المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب أصل القسامة، والبداية فيها مع اللوث(1)بأيمان المدعي - السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي - جـ ١٦

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌كِتابُ الرَّضاعِ

- ‌بابٌ: يَحرُمُ مِنَ الرَّضاعِ ما يَحرُمُ مِنَ الولادَةِ، وإنَّ لَبَنَ الفَحلِ يُحَرِّمُ

- ‌بابُ مَن قال: لا يُحَرِّمُ(4)إلَّا خَمسُ رَضَعاتٍ

- ‌بابُ مَن قال: يُحَرِّمُ قَليلُ الرَّضاعِ وكَثيرُهُ

- ‌بابُ رَضاعِ الكَبيرِ

- ‌بابُ ما جاءَ في تَحديدِ ذَلِكَ بالحَولَينِ

- ‌بابُ شَهادَةِ النّساءِ في الرَّضاعِ

- ‌بابُ ما ورَدَ في اللَّبَنِ يُشَبَّهُ عَلَيهِ

- ‌بابُ ما جاءَ في الغِيلَةِ

- ‌بابُ ما يُنهَى عنه مِن إدغارِ الرَّضيعِ

- ‌كتابُ النفقاتِ

- ‌بابُ وُجوبِ النَّفَقَةِ لِلزَّوجَةِ

- ‌بابُ فضلِ النَّفَقَةِ على الأهلِ

- ‌بابُ حَبسِ الرَّجُلِ لأهلِه قوتَ سنةٍ

- ‌بابٌ: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ} [الطلاق: 7]

- ‌بابُ الرَّجُلِ لا يَجِدُ نَفَقَةَ امرأتِهِ

- ‌بابٌ: المَبتوتَةُ لا نَفَقَةَ لَها إلَّا أن تَكُونَ حامِلًا

- ‌بابُ مَن قال: لَها النَّفَقَةُ

- ‌جماعُ أبوابِ النَّفَقَةِ على الأقارِبِ

- ‌بابُ النَّفَقَةِ على الأولادِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قَولِ اللَّهِ عز وجل: {وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ} [البقرة: 233]15833

- ‌بابُ نَفَقَةِ الأبَوَينِ

- ‌بابٌ: مَن أحَقُّ مِنهُما بحُسنِ الصُّحبَةِ

- ‌بابُ الأبَوَينِ إذا افتَرَقا وهُما في قَريَةٍ واحِدَةٍ

- ‌بابُ الأُمّ تَتَزَوَّجُ فيَسقُطُ حَقُّها مِن حَضانَةِ الوَلَدِ ويَنتَقِلُ إلَى جَدَّتِهِ

- ‌بابٌ: الخالَةُ أحَقُّ بالحَضانَةِ مِنَ العَصَبَةِ

- ‌جماعُ أبوابِ نَفَقَةِ المَماليكِ

- ‌بابُ ما على مالكِ المَملوكِ مِن طَعامِ المَملوكِ وكِسوَتِهِ

- ‌بابُ ما جاءَ في تَسويَةِ المالِكِ بَينَ طَعامِه وطَعامِ رَقيقِه وبَينَ كِسوَتِه وكِسوَةِ رَقيقِهِ

- ‌بابُ ما يَنبَغِي لِمالِكِ المَملوكِ الَّذِى يَلِى طَعامَه أن يَفعَلَهُ

- ‌بابٌ: لا يُكَلَّفُ المَملوكُ مِنَ العَمَلِ إلَّا ما يُطيقُ الدَّوامَ عَلَيه

- ‌بابُ ما جاءَ في النَّهىِ عن كَسبِ الأمَةِ إذا لَم تَكُنْ في عَمَلٍ واصِبٍ

- ‌بابُ مُخارَجةِ العَبدِ برِضاه إذا كان له كَسبٌ

- ‌بابُ النَّهىِ عن كَسبِ البَغِىِّ

- ‌بابُ سياقِ ما ورَدَ مِنَ التَّشديدِ في ضَربِ المَماليكِ والإِساءَةِ إلَيهِم وقَذفِهِم

- ‌بابُ ما جاءَ في تأديبِهِم وإِقامَةِ الحُدودِ عَلَيهِم

- ‌بابُ اجتِنابِ الوَجهِ في الضَّربِ لِلتّأديبِ والحَدِّ

- ‌بابُ فضلِ المَملوكِ إذا نَصَحَ

- ‌بابُ ما يُنادِى به كُلُّ واحِدٍ مِنهُما صاحِبَهُ

- ‌بابُ التَّشديدِ على مَن خَبَّبَ(1)خادِمًا على أهلِهِ

- ‌بابُ نَفَقَةِ الدَّوابِّ

- ‌بابُ ما جاءَ في حَلبِ الماشيَةِ

- ‌جماعُ أبواب تَحريمِ القَتلِ، ومَن يَجِبُ عَلَيه القِصاَصُ، ومَن لا قِصاصَ عَلَيهِ

- ‌بابُ أصلِ تَحريمِ القَتلِ في القُرآنِ

- ‌بابُ قَتلِ الولدانِ

- ‌بابُ تَحريمِ القَتلِ مِنَ السُّنَّةِ

- ‌بابٌ: لا يُشيرُ بالسِّلاحِ إلىَ مَن لا يَستحِقُّ القتلَ، ومَن مَرَّ في مَسجِدٍ أو سوقٍ بنَبلٍ أمسَكَ بنِصالِها

- ‌بابُ التَّغليظِ علي مَن قَتَلَ نَفسَهُ

- ‌بابُ إيجابِ القِصاصِ في العَمدِ

- ‌بابُ إيجابِ القِصاصِ عليِّ القاتِلِ دونَ غَيِره

- ‌بابُ قَتلِ الرَّجُلِ بالمَرأةِ

- ‌بابٌّ فيمَن لا قِصاصَ بَينَه باختِلافِ الدِّينَيِن

- ‌بابُ بَيانِ ضَعفِ الخَبَرِ الَّذِى رُوىَ في قَتلِ المُؤمِنِ بالكافِرِ وما جاءَ عن الصَّحابَةِ في ذَلِكَ

- ‌الرِّواياتُ فيه عن عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه

- ‌الرِّواياتُ فيه عن عثمانَ رضي الله عنه

- ‌الرِّواياتُ فيه عن علىٍّ رضي الله عنه

- ‌بابٌّ: لا يُقتَلُ حُرٌّ بعَبدٍ

- ‌بابُ ما رُوىَ فيمَن قَتَلَ عبدَه أو مَثَّلَ بهِ

- ‌بابٌ: العَبدُ يُقتَلُ فيه قيمَتُه بالِغَةً ما بَلَغَت

- ‌بابُ العَبدِ يَقتُلُ الحُرَّ

- ‌بابُ العَبدِ يَقتُلُ العَبدَ

- ‌بابُ الرَّجُلِ يَقتُلُ ابنَهُ

- ‌بابُ القَوَدِ بَيَن الرِّجالِ والنِّساءِ، وبَيَن العَبيدِ فيما دونَ النَّفسِ

- ‌بابُ النَّفَرِ يَقتُلونَ الرَّجُلَ

- ‌بابُ الاِثنَيِن أو أكثَرَ يَقطَعانِ يَدَ رَجُلٍ مَعًا

- ‌بابُ مَن عَلَيه القِصاصُ في القَتلِ وما دونَهُ

- ‌جماعُ أبوابِ صِفَةِ قَتلِ العَمدِ وشِبهِ العَمدِ

- ‌بابُ عَمدِ القَتلِ بالسَّيفِ أو السِّكّيِن أو ما يَشُقُّ بحَدِّهِ

- ‌بابُ عَمدِ القَتلِ بالحَجَرِ وغَيِره ممّا الأغلَبُ أنَّه لا يُعاشُ مِن مِثلِهِ

- ‌بابُ شِبهِ العَمدِ

- ‌بابُ مَن سَقَى رَجُلًا سُمًّا

- ‌بابُ الحالِ التى إذا قَتَلَ بها الرَّجُلُ أُقيدَ مِنهُ

- ‌بابُ ما جاءَ في قَتلِ الإمامِ وجَرحِهِ

- ‌بابُ ما جاءَ في أمرِ السَّيِّدِ عبدَهُ

- ‌بابُ الرَّجُلِ يَحبِسُ الرَّجُلَ لِلآخَرِ فيَقتُلُه

- ‌بابُ الخيارِ في القِصاصِ

- ‌بابُ مَن قال: مُوجَبُ العَمدِ القَوَدُ، وإِنَّما تَجِبُ الدّيَةُ بالعَفو عنه عَلَيها

- ‌بابُ مَن قَتَلَ بعدَ أخذِه الدّيَةَ

- ‌بابُ ما جاءَ في التَّرغيبِ في العَفو عن القِصاصِ

- ‌بابٌ: لا عُقوبَةَ على كُلِّ مَن كان عَلَيه قِصاصٌ فعُفِىَ عنه في دَمٍ ولا جُرحٍ

