الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حدثنا عليُّ بنُ عبدِ العَزيزِ، عن أبى عُبَيدٍ قال: سَمِعتُ عبدَ اللهِ بنَ المُبارَكِ يُحَدِّثُه، عن مَعمَرٍ، عن إسماعيلَ بنِ أُمَيَّةَ يَرفَعُه. قال أبو عُبَيدٍ: قَولُه: "اصبِروا الصّابِرَ". يَعنِى: احبِسوا الَّذِى حَبَسَه
(1)
.
بابُ الخيارِ في القِصاصِ
قال اللهُ تبارك وتعالى: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 178].
16125 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبى إسحاقَ المُزَكِّى، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ، أخبرَنا مُعاذُ بنُ موسَى، عن بُكَيرِ بنِ مَعروفٍ، عن مُقاتِلِ بنِ حَيّانَ، قال مُقاتِلٌ: أخَذتُ هذا التَّفسيرَ عن نَفَرٍ -حَفِظَ مُعاذٌ مِنهُم مُجاهِدًا والحَسَنَ والضَّحّاكَ بنَ مُزاحِمٍ- في قَولِه: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} الآيَة. قال: كان كُتِبَ على أهلِ التَّوراةِ: مَن قَتَلَ نَفسًا بغَيرِ نَفسٍ حُقَّ أن يُقادَ بها ولا يُعفَى عنه ولا تُقبَلَ مِنه الدّيَةُ، وفُرِضَ على أهلِ الِإنجيلِ أن يُعفَى عنه ولا يُقتَلَ، ورُخِّصَ لأُمَّةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم إن شاءَ قَتَلَ، وإِن شاءَ أخَذَ الدّيَةَ، وإِن شاءَ عَفا، فذَلِكَ قَولُه:{ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} يقولُ: الدّيَةُ تَخفيفٌ مِنَ اللهِ؛ إذ جَعَلَ الدّيَةَ ولا يُقتَلُ، ثُمَّ قال:{فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ} يقولُ:
(1)
أبو عبيد في غريب الحديث 1/ 254. وأخرجه عبد الرزاق (17892) -ومن طريقه الدارقطني 3/ 140 - عن معمر به بنحوه. قال ابن حجر في التلخيص 4/ 15: صححه ابن القطان.
مَن قَتَلَ بعدَ أخذِه الدّيَةَ فلَه عَذابٌ أليمٌ. وقالَ في قَولِه: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} [البقرة: 179] يقولُ: لَكُم في القِصاصِ حَياةٌ يَنتَهِى بها بَعضُكُم عن بَعضٍ أن يُصيبَ مَخافَةَ أن يُقتَلَ
(1)
.
16126 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو الحَسَنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَبدوسٍ وأبو محمدٍ الكَعبِيُّ قالا: حدثنا إسماعيلُ بنُ قُتَيبَةَ، حدثنا يَزيدُ بنُ صالِحٍ، عن بُكَيرِ بنِ مَعروفٍ، عن مُقاتِلِ بنِ حَيّانَ في قَولِه:{فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ} يقولُ: إذا قَتَلَ رَجُلٌ بعَمدٍ
(2)
فعَفا عنه ولِيُّ المَقتولِ ولَم يَقتَصَّ مِنه وقَبِلَ الدّيَةَ {فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} يقولُ: ليُحسِنِ الطَّلَبَ. ثُمَّ رَجَعَ إلَى المَطلوبِ فقالَ: {وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} يقولُ: ليُؤَدِّى المَطلوبُ إلَى الطّالِبِ الدّيَةَ بإِحسانٍ. قال: وكانَ كُتِبَ على أهلِ التَّورَاةِ. فذَكَرَه بنَحوٍ مِن رِوايَةِ الشّافِعيِّ. وقالَ في قَولِه: {فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} يقولُ: مَن قبِلَ الدّيَةَ ثُمَّ قَتَلَ {فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيم} يقولُ: مُوجِعٌ، وذَلِكَ أن الرَّجُلَ كان إذا قُتِلَ حَميمٌ له تَوارَى القاتِلُ، فيَقولُ ولِيُّ المَقتولِ: إنِّى أقبَلُ الدّيَةَ. فيَقبَلُها حَتَّى يَرجِعَ القاتِلُ فيَقتُلَه ولِيُّ المَقتولِ وقَد قبلَ الدّيَةَ قبلَ ذَلِكَ، وكانَ يقولُ: إنَّما قَبِلتُ الدّيَةَ ليَرجِعَ القاتِلُ فأقتُلَه إذا ظَهَرَ. يقولُ اللهُ عز وجل: {فَمَنِ اعْتَدَى
(3)
} فقَتَلَ بعدَ أخَذِه
(4)
(1)
المصنف في المعرفة (4847)، والشافعي 6/ 9.
