الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإِنَّه مَهما يَكُنْ ذَلِكَ يَختَلِفْ أمرُهُم وأحكامُهُم، وتَتَفَرَّقْ جَماعَتُهُم، ويَتَنازَعوا فيما بَينَهُم، هُنالِكَ تُترَكُ السُّنَّةُ وتَظهَرُ البِدعَةُ وتَعظُمُ الفِتنَةُ، ولَيسَ لأَحَدٍ عليِّ ذَلِكَ صَلاحٌ.
بابُ كَيفيَّةِ البَيعَةِ
16629 -
أخبرَنا أبو عبد اللّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو الحَسَنِ أحمدُ بن محمدِ بنِ عَبدوسٍ، حدثنا عثمانُ بن سعيدٍ الدارميُّ، حدثنا القَعنَبِيُّ فيما قرأ عليِّ مالكٍ، عن يَحيَى بنِ سعيدٍ أنَّه قال: أخبرَى عُبادَةُ بن الوَليد، عن أبيه، عن عُبادَةَ بنِ الصّامِتِ قال: بايَعْنا رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عليِّ السَّمعِ والطّاعَةِ في العُسرِ واليُسرِ والمَنشَطِ والمَكرَه، وألَّا نُنارعَ الأمرَ أهلَه، وأن نَقومَ أو نَقولَ بالحَقِّ حَيثُما كُنّا، لا نَخافُ لَومَةَ لائمٍ
(1)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن إسماعيلَ بنِ أبي أُوَيسٍ عن مالكٍ
(2)
.
16630 -
وأخبرَنا أبو عبد اللّهِ الحافظُ، حدثنا أبو عبد اللّهِ محمدُ بن يَعقوبَ وعَلِيُّ بن عيسَى بنِ إبراهيمَ قالا: حدثنا الحُسَينُ بن محمدِ بنِ زيادٍ القَبّانِيُّ، حدثنا أبو بكرِ بن أبي شَيبَةَ، حدثنا عبدُ اللّهِ بن إدريسَ، عن يَحيَى بنِ سعيدٍ وعُبَيدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ، عن عُبادَةَ بنِ الوَليدِ بنِ عُبادَةَ. فذَكَرَه بنَحوِه، زادَ: وعَلَى أثَرَةٍ عَلَينا، وقالَ: وعَلَى أن نَقولَ بالحَقِّ أينَما كُنّا لا
(1)
مالك 2/ 445، ومن طريقه النسائي (4162). وأخرجه أحمد (15653) من طريق يحيى بن سعيد به. وسيأتي في (20626).
(2)
البخاري (7199).
نَخافُ في اللّهِ لَومَةَ لائمٍ
(1)
. رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن أبي بكرِ بنِ أبي شيبه
(2)
.
16631 -
أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بن إبراهيمَ بنِ الفَضلِ الفَحّامُ، حدثنا محمدُ بن يَحيَى، حدثنا نُعَيمُ بن حَمّادٍ، حدثنا ابنُ وهبٍ، عن عمرِو بنِ الحارِث، حَدَّثَنِي بُكَيرٌ، عن بُسرِبنِ سعيدٍ، عن جُنادَةَ بنِ أبي أُمَيَّةَ، عن عُبادَةَ بنِ الصّامِتِ قال: دَعانا رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فبايَعَنا، وأخَذَ عَلَينا السَّمعَ والطاعَةَ في مَنشَطِنا ومَكرَهِنا وعُسرِنا ويُسرِنا، وأثَرَةٍ عَلَينا، وألَّا نُنازعَ الأمرَ أهلَه، قال: إلَّا أن تَرَوا كُفرًا بَواحًا عِندَكُم مِنَ اللّهِ فيه بُرهانٌ
(3)
. أخرَجاه في "الصحيح" مِن حَديثِ ابنِ وهبٍ
(4)
.