- ‌بابٌ

- ‌بابُ ما جاءَ في قَتلِ الغِيلَةِ في عَفو الأولياءِ

- ‌بابُ ميراثِ الدَّمِ والعَقلِ

- ‌بابُ مَن زَعَمَ أن لِلكِبارِ أن يَقتَصّوا قبلَ بُلوغِ الصِّغارِ

- ‌بابُ عَفو بَعضِ الأولياءِ عن القِصاصِ دونَ بَعضٍ

- ‌جماعُ أبوابِ القِصاصِ بالسَّيفِ

- ‌بابُ إمكانِ الإمامِ وَلىَّ الدَّمِ مِنَ القاتِلِ يَضرِبُ عُنُقَهُ

- ‌بابٌ: يَحفَظُ الإمامُ سَيفَه ليأخُذَ سَيفًا صارِمًا لا يُعَذِّبُه ولا يُمَثِّلُ بهِ

- ‌بابٌ: الوَلِىُّ لا يَستَبِدُّ بالقِصاصِ دونَ الإمامِ

- ‌بابُ ما رُوِىَ فى عَمدِ الصَّبِىِّ

- ‌بابُ أحَدِ الأولياءِ إذا عَدا على رَجُلٍ فقَتَلَه بأنَّه قاتِلُ أبيهِ

- ‌بابُ القِصاصِ بغَيِر السَّيفِ

- ‌بابُ ما رُوِىَ فى أن لا قَوَدَ إلَّا بحَديدَةٍ

- ‌جماعُ أبوابِ القِصاصِ فيما دونَ النَّفسِ

- ‌بابُ ما لا قِصاصَ فيهِ

- ‌بابُ ما جاءَ فى الاستيناءِ بالقِصاصِ مِنَ الجُرحِ والقَطعِ

- ‌بابُ الرَّجُلِ يَموتُ فى قِصاصِ الجُرحِ

- ‌كتابُ الديَاتِ

- ‌بابُ أسنانِ الإبِلِ المُغَلَّظَةِ فى شِبهِ العَمدِ

- ‌بابُ صِفَةِ السِّتّيَن التى مَعَ الأربَعيَن

- ‌بابُ وُجوبِ الدّيَةِ فى شِبهِ العَمدِ على العاقِلَةِ

- ‌بابُ تنجيمِ(6)الدّيَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ فى تَغليظِ الدّيَةِ فى قَتلِ الخَطأِ فى الشَّهرِ الحَرامِ والبَلَدِ الحَرامِ وقَتلِ ذِى الرَّحِمِ

- ‌بابُ أسنانِ ديَةِ العَمدِ إذا زالَ فيه القِصاصُ، وأنَّها حالَّةٌ فى مالِ القاتِلِ

- ‌جماعُ أبوابِ أسنانِ إبِلِ الخَطأِ وِتَقويمِها وديَاتِ النُّفوسِ والجِراحِ وغيِرها

- ‌بابُ ديَةِ النَّفسِ

- ‌بابُ أسنانِ الإبِلِ فى الخَطأِ

- ‌بابُ مَن قال: هِىَ أرباعٌ على اختِلافٍ بَينَهُم فى الأوصافِ

- ‌بابُ مَن قال: هِىَ أخماسٌ. وجَعَلَ أحَدَ أخماسِها بَنِى المخاضِ دونَ بَنِى اللَّبونِ

- ‌بابُ إعوازِ الإبِلِ

- ‌بابُ تَقديرِ البَدَلِ باثنَيْ عَشَرَ ألفَ دِرهَمٍ أو بألفِ دينارٍ على قَولِ مَن جَعَلَهُما أصلَيِن

- ‌بابُ ما رُوِىَ فيه عن عُمَرَ وعُثمانَ رضي الله عنهما سِوَى ما مَضَى

- ‌جماعُ الدّيَاتِ فيما دونَ النَّفسِ

- ‌بابُ أرشِ المُوضِحَةِ

- ‌بابُ الهاشِمَةِ

- ‌بابُ المُنَقِّلَةِ

- ‌بابُ المأمومَةِ

- ‌بابُ ما دونَ المُوضِحَةِ مِنَ الشِّجاجِ

- ‌بابُ تَفسيِر الشِّجاجِ ومَدارِجِها

- ‌بابُ الجائفَةِ

- ‌بابُ الأُذُنَينِ

- ‌بابُ السَّمعِ

- ‌بابُ ذَهابِ العَقلِ مِنَ الجِنايَةِ

- ‌بابُ ديَةِ العَينَينِ

- ‌بابُ ما جاءَ في نَقصِ البَصَرِ

- ‌بابُ ديَةِ أشفارِ العَينَينِ

- ‌بابُ ديَةِ الأنفِ

- ‌بابُ(4)الشَّفَتَيِن

- ‌بابُ ديَةِ اللِّسانِ

- ‌بابُ ديَةِ الأسنانِ

- ‌بابٌ: الأسنانُ كُلُّها سَواءٌ

- ‌بابُ السِّنِّ تُضرَبُ فتَسوَدُّ وتَذهَبُ مَنفَعَتُها

- ‌بابُ ديَةِ اليَدَينِ والرِّجلَيِن والأصابِعِ

- ‌بابٌ: الأصابِعُ كُلُّها سَواءٌ

- ‌بابُ الصَّحيحِ يُصيبُ عَيَن الأعوَرِ، والأعوَرِ يُصيبُ عَيَنَ الصحيحِ

- ‌بابُ ما جاءَ في كسرِ الصُّلبِ

- ‌بابُ ما جاءَ في ديَةِ المرأةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في جِراحِ المَرأةِ

- ‌بابُ حَلَمَتَيِ الثَّديَيِن

- ‌بابُ ديَةِ الذَّكَرِ والأُنثَيَيِن

- ‌بابُ اجتِماعِ الجِراحاتِ

- ‌بابُ ما جاءَ في العَينِ القائمَةِ واليَدِ الشَّلَّاءِ

- ‌بابُ ما جاءَ في الحاجِبَيِن واللِّحيَةِ والرأسِ

- ‌بابُ ما جاءَ في التَّرقُوَةِ والضِّلَعِ

- ‌بابُ ما جاءَ في كَسرِ الذِّراعِ والسّاقِ

- ‌بابُ دِيَةِ أهلِ الذِّمَّةِ

- ‌بابُ جِراحَةِ العَبدِ

- ‌بابُ مَن قال: لا تَحمِلُ العاقِلَةُ عَمدًا ولا عبدًا ولا صُلحًا ولا اعتِرافًا

- ‌بابُ جِنايَةِ الغُلامِ يَكونُ(2)لِلفُقَراءِ

- ‌بابُ العاقِلَةِ

- ‌بابٌّ: مَنِ العاقِلَةُ التي تَغرَمُ

- ‌بابٌ: مَن في الدِّيوانِ ومَن لَيسَ فيه مِنَ العاقِلَةِ سَواءٌ

- ‌بابُ ما جاءَ في عَقلِ الفَقيِر

- ‌بابُ ما تَحمِلُ العاقِلَةُ

- ‌بابُ تَنجيمِ الدّيَةِ على العاقِلَةِ

- ‌بابٌ: لا تَحمِلُ العاقِلَةُ ما جَنَى الرَّجُلُ على نَفسِهِ

- ‌بابُ ما ورَدَ في: "البِئرُ جُبارٌ، والمَعدِنُ جُبارٌ

- ‌بابُ ديَةِ الجَنينِ

- ‌بابُ مَن قال في الغُرَّةِ: عبدٌ أو أمَةٌ أو فرَسٌ أو بَغلٌ أو كَذا وكَذا مِنَ الشّاء، ولَيسَ بمَحفوظٍ

- ‌بابُ ما جاءَ في الكَفّارَةِ في الجَنيِن وغَيِر ذَلِكَ

- ‌بابُ ما جاءَ في تَقديرِ الغُرَّةِ عن بَعضِ الفُقَهاءِ

- ‌بابٌ: جَنينُ الأمَةِ فيه عُشرُ قيمَةِ أُمِّهِ لا فرقَ بَيَن أن يَكونَ ذَكَرًا أو أُنثَى

- ‌كتابُ القَسَامةِ

- ‌بابُ أصلِ القَسامَةِ، والبِدايَةِ فيها مَعَ اللَّوْثِ(1)بأيمانِ المُدَّعِي

- ‌بابُ ما رُوِيَ في القَتيلِ يوجَدُ بَيَن قَريَتَيِن، ولا يَصِحُّ

- ‌بابُ ما جاءَ في القَتلِ(2)بالقَسامَةِ

- ‌بابُ تَركِ القَوَدِ بالقَسامَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قَسامَةِ الجاهِليَّةِ

- ‌بابٌ

- ‌جِماعُ أبوابِ كَفّارَةِ القَتلِ

- ‌بابُ ما جاءَ في وُجوبِ الكَفّارَةِ في أنواعِ قَتلِ الخَطأَ

- ‌بابُ المُسلِميَن يَقتُلونَ مُسلِمًا خَطأً في قِتالِ المُشرِكينَ في غَيِر دارِ الحَربِ، أو مُريدينَ له بعَينِه يَحسِبونَه مِنَ العَدوِّ