(2)
في س، ص 8:"تعمدًا".
(3)
بعده في س، ص 8:"بعد ذلك".
(4)
بعده في س، ص 8:"الدية".
16127 -
أخبرَنا يَحيَى بنُ إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ يَحيَى المُزَكِّى، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِىُّ، أخبرَنا سفيانُ بنُ عُيَينَةَ، أخبرَنا عمرُو بنُ دينارٍ قال: سَمِعتُ مُجاهِدًا يقولُ: سَمِعتُ ابنَ عباسٍ يقولُ: كان في بَنِى إسرائيلَ القِصاصُ ولَم تَكُنْ فيهِمُ الدّيَةُ، فقالَ اللهُ عز وجل لِهَذِه الأُمَّةِ:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ} قال: العَفوُ أن يَقبَلَ الدّيَةَ في العَمدِ {فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ} مِمّا كُتِبَ على مَن كان قَبلَكُم {فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
(1)
.
16128 -
وأخبرَنا علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ، حدثنا عليُّ بنُ عبدِ اللهِ، حدثنا سفيانُ، عن عمرِو بنِ دينارٍ قال: حَدَّثَنِى مُجاهِدٌ، عن ابنِ عباسٍ. فذَكَرَه بنَحوه، رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن قُتَيبَةَ عن سُفيانَ
(2)
.
16129 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا إبراهيمُ بنُ مَرزوقٍ، حدثنا أبو عامِرٍ، عن حَمّادِ بنِ سلمةَ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن جابِرِ بنِ زَيدٍ، عن ابنِ عباسٍ:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ} إلَى آخِرِ الآيَةِ. قال: كُتِبَ على بَنِى إسرائيلَ القِصاصُ، وأُرخِصَ لَكُم في الدّيَةِ {فَمَنْ
(1)
المصنف في المعرفة (4848)، والشافعي 9/ 6. وأخرجه النسائي (4795) من طريق سفيان به.
(2)
البخاري (6881).
عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} قال: هو العَمدُ يَرضَى أهلُه بالدّيَةِ، فيَتَّبِعُ الطّالِبُ بمَعروفٍ، ويُؤَدِّى -يَعنِى المَطلوبَ- إلَيه بإِحسانٍ {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} قال: ممّا كان على بَنِى إسرائيلَ
(1)
.
16130 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبى إسحاقَ المُزَكِّى، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ إسماعيلَ بنِ أبى فُدَيكٍ، عن ابنِ أبى ذِئبٍ، عن سعيدٍ المَقبُرِىِّ، عن أبى شُرَيحٍ الكَعبِيِّ، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ ولَم يُحَرِّمْها النّاسُ، فلا يَحِلُّ لمَن كان يُؤمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ أن يَسفِكَ بها دَمًا، ولا يَعضِدَ بها شَجَرًا، فإنِ ارتَخَصَ أحَدٌ فقالَ: أُحِلَّت لِرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فإِن اللهَ أحَلَّها لِى ولَم يُحِلَّها لِلنّاسِ، وإنَّما أُحِلَّت لِى ساعَةً مِنَ النَّهارِ. ثُمَّ هِىَ حَرامٌ كَحُرمَتِها بالأمسِ، ثُمَّ أنتُم يا خُزاعَةُ قَد قَتَلتُم هذا القَتيلَ مِن هُذَيلٍ، وأنا واللَّهِ عاقِلُه، مَن قَتَلَ بَعدَه قَتيلًا فأهلُه بَينَ خِيَرَتَينِ؛ إن أحَبّوا قَتَلوا، وإن أحَبّوا أخَذوا العَقلَ"
(2)
.
