الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
16579 -
وقَد أخبرَنا أبو بكرِ بن الحارِثِ الأصبَهانِيُّ، أخبرَنا عليُّ بن عُمَرَ الحافظُ، حدثنا القاضِي المَحامِلِيُّ، حدثنا زيادُ بن أيّوبَ، حدثنا هُشَيمٌ، أخبرَنا خالِدٌ، عن أبي عثمانَ النَّهدِيِّ، عن جُندُبٍ البَجَلِيِّ أنَّه قَتَلَ ساحِرًا كان عِندَ الوَليدِ بنِ عُقبَةَ، ثُمَّ قال:{أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ}
(1)
[الأنبياء: 3].
16580 -
أخبرَنا أبو سعيدِ بن أبي عمرٍو، حدثنا أبو العباسِ الأصَمُّ، حدثنا بَحرُ بن نَصرٍ، حدثنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِي ابنُ لَهيعَةَ، عن أبي الأسوَد، أن الوَليدَ بنَ عُقبَةَ كان بالعِراقِ يَلعَبُ بَينَ يَدَيه ساحِرٌ، فكانَ يَضرِبُ رأسَ الرَّجُلِ ثُمَّ يَصيحُ به فيَقومُ خارِجًا فيَرتَدُّ إلَيه رأسُه، فقالَ النّاسُ: سُبحانَ اللهِ! يُحيِي المَوتَى. ورآه رَجُلٌ مِن صالِحِ المُهاجِرينَ فنَظَرَ إلَيه، فلَمّا كان مِنَ الغَدِ اشتَمَلَ على سَيفِه فذَهَبَ يَلعَبُ لَعِبَه ذَلِكَ، فاختَرَطَ الرَّجُلُ سَيفَه فضَرَبَ عُنُقَه، فقالَ: إن كان صادِقًا فليُحي نَفسَه. فأمَرَ به الوَليدُ دينارًا صاحِبَ السِّجنِ - وكانَ رَجُلًا صالِحًا - فسَجَنَه فأعجَبَه نَحوُ الرَّجُلِ فقالَ: أفَتَستَطيعُ أن تَهرُبَ؟ قال: نَعَم. قال: فاخرُجْ، لا يَسألُنِي اللهُ عَنكَ أبَدًا
(2)
.
بابُ قَبولِ تَوبَةِ السَّاحِرِ وحَقنِ دَمِه بتَوبَتِهِ
16581 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، أخبرَنا محمدُ بن عبد اللهِ بنِ عبد الحَكَم، أخبرَنا ابنُ وهبٍ،
(1)
الدارقطني 3/ 114.
(2)
أخرجه ابن عساكر في تاريخه 11/ 313 من طريق المصنف به.
أخبرَنِي يونُسُ بن يَزيدَ، عن ابنِ شِهابٍ، حَدَّثَنِي سعيدُ بن المُسَيَّب، أن أبا هريرةَ رضي الله عنه أخبَرَه أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"أُمِرتُ أن أُقاتِلَ النّاسَ حَتَّى يَقولوا: لا إلَهَ إلّا اللهُ. فمَن قال: لا إلَهَ إلا اللهُ. عَصَمَ مِنِّي مالَه ونَفسَه إلّا بحَقِّه وحِسابُه على اللهِ"
(1)
. رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن أبي الطّاهِرِ وغَيرِه عن ابنِ وهبٍ، وأخرَجَه البخاريُّ مِن حَديثِ شُعَيبٍ عن الزُّهرِيِّ
(2)
.
16582 -
أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ فُورَكَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بن جَعفَرٍ الأصبَهانِيُّ، حدثنا يونُسُ بن حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ الطَّيالِسِيُّ، حدثنا شُعبَةُ، عن عمرِو بنِ مُرَّةَ، سَمِعَ أبا عُبَيدَةَ يُحَدِّثُ عن أبي موسَى الأشعَرِيِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ يَبسُطُ يَدَه باللَّيلِ ليَتوبَ مُسِيءُ النَّهار، وبِالنَّهارِ ليَتوبَ مُسِيءُ اللَّيل، حَتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ مِن مَغرِبِها"
(3)
. رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن بُندارٍ عن أبي داودَ
(4)
.
