المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ما جاء في تحريم الخمر - السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي - جـ ١٧

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌بابُ ما جاءَ في قتال أهل البَغي والخَوارِجِ

- ‌بابُ الدَّليلِ على أنَّ الفِئَةَ الباغيَةَ مِنهُما لا تَخرُجُ بالبَغي عن تَسميَةِ الإسلامِ

- ‌بابُ مَن قال: لا تَبَاعَةَ في الجِراحِ والدِّماء، وما فاتَ مِنَ الأموالِ في قِتالِ أهلِ البَغي

- ‌بابُ ما جاءَ في قِتالِ الضَّربِ الأوَّلِ مِن أهلِ الرِّدَّةِ بعدَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بابُ ما جاءَ في قِتالِ الضَّربِ الثّانِي مِن أهلِ الرِّدَّةِ بعدَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بابٌ: لَا يُبدأُ الخَوارِجُ بالقِتالِ حَتَّى يسألوا ما نَقَموا ثُمَّ يُؤمَروا بالعَودِ ثُمَّ يُؤذَنُوا بالحَربِ

- ‌بابٌ: أهلُ البَغيِ إذا فاءوا لَم يُتبَعْ مُدبِرُهُم، ولَم يُقَتَلْ أَسيرُهُم، ولَم يُجهَزْ على جَريحِهِم، ولَم يُستَمتَعْ بشَئٍ مِن أموالِهِم

- ‌بابٌ: الرَّجُلُ يَقتُلُ واحِدًا مِنَ المُسلِميَن على التَّأْويلِ، أو جَماعَةٌ غَيرُ مُمتَنِعينَ يَقتُلونَ واحِدًا، كان عَلَيهِمُ القِصاصُ

- ‌بابُ مَن قال في المُرتَدِّيِنَ يَقتُلونَ مُسلِمًا في القِتالِ وهُم مُمتَنِعونَ ثُمَّ تابوا: لَم يُتبَعوا بدَمٍ

- ‌بابُ مَن قال: يُتبَعونَ بالدَّمِ

- ‌بابُ القَومِ يُظْهِرونَ رأْيَ الخَوارِجِ لَم يَحِلَّ به قِتالُهُم

- ‌بابٌ: الخَوارِجُ يَعتَزِلونَ جَماعَةَ النّاس، ويَقتُلونَ والِيَهُم مِن جِهَةِ الإمامِ العادِلِ قبلَ أن يُنَصِّبوا إمامًا ويَعتَقِدوا ويُظهِروا حُكمًا مُخالِفًا لِحُكمِه، كان في ذَلِكَ عَلَيهِمُ القِصاصُ

- ‌بابٌ: أهلُ البَغي إذا غَلَبوا على بَلَدٍ، وأخَذوا صَدَقاتِ أهلِها، وأقاموا عَلَيهِمُ الحُدودَ لَم يُعَدْ(2)عَلَيهِم

- ‌بابٌ: المَقتولُ مِن أهلِ البَغيِ يُغْسَلُ ويُصَلَّى عَلَيهِ

- ‌بابٌ: المَقتولُ مِن أهلِ العَدلِ بسَيفِ أهلِ البَغي في المُعتَركِ شَهيدٌ لا يُغْسَلُ ولا يُصَلَّى عَلَيه في أحَدِ القَولَينِ

- ‌بابُ ما يُكرَهُ لأَهلِ العَدلِ مِن أن يَعمِدَ قَتلَ ذِي رَحِمِه مِن أهلِ البَغي

- ‌بابٌ: العادِلُ يَقْتُل الباغِيَ أوِ الباغِي يَقتُلُ العادِلَ وهو وارِثُه، لَم يَرِثه ويَرِثُه غَيرُ القاتِلِ مِن ورَثَتِهِ

- ‌بابٌ: مَن أُريدَ مالُه أو أهلُه أو دَمُه أو دينُه فقاتَلَ فقُتِلَ فهو شَهيدٌ

- ‌بابُ الخِلافِ في قِتالِ أهلِ البَغي

- ‌بابُ النَّهي عن القِتالِ في الفُرقَة، ومَن تَرَكَ قِتالَ الفِئَةِ الباغيَةِ خَوفًا مِن أن يَكونَ قِتالًا في الفُرقَةِ