16632 -
أخبرَنا أبو عبد اللّهِ الحافظُ، أخبرَنا أحمدُ بن محمدِ بنِ عَبدوسٍ، حدثنا عثمانُ بن سعيدٍ، حدثنا القَعنَبِيُّ فيما قرأ على مالكٍ، عن عبد اللّهِ بنِ دينارٍ، عن عبد اللّهِ بنِ عُمَرَ قال: كُنّا إذا بايَعْنا رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم على السَّمعِ والطّاعَةِ يقولُ لَنا: "فيما استَطَعتَ
(5)
". رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن
(1)
ابن أبي شيبة (38253). وأخرجه النسائي (4163)، وابن ماجه (2866) من طريق عبد الله بن إدريس به.
(2)
مسلم (1709/ 41).
(3)
أخرجه أبو عوانة (7124) من طريق ابن وهب به. وأحمد (22735)، وابن حبان (4562) من طريق جنادة به بنحوه.
(4)
البخاري (7055، 7056)، ومسلم (1709/ 42).
(5)
في ص 8: " استطعتم".
والحديث عند مالك 2/ 982، ومن طريقه ابن حبان (4548). وأخرجه أحمد (5771)، ومسلم =
عبدِ اللهِ بنِ يوسُفَ عن مالكٍ
(1)
16633 -
أخبرَنا أبو عمرٍو محمدُ بن عبد اللّهِ الأديبُ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإسماعيلِيُّ، أخبرَنا أبو بكرٍ الفارَيابِيُّ ومُحَمَّدُ بن أحمدَ المُقَدَّمِيُّ قالا: حدثنا يَعقوبُ بن إبراهيمَ، حدثنا هُشَيمٌ، أخبرَنا سَيّار (ح) قال الإسماعيلِيُّ: وأخبَرَنِي حامِدٌ، حدثنا سُرَيجٌ، حدثنا هُشَيمٌ، عن سَيّارٍ، عن الشَّعبِيِّ، عن جَريرٍ: بايَعتُ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم على السَّمعِ والطّاعَة، فلَقَّنَنِي: "فيما استَطَعتُ
(2)
، والنُّصحِ لِكُلِّ مُسلِمٍ"
(3)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن يَعقوبَ الدَّوْرَقِيِّ، ورَواه مُسلِمٌ عن يَعقوبَ وسُرَيجِ بنِ يونُسَ
(4)
.
16634 -
أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بن إبراهيمَ الفَحَّامُ، حدثنا محمدُ بن يَحيَى، حدثنا عبدُ الرَّزّاق، عن مَعمَرٍ، عن ابنِ خُثَيمٍ، يَعنِي عن أبي الزُّبَير، عن جابِرِ بنِ عبد اللّهِ قال: مَكَثَ رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم بمَكَّةَ عَشرَ سِنينَ يَتَتَبَّعُ النّاسَ في مَنازِلِهِم بعُكَاظٍ ومَجَنَّةَ وفِي المَوسِمِ بمِنًى، يقولُ:"مَن يُؤْويني، مَن يَنصُرُنِي حَتَّى أُبَلِّغَ رِسالَةَ رَبِّي ولَه الجَنَّةُ". قال: فقلنا: حَتَّى مَتَى نَترُكُ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يُطرَدُ في جِبالِ مَكَّةَ ويُخافُ؟ فرَحَلَ إلَيه مِنّا سَبعونَ
= (1867/ 90)، وأبو داود (2940)، والترمذي (1593)، والنسائي (4198) من طريق عبد الله بن دينار به بنحوه.
(1)
البخاري (7202).
(2)
قال النووي: الرواية (استطعت) بفتح التاء. صحيح مسلم شرح النووي 2/ 40. والمثبت ضبط الأصل.
(3)
أخرجه النسائي (4200) عن يعقوب بن إبراهيم به. وأحمد (19195) عن هشيم به.
(4)
البخاري (7204)، ومسلم (56/ 99).