وكَفاكَ بسَحَرَةِ فِرعَونَ وقِصَّتِهِم في كِتابِ اللهِ عز وجل في قَبولِ تَوبَةِ السّاحِرِ.
16583 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ وأبو بكرٍ أحمدُ بن الحَسَنِ
(1)
أخرجه النسائي (3090)، والطحاوي في شرح المشكل (4731) من طريق ابن وهب به. والطبراني في الأوسط (941) من طريق الزهري به. وسيأتي في (18005، 18662).
(2)
مسلم (21/ 33)، والبخارى (2946).
(3)
المصنف في الشعب (7075)، والآداب (1067)، والأسماء والصفات (699)، والطيالسي (492). وأخرجه أحمد (19529) من طريق شعبة به.
(4)
مسلم (2759/ عقب 31).
القاضِي وأبو عبد الرَّحمَنِ محمدُ بن الحُسَينِ السُّلَمِيُّ مِن أصلِه قالوا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا الرَّبيعُ بن سُلَيمانَ، حدثنا عبدُ اللهِ بن وهبٍ، حَدَّثَنِي ابنُ أبي الزِّناد، حَدَّثَنِي هِشامُ بن عُروةَ، عن أبيه، عن عائشَةَ زَوجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّها قالَت: قَدِمَت عليّ امرأةٌ مِن أهلِ دُومَةِ
(1)
الجَندَل، جاءَت تَبتَغِي رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعدَ مَوتِه حَداثَةَ ذَلِكَ، تسألُه عن شَئٍ دَخَلَت فيه مِن أمرِ السِّحرِ ولَم تَعمَلْ به، قالَت عائشَةُ رضي الله عنهما لِعُروَةَ: يا ابنَ أُختِي فرأيتُها تَبكِي حينَ لَم تَجِدْ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فكانَت تَبكِي حَتَّى إنِّي لأرحَمُها، تَقولُ: إنِّي لأخافُ أن أكونَ قَد هَلَكتُ؛ كان لِي زَوجٌ فغابَ عَنِّي، فدَخَلتْ عليّ عَجوزٌ فشَكَوتُ إلَيها ذَلِكَ، فقالَت: إن فعَلتِ ما آمُرُكِ به فأجعَلْه يأتيكِ. فلَمّا كان اللَّيلُ جاءَتنِي بكَلبَينِ أسوَدَينِ فرَكِبَت أحَدَهُما ورَكِبْتُ الآخَرَ، فلَم يَكُنْ كَثيرٌ حَتَّى وقَفنا ببابِلَ، فإِذا برَجُلَينِ مُعَلَّقَينِ بأرجُلِهِما فقالا: ما جاءَ بكِ؟ فقُلتُ: أتَعَلَّمُ السِّحرَ. فقالا: إنَّما نَحنُ فِتنَةٌ فلا تَكفُرِي وارجِعِي. فأبَيتُ وقُلتُ: لا. قالا: فاذهَبِي إلَى ذَلِكَ التَّنّورِ فبولِي فيه. فذَهَبَت ففَزِعَتْ ولَم تَفعَلْ، فرَجَعتُ إلَيهِما فقالا: فعَلتِ؟. فقُلتُ: نَعَم. فقالا: هَل رأيتِ شَيئًا؟ قُلتُ: لَم أرَ شَيئًا. فقالا: لَم تَفعَلِي، ارجِعِي إلَى بلادِكِ ولا تَكفُرِي. فأرِبتُ وأبَيتُ فقالا: اذهَبِي إلَى ذَلِكَ التَّنّورِ فبولِي فيه ثُمَّ ائتِي. فذَهَبتُ فاقشَعَرَّ جِلدِي وخِفتُ، ثُمَّ رَجَعتُ إلَيهِما فقُلتُ: قَد فعَلتُ. فقالا: فما رأيتِ؟ فقُلتُ: لَم أرَ شَيئًا. فقالا: كَذَبت، لَم تَفعَلِي فارجِعِي إلَى بلادِكِ ولا تَكفُرِي؛ فإِنَّكِ على رأسِ أمرِكِ. فأرِبتُ وأبَيتُ فقالا: اذهَبِي إلَى ذَلِكَ التَّنّورِ فبولِي فيه. فذَهَبتُ إلَيه فبُلتُ فيه،
(1)
ضبطت في الأصل بضم الدال وفتحها. وينظر معجم البلدان 2/ 625.