- ‌بابُ أمانِ المَرأةِ المُسلِمَةِ والرَّجُلِ المُسلِمِ حُرًّا كان أو عبدًا

- ‌كتابُ المرتدِّ

- ‌بابُ قَتلِ مَنِ ارتَدَّ عن الإسلامِ

- ‌بابُ ما يَحْرُمُ به الدَّمُ مِنَ الإِسلام، زِنديقًا كان أو غَيَرهُ

- ‌بابُ الإقرارِ بالإيمانِ

- ‌بابُ قَتلِ مَنِ ارتَدَّ عن الإِسلامِ إذا ثَبَتَ عَلَيه رَجُلًا كان أوِ امرأةً

- ‌بابُ العَبدِ يَرتَدُّ

- ‌بابُ مَن قال في المُرتَدِّ: يُستَتابُ مَكانَه، فإِن تابَ وإِلَّا قُتِلَ

- ‌بابُ مَن قال: يُحبَسُ ثَلاثَةَ أيّامٍ

- ‌بابُ مَن قال: يُستَتابُ ثلاثَ مَرّاتٍ، فإِن عادَ قُتِلَ

- ‌بابُ مالِ المُرتَدِّ إذا ماتَ أو قُتِلَ على الرِّدَّةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في سَبْيِ ذُرِّيَّةِ المُرتَدِّينَ

- ‌بابُ المُكرَهِ على الرِّدَّةِ

- ‌كتابُ الحُدودِ

- ‌بابُ العُقوباتِ في المعاصِي قبلَ نُزولِ الحُدودِ

- ‌بابُ ما يُستَدَلُّ به على أن السَّبيلَ هو جَلدُ الزّانيَيِن ورَجمُ الثَّيِّبِ

- ‌بابُ ما يُستَدَلُّ به على أن جَلدَ المائَةِ ثابِتٌ على البِكرَينِ الحُرَّينِ ومَنسوخٌ عن الثَّيِّبَين، وأنَّ الرَّجمَ ثابِتٌ على الثَّيِّبَيِن الحُرَّينِ

- ‌بابُ ما يُستَدَلُّ به على شَرائطِ الإحصانِ

- ‌بابُ مَن قال: مَن أشرَكَ باللَّهِ فلَيسَ بمُحصِنٍ

- ‌بابُ ما جاءَ في الأمَةِ تُحصِنُ الحُرَّ

- ‌بابُ ما جاءَ فيمَن تَزَوَّجَ امرأةً ولَم يَمَسَّها ثُمَّ زَنَى

- ‌بابُ مَن جُلِدَ في الزّنى ثُمَّ عُلِمَ بإِحصانِهِ

- ‌بابٌ: المَرجومُ يُغسَلُ ويُصَلَّى عَلَيه ثُمَّ يُدفَنُ

- ‌بابُ مَن أجازَ ألّا يَحضُرَ الإمامُ المَرجوميَن ولا الشُّهودُ

- ‌بابُ مَنِ اعتَبَرَ حُضُورَ الإمامِ والشُّهود، وبِدايَةُ الإمامِ بالرَّجمِ إذا ثَبَتَ الزّنى باعتراف المَرجوم، وبِدايَةُ الشُّهودِ به إذا ثَبَتَ بشَهادَتِهِم

- ‌بابُ ما جاءَ في حَفرِ المرجومِ والمرجومَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في نَفي البِكرِ

- ‌بابُ ما جاءَ في نَفي المُخَنَّثيَن

- ‌بابُ إقامَةِ الحَدِّ على مَنِ اعتَرفَ بالزِّنى مَرَّةً وثَبَتَ عَلَيها

- ‌بابُ مَن قال: لا يُقامُ عَلَيه الحَدُّ حَتَّى يَعتَرِفَ أربَعَ مَرّاتٍ

- ‌بابُ المُعترِفِ بالزِّنى يَرجِعُ عن إقرارِه فيُتركُ

- ‌بابُ الرَّجُلِ يُقِرُّ بالزِّنى دونَ المَرأةِ

- ‌بابٌ: لا يُقامُ حَدُّ الجَلدِ على الحُبلَى، ولا على مَريضٍ دَنِفٍ(2)، ولا في يَومٍ حَرُّه شَديدٌ، أو بَردُه مُفرِطٌ، ولا في أسبابِ التَّلَفِ

- ‌بابُ الحُبلَى لا تُرجَمُ حَتَّى تَضَعَ ويُكفَلَ ولَدُها

- ‌بابُ الضَّريرِ في خِلقَتِه لا مِن مَرَضٍ يُصيبُ الحَدَّ

- ‌بابُ الشُّهودِ في الزِّنى

- ‌بابُ ما جاءَ في وقفِ الشُّهودِ حَتَّى يُثبِتوا الزِّنى

- ‌بابُ ما جاءَ في تَحريمِ اللِّواطِ وإِتيانِ البَهيمَةِ مَعَ الإجماعِ على تَحريمِهِما