- ‌بابُ الكَفّارَةِ في قَتلِ العَمدِ

- ‌بابُ ما جاءَ في إثمِ مَن قَتَلَ ذِمِّيًّا بغَيِر جُرمٍ يُوجِبُ القَتلَ

- ‌بابٌ: لا يَرِثُ القاتِلُ

- ‌بابُ ميراثِ الدِّيَةِ

- ‌بابُ الشَّهادَةِ على الجِنايَةِ

- ‌جِماعُ أبوابِ الحُكمِ في السّاحِرِ

- ‌بابُ مَن قال: السِّحرُ له حَقيقَةٌ

- ‌بابُ تَكفيِر السّاحِرِ وقَتلِه إن كان ما يَسحَرُ به كَلامَ كُفرٍ صَريحٍ

- ‌بابُ قَبولِ تَوبَةِ السَّاحِرِ وحَقنِ دَمِه بتَوبَتِهِ

- ‌بابٌ: مَن لا يَكونُ سِحرُه كُفرًا ولَم يَقتُلْ به أحَدًا لَم يُقتَلْ

- ‌بابُ ما جاءَ في النَّهي عن الكَهانَةِ وإِتيانِ الكاهِنِ

- ‌بابُ ما جاءَ في كَراهيَةِ اقتِباسِ عِلمِ النُّجومِ

- ‌بابُ العِيافَةِ والطِّيرَةِ والطَّرْقِ

- ‌بابُ ما جاءَ فيمَن تَطَبَّبَ بغَيِر عِلمٍ فأصابَ نَفسًا فما دونَها

- ‌كتابُ قتالِ أهلِ البغي

- ‌جِماعُ أبوابِ الرُّعاةِ

- ‌بابٌ الأئمَّةُ مِن قُرَيشٍ

- ‌بابٌ: لا يَصلُحُ إمامانِ في عَصرٍ واحِدٍ

- ‌بابُ كَيفيَّةِ البَيعَةِ

- ‌بابٌ: كَيفَ يُبايَعُ النِّساءَ

- ‌بابُ ما جاءَ في بَيعَةِ الصَّغيِر

- ‌بابُ الاستِخلافِ

- ‌بابُ مَن جَعَلَ الأمرَ شورَى بَينَ المُستَصلَحيَن لَهُ

- ‌بابُ ما جاءَ في تَنبيهِ الإمامِ على مَن يَراه أهلًا لِلخِلافَةِ بَعدَهُ

- ‌بابُ جَوازِ تَوليَةِ الإمامِ مَن يَنوبُ عنه وإِن لَم يَكُنْ قُرَشيًّا

- ‌بابُ السَّمعِ والطّاعَةِ لِلإِمامِ(5)ومَن يَنوبُ عنه، ما لَم يأْمُرْ بمَعصيَةٍ

- ‌بابُ التَّرغيبِ في لُزومِ الجَماعَةِ، والتَّشديدِ على مَن نَزَعَ يَدَه مِنَ الطّاعَةِ

- ‌بابُ الصَّبِر على أذًى يُصيبُه مِن جِهَةِ إمامِه، وإِنكارِ المُنكَرِ مِن أُمورِه بقَلبِه، وتَركِ الخُروجِ عَلَيهِ

- ‌بابُ إثمِ الغادِرِ لِلبَرِّ والفاجِرِ

- ‌بابُ ما على السُّلطانِ مِنَ القيامِ فيما وَلِيَ بالقِسطِ والنُّصحِ لِلرَّعيَّةِ والرَّحمَةِ بهِم(1)والشَّفَقَةِ عَلَيهِم والعَفوِ عَنهُم ما لَم يَكُنْ حَدًّا

- ‌بابُ فضلِ الإمامِ العادِلِ

- ‌بابُ النَّصيحَةِ للهِ ولِكتابِه ورسولِه ولأَئمَّةِ المُسلِميَن وعامَّتِهِم، وما على الرَّعيَّةِ مِن إكرامِ السُّلطانِ المُقسِطِ

- ‌بابُ ما يُكْرَهُ مِن ثَناءِ السُّلطانِ وإِذا خَرَجَ قال غَيَر ذَلِكَ

- ‌بابُ ما على الرَّجُلِ مِن حِفظِ اللِّسانِ عِندَ السُّلطانِ وغَيِرهِ

- ‌بابُ ما على مَن رَفَعَ إلَى السُّلطانِ ما فيه ضَرَرٌ على مسلمٍ مِن غَيِر جِنايَةٍ

- ‌بابُ ما على السُّلطانِ مِن مَنعِ النَّاسِ عن النَّميمَةِ وتَركِ الأخذِ بقَولِ النَّمّامِ

- ‌بابُ ما في الشَّفاعَةِ والذَّبِّ عن عِرضِ أخيه المُسلِمِ مِنَ الأجرِ

- ‌بابُ ما على السُّلطانِ مِن إكرامِ وُجوهِ النّاسِ

الفصل: ‌باب أصل القسامة، والبداية فيها مع اللوث(1)بأيمان المدعي

‌كتابُ القَسَامةِ

‌بابُ أصلِ القَسامَةِ، والبِدايَةِ فيها مَعَ اللَّوْثِ

(1)

بأيمانِ المُدَّعِي

16511 -

أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بن سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ، أخبرَنا مالكُ بن أنَسٍ، عن (ح) وأخبرَنا أبو أحمدَ عبدُ اللهِ بن محمدِ بنِ الحَسَنِ المِهرَجانِيُّ العَدلُ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بن جَعفَرٍ المُزَكِّي، حدثنا محمدُ بن إبراهيمَ العَبدِيُّ، حدثنا يَحيَى بن بُكَيرٍ، حدثنا مالكٌ، حَدَّثَنِي أبو لَيلَى ابن عبد اللهِ بنِ عبد الرَّحمَنِ بنِ سَهلٍ، عن سَهلِ بنِ أبي حَثمَةَ، أنَّه أخبَرَه رِجالٌ

(2)

مِن كُبَراءِ قَومِه - وفِي رِوايَةِ الشّافِعِيِّ: أنَّه أخبَرَه هو ورِجالٌ مِن كُبَراءِ قَومِه - أن عبدَ اللهِ بنَ سَهلٍ ومُحَيِّصَةَ خَرَجا إلَى خَيبَرَ مِن جَهدٍ أصابَهُما، فتَفَرَّقا في حَوائجِهِما، فأُتِي مُحَيِّصَةُ فأُخبِرَ أن عبدَ اللهِ بنَ سَهلٍ قَد قُتِلَ وطُرِحَ في فَقِيرٍ

(3)

أو عَينٍ، فأتَى يَهودَ فقالَ: أنتُم واللهِ قَتَلتُموه. فقالوا: واللهِ ما قَتَلناه. فأقبَلَ حَتَّى قَدِمَ على قَومِه فذَكَرَ ذَلِكَ لَهم، فأقبَلَ هو وأخوه حوَيِّصَةُ وهو أكبَرُ مِنه، وعَبدُ الرَّحمَنِ بن سَهلٍ أخو المقتولِ، فذَهَبَ مُحَيِّصَةُ يَتَكَلَّمُ وهو الَّذِي كان بخَيبَرَ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لمحَيِّصَةَ:"كَبِّرْ كَبِّرْ". يُريدُ السِّنَّ، فتَكَلَّمَ حوَيِّصَةُ ثُمَّ تَكَلَّمَ مُحَيِّصَةُ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إمّا أن يَدُوا صاحِبَكُم، وإِمّا أن يُؤذَنوا

(1)

اللوث: البينة الضعيفة غير الكاملة. المصباح المنير ص 214.

(2)

في س، ص 8:"رجل".

(3)

الفقير: البئر القريبة القعر الواسعة الفم، وقيل: الحفرة التي تكون حول النخل. عون المعبود 4/ 300.

ص: 435

بحَربٍ". فكَتَبَ إلَيهِم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في ذَلِكَ فكَتَبوا: إنّا واللهِ ما قَتَلناه. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لحوَيِّصَةَ ومُحَيِّصَةَ وعَبدِ الرَّحمَنِ: "تَحلِفونَ وتَستَحِقّونَ دَمَ صاحِبِكُم؟ ". قالوا: لا. قال: "فتَحلِفُ يَهودُ؟ ". قالوا: لا، لَيسوا بمُسلِمينَ. قال: فوَداه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن عِندِه، فبَعَثَ إلَيهِم بمِائَةِ ناقَةٍ حَتَّى أُدخِلَت عَلَيهِمُ الدّارَ، فقالَ سَهلٌ: لَقَد رَكَضَتنِي مِنها ناقَةٌ حَمراءُ

(1)

. لَفظُ حَديثِ الشّافِعِيِّ رحمه الله. رَواه البخاريُّ

(2)

عن عبد اللهِ بنِ يوسُفَ وإِسماعيلَ عن مالكٍ، وقالَ في إسنادِه كما قال الشّافِعِيُّ: أنَّه أخبَرَه هو ورِجالٌ مِن كُبَراءِ قَومِه

(3)

. وكَذَلِكَ قالَه ابنُ وهبٍ ومَعنٌ وغَيرُهُما عن مالكٍ

(4)

، وأخرَجَه مُسلِمٌ عن إسحاقَ بنِ مَنصورٍ عن بشرِ بنِ عُمَرَ عن مالكٍ، وقالَ في إسنادِه كما قال ابنُ بُكَيرٍ: أنَّه أخبَرَه عن رَجُلٍ مِن كُبَراءِ قَومِهِ

(5)

.

