الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكائنًا خِلافَةً ورَحمَةً، وكائنًا مُلكًا عَضوضًا، وكائنًا عُتوَّةً وجَبَريَّةً وفَسادًا في الأُمَّةِ؛ يَستَحِلّونَ الفُروجَ والخُمورَ والحَرير، ويُنصَرونَ على ذَلِكَ ويُرزَقونَ أبَدًا حَتَّى يَلقَوُا اللهَ عز وجل"
(1)
.
بابُ إثمِ الغادِرِ لِلبَرِّ والفاجِرِ
16709 -
أخبرَنا محمدُ بن عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بن أحمدَ بنِ بالُويَه، حَدَّثَنَا إسحاقُ بن الحَسَن، حَدَّثَنَا عَفّانُ بن مسلمٍ، حَدَّثَنَا صَخرُ بن جوَيريَةَ، عن نافِعٍ، أن عبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ جَمَعَ بَنِيه
(2)
حينَ انتَزَى
(3)
أهلُ المَدينَةِ مَعَ عبد اللهِ بنِ الزُّبَيرِ رضي الله عنه، وخَلَعوا يَزيدَ بنَ مُعاويَةَ، فقالَ: إنّا بايَعْنا هذا الرَّجُلَ على بَيعَةِ اللهِ ورسولِه، وإِنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ:"إنَّ الغادِرَ يُنصَبُ له لِواءٌ يَومَ القيامَةِ فيُقالُ: هذه غَدرَةُ فُلانٍ". وإِنَّ مِن أعظَمِ الغَدرِ بعدَ الإِشراكِ باللهِ أن يُبايِعَ رَجُلٌ رَجُلًا على بَيعِ اللهِ ورسولِه ثُمَّ يَنكُثَ بَيعَتَه، ولا يَخلَعَنَّ أحَدٌ مِنكُم يَزيدَ، ولا يُشْرِفَنَّ أحَدٌ مِنكُم في هذا الأمرِ فيَكونَ صَيْلَمًا
(4)
بَيني وبَينَه
(5)
. رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن عبد اللهِ بنِ
(1)
المصنف في الدلائل 6/ 340، والطيالسى (225). وأخرجه أبو يعلى (873) من طريق جرير به. وقال الهيثمي في المجمع 5/ 189: وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ثقة ولكنه مدلس، وبقية رجاله ثقات.
(2)
في م: "أهل بيته".
(3)
انتزى: تَسَرَّع. النهاية 5/ 44.
(4)
الصيلم؛ القطيعة. فتح الباري 13/ 71.
(5)
أخرجه أحمد (5088، 5709)، والترمذي (1581) من طريق صخر بن جويرية به. والنسائي في الكبرى (8737) من طريق نافع به.
عبد الرَّحمَنِ عن عَفَّانَ مُختَصَرًا دونَ قِصَّةِ يَزيدَ
(1)
، وأخرَجاه مِن حَديثِ أيّوبَ عن نافِعٍ
(2)
.
16710 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ بنُ الفَضلِ القَطَّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بن جَعفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعقوبُ بن سُفيانَ، حَدَّثَنَا سُلَيمانُ بن حَربٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عن أيُّوبَ، عن نافِعٍ، أن مُعاويَةَ بَعَثَ إلَى ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما مِائَةَ ألفِ دِرهَمٍ، فلَمّا دَعا مُعاويَةُ إلَى بَيعَةِ يَزيدَ بنِ مُعاويَةَ قال: أتَرَونَ هذا أرادَ أنَّ دينِي إِذَنْ عِندِي لَرَخيصٌ؟ زادَ فيه غَيرُه: فلَمَّا ماتَ مُعاويَةُ واجتَمَعَ النّاسُ على يَزيدَ بايَعَه
(3)
.
16711 -
وأخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن محمدٍ المُقرِئُ، أخبرَنا الحَسَنُ بن محمدِ بنِ إسحاقَ، حَدَّثَنَا يوسُفُ بن يَعقوبَ، حَدَّثَنَا سُلَيمانُ بن حَربٍ، حَدَّثَنَا حَمّادُ بن زَيدٍ (ح) وأخبرَنا أبو عمرٍو الأديبُ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإِسماعيلِيُّ، أخبرَنِي الحَسَنُ بن سُفيانَ، حَدَّثَنَا أبو الرَّبيعِ الزَّهرانِيُّ سُلَيمانُ بن داودَ، حَدَّثَنَا حَمّادُ بن زَيدٍ، حَدَّثَنَا أيُّوبُ، عن نافِعٍ قال: لَمّا خَلَعَ أهلُ المَدينَةِ يَزيدَ بنَ مُعاويَةَ جَمَعَ ابنُ عُمَرَ حَشَمَه ومَوالِيَه - وفِي رِوايَةِ سُلَيمانَ: حَشَمَه ووَلَدَه - وقالَ: إنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "يُنصَبُ لِكُلِّ غادِرٍ لِواءٌ يَومَ القيامَةِ". زادَ الزَّهرانِيُّ في رِوايَتِه قال: وإِنّا قَد بايَعْنا هذا
(1)
مسلم (1735/ عقب 9).