- ‌بابُ ما جاءَ في حَدِّ اللُّوطِيِّ

- ‌بابُ مَن أتَى بَهيمَةً

- ‌بابُ شُهودِ الزِّنى إذا لَم يَكمُلوا أربَعَةً

- ‌بابُ شُهودِ الزِّنى إذا لَم يَجتَمِعوا على فِعلٍ واحِدٍ فلا حَدَّ على المشهودِ

- ‌بابُ مَن زَنَى بامرأةٍ مُستَكرَهَةٍ

- ‌بابُ مَن وقَعَ على ذاتِ مَحرَمٍ له، أو على ذاتِ زَوجٍ، أو مَن كانَت في عِدَّةِ زَوجٍ بنِكاحٍ أو غَيِر نِكاحٍ، مَعَ العِلمِ بالتَّحريمِ

- ‌بابُ ما جاءَ في دَرءِ الحُدودِ بالشُّبُهاتِ

- ‌بابُ ما جاءَ فيمَن أتَى جاريَةَ امرأتِهِ

- ‌بابُ مَن أصابَ ذَنبًا دونَ الحَدِّ ثُمَّ تابَ وجاءَ مُستَفتيًا

- ‌بابُ ما جاءَ في حَدِّ المَماليكِ

- ‌بابُ ما جاءَ في نَفي الرَّقيقِ

- ‌بابُ حَدِّ الرَّجُلِ أمَتَه إذا زَنَت

- ‌بابُ ما جاءَ في حَدِّ الذِّمّيّين، ومَن قال: إنَّ الإمامَ مُخَيَّرٌ في الحُكمِ بَينَهُم، وإن حَكمَ حَكَمَ بما أنزَلَ اللَّهُ عز وجل. ومَن قال: عَلَيه أن يَحكُمَ بَينَهُم ولَيسَ له الخيارُ

- ‌بابُ الحُكمِ بَينَهُم - إذا حَكَمَ - بما أنزَلَ اللهُ على نَبيِّه محمدٍ صلى الله عليه وسلم دونَ ما في كُتُبِهِم

- ‌جماعُ أبوابِ القَذفِ

- ‌بابُ ما جاءَ في تَحريمِ القَذفِ

- ‌بابُ ما جاءَ في تَحريمِ قَذفِ المَملوكينَ وإِن لَم يوجِبِ الحَدَّ الكامِلَ في حُكمِ الدُّنيا

- ‌بابُ ما جاءَ في حَدِّ قَذفِ المُحصَناتِ

- ‌بابُ العَبدِ يَقذِفُ حُرًّا

- ‌بابُ مَن قال: لا حَدَّ إلا في القَذفِ الصَّريحِ

- ‌بابُ مَن حَدَّ في التَّعريضِ

- ‌بابُ ما جاءَ في الشَّتمِ دونَ القَذفِ

- ‌بابُ مَن رَمَى رَجُلًا بالزِّنى بامرأتِهِ

- ‌كتابُ السرقةِ

- ‌جماعُ أبوابِ القطعِ في السرقةِ

- ‌بابُ ما يَجِبُ فيه القَطعُ

- ‌بابُ اختِلافِ النّاقِليَن في ثَمَنِ المِجَنِّ، وما يَصِحُّ مِنه وما لا يَصِحُّ

- ‌بابُ ما جاءَ عن الصَّحابَةِ رضي الله عنهم فيما يَجِبُ به القَطعُ

- ‌بابُ القَطعِ في الطَّعامِ الرَّطْبِ

- ‌بابُ القَطعِ في كُلِّ ما له ثَمَنٌ إذا سُرِقَ مِن حِرزٍ وبَلَغَت قيمَتُه رُبُعَ دينارٍ

- ‌بابُ السِّنِّ التي إذا بَلَغَها الرَّجُلُ والمَرأةُ أُقيمَت عَلَيهِما الحُدودُ

- ‌بابُ المَجنونِ يُصيبُ حَدًّا

- ‌بابُ ما يَكونُ حِرزًا وما لا يَكونُ

- ‌بابُ السَّارِقِ توهَبُ له السَّرِقَةُ

- ‌بابُ ما جاءَ فيمَن سَرَقَ عبدًا صَغيرًا مِن حِرزٍ

- ‌بابُ ما جاءَ في العَبدِ الآبِقِ إذا سَرَقَ

- ‌بابُ الطَّرّارِ(1)يُقطَعُ

- ‌بابٌ: النَّبّاشُ يُقطَعُ إذا أخرَجَ الكَفَنَ مِن جَميعِ القَبِر

- ‌جماعُ أبوابِ قَطعِ اليَدِ والرِّجلِ في السَّرِقَةِ

- ‌بابُ السّارِقِ يَسرِقُ أوَّلًا فتُقطَعُ يَدُه اليُمنَى مِن مَفصِلِ الكَفِّ ثُمَّ تُحسَمُ(1)بالنّارِ