رَجُلًا حَتَّى قَدِمنا عَلَيه في المَوسِمِ فوَعَدناه شِعْبَ العَقَبَة، فاجتَمَعنا عِندَه مِن رَجُلٍ ورَجُلَينِ حَتَّى تَوافَينا، فقُلنا: يا رسولَ اللّهِ علامَ نُبايِعُكَ؟ قال: "تُبايِعُونِي على السَّمعِ والطّاعَةِ في النَّشاطِ والكسَلِ والنَّفَقَةِ في العُسرِ واليُسر، وعَلَى الأمرِ بالمَعروفِ والنَّهي عن المُنكَر، وأن تَقولوا في اللّهِ لا تَخافونَ لَومَةَ لائمٍ، وعَلَى أن تَنصُرونِي إذا قَدِمتُ عَلَيكم، وتَمنَعونِي مِمّا تَمنَعونَ مِنه أنفسَكم وأزواجَكُم وأبناءَكُم، ولَكُمُ الجَنَّةُ". فقُمنا إلَيه فبايَعْناه
(1)
.
16635 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ عبدِ السَّلامِ ومُحَمَّدُ بنُ عمرٍو قالا: حدثنا يَحيَى بن يَحيىَ، أخبرَنا خالِدُ بن عبد اللّه، عن خالِدٍ الحَذّاء، عن الحَكَمِ بنِ عبد اللّهِ الأعرَج، عن مَعقِلِ بنِ يَسارٍ المُزَنِيِّ قال: بايَعَ الناسُ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَومَ الحُدَيبيَةِ وهو تَحتَ الشَّجَرَة، وأنا رافِعٌ غُصنًا مِن أغصانِها، فلَم نُبايِعْه على المَوت، ولَكِن بايَعْناه على ألا نَفِرَّ
(2)
. رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن يَحيىَ بنِ يَحيَى
(3)
.
16636 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بن
(1)
أخرجه أحمد (14456)، وابن حبان (6274) من طريق عبد الرزاق به مطولًا. وقال الذهبي 6/ 3244: هذا غريب.
(2)
أخرجه ابن حبان (4551) من طريق خالد بن عبد الله به. وأحمد (20293) من طريق خالد الحذاء به بنحوه.
(3)
مسلم (1858) عن يحيى عن يزيد بن زريع عن خالد (الحذاء)، وعن يحيى عن خالد بن عبد الله عن يونس.
عُبَيدٍ الصَّفارُ، حدثنا العباسُ الأسفاطيُّ، حدثنا أبو الوَليد، حدثنا اللَّيثُ، حدثنا أبو الزُّبَير، عن جابِرٍ قال: كُنّا يَومَ الحُدَيبيَةِ ألفًا وأربَعَمِائَةٍ، فبايَعْناه وعُمَرُ بن الخَطَّاب رضي الله عنه أَخِذٌ بيَدِه تَحتَ الشَّجَرَة، وهِيَ سَمُرَةٌ بَحرٌ، فبايَعْناه على ألَّا نَفِرَّ، ولَم نُبايِعْه على المَوت، يَعنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
(1)
. رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن قُتَيبَةَ عن اللَّيثِ
(2)
.
قال الشيخُ الفَقيهُ: كَذا قالا.
16637 -
وقَد أخبرَنا أبو الحُسَينِ عليُّ بن محمدِ بنِ عبد اللّهِ بنِ بِشْرانَ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بن عمرٍو الرزازُ، حدثنا يَحيَى بن جَعفَرٍ، حدثنا الضَّحّاكُ بن مَخلَدٍ، حدثنا يَزيدُ بن أبي عُبَيدٍ، عن سلمةَ بنِ الأكوَعِ قال: بايَعتُ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَومَ الحُدَيبيَة، ثُمَّ تنَحَّيتُ، ثُمَّ بايَعَ النّاسُ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ لي:"ألا تُبايعُ؟ ". قُلتُ: قَد بايَعتُ. قال: "وزيادَةً". قُلتُ له: على
(3)
أيِّ شَئٍ بايَعتُم؟ قال: على المَوتِ
(4)
.