16512 -

أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بن سُلَيمانُ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ، أخبرَنا عبدُ الوَهّابِ بن عبد المَجيدِ الثَّقَفِيُّ، عن يَحيَى بنِ سعيدٍ، عن بُشَيرِ بنِ يَسارٍ، عن سَهلِ بنِ

(1)

المصنف في الصغرى (3163)، والمعرفة (4969)، والشافعي 6/ 90، ومالك في الموطأ برواية يحيى بن بكير (15/ 11 ظ - مخطوط)، وبرواية يحيى الليثي 2/ 877.

(2)

بعده في س، ص 8، م:"في الصحيح".

(3)

البخاري (7192).

(4)

أخرجه أبو داود (4521)، والنسائي (4724) من طريق ابن وهب به. ورواية معن ذكرها المصنف في الصغرى عقب (3163)، وفي المعرفة عقب (4969). وأخرجه النسائي (4725). وابن ماجه (2677) من طريق مالك به.

(5)

مسلم (1669/ 6).

ص: 436

أبي حَثمَةَ، أن عبدَ اللهِ بنَ سَهلٍ ومُحَيِّصَةَ بنَ مَسعودٍ خَرَجا إلَى خَيبَرَ فتَفَرَّقا لحاجَتِهِما، فقُتِلَ عبدُ اللهِ بن سَهلٍ، فانطَلَقَ هو وعَبدُ الرَّحمَنِ أخو المَقتولِ وحوَيِّصَةُ بن مَسعودٍ إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فذَكَروا له قَتلَ عبد اللهِ بنِ سَهلٍ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"تَحلِفونَ خَمسينَ يَمينًا وتَستَحِقّونَ دَمَ قاتِلِكُم؟ أو: صاحِبِكُم؟ ". فقالوا: يا رسولَ الله، لَم نَشهَدْ ولَم نَحضُرْ. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"فتُبرِئُكُم يَهودُ بخَمسينَ يَمينًا؟ ". قالوا: يا رسولَ الله، كَيفَ نَقبَلُ أيمانَ قَومٍ كُفّارٍ؟! فزَعَمَ أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَقَلَه مِن عِندِه. قال بُشَيرُ بن يَسارٍ: قال سَهلٌ: لَقَد رَكَضَتنِي فريضَةٌ

(1)

مِن تِلكَ الفَرائضِ في مِربَدٍ

(2)

لَنا

(3)

. رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ مُثَنَّى عن عبد الوَهّابِ

(4)

.

16513 -

أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو عبد اللهِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بن شاذانَ وأحمَدُ بن سلمةَ قالا: حدثنا قُتَيبَةُ بن سعيدٍ، حدثنا اللَّيثُ، عن يَحيَى بنِ سعيدٍ، عن بُشَيرِ بنِ يَسارٍ، عن سَهلِ بنِ أبي حَثمَةَ - قال يَحيَى: وحَسِبتُه قال: وعن رافِعِ بنِ خَديجٍ - أنَّهُما قالا: خَرَجَ عبدُ اللهِ بن سَهلِ بنِ زَيدٍ ومُحَيِّصَةُ بن مَسعودِ بنِ زَيدٍ، حَتَّى إذا كانا بخَيبَرَ تَفَرَّقا في بَعضِ ما هُنالِكَ، ثُمَّ إذا مُحَيِّصَةُ يَجِدُ عبدَ اللهِ بنَ سَهلٍ قَتيلًا،

(1)

المراد بالفريضة هنا الناقة من تلك النوق المفروضة في الدية، وتسمى المدفوعة في الزكاة، أو الدية فريضة؛ لأنها مفروضة، أي: مقدرة بالسن والعدد. صحيح مسلم بشرح النووي 11/ 150.

(2)

المربد: الموضع الذي تحبس فيه الإبل، وهو مثل الحظيرة للغنم. صحيح مسلم بشرح النووي 14/ 100.

(3)

الشافعي 6/ 90. وأخرجه النسائي (4727) من طريق عبد الوهاب به. وتقدم في (11546).

(4)

مسلم (1669/ عقب 2).

ص: 437

فدَفَنَه ثُمَّ أقبَلَ إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم هو وحوَيِّصَةُ بن مَسعودٍ وعَبدُ الرَّحمَنِ بن سَهلٍ وكانَ أصغَرَ القَوم، فذَهَبَ عبدُ الرَّحمَنِ ليَتَكَلَّمَ قبلَ صاحِبَيه فقالَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"كَبِّرْ". لِلكُبْرِ في السِّنَ، فصَمَتَ وتَكَلَّمَ صاحِباه ثُمَّ تَكَلَّمَ مَعَهُما، فذَكَروا لِرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَقتَلَ عبد اللهِ بنِ سَهلٍ فقالَ لَهُم:"أتَحلِفونَ خَمسينَ يَمينًا فتَستَحِقّونَ صاحِبَكُم؟ أو: قاتِلَكُم؟ ". قالوا: وكَيفَ نَحلِفُ ولَم نَشهَدْ؟ قال: "فتُبرِئُكُم اليَهودُ بخَمسينَ يَمينًا؟ ". قالوا: وكَيفَ نَقبَلُ أيمانَ قَومٍ كُفّارٍ؟ فلَمّا رأى ذَلِكَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أعطَى عَقلَه

(1)

. رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن قُتَيبَةَ بنِ سعيدٍ

(2)

، وقالَ البخاريُّ: وقالَ اللَّيثُ

(3)

.

16514 -

أخبرَنا محمدُ بن عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرِ بن إسحاقَ، أخبرَنا أبو المُثَنَّى، حدثنا مُسَدَّدٌ (ح) قال: وأخبَرَنِي أبو الوَليد، حدثنا أحمدُ بن الحَسَنِ بنِ عبد الجَبّارِ الصوفيُّ، حدثنا عُبَيدُ اللهِ القَواريرِيُّ قالا: حدثنا بشرُ بن المُفَضَّل، حدثنا يَحيَى بن سعيدٍ الأنصارِيُّ، عن بُشَيرِ بنِ يَسارٍ، عن سَهلِ بنِ أبي حَثمَةَ قال: انطَلَقَ عبدُ اللهِ بن سَهلٍ ومُحَيِّصَةُ بن مَسعودِ بنِ زَيدٍ إلَى خَيبَرَ وهو يَومَئذٍ صُلحٌ، فتَفَرَّقا في حَوائجِهِما، فأتَى مُحَيِّصَةُ على عبد اللهِ بنِ سَهلٍ وهو يَتَشَحَّطُ في دَمِه قَتيلًا، فدَفَنَه ثُمَّ قَدِمَ المَدينَةَ، فانطَلَقَ عبدُ الرَّحمَنِ بن سَهلٍ ومُحَيِّصَةُ وحوَيِّصَةُ ابنا مَسعودٍ إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فذَهَبَ عبدُ الرَّحمَنِ يَتَكَلَّمُ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَبِّرِ

(1)

أخرجه الترمذي (1422)، والنسائي (4726) عن قتيبة به.

(2)

مسلم (1669/ 1).

(3)

البخاري عقب (6142).

ص: 438

الكُبْرَ". وهو أحدَثُ القَومِ فسَكَتَ فتَكَلَّما، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أتَحلِفونَ خَمسينَ يَمينًا وتَستَحِقّونَ قاتِلَكُم؟ أو: صاحِبَكُم؟ ". فقالوا: يا رسولَ الله، كَيفَ نَحلِفُ ولَم نَشهَدْ ولَم نَرَ؟ قال: "فتُبرِئُكُم يَهودُ بخَمسينَ؟ ". فقالوا: يا رسولَ اللهِ كَيفَ نأخُذُ أيمانَ قَومٍ كُفّارٍ؟ قال: فعَقَلَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن عِندِهِ

(1)

. لَفظُ حَديثِ مُسَدَّدٍ، رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن مُسَدَّدٍ، ورَواه مُسلِمٌ عن عُبَيدِ اللهِ القَواريرِيِّ

(2)

.

16515 -

أخبرَنا محمدُ بن عبد الله، أخبرَنا أبو عبد اللهِ محمدُ بن عبد اللهِ الصَّفّارُ، حدثنا إسماعيلُ بن إسحاقَ القاضِي، حدثنا سُلَيمانُ بن حَربٍ (ح) وأخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْباريُّ، أخبرَنا أبو بكرِ بن داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا عُبَيدُ اللهِ بن عُمَرَ بنِ مَيسَرَةَ ومحمدُ بن عُبَيدٍ المَعنَى قالوا: حدثنا حَمّادُ بن زَيدٍ، عن يَحيَى بنِ سعيدٍ، عن بُشَيرِ بنِ يَسارٍ، عن سَهلِ بنِ أبي حَثمَةَ ورافِعِ بنِ خَديجٍ، أن مُحَيِّصَةَ بنَ مَسعودٍ وعَبدَ اللهِ بنَ سَهلٍ انطَلَقا قِبَلَ خَيبَرَ فتَفَرَّقا في النَّخل، فقُتِلَ عبدُ اللهِ بن سَهلٍ فاتَّهَموا اليَهودَ، فجاءَ أخوه عبدُ الرَّحمَنِ بن سَهلٍ وابنا عَمِّه حوَيِّصَةُ ومُحَيِّصَةُ فأتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فتَكَلَّمَ عبدُ الرَّحمَنِ في أمرِ أخيه وهو أصغَرُهُم، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"الكُبْرَ الكُبْرَ". أو قال: "ليَبدأِ الأكبَرُ". فتَكَلَّما في أمرِ صاحِبِهِما، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يُقسِمُ خَمسونَ مِنكُم على رَجُلٍ مِنهُم فيُدفَعُ برُمَّتِه

(3)

؟ ". قالوا: أمرٌ لَم نَشهَدْه

(1)

أخرجه النسائي (4728، 4729) من طريق بشر بن المفضل به.