- ‌بابُ السارِقِ يَعودُ فيَسرِقُ ثانيًا وثالِثًا ورابِعًا

- ‌بابُ ما جاءَ في تَعليقِ اليَدِ في عُنُقِ السّارِقِ

- ‌بابُ ما جاءَ في الإقرارِ بالسَّرِقَةِ والرُّجوعِ عنه

- ‌بابُ قَطعِ المَملوكِ بإِقرَارِهِ

- ‌بابُ غُرْمِ السَّارِقِ

- ‌بابُ ما جاءَ في تَضعيفِ الغَرامَةِ

- ‌بابُ ما يُستَدَلُّ به على تَركِ تَضعيفِ الغَرامَةِ

- ‌جِماعُ أبوابِ ما لا قَطعَ فيهِ

- ‌بابٌ: لا قَطعَ على المختَلِسِ ولا على المُنتَهِبِ ولا على الخائنِ

- ‌بابُ العَبدِ يَسرِقُ مِن مَتاعِ سَيِّدِهِ

- ‌بابُ العَبدِ يَسرِقُ مِن مالِ امرأةِ سَيِّدِهِ

- ‌بابُ مَن سَرَقَ مِن بَيتِ المالِ شَيئًا

- ‌بابُ قُطّاعِ الطَّريقِ

- ‌بابٌ: الرِّدءُ(4)لا يُقتَلُ

- ‌بابُ المُحارِبِ يَتوبُ

- ‌بابُ مَن قال: يَسقُطُ كُلُّ حَقٍّ للهِ تَعالَى بالتَّوبَةِ

- ‌كتابُ الأشربةِ والحدِّ فِيها

- ‌بابُ ما جاءَ في تَحريمِ الخَمرِ

- ‌بابُ التَّشديدِ على مُدمِنِ الخَمرِ

- ‌بابُ التَّشديدِ على مَن سَقَى صَبيًّا خَمرًا

- ‌بابُ ما جاءَ في تَفسيرِ الخَمرِ التي نَزَلَ تَحريمُها

- ‌بابُ الدَّليلِ على أنَّ الطَّبخَ لا يُخرِجُ هذه الأشرِبَةَ مِن دُخولِها في الاسمِ والتَّحريمِ إذا كانَت مُسكِرَةً

- ‌بابٌ: ما أسكَرَ كَثيرُه فقَليلُه حَرامٌ

- ‌بابُ ما يَحتَجُّ به مَن رَخَّصَ في المُسكِرِ إذا لَم يَشرَبْ مِنه ما يُسكِرُه، والجَوابِ عنه

- ‌بابُ ما جاءَ في صِفَةِ نَبيذِهِمُ الَّذِى كانوا يَشرَبونَه في حَديثِ أنَسِ بنِ مالكٍ وغَيرِه عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابِهِ

- ‌بابُ ما جاءَ في الكَسْرِ بالماءِ

- ‌بابُ الخَليطَينِ

- ‌بابُ الأوعيَةِ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ في الأوعيَةِ بعدَ النَّهىِ

- ‌بابُ النَّهىِ عن اخْتِناثِ الأَسقيَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في وُجوبِ الحَدِّ على مَن شَرِبَ خَمرًا أو نَبيذًا مُسكِرًا

- ‌بابُ مَن أُقيمَ عَلَيه حَدٌّ أربَعَ مَرّاتٍ ثُمَّ عادَ لَهُ

- ‌بابُ مَن وُجِدَ مِنه ريحُ شَرابٍ أو لُقِىَ سَكرانَ

- ‌بابُ ما جاءَ في إقامَةِ الحَدِّ في حالِ السُّكرِ أو حَتَّى يَذهَبَ سُكرُهُ

- ‌بابُ ما جاءَ في عَدَدِ حَدِّ الخَمرِ

- ‌بابُ الشَّارِبِ يُضرَبُ زيادَةً على الأربَعينَ فيَموتُ في الزّيادَةِ، والذِى يَموتُ في غَيِر حَدِّ واجِبٍ مما(5)يُعاقَبُ بهِ

- ‌بابُ الإمامِ فيما يُؤَدِّبُ إن رأى تَرْكَه تَرَكَه

- ‌بابُ السُّلطانِ يُكرِهُ رَجُلًا على أنَّ يَدخُلَ نَهَرًا أو يَنزِلَ بئرًا أو يَرقَى نَخلَةً