16638 -
وأخبرَنا أبو الحَسَنِ بنُ أبي المَعروفِ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو عمرِو بنُ نُجَيدٍ، أخبرَنا أبو مسلمٍ، حدثنا أبو عاصِمٍ، فذَكَرَه بنَحوِه إلَّا أنَّه قال: ثُمَّ تَنَحَّيتُ. فقالَ: "يا سلَمَةُ ألا تُبايعُ؟ ". قُلتُ: قَد بايَعتُ. قال: "أقبِلْ
(1)
أخرجه أحمد (14823)، والنسائي في الكبرى (11509)، وابن حبان (4875) من طريهت الليث به. والترمذي (1594) من طريق أبي الزبير به مختصرًا.
(2)
مسلم (1856/ 67).
(3)
ليس في: م.
(4)
أخرجه أحمد (16509)، والترمذي (1592)، والنسائي (4170) من طريق يزيد بن أبي عبيد به مختصرًا، وينظر ما بعده.
فبايع". قال: فدَنَوتُ فبايَعتُه. قال: قُلتُ: علامَ بايَعتَه يا أبا مُسلِمٍ؟ قال: على المَوتِ
(1)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أبي عاصِمٍ، وأخرَجَه مُسلِمٌ مِن وجهٍ آخَرَ عن يَزيدَ بنِ أبي عُبَيدٍ
(2)
.
16639 -
أخبرَنا عليُّ بن أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بن عُبَيدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا الأسفاطيُّ، حدثنا أبو سلمةَ موسَى بن إسماعيلَ المِنقَرِيُّ، حدثنا وُهَيبٌ، عن عمرِوبنِ يَحيَى المازِنِيّ، عن عَبَّادِ بنِ تَميمٍ، عن عبد اللّهِ بنِ زَيدٍ قال: لَمّا كان زَمانُ الحَرَّةِ
(3)
أتاه آتٍ فقالَ له: هَذاكَ ابنُ فُلانٍ يُبايِعُ الناسَ. قال: على أيِّ شَئٍ؟ قال: على المَوتِ. قال: لا أُبايِعُ على هذا أحَدًا بعدَ رسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. قال: وأخبرَنا أحمدُ، حدثنا تَمتامٌ، حدثنا موسَى. فذَكَرَه بنَحوِه، إلَّا أنَّه قال: هُناكَ ابنُ حَنظَلَةَ
(4)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن موسَى بنِ إسماعيلَ، وأخرَجَه مُسلِمٌ مِن وجهٍ آخَرَ عن وُهَيبٍ
(5)
.
16640 -
أخبرَنا أبو عبد اللّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ بن أبي عمرٍو قالا:
(1)
أخرجه الطبراني (6281) عن أبي مسلم به. وأحمد (16549) من طريق يزيد بن أبي عبيد به بنحوه.
(2)
البخاري (7208)، ومسلم (1860).
(3)
زمان الحرة: أي الواقعة التي كانت بالمدينة في زمن يزيد بن معاوية سنة ثلاث وستين. فتح الباري لابن حجر 6/ 118.
(4)
أخرجه أحمد (16471) من طريق وهيب به.
(5)
البخاري (2959)، ومسلم (1861/ 81).
حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بن عبد الجَبّار، حدثنا يونُسُ بن بُكَيرٍ، عن جَعفَرِ بنِ بُرقانَ، عن ثابِتِ بنِ الحَجّاج، حَدَّثَنِي ابنُ العُفَيْفِ قال: رأيتُ أبا بكرٍ وهو يُبايِعُ النّاسَ بعدَ رسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم، فيَجتَمِعُ إلَيه العِصابَةُ فيَقولُ: تُبايِعونِي على السَّمعِ والطّاعَةِ للهِ وِلِكِتابِه ثُمَّ لِلأميرِ؟ فيَقولونَ: نَعَم. فيُبايِعُهُم، فقُمتُ عِندَه ساعَةً وأنا يَومَئذٍ المُحتَلِمُ أو فوقَه، فتَعَلَّمتُ شَرطَه الَّذِي شَرَطَ على الناس، ثُمَّ أتَيتُه فقُلتُ وبَدأتُه، قُلتُ: أنا أُبايِعُكَ على السَّمعِ والطّاعَةِ للهِ وِلِكِتابِه، ثُمَّ لِلأميرِ. فصعَّدَ فِيَّ البَصرَ ثُمَّ صَوَّبَه، ورأيتُ أنِّي أعجَبتُه رحمه الله
(1)
.