(2)
البخاري (3188، 7111)، ومسلم (1735/ عقب 9).
(3)
يعقوب بن سفيان 1/ 492. وأخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 182 من طريق حماد به.
الرَّجُلَ على بَيعَةِ اللهِ ورسولِه، وإِنِّي لا أعلمُ غَدرًا أعظَمَ مِن أن تُبايِعَ رَجُلًا على بَيعَةِ اللهِ ورسولِه ثُمَّ تَنصِبِ له القِتالَ، إنِّي لا أعلمُ أحَدًا مِنكُم خَلَعَ ولا بايَعَ في هذا الأمرِ إلَّا كانَتِ الفَيصَلَ فيما بَينى وبَينَه
(1)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن سُلَيمانَ بنِ حَربٍ، وأخرَجَه مُسلِم عن أبي الرَّبيعِ مُختَصَرًا
(2)
.
16712 -
أخبرَنا أبو عمرٍو محمدُ بن عبد اللهِ البِسطامِيُّ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإِسماعيلِيُّ، أخبرَنا أبو خَليفَةَ، حَدَّثَنَا أبو الوَليد، حَدَّثَنَا شُعبَةُ، عن الأَعْمَش، عن أبي وائلٍ، عن عبد الله، وعن ثابِتٍ، عن أنَسٍ - بإِسنادَينِ في مَوضعَينِ - عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لِكُلِّ غادِرٍ لِواءٌ يَومَ القيامَةِ". قال: أحَدُهُما: "يُنصَبُ". وقالَ الآخَرُ: "يُرَى يَومَ القيامَةِ يُعرَفُ به"
(3)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أبي الوَليدِ هَكَذا، وأخرَجَه مُسلِم مِن وجهٍ آخَرَ عن شُعبَةَ
(4)
.
16713 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَني أبو عمرٍو الحِيرِيُّ، أخبرَنا أبو يَعلَى، حَدَّثَنَا أبو خَيثَمَةَ، حَدَّثَنَا عبدُ الصَّمَدِ بن عبد الوارِث،
(1)
أخرجه أبو عوانة (6509) من طريق سليمان بن حرب به. وأحمد (5915) من طريق حماد به، دون ذكر قصة يزيد.
(2)
البخاري (3188، 7111)، ومسلم (1735/ عقب 9).
(3)
أخرجه ابن حبان (7341) عن أبي خليفة به بنحوه. وابن ماجة (2872) من طريق أبي الوليد به بنحوه. وأحمد (3900)، والنسائي في الكبرى (8738) من طريق شبة به بنحوه، جميعهم من حديث عبد الله بن مسعود. وسيأتي في (18466). وأخرجه أحمد (12443) عن أبي الوليد به من حديث أنس.
(4)
البخاري (3186، 3187)، ومسلم (1736/ 12، 1737/ 14).
حَدَّثَنَا المُستَمِرُّ بن الرَّيّان، حَدَّثَنَا أبو نَضرَةَ، عن أبي سعيدٍ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لِكُلِّ غادِرٍ لِواءٌ يَومَ القيامَةِ يُرفَعُ له بقَدْرِ غَدرَتِه، ألَا ولا غادِرَ أعظَمُ غَدْرًا مِن أميرِ عامَّةٍ"
(1)
. رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن أبي خَيثَمَةَ
(2)
.
16714 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنِي أبو النَّضرِ الفَقيهُ، حَدَّثَنَا عثمانُ بن سعيدٍ الدارميُّ، حَدَّثَنَا موسَى بن إسماعيلَ، حَدَّثَنَا عبدُ الواحِد، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قال: سَمِعتُ أبا صالِحٍ يقولُ: سَمِعتُ أبا هريرةَ يقولُ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلاثَةٌ لا يَنظُرُ اللهُ إلَيهِم يَومَ القيامَةِ ولا يُزَكّيهِم ولَهُم عَذابٌ أليمٌ؛ رَجُلٌ كان له فضلُ ماءٍ في الطَّريقِ فمَنَعَه مِنَ ابنِ السَّبيل، ورَجُلٌ بايَعَ إمامًا لا يُبايِعُه إِلَّا لِلدُّنيا؛ فإِن أعطاه مِنها رَضِيَ وإن لَم يُعطِه مِنها سَخِطَ، ورَجُلٌ أقامَ سِلعَةً بعدَ العَصرِ فقالَ: اللهِ الَّذِي لا إلَهَ إِلَّا هو لَقَد أُعطِيتُ بها كَذا وكَذا، فصَدَّقَه الرَّجُلُ واشتَراها مِنه". ثُمَّ قرأ هذه الآيَةَ {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} إلَى آخِرِ الآيَةِ
(3)
[آل عمران: 77]. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن موسَى بنِ إسماعيلَ
(4)
، وأخرَجاه مِن وجهٍ آخَرَ عن الأَعْمَشِ
(5)
.
(1)
أبو يعلى (1213). وأخرجه أحمد (11303)، والترمذي (2191) مطولًا، وابن ماجة (2873) من طريق أبي نضرة به بنحوه.
(2)
مسلم (1738/ 16).
(3)
تقدم في (10897).
(4)
البخاري (2358).
(5)
البخاري (2672، 7212)، ومسلم (108).