- ‌بابُ السُّلطانِ يُكْرِهُ على الاختِتانِ، أو الصَّبِىِّ(2)وسَيِّدِ المَملوكِ يامُرانِ به، وما ورَدَ في الخِتانِ

- ‌جِماعُ أبوابِ صِفَةِ السَّوطِ

- ‌بابُ ما جاءَ في صِفَةِ السَّوطِ والضَّربِ

- ‌بابُ ما جاءَ في التَّعزيرِ، وأنَّه لا يَبلُغُ به أربَعينَ

- ‌بابٌ: لا تُقامُ الحُدودُ في المَساجِدِ

- ‌بابٌ: الحُدودُ كَفَّاراتٌ

- ‌بابُ ما جاءَ في الاستِتارِ بسِترِ اللهِ عز وجل

- ‌بابُ ما جاءَ في السَّترِ على أهلِ الحُدودِ

- ‌بابُ ما جاءَ في الشَّفاعَةِ في الحُدودِ

- ‌بابُ الرَّجُلِ يَعترِفُ بحَدٍّ لا يُسَمِّيه فيَستُرُه الإمامُ

- ‌بابُ ما جاءَ في النَّهىِ عن التَّجَسُّسِ

- ‌بابٌ: الإمامُ يَعفو عن ذَوِي الهَيئاتِ زَلَّاتِهِم ما لَم تَكُنْ حَدًّا

- ‌بابُ قِتالِ أهلِ الرِّدَّةِ وما أُصيبَ في أيديهِم مِن مَتاعِ المُسلِمينَ

- ‌بابُ ما جاءَ في مَنعِ الرَّجُلِ نَفسَه وحَريمَه ومالَهُ

- ‌بابُ ما يُسقِطُ القِصاصَ مِنَ العَمدِ

- ‌بابُ الرَّجُلِ يَجِدُ مَعَ امرأتِه الرَّجُلَ فيَقتُلُهُ

- ‌بابُ التَّعَدِّي والاطِّلاعِ

- ‌بابٌ: الرَّجُلُ يَستأذِنُ على دارٍ فلا يَستَقبِلُ البابَ ولا يَنظُرُ

- ‌بابُ ما جاءَ في كَيفيَّةِ الاستِئذانِ

- ‌بابٌ: الرَّجُلُ يُدعَى، أيَكونُ ذَلِكَ إذنًا لَهُ

- ‌بابُ الرَّجُلِ يَدخُلُ دارَ غَيرِه بغَيرِ إذنِهِ

- ‌بابُ الضَّمانِ على البَهائمِ

- ‌بابٌ: جُرحُ العَجماءِ جُبارٌ إذا أُرسِلَت بالنَّهارِ أو كانَت مُنفَلِتَةً

- ‌بابُ الدّابَّةِ تَنفَحُ(1)برِجلِها

- ‌بابُ عِلَّةِ الحَديثِ الَّذِى رُوِىَ فيه: "النّارُ جُبارٌ

- ‌بابُ أخذِ الوَلِىِّ بالوَلِىِّ

الفصل: ‌باب ما جاء في تحريم الخمر

‌كتابُ الأشربةِ والحدِّ فِيها

(1)

‌بابُ ما جاءَ في تَحريمِ الخَمرِ

17400 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الصَّفّارُ، حدثنا أحمدُ بنُ مِهرانَ بنِ

(2)

خالِدٍ، حدثنا عُبَيدُ اللَّهِ بنُ موسَى، أخبرَنا إسرائيلُ (ح) وأخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارىُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا عَبّادُ بنُ موسَى الخُتَّلِىُّ، حدثنا إسماعيلُ بنُ جَعفَرٍ، عن إسرائيلَ، عن أبي إسحاقَ، عن عمرٍو، عن عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه قال: لما نَزَلَ تَحريمُ الخَمرِ قال عُمَرُ رضي الله عنه: اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنا في الخَمرِ بَيانَ شِفاءٍ. فنَزَلَتِ الآيَةُ التي في "البقرة": {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة: 219]. قال: فدُعِىَ عُمَرُ رضي الله عنه فقُرِئَت عَلَيه. قال: اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنا في الخَمرِ بَيانَ شِفاءٍ. فنَزَلَتِ الآيَةُ التي في "النساء": {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43]. فكانَ مُنادِى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا أُقيمَتِ الصَّلاةُ يُنادِى: أن لا يَقرَبَنَّ الصَّلاةَ سَكرانُ. فدُعِىَ عُمَرُ رضي الله عنه فقُرِئَت عَلَيه فقالَ: اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنا في الخَمرِ بَيانَ شِفاءٍ. فنَزَلَتْ هذه الآيَةُ: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91]. قال عُمَرُ رضي الله عنه: انتَهَينا. هذا لَفظُ حَديثِ إسماعيلَ بنِ جَعفَرٍ.