(2)

البخاري (3173)، ومسلم (1669/ عقب 2).

(3)

الرُّمَّة: قطعة من حبل يشد بها الأسير أو القاتل إذا قيد إلى القود. غريب الحديث لابن الجوزي 1/ 416.

ص: 439

كَيفَ نَحلِفُ؟ قال: "فتُبرِئُكُم يَهودُ بأيمانِ خَمسينَ مِنهُم؟ ". قالو ا: يا رسولَ اللهِ قَومٌ كُفّارٌ. قال: فوَداه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن قِبَلِهِ. قال سَهلٌ: دَخَلتُ مِربَدًا لهم يَومًا فرَكَضَتنِي ناقَةٌ مِن تِلكَ الإبِلِ رَكضَةً برِجلِها. هذا أو نَحوُه لَفظُ حَديثِ الرُّوذبارِيّ، وفِي رِوايَةِ أبي عبد اللهِ: فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "استَحِقّوا صاحِبَكُم - أو قال: قَتيلَكُم - بأيمانِ خَمسينَ مِنكُم". قالوا: أمرٌ لَم نَشهَدْه. قال: "فتُبرِئُكُم يَهودُ بأيمانِ خَمسينَ مِنهُم؟ ". وَذَكَرَ الباقِيَ بمَعناه

(1)

. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن سُلَيمانَ بنِ حَربٍ، ورَواه مُسلِمٌ عن القَواريرِيِّ عُبَيدِ الله بنِ عُمَرَ

(2)

.

هَكَذا رَواه حَمّادُ بن زَيدٍ: "يُقسِمُ خَمسونَ مِنكُم على رَجُلٍ". ورِوايَةُ الجَماعَةِ كما مَضَى، والعَدَدُ أولَى بالحِفظِ مِنَ الواحِدِ.

وأخرَجَه أيضًا مُسلِمُ بن الحَجّاجِ مِن حَديثِ سُلَيمانَ بنِ بلالٍ وهُشَيمِ بنِ بَشِيرِ عن يَحيَى بنِ سعيد عن بُشَيرِ بنِ يَسارٍ أنَّه ذَكَرَه، لَم يَذكُرا سَهلًا ولا رافِعًا

(3)

، وكَذَلِكَ رَواه مالكٌ عن يَحيَى بنِ سعيدٍ

(4)

.

16516 -

وأخبرَنا أبو الحُسَينِ بنُ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بن جَعفَرٍ، حدثنا يَعقوبُ بن سُفيانَ، حدثنا ابنُ أبي أوَيسٍ، حَدَّثَنِي أبي، عن يَحيَى بنِ سعيدٍ، أن بُشَيرَ بنَ يَسارٍ مَولَى بَنِي حارِثَةَ الأنصاريّينَ

(1)

أبو داود (4520)، وعنه أبو عوانة في مسنده (6032).

(2)

البخاري (6142)، ومسلم (1669/ 2).

(3)

مسلم (1669/ 3).

(4)

مالك 2/ 878.

ص: 440

أخبَرَه، وكانَ شَيخًا كَبيرًا فقيهًا، وكانَ قَد أدرَكَ مِن أهلِ دارِه مِن بَنِي حارِثَةَ مِن أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رِجالًا، مِنهُم رافِعُ بن خَديجٍ وسَهلُ بن أبي حَثمَةَ وسوَيدُ بن النُّعمان، حَدَّثوه أن القَسامَةَ كانَت فيهِم في بَنِي حارِثَةَ بنِ الحارِثِ في رَجُلٍ مِنَ الأنصارِ يُدعَى عبدَ اللهِ بنَ سَهلٍ قُتِلَ بخَيبَرَ، وأنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال لهم:"تَحلِفونَ خَمسينَ فتَستَحِقّونَ قاتِلَكُم؟ أو قال: صاحِبَكُم؟ ". قالوا: يا رسولَ اللهِ ما شَهِدْنا ولا حَضَرنا. فزَعَمَ بُشَيرٌ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال لهم: "فتُبرِئُكُم يَهودُ بخَمسينَ". فذَكَرَه

(1)

.

ورَواه سفيانُ بن عُيَينَةَ عن يَحيَى فخالَفَ الجَماعَةَ في لَفظِهِ:

16517 -

أخبرَناه أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرِ بن إسحاقَ، أخبرَنا بشرُ بن موسَى، حدثنا الحُمَيدِيُّ، حدثنا سفيانُ، حَدَّثَنِي يَحيَى بن سعيدٍ، سَمِعَ بُشَيرَ بنَ يَسارٍ، عن سَهلِ بنِ أبي حَثمَةَ قال: وُجِدَ عبدُ اللهِ بن سَهلٍ قَتيلًا في قَليبٍ

(2)

مِن قُلُبِ خَيبَرَ، فجاءَه أخوه عبدُ الرَّحمَنِ بن سَهلٍ وعَمّاه حوَيِّصَةُ ومُحَيِّصَةُ، فذَهَبَ عبدُ الرَّحمَنِ يَتَكَلَّمُ عِندَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"الكُبْرَ الكُبْرَ". فتَكَلَّمَ أحَدُ عَمَّيه الكَبيرُ مِنهُما، إمّا حوَيِّصَةُ وإِمّا مُحَيِّصَةُ فقالَ: يا رسولَ الله، إنّا وجَدنا عبدَ اللهِ قَتيلًا في قَليبٍ مِن قُلُبِ خَيبَرَ. فذَكَرَ يَهودَ وعَداوَتَهُم وشَرَّهُم، قال:"أفَتُبرِئُكُم يَهودُ بخَمسينَ يَمينًا، يَحلِفونَ أنَّهُم لَم يَقتُلوه؟ ". قالوا: وكَيفَ نَرضَى بأيمانِهِم وهُم مُشرِكونَ؟ قال: "فيُقسِمُ مِنكُم خَمسونَ أنَّهُم قَتَلوه؟ ". قالوا: وكَيفَ نُقسِمُ على ما لَم نَرَهُ؟ قال:

(1)

يعقوب بن سفيان 3/ 90. وأخرجه الدارقطني 3/ 109 من طريق إسماعيل بن أبي أويس به.

(2)

القليب: البئر التي لم تطو، وإنما هي حفيرة قلب ترابها فسميت قليبا. معالم السنن 2/ 285.

ص: 441

فوَداه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن عِندِهِ

(1)

. رَواه مُسلِمٌ عن "عمرِو بنِ محمدٍ النّاقِدِ عن سُفيانَ، إلا أنَّه لَم يَسُقْ مَتنَه وأحالَ به على رِوايَةِ الجَماعَةِ

(2)

.

ويُذكَرُ عن سُفيانَ بنِ عُيَينَةَ ما دَلَّ على أنَّه لَم يُتقِنْه إتقانَ هَؤُلاء، رَواه الشّافِعِيُّ عن ابنِ عُيَينَةَ عَقِيبَ حَديثِ الثَّقَفِيِّ ثُمَّ قال: إلا أن ابنَ عُيَينَةَ كان لا يُثبِتُ أقَدَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الأنصاريّينَ في الأيمانِ أو يَهودَ؛ فيُقالُ

(3)

في الحَديثِ: إنَّه قَدَّمَ الأنصاريّينَ. فيَقولُ: فهو ذاكَ. أو ما أشبَهَ هَذا. أخبرَناه أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباس، أخبرَنا الرَّبيعُ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ، أخبرَنا سفيانُ. فذَكَرَه

(4)

.

ورَواه محمدُ بن إسحاقَ بنِ يَسارٍ عن الزُّهرِيِّ وبُشَيرِ بنِ أبي كَيسانَ عن سَهلِ بنِ أبي حَثمَةَ نَحوَ رِوايَةِ الجَماعَةِ في البِدايَةِ بأيمانِ المُدَّعينَ

(5)

.

16518 -

وأمّا الحَديثُ الَّذِي أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرِ بن إسحاقَ، أخبرَنا إبراهيمُ بن إسحاقَ الحَربِيُّ، حدثنا أبو نُعَيمٍ (ح) وأخبرَنا أبو الحُسَينِ بنُ الفَضل، أخبرَنا عبدُ اللهِ بن جَعفَرٍ، حدثنا يَعقوبُ بن

(1)

الحميدي (403). وأخرجه أحمد (16091)، والنسائي (4731) من طريق سفيان به. وعندهم كرواية الجماعة بتقديم الأنصاريين في الأيمان. وأخرجه أبو عوانة في مسنده (6039)، والطحاوي في شرح المعاني 3/ 197 من طريق سفيان به كما أورده المصنف.