16641 -
أخبرَنا عليُّ بن أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بن عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا إسماعيلُ بن إسحاقَ، حدثنا عبدُ اللّهِ بن محمدِ بنِ أسماءَ، حدثنا جوَيريَةُ، عن مالكٍ، عن الزُّهرِيِّ، أن حُمَيدَ بنَ عبد الرَّحمَنِ أخبَرَه أن المِسوَرَ بنَ مَخرَمَةَ أخبَرَه، أن الرَّهطَ الَّذينَ ولَّاهُم عُمَرُ اجتَمَعوا فتَشاوَروا، فقالَ لَهُم عبدُ الرَّحمَنِ بن عَوفٍ: لَستُ بالَّذِي أُنافِسُكُم
(2)
هذا الأمرَ، ولَكِنَّكُم إن شِئتُمُ اختَرتُ لَكُم مِنَكُم، فجَعَلوا ذاكَ إلَى عبد الرَّحمَنِ بنِ عَوفٍ، فلَمّا ولَّوْا عبدَ الرَّحمَنِ بنَ عَوفٍ أمرَهُمُ انثالَ النّاسُ
(3)
على عبد الرَّحمَنِ ومالُوا عَلَيه، حَتَّى ما أرَى أحَدًا مِنَ النّاسِ يَتبَعُ أحَدًا مِن أولَئكَ الرَّهطِ ولا يَطأُ
(1)
أخرجه الحارث بن أبي أسامة (600 - بغية)، والخلال في السنة (43)، وابن عبد البر في التمهيد 9/ 134 من طريق جعفر بن برقان به.
(2)
بعدها في حاشية الأصل: "على".
(3)
انثال الناس: أي اجتمعوا. الفائق 4/ 94.
عَقِبَه، فمالَ الناسُ على عبد الرَّحمَنِ يُشاوِرُونَه ويُناجونَه تِلكَ اللَّيلَةَ
(1)
، حَتَّى إذا كانَتِ اللَّيلَةُ التي أصبَحنا فيها
(2)
فبايَعْنا عثمانَ. قال المِسوَرُ: طَرَقَنِي عبدُ الرَّحمَنِ بعدَ هَجْعٍ
(3)
مِنَ اللَّيلِ فضَرَبَ البابَ فاستَيقَظتُ، فقالَ: ألَا أراكَ نائمًا، فواللهِ ما اكتَحَلتُ هذه الثَّلاثَ بكَثيرِ نَومٍ، انطَلِقْ فادعُ الزُّبَيرَ وسَعدًا. فدَعَوتُهُما له فشاوَرَهُما، ثُمَّ دَعانَي فقالَ: ادعُ لِي عَليًّا. فدَعَوتُه فناجاه حَتَّى ابهارَّ اللَّيلُ
(4)
، ثُمَّ قامَ مِن عِندِه على طَمَعٍ، وقَد كان عبدُ الرَّحمَنِ يَخشَى مِن عليٍّ شَيئًا، ثُمَّ قال: ادعُ لي عثمانَ. فناجاه طَويلًا حَتَّى فرَّقَ بَينَهُما المُؤَذِّنُ بالصُّبحِ، فلَمّا صَلَّى الناسُ الصُّبحَ واجتَمَعَ أولَئكَ الرَّهطُ عِندَ المِنبَر، فأرسَلَ عبدُ الرَّحمَنِ إلَى مَن كان حاضِرًا مِنَ المُهاجِرينَ والأنصار، وأرسَلَ إلَى الأُمَراء، وكانوا قَد وافَوا تِلكَ الحَجَّةَ مَعَ عُمَرَ، فلَقا اجتَمَعوا تَشَهَّدَ عبدُ الرَّحمَنِ وقالَ: أمَّا بَعدُ يا عليُّ، فإِنِّي قَد نَظَرتُ في أمرِ النّاسِ فلَم أرَهُم يَعدِلونَ بعُثمانَ، فلا تَجعَلَنَّ على نَفسِكَ سَبيلًا، وأخَذَ بيَدِ عثمانَ وقالَ: أُبايِعُكَ على سُنَّةِ اللّهِ وسُنَّةِ رسولِه والخَليفَتَينِ مِن بَعدِه، فبايَعَه عبدُ الرَّحمَنِ وبايَعَه الناسُ المُهاجِرونَ والأنصارُ وأُمَراءُ الأجنادِ والمُسلِمونَ
(5)
. رَواه
(1)
في حاشية الأصل: "الليالى".