(1)

في ص 8، م:"فيه".

(2)

في م: "عن". وينظر الثقات لابن حبان 8/ 48، 52.

ص: 381

وفِي رِوايَةِ عُبَيدِ اللَّهِ قال: عن أبي مَيسَرَةَ وهو عمرُو بنُ شُرَحبيلَ، وقالَ: بَيانًا شافيًا. وقالَ: فنَزَلَتِ التي في "المائدَةِ"، فدُعِىَ عُمَرُ رضي الله عنه فقُرِئَت عَلَيه، فلَمّا بَلَغَ:{فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} قال عُمَرُ رضي الله عنه: قَدِ انتَهَينا. والباقِى بمَعناه

(1)

.

17401 -

أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارىُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا أحمدُ بنُ محمدٍ المروَزِىُّ، حدثنا علىُّ بنُ حُسَينٍ، عن أبيه، عن يَزيدَ النَّحْوِىِّ، عن عِكرِمَةَ، عن ابنِ عباسٍ قال:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} و {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} : نَسَخَتْها في "المائدَةِ": {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} الآيَة

(2)

.

17402 -

أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ، حدثنا محمدُ بنُ عُبَيدِ اللَّهِ المُنادِى، حدثنا وهبُ بنُ جَريرٍ، حدثنا شُعبَةُ، عن سِماكٍ، عن مُصعَبِ بنِ سَعدٍ، عن سَعدٍ قال: نَزَلَت فىَّ أربَعُ آياتٍ. فذَكَرَ الحديثَ قال: وصَنَعَ رَجُلٌ مِنَ الأنصارِ طَعامًا فدَعانا، فشَرِبْنا الخَمرَ قبلَ أن تُحَرَّمَ، حَتَّى انتَشَينا فتَفاخَرنا؛ فقالَتِ الأنصارُ: نَحنُ أفضَلُ. وقالَت قُرَيشٌ: نَحنُ أفضَلُ. فأخَذَ رَجُلٌ مِنَ الأنصارِ لَحْىَ جَزورٍ فضَرَبَ به

(1)

الحاكم 2/ 278، وأبو داود (3670). وأخرجه النسائي (5555) من طريق عبيد اللَّه بن موسى به. وأحمد (378)، والترمذي (3049) من طريق إسرائيل به. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3117).

(2)

أبو داود (3672). وأخرجه النسائي في الكبرى (11106) من طريق عكرمة به. وحسن إسناده الألباني في صحيح أبي داود (3119).

ص: 382

أنفَ سَعدٍ ففَزَرَه

(1)

، وكانَ أنفُ سَعدٍ مَفزورًا، فنَزَلَت آيَةُ الخَمرِ:{إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ} . إلَى قَولِه: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}

(2)

. أخرَجَه مُسلِمٌ في "الصحيحِ" مِن حَديثِ شُعبَةَ

(3)

.

17403 -

أخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو عليٍّ الرَّفّاءُ، حدثنا علىُّ بنُ عبدِ العَزيزِ، حدثنا حَجّاجُ بنُ مِنهالٍ، حدثنا رَبيعَةُ بنُ كُلثومٍ، حَدَّثَنِى أبى، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ، عن ابنِ عباسٍ قال: إنَّما نَزَلَ تَحريمُ الخَمرِ في قَبيلَتَينِ مِن قَبائلِ الأنصارِ شَرِبوا، فلَمّا أن ثَمِلَ القَومُ عَبَثَ بَعضُهُم ببَعضٍ، فلَمّا أن صَحَوا جَعَلَ الرَّجُلُ يَرَى الأثَرَ بوَجهِه ورأسِه ولِحيَتِه فيَقولُ: صَنَعَ بى هذا أخِى فُلانٌ - وكانوا إخوَةً لَيسَ في قُلوبِهِم ضَغائنُ - واللَّهِ لَو كان بى رَءوفًا رَحيمًا ما صَنَعَ هذا بى. حَتَّى وقَعَتِ الضَّغائنُ في قُلوبِهِم، فأنزَلَ اللَّهُ عز وجل هذه الآيَةَ:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} . فقالَ ناسٌ مِنَ المُتَكَلِّفينَ: هِىَ رِجْسٌ، وهِىَ في بَطنِ فُلانٍ قُتِلَ يَومَ أُحُدٍ. فأنزَلَ اللَّهُ سُبحانَه هذه الآيَةَ: {لَيْسَ عَلَى

(1)

فزرت أنف فلان فزرا: أي ضربته بشيء فشققته، فهو مفزور الأنف. التاج 13/ 320 (ف ز ر)، وينظر مشارق الأنوار 2/ 156.