(2)

مسلم (1540/ عقب 69).

(3)

في س، والمعرفة:"فقال".

(4)

المصنف في المعرفة (4971)، والشافعي 6/ 90.

(5)

سيأتي في (16534).

ص: 442

سُفيانَ، حدثنا أبو نُعَيمٍ، حدثنا سعيدٌ (ح) وأخبرَنا أبو عمرٍو محمدُ بن عبد اللهِ الأديبُ البِسطامِيُّ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإسماعيلِيُّ، أخبرَنِي الحَسَنُ بن سُفيانَ، حدثنا ابنُ أبي شَيبَةَ، حدثنا أبو نُعَيمٍ، عن سعيدِ بنِ عُبَيدٍ الطّائيّ، عن بُشَيرِ بنِ يَسارٍ، زَعَمَ أن رَجُلًا مِنَ الأنصارِ يُقالُ له: سَهلُ بن أبي حَثمَةَ. أخبَرَه أنَّ نَفَرًا مِن قَومِه انطَلَقوا إلَى خَيبَرَ فتَفَرَّقوا فيها، فوَجَدوا أحَدَهُم قَتيلًا، فقالوا لِلَّذينَ وجَدوه عِندَهُم: قَتَلتُم صاحِبَنا. قالوا: ما قَتَلنا ولا عَلِمنا. قال: فانطَلَقوا إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا نَبِيَّ الله، انطَلَقْنا إلَى خَيبَرَ فوَجَدْنا أحَدَنا قَتيلًا. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"الكُبْرَ الكُبْرَ". فقالَ لَهُم: "تأتونَ بالبَيِّنَةِ على مَن قَتَلَ؟ ". قالوا: ما لَنا بَيِّنَةٌ. قال: "فيَحلِفونَ لَكُم؟ ". قالوا: لا نَرضَى بأيمانِ اليَهودِ. وكَرِهَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن يُبطِلَ دَمَه فوَداه مِائَةً مِنَ الإبِلِ. لَفظُ حَديثِ القَطّانِ. وفِي رِوايَةِ غَيرِه: فوَداه بمائَةٍ مِن إبِلِ الصَّدَقَةِ

(1)

. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أبي نُعَيمٍ، وأخرَجَه مُسلِمٌ مِن حَديثِ ابنِ نُمَيرٍ عن سعيدٍ دونَ سياقَةِ مَتنِه

(2)

، وإِنَّما لَم يَسُقْ مَتنَه لمخالَفَتِه رِوايَةَ يَحيَى بنِ سعيدٍ. قال مُسلِمُ بن الحَجّاجِ في جُملَةِ ما قال في هذه الرِّوايَةِ: وغَيرُ مُشكِلٍ على مَن عَقَلَ التَّمييزَ مِنَ الحُفّاظِ أن يَحيَى بنَ سعيدٍ أحفَظُ مِن سعيدِ بنِ عُبَيدٍ وأرفَعُ مِنه شأنًا في طَريقِ العِلمِ وأسبابِه، فهو أولَى بالحِفظِ مِنه

(3)

.

(1)

المصنف في الصغرى (3066)، والمعرفة (4974). وأخرجه أبو داود (4523)، والنسائي (4733) من طريق أبي نعيم به.

(2)

البخاري (6898)، ومسلم (1669/ 5).

(3)

التمييز ص 29.

ص: 443

قال الشيخُ: وإن صَحَّت رِوايَةُ سعيدٍ فهِيَ لا تُخالِفُ رِوايَةَ يَحيَى بنِ سعيدٍ عن بُشَيرِ بَنِ يَسارٍ؛ لأنَّه قَد يُريدُ بالبَيِّنَةِ الأيمانَ مَعَ اللَّوثِ كما فسَّرَه يَحيَى بن سعيدٍ، وقَد يُطالِبُهُم بالبَيِّنَةِ كما في هَذِه الرِّوايَةِ ثُمَّ يَعرِضُ عَلَيهِمُ الأيمانَ مَعَ وُجودِ اللَّوث، كما في رِوايَةِ يَحيَى بنِ سعيدٍ، ثُمَّ يَرُدُّها على المُدَّعَى عَلَيهِم عِندَ نُكولِ المُدَّعينَ كما في الرِّوايَتَينِ.

16519 -

وأمّا الحَديثُ الَّذِي أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بن عبد الجَبّار، حدثنا يونُسُ بن بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ، حَدَّثَنِي محمدُ بن إبراهيمَ بنِ الحارِثِ التَّيمِيُّ

(1)

، عن عبد الرَّحمَنِ بنِ بُجَيدِ

(2)

بنِ قَيظِيٍّ أخِي بَنِي حارِثَةَ - قال ابنُ إبراهيمَ: وايمُ اللهِ ما كان سَهلٌ بأكثَرَ عِلمًا مِنه ولَكِنَّه كان أسَنَّ مِنه - أنَّه قال له: واللهِ ما هَكَذا كان الشّأنُ، ولَكِن سَهلٌ أوهَمَ، ما قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: احلِفوا على ما لا عِلمَ لَكُم به. ولَكِنَّه كَتَبَ إلَى يَهودِ خَيبَرَ حينَ كَلَّمَتْه الأنصارُ: "إنَّه وُجِدَ فيكُم قَتيلٌ بَينَ أبياتِكُم فدُوه". فكَتَبوا إلَيه يَحلِفونَ باللهِ ما قَتَلوه ولا يَعلَمونَ له قاتِلًا. فوَداه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن عِندِهِ

(3)

.

فقَد أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباس، أخبرَنا الرَّبيعُ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ، قال: ومِن كِتابِ عُمَرَ بنِ حَبيبٍ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ.

(1)

في س، ص 8:"التميمى". وينظر تهذيب الكمال 24/ 301.

(2)

في س: "بجيلة". وينظر تهذيب الكمال 16/ 541.

(3)

أخرجه الطحاوي في شرح المشكل (4583) من طريق ابن إسحاق به.

ص: 444

فذَكَرَ هذا الحديثَ. قال الشّافِعِيُّ: فقالَ لِي قائلٌ: ما مَنَعَكَ أن تأخُذَ بحَديثِ ابنِ بُجَيدٍ؟ قال: لا أعلمُ ابنَ بُجَيدٍ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وإِن لَم يَكُنْ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فهو مُرسَلٌ، ولَسنا ولا إيّاكَ نُثبِتُ المُرسَلَ، وقَد عَلِمتُ سَهلًا صَحِبَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وسَمِعَ مِنه، وساقَ الحديثَ سياقًا لا يُشبِهُ إلا الإثباتَ فأخَذتُ به لما وصَفتُ. قال: فما مَنَعَكَ أن تأخُذَ بحَديثِ ابنِ شِهابٍ؟ قُلتُ: مُرسَلٌ، والقَتيلُ أنصارِيٌّ، والأنصاريّونَ بالعِنايَةِ أولَى بالعِلمِ به مِن غَيرِهِم إذا كان كُلٌّ ثِقَةً، وكُلٌّ عِندَنا بنِعمَةِ اللهِ ثِقَةٌ

(1)

.

قال الشيخُ رحمه الله: وكأنَّه عَنَى بحَديثِ ابنِ شِهابٍ الزُّهرِيِّ الحديثَ الَّذِي:

16520 -

أخبرَناه أبو عليٍّ الرُّوذْباريُّ، أخبرَنا أبو بكرِ بن داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا الحَسَنُ بن عليٍّ، حدثنا عبدُ الرَّزّاق، أخبرَنا مَعمَرٌ، عن الزُّهرِيِّ، عن أبي سلمةَ بنِ عبد الرَّحمَنِ وسُلَيمانَ بنِ يَسارٍ، عن رِجالٍ مِنَ الأنصار، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال ليَهودَ وبَدأ بهِم:"يَحلِفُ مِنكُم خَمسونَ رَجُلًا؟ ". فأبَوا، فقالَ لِلأنصارِ: استَحِقّوا. فقالوا: نَحلِفُ على الغَيبِ يا رسولَ اللهِ؟! فجَعَلَها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على يَهودَ؛ لأنَّه وُجِدَ بَينَ أظهُرِهِم

(2)

. وهَذا مُرسَلٌ بتَركِ تَسميَةِ الَّذينَ حَدَّثوهُما، وهو يُخالِفُ الحديثَ المُتَّصِلَ في البِدايَةِ بالقَسامَةِ وفِي إعطاءِ الدّيَة، والثّابِتُ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه ودَاه مِن عِندِه.

وقَد خالَفَه ابنُ جُرَيجٍ وغَيرُه في لَفظِهِ:

(1)

المصنف في المعرفة (4978).

(2)

أبو داود (4526)، وعبد الرزاق (18252).

