حدثنا أبو مَعمَرٍ عبدُ اللهِ بن عمرِو بنِ أبي الحَجّاجِ المِنْقَرِيُّ، حدثنا عبدُ الوارِثِ بن سعيدٍ، حدثنا قَطَنٌ أبو الهَيثَمِ، حدثنا أبو يَزيدَ، عن عِكرِمَةَ، عن ابنِ عباسٍ قال: إنَّ أوَّلَ قَسامَةٍ كانَت في الجاهِليَّةِ لَفينَا بَنِي هاشِمٍ، كان رَجُلٌ مِن بَنِي هاشِمٍ [استأجَرَ رَجُلًا]
(1)
مِن قُرَيشٍ مِن فخِذٍ
(2)
أُخرَى، فانطَلَقَ مَعَه في إبِلِه فمَرَّ به رَجُلٌ مِن بَنِي هاشِمٍ قَدِ انقَطَعَت عُروَةُ جوالقِه
(3)
فقالَ: أعِنِّي بعِقالٍ
(4)
أشُدُّ به عُروةَ جوالقى؛ لا تَنفِرُ الإبِلُ. قال: فأعطاه عِقالًا فشَدَّ به عُروةَ جوالقِه، فلَمّا نَزَلوا عُقِلَتِ الإبِلُ إلا بَعيرًا واحِدًا، فقالَ الَّذِي استأجَرَه: ما شأنُ هذا البَعيرِ لَم يُعقَلْ مِن بَينِ الإبِلِ؟ قال: لَيسَ له عِقالٌ. قال: فأينَ عِقالُه؟ قال: مَرَّ بي رَجُلٌ مِن بَنِي هاشِمٍ قَدِ انقَطَعَت عُروَةُ جوالقِه فاستَعانَنِي فقالَ:
(1)
كذا في النسخ، والسياق يدل على خلاف. وعند البخاري:"استأجره رجل"، وقال ابن حجر في الفتح 1/ 157: كذا في رواية الأصيلي وأبي ذر - يعني: استأجره - وفي رواية كريمة وغيره: "استأجر رجلًا". وهو مقلوب، والأول أصح.
(2)
الفخذ: بكسر الخاء وقد تسكن: حي الرجل إذا كان من أقرب عشيرته، وهو أقل من البطن، وهو مذكر، ينظر التاج 9/ 450 (ف خ ذ).
(3)
الجولق: وعاء من صوف أو شعر أو غيرهما، والجمع جَوالِق وجَوَاليق. ينظر التاج 25/ 129 (ج ل ق).
(4)
العقال: الحبل. فتح الباري 7/ 157.
أعِنِّي
(1)
بعِقالٍ أشُدُّ به عُروةَ جوالقِي؛ لا تَنفِرُ الإبِلُ. فأعطَيتُه عِقالَه. قال: فحَذَفَه بعَصًا كان فيها أجَلُه، فمَرَّ به رَجُلٌ مِن أهلِ اليَمَنِ قال: أتَشهَدُ المَوسِمَ؟ قال: لا أشهَدُ، ورُبَّما شَهِدتُ. قال: هَل أنتَ مُبَلِّغٌ عَنِّي رِسالَةً مَرَّةً مِنَ الدَّهرِ؟ قال: نَعَم. قال: فكَتَبَ: إذا أنتَ شَهِدتَ المَوسِمَ فنادِ: يا لَقُرَيشٍ
(2)
. فإِذا أجابوكَ فنادِ: يا لَبَنِي هاشِمٍ. فإِذا أجابوكَ فسَل عن أبي طالِبٍ، فأخبِرْه أن فُلانًا قَتَلَنِي في عِقالٍ. قال: وماتَ المُستأجَرُ، فلَمّا قَدِمَ الَّذِي استأجَرَه أتاه أبو طالِبٍ فقالَ: ما فعَلَ صاحِبُنا؟ قال: مَرِضَ فأحسَنتُ القيامَ عَلَيه، ثُمَّ ماتَ فوَلِيتُ دَفنَه. فقالَ: كان أهلَ ذاكَ مِنكَ. فمَكَثَ حينًا، ثُمَّ إنَّ الرَّجُلَ اليَمانِيَ الَّذِي كان أوصَى إلَيه أن يُبَلِّغَ عنه وافَى المَوسِمَ فقالَ: يا لِقرَيشٍ. قالوا: هذه قُرَيشٌ. قال: يا لبنِي هاشِمٍ. قالوا: هذه بَنو هاشِمٍ. قال: أينَ أبو طالِبٍ. قالوا: هذا أبو طالِبٍ. قال: أمَرَنِي فُلانٌ أن أُبَلِّغَكَ رِسالَةً أن فُلانًا قَتَلَه في عِقالٍ. فأتاه أبو طالِبٍ فقالَ: اختَرْ مِنَّا إحدَى ثَلاثٍ؛ إن شِئتَ أن تُؤَدِّيَ مِائَةً مِنَ الإبِلِ؛ فإِنَّكَ قَتَلتَ صاحِبَنا بخَطأٍ، وإِن شِئتَ حَلَفَ خَمسونَ مِن قَومِكَ أنَّكَ لَم تَقتُلْه، فإِن أبَيتَ قَتَلناكَ به. قال: فأتَى قَومَه فذَكَرَ ذَلِكَ لَهُم فقالوا: نَحلِفُ. فأتَتِ امرأةٌ مِن بَنِي هاشِمٍ كانَت تَحتَ رَجُلٍ مِنهُم قَد ولَدَت له فقالَت: يا أبا طالِبٍ، أُحِبُّ أن تُجيزَ ابنِي هذا برَجُلٍ مِنَ الخَمسينَ، ولا
(1)
في الأصل: "أغثني". وكتب فوقه: "ص".
(2)
في س، ص 8، م، والبخاري:"يا آل قريش". وقال ابن حجر في الفتح 7/ 157: بإثبات الهمزة، وبحذفها على الاستغاثة.
تَصْبُرْ يَمينَه حَيثُ تُصبَرُ الأيمانُ
(1)
. ففَعَلَ، فأتاه رَجُلٌ مِنهُم فقالَ: يا أبا طالِبٍ أرَدتَ خَمسينَ رَجُلًا أن يَحلِفوا مَكانَ مِائَةٍ مِنَ الإبِل، نَصيبُ كُلَّ رَجُلٍ بَعيران، فهَذانِ بَعيرانِ فاقبَلْهُما عَنِّي، ولا تَصبُرْ يَمينِي حَيثُ تُصبَرُ الأيمانُ. قال: فقَبِلَهُما، وجاءَ ثَمانيةٌ وأربَعونَ رَجُلًا فحَلَفوا، فقالَ ابنُ عباسٍ: فوالَّذِي نَفسِي بيَدِه ما حالَ الحَولُ ومِنَ الثَّمانيَةِ والأربَعينَ عَينٌ تَطرِفُ
(2)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أبي مَعمَرٍ
(3)
.
16546 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عليٍّ الحُسَينُ بن عليٍّ الحافظُ، أخبرَنا محمدُ بن الحَسَنِ بنِ قُتَيبَةَ، حدثنا حَرمَلَةُ بن يَحيَى، أخبرَنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِي يونُسُ، عن ابنِ شِهابٍ، أخبرَنِي أبو سلمةَ بن عبدِ الرَّحمَنِ وسُلَيمانُ بن يَسارٍ مَولَى مَيمونَةَ، عن رَجُلٍ مِن أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الأنصار، أن رسولَ اللهِ أقَرَّ القَسامَةَ على ما كانَت عَلَيه في الجاهِليَّةِ
(4)
. رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن حَرمَلَةُ
(5)
.
(1)
أصل الصبر: الحبس والمنع، ومعناه في الأيمان: الإلزام، تقول: صبرته. أي ألزمته أن يحلف بأعظم الأيمان حتى لا يسعه ألا يحلف. وقوله: حيث تصبر الأيمان. أي: بين الركن والمقام. فتح الباري 7/ 158.
(2)
أخرجه النسائي (4720) من طريق أبي معمر به. وابن شاذان في مشيخته (19) من طريق عبد الوارث بن سعيد به.
(3)
البخاري (3845).
(4)
أخرجه النسائي (4721)، وأبو عوانة في مسنده (6043) من طريق ابن وهب به. وتقدم في (16521).
(5)
مسلم (1670/ 7).