فرأيتُ فارِسًا مُقَنَّعًا بحَديدٍ قَد خَرَجَ مِنِّي حَتَّى ذَهَبَ في السَّماءِ وغابَ عَنِّي حَتَّى ما أَراه، فجِئتُهُما فقُلتُ: قَد فعَلتُ. فقالا: فما رأيتِ؟ فقُلتُ: رأيتُ فارِسًا مُقَنَعًا خَرَجَ مِنِّي فذَهَبَ في السَّماءِ حَتَّى ما أَراه. فقالا: صَدَقت، ذَلِكَ إيمانُكِ خَرَجَ مِنك، اذهَبِي. فقُلتُ لِلمَرأةِ: واللهِ ما أعلمُ شَيئًا وما قال
(1)
لِي شَيئًا. فقالَت: بَلَى، لَن تُريدِي شَيئًا إلا كان، خُذِي هذا القَمحَ فابذُرِي. فبَذَرتُ فقُلتُ: اطلُعِي. فطَلَعَت، فقُلتُ: أحقِلِي. فأحقَلَتْ، ثُمَّ قُلتُ: أفرِكِي. فأفرَكَت، ثُمَّ قُلتُ: أيبِسِي. فأيبَسَت، ثُمَّ قُلتُ: أطحِنِي. فأطحَنَت، ثُمَّ قُلتُ: أخْبِزِي. فأخبَزَت، فلَمّا رأيتُ أنِّي لا أُريدُ شَيئًا إلّا كان سُقِطَ في يَدِي ونَدِمتُ، واللهِ يا أُمَّ المُؤمِنينَ ما فعَلتُ شَيئًا قَطُّ ولا أفعَلُه أبَدًا. فسألتْ أصحابَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهُم يَومَئذٍ مُتَوافِرونَ، فما دَرَوا ما يَقولونَ لها وكُلُّهُم هابَ وخافَ أن يُفتيَها بما لا يَعلَمُ، إلا أنَّه قَد قال لها ابنُ عباسٍ أو بَعضُ مَن كان عِندَه: لَو كان أبَواكِ حَيَّينِ أو أحَدُهُما. قال هِشامٌ: فلَو جاءَتنا اليَومَ أفتَيناها بالضَّمانِ. قال ابنُ أبي الزِّنادِ: وكانَ هِشامٌ يقولُ: إنَّهُم كانوا أهلَ ورَعٍ وخَشيَةٍ مِنَ الله، وبُعَداءَ مِنَ التَّكَلُّفِ والجُرأةِ على اللهِ. ثُمَّ يقولُ هِشامٌ: ولَكِنَّها لَو جاءَتِ اليَومَ مِثلُها لَوَجَدَت نَوكَى
(2)
أهلَ حُمقٍ وتَكَلُّفٍ بغَيرِ عِلمٍ
(3)
. واللهُ أعلَمُ.
(1)
كتب فوقها في الأصل: "كذا". وعند الحاكم وابن جرير وفي المهذب 6/ 3231: "قالا".
(2)
النوك: الحمق، والنوكى: الحمقى. ينظر النهاية 5/ 129، والتاج 27/ 377 (ن وك).
(3)
الحاكم 4/ 155، 156، وسقط من إسناده من أوله إلى ابن وهب. وصححه ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن جرير في تفسيره 2/ 353، 354، وابن أبي حاتم في تفسيره (1022) عن الربيع بن سليمان به مختصرًا.