ص: 445

16521 -

أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنِي أبو عمرٍو الحِيرِيُّ، حدثنا عبدُ اللهِ بن محمدٍ، حدثنا محمدُ بن رافِعٍ، حدثنا عبدُ الرَّزّاق، حَدَّثَنِي ابنُ جُرَيجٍ، أخبرَنِي ابنُ شِهابٍ، أخبرَنِي أبو سلمةَ بن عبد الرَّحمَنِ وسُلَيمانُ بن يَسارٍ، عن رَجُلٍ مِن أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أقَرَّ القَسامَةَ على ما كانَت عَلَيه في الجاهِليَّة، فقَضَى بها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَينَ ناسٍ مِنَ الأنصارِ في قَتيلٍ ادَّعَوه على اليَهودِ

(1)

. رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ رافِعٍ

(2)

، وأخرَجَه أيضًا مِن حَديثِ صالِحِ بنِ كَيسانَ ويونُسَ بنِ يَزيدَ عن ابنِ شِهابٍ، إلا أن حَديثَ يونُسَ مُختَصَرٌ

(3)

.

16522 -

ورَواه عُقَيلٌ كما أخبرَنا أبو الحَسَنِ بنُ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بن عُبَيدٍ، حدثنا ابنُ مِلحانَ، حدثنا يَحيَى هو ابنُ بُكَيرٍ، أخبرَنا اللَّيثُ، عن عُقَيلٍ، عن ابنِ شِهابٍ، عن أبي سلمةَ بنِ عبد الرَّحمَنِ وسُلَيمانَ بنِ يَسارٍ، عن أُناسٍ مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أن القَسامَةَ كانَت في الجاهِليَّةِ قَسامَةَ الدَّم، فأقَرَّها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على ما كانَت عَلَيه في الجاهِليَّة، وقَضَى بها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَينَ أُناسٍ مِنَ الأنصارِ مِن بَنِي حارِثَةَ ادَّعَوا على اليَهودِ

(4)

.

(1)

عبد الرزاق (18254)، وعنه أحمد (23668). وأخرجه النسائي (4722) من طريق ابن شهاب به. وسيأتي في (16546).

(2)

مسلم (1670/ 8).

(3)

مسلم (1670/

) من طريق صالح، وفي (1670/ 7) من طريق يونس به.

(4)

أخرجه أحمد (16598)، وأبو عوانة في مسنده (6047)، والطحاوى في شرح المشكل (4581) من طريق الليث به. وعند أحمد:"إنسان من الأنصار" بدلًا من: "أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم".

ص: 446

ورَواه يَحيَى بن أيّوبَ عن عُقَيلٍ وغَيرِه كما:

16523 -

أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن أحمدَ بنِ محمدِ بنِ داودَ الرزّازُ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بن عبد اللهِ الشّافِعِيُّ، حدثنا عُبَيدُ بن عبد الواحِد، حدثنا ابنُ أبي مَريَمَ، حدثنا يَحيَى بن أيّوبَ، حَدَّثَنِي عُقَيلٌ وقُرَّةُ بن عبد الرَّحمَنِ وابنُ جُرَيجٍ، عن ابنِ شِهابٍ، عن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ أنَّه قال: مَضَتِ السُّنَّةُ في القَسامَةِ أن يَحلِفَ خَمسونَ رَجُلًا خَمسينَ يَمينًا، فإِن نَكَلَ واحِدٌ مِنهُم لَم يُعطَوُا الدَّمَ

(1)

. وهَذا مُنقَطِعٌ.

واحتَجَّ أصحابُنا بما:

16524 -

أخبرَنا أبو الحُسَينِ عليُّ بن محمدِ بنِ عبد اللهِ بنِ بِشْرانَ ببَغدادَ، أخبرَنا عليُّ بن محمدٍ المِصرِيُّ، حدثنا عبدَةُ بن سُلَيمانَ، حدثنا مُطَرِّفُ بن عبد الله، حدثنا الزَّنجِيُّ، عن ابنِ جُرَيجٍ، عن عمرِو بنِ شُعَيبٍ، عن أبيه، عن جَدِّه، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"البَيِّنَةُ على مَنِ ادَّعَى، واليَمينُ على مَن أنكَرَ، إلا في القَسامَةِ"

(2)

.

16525 -

وأخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو الوَليدِ الفَقيهُ، حدثنا إبراهيمُ بن أبي طالِبٍ، حدثنا بشرُ بن الحَكَم، حدثنا مُسلِمُ بن خالِدٍ وهو الزَّنجِيُّ. فذَكَرَه بمِثلِهِ

(3)

.

(1)

المصنف في المعرفة (4977).

(2)

المصنف في المعرفة (5996). وأخرجه الدارقطني 3/ 111، 4/ 218 من طريق مطرف به. وقال الذهبي 6/ 3213: مسلم لين (يعنى الزنجى).

(3)

المصنف في الصغرى (3169).

ص: 447

وأمّا الحَديثُ الَّذِي:

16526 -

أخبرَنا عليُّ بن أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بن عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا محمدُ بن سُلَيمانَ، حدثنا عاصِمُ بن يوسُفَ اليَرْبوعِيُّ في بَنِي حَرامٍ، حدثنا سَلَّامُ بن سُلَيمٍ أبو الأحوَصِ، عن الكَلبِيِّ، عن أبي صالِحٍ، عن ابنِ عباسٍ قال: وُجِدَ رَجُلٌ مِنَ الأنصارِ قَتيلًا في داليَةِ ناسٍ مِنَ اليَهود، فبَعَثَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَيهِم، فأخَذَ مِنهُم خَمسينَ رَجُلًا مِن خيارِهِم فاستَحلَفَهُم باللهِ: ما قَتَلنا ولا عَلِمنا قاتِلًا. وجَعَلَ عَلَيهِمُ الدّيَةَ، فقالوا: لَقَد قَضَى بما قَضَى فينا نَبيُّنا موسَى عليه السلام

(1)

. فهَذا لا يُحتَجُّ بهِ؛ الكَلبِيُّ مَتروكٌ

(2)

وأبو صالِحٍ هذا ضَعيفٌ

(3)

.

أخبرَنا أبو الحُسَينِ بنُ بِشْرانَ، أخبرَنا أبو عمرِو بنُ السَّمّاك، حدثنا حَنبَلُ بن إسحاقَ، حدثنا عليٌّ (ح) وأخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرٍ الحَفيدُ، حدثنا هارونُ بن عبد الصَّمَد، حدثنا عليُّ بن المَدينِيِّ قال: سَمِعتُ يَحيَى بنَ سعيدٍ يُحَدِّثُ، عن سُفيانَ قال: قال لِيَ الكَلبِيُّ: قال لِي أبو صالِحٍ: كُلُّ ما حَدَّثتُكَ به كَذِبٌ

(4)

.

(1)

أخرجه الدارقطني 4/ 219 من طريق أبي الأحوص به.

(2)

تقدم في (12646).

(3)

أبو صالح مولى أم هانئ، اسمه: باذام، ويقال: باذان. ويقال: ذ كوان. ينظر الكلام عيه في: التاريخ الكبير 2/ 144، والجرح والتعديل 1/ 135، والثقات 5/ 426، وتهذيب الكمال 4/ 6، 33/ 423. وقال ابن حجر في التقريب 1/ 93: ضعيف يرسل.

(4)

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 1/ 101، وابن حبان في المجروحين 2/ 255 من طريق علي بن المدينى به. وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 1/ 73 من طريق سفيان به.

ص: 448

16527 -

وأمّا الأثَرُ الَّذِي أخبرَنا أبو حازِمٍ الحافظُ، أخبرَنا أبو الفَضلِ بنُ خَميرُويَه، أخبرَنا أحمدُ بن نَجدَةَ، حدثنا سعيدُ بن مَنصورٍ، حدثنا أبو عَوانَةَ، عن مُغيرَةَ، عن عامِرٍ يَعنِي الشَّعبِيَّ، أن قَتيلًا وُجِدَ في خَرِبَةٍ مِن خَرِبَةِ وادِعَةِ هَمْدانَ، فرُفِعَ إلَى عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه فأحلَفَهُم خَمسينَ يَمينًا: ما قَتَلنا ولا عَلِمْنا قاتِلًا. ثُمَّ غَرَّمَهُمُ الدّيَةَ، ثُمَّ قال: يا مَعشَرَ هَمْدانَ حَقَنتُم دِماءَكم بأيمانِكُم، فما يُبطلُ دَمَ هذا الرَّجُلِ المُسلِمِ؟

16528 -

وأخبرَنا أبو سعيدِ بن أبي عمرٍو، حدثنا أبو العباسِ الأصَمُّ، أخبرَنا الرَّبيعُ بن سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ، حدثنا سفيانُ، عن مَنصورٍ، عن الشَّعبِيِّ، أن عُمَرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه كَتَبَ في قَتيلٍ وُجِدَ بَينَ خَيوانَ

(1)

ووادِعَةَ

(2)

أن يُقاسَ ما بَينَ القَريَتَينِ فإِلَى أيِّهِما كان أقرَبَ أَخرَجَ إلَيه

(3)

مِنهُم خَمسينَ رَجُلًا حَتَّى يوافُونَه مَكَّةَ، فأدخَلَهُمُ الحِجرَ فأحلَفَهُم ثُمَّ قَضَى عَلَيهِم بالدّيَة، فقالوا: ما وَقَتْ أموالُنا أيمانَنا، ولا أيمانُنا أموالَنا. قال عُمَرُ رضي الله عنه: كَذَلِكَ الأمرُ

(4)

.