(2)
في حاشية الأصل: "منها".
(3)
الهجع: طائفة من الليل، والهجعة: النومة الخفيفة في أول الليل. غريب الحديث لابن الجوزي 2/ 491.
(4)
ابهار الليل: أي انتصف، وبهرة كل شيء وسطه. وقيل: ابهار الليل، إذا طلعت نجومه واستنارت. والأول أكثر. النهاية 1/ 165.
(5)
أخرجه عبد الرزاق 5/ 477 (9775) من طريق الزهري به.
البخاريُّ في "الصحيح" عن عبد اللّهِ بنِ محمدِ بنِ أسماءَ
(1)
.
16642 -
أخبرَنا أبو عبد اللّهِ الحافظُ، أخبرَنا أحمدُ بن سَلمانَ النَّجّادُ، حدثنا إسماعيلُ بن إسحاقَ، حدثنا القَعنَبِيُّ، عن مالكٍ، عن عبد اللّهِ بنِ دينارٍ، أن عبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ كَتَبَ إلَى عبد المَلِكِ بنِ مَروانَ يُبايِعُه، فكَتَبَ إلَيه: بسمِ اللّهِ الرَّحمَنِ الرَّحيم، أمّا بَعدُ، لِعَبدِ المَلِكِ
(2)
أميرِ المُؤمِنينَ مِن عبد اللّهِ بنِ عُمَرَ، سَلامٌ عَلَيكَ؛ فإِنِّي أحمدُ إلَيكَ اللهَ الَّذِي لا إلَهَ إلَّا هو، وأُقِرُّ لَكَ بالسَّمعِ والطاعَةِ على سُنَّةِ اللّهِ وسُنَّةِ رسولِه صلى الله عليه وسلم فيما استَطَعتُ
(3)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن ابنِ أبي أُوَيسٍ عن مالكٍ
(4)
.
16643 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن أحمدَ بنِ عُمَرَ المُقريُّ ابنُ الحَمّامِيِّ ببَغدادَ، أخبرَنا أحمدُ بن سَلمانَ الفَقيهُ، أخبرَنا محمدُ بن غالِبٍ، حدثنا أبو حُذَيفَةَ، حدثنا سفيانُ، عن عبد اللّهِ بنِ دينارٍ قال: لَمّا اجتَمَعَ النّاسُ على عبد المَلِكِ كتَبَ إلَيه عبدُ اللّهِ بن عُمَرَ: سَلامٌ عَلَيكَ أمّا بَعدُ؛ فإِنِّي أُقِرُّ بالسَّمعِ والطّاعَةِ لِعَبدِ اللّهِ عبد المَلِكِ أميرِ المُؤمِنينَ على سُنَّةِ اللّهِ وسُنَّةِ رسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فيما استَطَعتُ، وإِنَّ بَنِيَّ قَد أقَرّوا بمِثلِ ذَلِكَ، والسَّلامُ
(5)
. أخرَجَه البخاريُّ في "الصحيح" عن مُسَدَّدٍ وعَمرِو بنِ عليٍّ عن
(1)
البخاري (7207).
(2)
في حاشية الأصل: "لعبد الله".
(3)
مالك 2/ 983.
(4)
البخاري (7272).
(5)
أخرجه عبد الرزاق (9823) من طريق سفيان به.