16131 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ القاضِى قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أبو زُرعَةَ الدَّمَشقِيُّ، حدثنا أحمدُ بنُ خالِدٍ الوَهْبِيُّ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ، عن الحارِثِ بنِ الفُضَيلِ، عن سُفيانَ بنِ أبي العَوجاءِ السُّلَمِيِّ، عن أبى شُرَيحٍ
(1)
المصنف في الصغرى (3021)، وأخرجه الطحاوى في شرح المشكل 12/ 422 عن إبراهيم بن مرزوق به. وابن جرير في تفسيره 3/ 105، 112 من طريق حماد به.
(2)
المصنف في الصغرى (3023)، والمعرفة (4849)، والشافعى 6/ 9. وسيأتى في (16156).
الخُزاعِيِّ قال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "مَن أُصيبَ بدَمٍ أو خَبْلٍ
(1)
فهو بالخيارِ بَينَ إحدَى ثَلاثٍ، فإِن أرادَ الرّابِعَةَ فخُذوا على يَدَيه، بَينَ أن يَقتَصَّ أو يَعفوَ أو يأخُذَ العَقلَ، فإِن قبِلَ مِن ذَلِكَ شَيئًا ثُمَّ عَدا بعدَ ذَلِكَ فإِنَّ له النّارَ"
(2)
.
16132 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ أحمدَ المَحبوبِيُّ بمَروَ، حدثنا سعيدُ بنُ مَسعودٍ، حدثنا عُبَيدُ اللَّهِ بنُ موسَى، حدثنا شَيبانُ، عن يَحيَى بنِ أبى كَثيرٍ، أخبرَنِي أبو سلمةَ أن أبا هريرةَ أخبَرَه أن خُزاعَةَ قَتَلوا رَجُلًا مِن بَنِى لَيثٍ عامَ فتحِ مَكَّةَ، بقَتيلِ مِنهُم قَتَلوه، فأُخبِرَ بذَلِكَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فرَكِبَ راحِلَتَه فخَطَبَ فقالَ:"إنَّ الله حَبَسَ عن مَكَّةَ الفيلَ وسَلَّطَ عَلَيها رسولَه والمُؤمِنينَ، ألا وإنَّها لَم تَحِلَّ لأحَدٍ قَبلِى، ولَن تَحِلَّ لأحَدٍ بَعدِى، ألا وإِنَّها أُحِلَّت لِى ساعَةً مِن نَهارٍ، ألا وإِنَّها ساعَتِى هذه حَرامٌ، لا يُختَلَى شَوكُها، ولا يُعضَدُ شجَرُها، ولا يَلتَقِطُ ساقِطَتَها إلَّا مُنشِدٌ، ومَن قُتِلَ له قَتيلٌ فهو بخَيرِ النَّظَرَينِ، إمّا أن يُعطَى الدّيَةَ، وإمّا أن يُقادَ أهلُ القَتيلِ". قال: فجاءَ رَجُلٌ مِن أهلِ اليَمَنِ يُقالُ له: أبو شاهٍ. فقالَ: اكتُبْ لِي يا رسولَ اللهِ. قال: اكتُبوا لأبِى شاهٍ. فقالَ رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ: إلَّا الإذخِرَ يا رسولَ اللهِ؛ فإِنّا نَجعَلُه في بُيوتِنا وقُبورِنا. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إلا الإذخِرَ"
(3)
. رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن أبى نُعَيمٍ عن شَيبانَ، إلَّا أنَّه قال:"إمّا أن يودَى وإمّا أن يُقادَ". ثُمَّ قال: وقالَ
(1)
الخَبْل: فساد الأعضاء. النهاية 2/ 8.
(2)
المصنف في الصغرى (3024)، والمعرفة (4851). وأخرجه أحمد (16375)، وأبو داود (4496)، وابن ماجه (2623) من طريق ابن إسحاق به.
(3)
تقدم في (12244).
عُبَيدُ اللهِ: "إمّا أن يُقادَ أهلُ القَتيلِ". ورَواه مُسلِمٌ عن إسحاقَ بنِ مَنصورٍ عن عُبَيدِ اللهِ
(1)
.