قال الشّافِعِيُّ: وقالَ غَيرُ سُفيانَ: عن عاصِمٍ الأحوَلِ عن الشَّعبِيِّ، قال

(1)

خيوان: اسم القبيلة أطلق على بلدة ما زالت عامرة شمال صنعاء، بينها وبين صعدة. المعالم الجغرافية ص 121.

(2)

في س، ص 8:"ووداعة".

(3)

في م: "إليهم".

(4)

المصنف في المعرفة 6/ 264. وأخرجه ابن أبي شيبة (28269) من طريق الشعبي به.

ص: 449

عُمَرُ بن الخطابِ رضي الله عنه: حَقَنتُم بأيمانِكُم دِماءَكَم، ولا يُطَلُّ

(1)

دَمُ مُسلِمٍ

(2)

.

فقَد ذَكَرَ الشّافِعِيُّ رحمه الله في الجَوابِ عنه ما يُخالِفونَ عُمَرَ رضي الله عنه في هذه القِصَّةِ مِنَ الأحكام، ثُمَّ قيلَ له: أفَثابِتٌ هو عِندَكَ؟ قال: لا، إنَّما رَواه الشَّعبِيُّ عن الحارِثِ الأعوَر، والحارِثُ مُجهولٌ

(3)

، ونَحنُ نُرَوَّى عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالإِسنادِ الثّابِتِ أنَّه بَدأ بالمُدَّعينَ، فلَمّا لَم يَحلِفوا قال:"فتُبرِئُكُم يَهودُ بخَمسينَ يَمينًا؟ ". وإِذ قال: "تُبرِئُكُم". فلا يَكونُ عَلَيهِم غَرامَةٌ، ولما لَم يَقبَلِ الأنصاريّونَ أيمانَهُم ودَاه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ولَم يَجعَلْ على يَهودَ - والقَتيلُ بَينَ أظهُرِهِم - شَيئًا

(4)

.

قال الرَّبيعُ: أخبرَنِي بَعضُ أهلِ العِلمِ عن جَريرٍ عن مُغيرَةَ عن الشَّعبِيِّ قال: حارِثٌ الأعوَرُ كان كَذّابًا

(5)

.

ورُوِيَ عن مُجالِدٍ عن الشَّعبِيِّ عن مَسروقٍ عن عُمَرَ رضي الله عنه

(6)

. ومُجالِدٌ غَيرُ مُحتَجٍّ بهِ

(7)

.

(1)

في س: "يبطل". ويطل: أي يهدر. النهاية 3/ 136.

(2)

المصنف في المعرفة 6/ 264، والشافعي 7/ 13.

(3)

تقدم عقب (32).

(4)

الأم 7/ 14.

(5)

في حاشية الأصل: "بخطه: كاذبًا".

والأثر أخرجه أبو زرعة الرازي في أجوبته 2/ 587، ومسلم في مقدمة صحيحه 1/ 19 من طريق جرير به.

(6)

أخرجه عبد الرزاق (18266) من طريق مجالد عن الشعبى أن قتيلًا وجد بين وادعة وشاكر فأمرهم عمر

(7)

تقدم في (7449).

ص: 450

ورُوِيَ عن مُطَرِّفٍ عن أبي إسحاقَ عن الحارِثِ بنِ الأزمَعِ عن عُمَرَ

(1)

. وأبو إسحاقَ لَم يَسمَعْه

(2)

مِنَ الحارِثِ بنِ الأزمَع، قال عليُّ بن المَدينِيِّ: عن أبي زَيدٍ عن شُعبَةَ قال: سَمِعتُ أبا إسحاقَ يُحَدِّثُ حَديثَ الحارِثِ بنِ الأزمَع، أن قَتيلًا وُجِدَ بَينَ وادِعَةَ وخَيوانَ فقُلتُ: يا أبا إسحاقَ مَن حَدَّثَكَ؟ قال: حَدَّثَنِي مُجالِدٌ عن الشَّعبِيِّ عن الحارِثِ بنِ الأزمَعِ. فعادَت رِوايَةُ أبي إسحاقَ إلَى حَديثِ مُجالِدٍ، واختُلِفَ فيه على مُجالِدٍ في إسنادِه، ومُجالِدٌ غَيرُ مُحتَجٍّ به

(3)

، فاللهُ أعلَمُ.

16529 -

وأمّا الحَديثُ الَّذِي أخبرَنِي أبو عبد الرَّحمَنِ السُّلَمِيُّ وأبو بكرِ بن الحارِثِ الفَقيهُ قالا: أخبرَنا عليُّ بن عُمَرَ الحافظُ، حدثنا محمدُ بن القاسِمِ بنِ زَكَريا، حدثنا هِشامُ بن يونُسَ، حدثنا محمدُ بن يَعلَى، عن عُمَرَ بنِ صُبحٍ

(4)

، عن مُقاتِلِ بنِ حَيّانَ، عن صَفوانَ بنِ سُلَيمٍ، عن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ أنَّه قال: لما حَجَّ عُمَرُ رضي الله عنه حَجَّتَه الأخيرَةَ التي لَم يَحُجَّ غَيرَها غودِرَ رَجُلٌ مِنَ المُسلِمينَ قَتيلًا ببَنِي وادِعَةَ (3)، فبَعَثَ إلَيهِم عُمَرُ، وذَلِكَ بعدَما قَضَى النُّسُكَ، وقالَ لَهُم: هَل عَلِمتُم لهَذا القَتيلِ قاتِلًا مِنكُم؟ قال القَومُ: لا. فاستَخرَجَ مِنهُم خَمسينَ شَيخًا فأدخَلَهُمُ الحَطيمَ

(5)

فاستَحلَفَهُم باللهِ رَبِّ هذا

(1)

أخرجه ابن أبي شيبة (28268) من طريق أبي إسحاق به. وفيه: "أرحب". بدلًا من: "خيوان".

(2)

في م: "يسمع".

(3)

تقدم في (7449).

(4)

في س، وسنن الدارقطني:"صبيح". وينظر تهذيب الكمال 21/ 396.

(5)

الحطيم: هو ما بين الركن والباب، وقيل: هو الحجر المخرج منها سمِّي به؛ لأن البيت رفع وترك هو محطومًا. النهاية 1/ 403.

ص: 451

البَيتِ الحَرامِ، ورَبِّ هذا البَلَدِ الحَرامِ، ورَبِّ هذا الشَّهرِ الحَرامِ، أنَّكُم لَم تَقتُلوه ولا عَلِمتُم له قاتِلًا، فحَلَفوا بذَلِكَ، فلَمّا حَلَفوا قال: أدّوا دِيتَة

(1)

مُغَلَّظَةً في أسنانِ الإبِل، أو مِنَ الدَّنانيرِ والدَّراهِمِ ديَةً وثُلُثًا. فقالَ رَجُلٌ مِنهُم يُقالُ له سِنانٌ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، أما تَجزينِي يَمينِي مِن مالِي؟ قال: لا، إنَّما قَضَيتُ عَلَيكُم بقَضاءِ نَبيِّكُم صلى الله عليه وسلم. فأخَذوا ديَتَه دَنانيرَ ديَةً وثُلُثَ ديَةٍ. قال عليٌّ: عُمَرُ بن صُبحٍ مَتروكُ الحَديثِ

(2)

.

قال الشيخُ رحمه الله: رَفعُه إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُنكَرٌ، وهو مَعَ انقِطاعِه في رُواتِه

(3)

مَن أجمَعوا على تَركِه.

قال الشّافِعِيُّ: والموتَصِلُ أولَى أن يُؤخَذَ به مِنَ المُنقَطِع، والأنصاريّونَ أعلمُ بحَديثِ صاحِبِهِم مِن غَيرِهِم

(4)

.

قال الشّافِعِيُّ: ويُروَى عن عُمَرَ رضي الله عنه أنَّه بَدَّأ المُدَّعَى عَلَيهِم ثُمَّ رَدَّ الأيمانَ على المُدَّعينَ

(5)

.

16530 -

أخبرَنا أبو سعيدِ بن أبي عمرٍو، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن

(1)

في س، ص 8، م:"دية". وينظر مصدر التخريج.

(2)

ليس في: س، ص 8.

والحديث عند الدارقطني 3/ 170. وقال الذهبي 6/ 3215: ومحمد بن يعلى بن زنبور متروك. وعمر بن صبح الخراساني السمرقندي، أبو نعيم. ينظر الكلام عليه في: الجرح والتعديل 6/ 116، والمجروحين 1/ 177، 178، وتهذيب الكمال 21/ 396، والمغنى في الضعفاء 2/ 469، وقال ابن حجر في التقريب 1/ 414: متروك.

(3)

في س، ص 8، م:"رواية".

(4)

اختلاف الحديث ص 560.

(5)

الأم 7/ 14.

ص: 452