الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفِي تَفسيرِ عليِّ بنِ أبي طَلحَةَ عن ابنِ عباسٍ بنَحوٍ مِن هذا المَعنَى، قال: وإِن كان في أهلِ الحَرب وهو مُؤمِنٌ فقَتَلَه خَطأً فعَلَى قاتِلِه أن يُكَفِّرَ، ولا ديَةَ عَلَيهِ
(1)
.
16553 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ وأبو سعيدِ بن أبي عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا إبراهيمُ بن مَرزوقٍ، حدثنا أبو عامِرٍ، عن إسرائيلَ، عن سِماكٍ، عن عِكرِمَةَ، عن ابنِ عباسٍ {فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ}
(2)
قال: يَكونُ الرَّجُلُ مُؤمِنًا ويَكونُ قَومُه كُفّارًا فلا ديَةَ له، ولَكِن عِتقُ رَقَبَةٍ مُؤمِنَةٍ {وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ}. قال: عَهدٌ {فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ}
(3)
.
بابُ المُسلِميَن يَقتُلونَ مُسلِمًا خَطأً في قِتالِ المُشرِكينَ في غَيِر دارِ الحَربِ، أو مُريدينَ له بعَينِه يَحسِبونَه مِنَ العَدوِّ
16554 -
أخبرَنا أبو عمرٍو محمدُ بن عبد اللهِ الأديبُ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإسماعيلِيُّ، حدثنا الفارَيابِيُّ
(4)
، حدثنا مِنجابُ بن الحارِث، أخبرَنا عليُّ بن مُسهِرٍ، عن هِشامٍ، عن أبيه، عن عائشَةَ رضي الله عنهما قالَت: هُزِمَ المُشرِكونَ
(1)
أخرجه ابن جرير في تفسيره 7/ 317 من طريق علي بن أبي طلحة به.
(2)
في النسخ: "وإن".
(3)
أخرجه ابن جرير في تفسيره 7/ 315، 322 من طريق إسرائيل به.
(4)
ضبطها في الأصل بسكون الراء. وهي بالفتح في الأنساب 4/ 337، وقال ياقوت: فارياب، بكسر الراء. معجم البلدان 3/ 840.
يَومَ أُحُدٍ هَزيمَةً تُعرَفُ فيهِم، فصَرَخَ إبليسُ: أيْ عِبادَ اللهِ أُخراكُم
(1)
. فرَجَعَت أُولاهُم فاجتَلَدَت
(2)
هِيَ وأُخراهُم، فنَظَرَ حُذَيفَةُ بن اليَمانِ فإِذا هو بأبيه فقالَ: أبِي أبِي. فواللهِ ما انحَجَزوا عنه حَتَّى قَتَلوه، فقالَ حُذَيفَةُ: غَفَرَ اللهُ لَكُم. قال عُروَةُ: فواللهِ ما زالَت في حُذَيفَةَ بَقيَّةُ خَيرٍ حَتَّى لَقِيَ اللهَ عز وجل
(3)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن فروَةَ عن عليّ بنِ مُسهِرٍ
(4)
.
16555 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ محمدُ بنُ الحُسَينِ بنِ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبد اللهِ بنِ أحمدَ بنِ عَتّابٍ، حدثنا القاسِمُ بن عبد اللهِ بنِ المُغيرَة، حدثنا ابنُ أبي أوَيسٍ، حدثنا إسماعيلُ بن إبراهيمَ بنِ عُقبَةَ، عن عَمِّه موسَى بنِ عُقبَةَ قال: اليَمانُ أبو حُذَيفَةَ واسمُه حُسَيلُ بن جُبَيرٍ حَليفٌ لَهُم مِن بَنِي عَبسٍ، أصابَه المُسلِمونَ - زَعَموا - في المعرَكَة، لا يَدرونَ مَن أصابَه، فتَصَدَّقَ حُذَيفَةُ بدَمِه على مَن أصابَه.
قال موسَى بن عُقبَةَ: قال ابنُ شِهابٍ: قال عُروَةُ بن الزُّبَيرِ: أخطأ به المُسلِمونَ يَومَئذٍ فتَوَشَّقوه
(5)
بأسيافِهِم يَحسِبونَه مِنَ العَدوِّ، وإِنَّ حُذَيفَةَ
(1)
أخراكم: أي: اقتلوا أخراكم. أو: انصروا أخراكم. أو: احترزوا من جهة أخراكم. قال ذلك إبليس تغليظًا وتلبيسًا، والخطاب للمسلمين أو للمشركين. وفتح الباري 11/ 553، وعمدة القارى 16/ 284.
(2)
اجتلدت: تضاربت. عمدة القارى 15/ 179.
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة (37740) من طريق هشام به.
(4)
البخاري (6668، 6883).
(5)
توشقوه: أي قطّعوه. النهاية 5/ 189.
لَيَقولُ: أبي أبِي. فلَم يَفقَهوا قَولَه حَتَّى فرَغوا مِنه، قال: حُذَيفَةُ: يَغفِرُ اللهُ لَكُم وهو أرحَمُ الرّاحِمينَ. قال: فوَدَاه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وزادَت حُذَيفَةَ عِندَه خَيرًا
(1)
.
16556 -
وأخبرَنا أبو زَكَريّا بنُ أبي إسحاقَ وأبو بكرِ بن الحَسَنِ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا الرَّبيعُ بن سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ، أخبرَنا مُطَرَّفٌ، عن مَعمَرٍ، عن الزُّهرِيِّ، عن عُروةَ قال: كان أبو حُذَيفَةَ بنِ اليَمانِ شَيخًا كَبيرًا فرُفِعَ في الآطامِ
(2)
مَعَ النِّساءِ يَومَ أُحُدٍ، فخَرَجَ يَتَعَرَّضُ الشَّهادَةَ
(3)
، فجاءَ مِن ناحيَةِ المُشرِكينَ فابتَدَرَه المُسلِمونَ فتَوَشَّقوه بأسيافِهِم وحُذَيفَةُ يقولُ: أبي أبِي. فلا يَسمَعونَه مِن شُغُلِ الحَربِ حَتَّى قَتَلوه، فقالَ حُذَيفَةُ: يَغفِرُ اللهُ لَكُم وهو أرحَمُ الرّاحِمينَ. فقَضى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فيه بديَتِهِ
(4)
.
16557 -
حدثنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، أخبرَنا أحمدُ بن عبد الجَبّار، حدثنا يونُسُ بن بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ، حَدَّثَنِي عاصِمُ بن عُمَرَ بنِ قَتادَةَ، عن مَحمودِ بنِ لَبيدٍ قال: وأمّا أبو حُذَيفَةَ فاختَلَفَت عَلَيه أسيافُ المُسلِمينَ فقَتَلوه ولا يَعرِفونَه، فقالَ حُذَيفَةُ:
(1)
المصنف في الدلائل 3/ 218.
(2)
الآطام: جمع أُطُم، وهي الأبنية المرتفعة كالحصون. غريب الحديث لابن الجوزي 1/ 31.
(3)
في س، ص 8:"للشهادة".
(4)
في م: "بدية". والحديث عند المصنف في المعرفة (4989)، والشافعي 6/ 36، 41.