(2)

أخرجه أحمد (1567)، والترمذي (3189)، وابن حبان (6992) من طريق شعبة به، وعند أحمد من مسند مصعب بن سعد، وعند الترمذي مختصر دون موضع الشاهد. وينظر ما تقدم في (12696).

(3)

مسلم (1748/ 44) مختصرًا.

ص: 383

الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا} إلَى قَولِه: {ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}

(1)

[المائدة: 93].

17404 -

أخبرَنِى أبو بكرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ غالِبٍ الخُوارِزمِىُّ الحافظُ ببَغدادَ قال: قُرِئَ على أبى بكرٍ الإسماعيلِىِّ: أخبَرَكُم أبو يَعلَى، حدثنا أبو الرَّبيعِ (ح) وأخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ محمدٍ المُقرِئُ، أخبرَنا الحَسَنُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ القاضِى، حدثنا أبو الرَّبيعِ، حدثنا حَمّادُ بنُ زَيدٍ، حدثنا ثابِتٌ، عن أنَسٍ قال: كُنتُ ساقِىَ القَومِ يَومَ حُرِّمَتِ الخَمرُ في بَيتِ أبى طَلحَةَ، وما شَرابُهُم إلا الفَضيخُ

(2)

؛ البُسرُ والتَّمرُ، فإِذا مُنادِى يُنادِى قال: اخرُجْ فانظُرْ. فخَرَجتُ فإِذا مُنادِى يُنادِى: ألا إنَّ الخَمرَ قَد حُرِّمَت. قال: فجَرَت في سِكَكِ المَدينَةِ. قال: فقالَ لِى أبو طَلحَةَ: اخرُجْ فأهْرِقْها. فأهْرَقتُها، فقالوا، أو قال بَعضُهُم: قُتِلَ فُلانٌ وقُتِلَ فُلان وهِىَ في بُطونِهِم - قال: فلا أدرِى هو في حَديثِ أنَسٍ - فأنزَلَ اللَّهُ عز وجل: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}

(3)

. رَواه

(1)

أخرجه الطبراني (12459) من طريق على بن عبد العزيز به. والنسائي في الكبرى (11151) من طريق حجاج بن منهال به. والحاكم 4/ 141 من طريق ربيعة بن كلثوم به. وقال الهيثمي في المجمع 7/ 18: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

(2)

الفضيخ: هو البسر يشدخ ويفضخ ويلقى عليه الماء لتسرع شدته. مشارق الأنوار 2/ 160.

(3)

أبو يعلى (3362). وأخرجه أحمد (13276)، وأبو داود (3673) مختصرًا، والدارمى (2089) من طريق حماد به.

ص: 384

مُسلِمٌ في "الصحيح" عن أبي الرَّبيعِ، وأخرَجَه البخاريُّ مِن وجهٍ آخَرَ عن حَمّادٍ

(1)

.

17405 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ وأبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ قالوا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ الحَكَمِ، أخبرَنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِى مالكُ بنُ أنَسٍ، عن إسحاقَ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ أبي طَلحَةَ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ قال: كُنتُ أسقِى أبا عُبَيدَةَ وأبا طَلحَةَ وأُبَىَّ بنَ كَعبٍ شَرابًا مِن فضيخٍ وتَمرٍ، فأتاهُم آتٍ فقالَ: إنَّ الخَمرَ قَد حُرِّمَت. فقالَ أبو طَلحَةَ: يا أنَسُ قُمْ إلَى هذه الجِرارِ فاكسِرْها. فقُمتُ إلَى مِهراسٍ لَنا فضرَبتُها بأسفَلِه حَتَّى تَكَسَّرَت

(2)

.

17406 -

وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى إسماعيلُ بنُ محمدِ بنِ الفَضلِ بنِ محمدٍ الشَّعْرانِىُّ، حدثنا جَدِّى، حدثنا ابنُ أبي أوَيسٍ، حَدَّثَنِى مالكٌ. فذَكَرَه بإِسنادِه مِثلَه إلَّا أنَّه قال: فجاءَهُم آتٍ. روَاه البخاريُّ في "الصحيح" عن إسماعيلَ بنِ أبي أوَيسٍ، ورَواه مُسلِمٌ عن أبي الطّاهِرِ عن ابنِ وهبٍ

(3)

.