16133 -
وأخبرَنا أبو الحَسَنِ ابنُ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا هِشامُ بنُ عليٍّ، حدثنا ابنُ رَجاءٍ، حدثنا حَربُ بنُ شَدّادٍ، حدثنا يَحيَى بنُ أبى كَثيرٍ، حدثنا أبو سلمةَ، حدثنا أبو هريرةَ، أنَّه عامَ فتحِ مَكَّةَ قَتَلَت خُزاعَةُ رَجُلًا مِن بَنِى لَيثٍ بقَتيلٍ لَهُم في الجاهِليَّةِ. فذَكَرَ الحديثَ بنَحوه، إلَّا أنَّه قال:"ومَن قُتِلَ له قَتيلٌ فهو بخَيرِ النَّظَرَينِ؛ إمّا أن يودَى وإمّا أن يُقادَ"
(2)
. قال البخاريُّ
(3)
: وقالَ عبدُ اللهِ بنُ رَجاءٍ: حدثنا حَربٌ
(4)
.
16134 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو عبدِ اللهِ إسحاقُ بنُ محمدِ بنِ يوسُفَ السّوسِيُّ وأبو عبدِ الرَّحمَنِ السُّلَمِيُّ قالوا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا العباسُ بنُ الوَليدِ بنِ مَزيَدٍ، أخبرَنا أبى، حدثنا الأوزاعِيُّ، حدثنا يَحيَى بنُ أبى كَثيرٍ، حَدَّثَنِى أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ قال: حَدَّثَنِى أبو هريرةَ قال: لما فُتِحَت مَكَّةُ قَتَلَت هُذَيلٌ رَجُلًا مِن بَنِى لَيثٍ بقَتيلٍ في الجاهِليَّةِ، فبَلَغَ ذَلِكَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فذَكَرَ الحديثَ بنَحوه إلَّا أنَّه قال: "ومَن قُتِلَ له قَتيلٌ فهو بخَيرِ النَّظَرَينِ، إمّا أن
(1)
البخارى (6880)، ومسلم (1355/ 448).
(2)
المصنف في الدلائل 5/ 84. وأخرجه أحمد (7242)، وأبو داود (4505) من طريق حرب بن شداد به.
(3)
ليس في: الأصل، م.
(4)
البخاري (6880).
يُقادَ وإمّا أن يُفادى"
(1)
.
16135 -
وأخبرَنا أبو عمرٍو الأديبُ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإسماعيلِيُّ، حدثنا أبو يَعلَى، حدثنا هارونُ بنُ مَعروفٍ، حدثنا الوَليدُ بنُ مسلمٌ، عن الأوزاعِيِّ. فذَكَرَه بنَحوه، إلَّا أنَّه قال:"إمّا أن يُفدَى وإِمّا أن يُقتَلَ"
(2)
. أخرَجاه في "الصحيح" مِن حَديثِ الوَليدِ بنِ مُسلِمٍ
(3)
.
16136 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا الحَسَنُ بنُ مُكرَمٍ، حدثنا أبو النَّضرِ، حدثنا محمدُ بنُ راشِدٍ، عن سُلَيمانَ بنِ موسَى، عن عمرِو بنِ شُعَيبٍ، عن أبيه، عن جَدِّه، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَن قَتَلَ مُتَعَمِّدًا دُفِعَ إلَى أولياءِ القَتيلِ، فإِن شاءوا قَتَلوه، وإِن شاءوا أخَذوا الدّيَةَ"
(4)
.
وفِي حَديثِ وائلِ بنِ حُجرٍ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حينَ جِئَ بالرَّجُلِ القاتِلِ يُقادُ في نِسعَةٍ
(5)
، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِوَلِيِّ المَقتولِ:"أتَعفو؟ ". قال: لا. قال: "فتأخُذُ الدّيَةَ؟ " قال: لا. قال: "فتَقتُلُه؟ " قال: نَعَم. قال: "اذهَبْ به". وذَلِكَ في
(1)
تقدم في (9932) دون موضع الشاهد هنا.
(2)
أخرجه أحمد (7242) -وعنه أبو داود (2017) - والترمذى (1405)، وابن ماجه (2624)، وابن حبان (3715) من طريق الوليد بن مسلم به. والنسائي (4799) من طريق الأوزاعى به.
(3)
البخاري (2434)، ومسلم (1355/ 447).
(4)
المصنف في الصغرى (3025، 3049)، والمعرفة (4875). وأخرجه أحمد (6717) من طريق أبى النضر به. والترمذي (1387)، وابن ماجه (2626) من طريق محمد بن راشد به. وقال الترمذي: حسن غريب.
(5)
النِّسعة: سير مضفور. غريب الحديث لابن الجوزي 2/ 404.