17407 -

أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ ببَغدادَ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ، حدثنا عبدُ الكَريمِ بنُ الهَيثَمِ الدَّيْرَعاقولِىُّ، حدثنا أبو اليَمانِ

(1)

مسلم (1980/ 3)، والبخاري (2464، 4620).

(2)

ابن وهب (42)، ومالك 2/ 846، 847، ومن طريقه ابن حبان (5364). وتقدم في (11662).

(3)

البخاري (5582)، ومسلم (1980/ 9).

ص: 385

الحَكَمُ بنُ نافِعٍ، أخبرَنِى شُعَيبُ بنُ أبى حَمزَةَ، عن الزُّهرِىِّ قال: حَدَّثَنِى سعيدُ بنُ المُسَيَّبِ، أنَّه سَمِعَ أبا هريرةَ يقولُ: أُتِىَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيلَةَ أُسرِىَ به بإيلِيَا بقَدَحَينِ مِن خَمرٍ ولَبَنٍ، فنَظَرَ إلَيهِما ثُمَّ أخَذَ اللَّبَنَ، فقالَ جِبريلُ عليه السلام: الحَمدُ للهِ الذِى هَداكَ للفطْرةِ، ولو أخَذتَ الخَمرَ غَوَت أُمَّتُك

(1)

. روَاه البخاريُّ في "الصحيح" عن أبي اليَمانِ

(2)

.

17408 -

أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ وأبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، حدثنا الشّافِعِىُّ، أخبرَنا سفيانُ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن طاوُسٍ، عن ابنِ عباسٍ قال: بَلَغَ عُمَرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه أن رَجُلًا باعَ خَمرًا فقالَ: قاتَلَ اللَّهُ فُلانًا باعَ الخَمرَ! أما عَلِمَ أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "قاتَلَ اللَّهُ اليَهودَ؛ حُرِّمَت عَلَيهِمُ الشُّحومُ فجَمَلوها فبَاعوها"

(3)

؟ أخرَجاه في "الصحيح" مِن حَديثِ سُفيانَ بنِ عُيَينَةَ

(4)

، وقَد مَضَى في كِتابِ البُيوعِ أخبارٌ سِوَى ما ذَكَرنا في تَحريمِ بَيعِها.

17409 -

وأخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ وأبو بكرِ ابنُ الحَسَنِ قالا:

(1)

أخرجه أحمد (7789، 10647)، والبخاري (3394، 3437، 4709)، ومسلم (168/ 272)، 3/ 1592 (168/ 92)، والترمذي (3130)، والنسائي (5673)، وابن حبان (51، 52) من طريق الزهري به مطولًا.

(2)

البخاري (5576).

(3)

المصنف في المعرفة (5196) بزيادة أبى سعيد شيخ المصنف، وليس فيه: عن ابن عباس. وهو بذكر ابن عباس في طبعة قلعجى (17291). والشافعي 6/ 179. وتقدم في (11149).

(4)

البخاري (2223، 3460)، ومسلم (1582/ 72).

ص: 386

حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِىُّ، أخبرَنا مالك، عن نافِعٍ، عن ابنِ عُمَرَ، أن رِجالًا مِن أهلِ العِراقِ قالوا له: إنّا نَبتاعُ مِن ثَمَرِ النَّخلِ والعِنَبِ فنَعصِرُه خَمرًا فنَبيعُها. فقالَ عبدُ اللَّهِ: إنِّي أُشهِدُ اللَّهَ عَلَيكُم ومَلائكَتَه ومَن سَمِعَ مِنَ الجِنِّ والإِنسِ أنِّى لا آمُرُكُم أن تَبيعوها ولا تَبتاعوها ولا تَعصِروها ولا تُسقوها؛ فإِنَّها رِجسٌ مِن عَمَلِ الشَّيطانِ

(1)

.

17410 -

أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ وأبو بكرِ ابنُ الحَسَنِ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ الحَكَمِ، أخبرَنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِى عبدُ الرَّحمَنِ بنُ شُرَيحٍ وابنُ لَهيعَةَ واللَّيثُ بنُ سَعدٍ، عن خالِدِ بنِ يَزيدَ، عن ثابِتِ بنِ يَزيدَ الخَولانِىِّ أخبَرَه أنَّه كان له عَمٌّ يَبيعُ الخَمرَ وكانَ يَتَصَدَّقُ، فنَهَيتُه عَنها فلَم يَنتَهِ، فقَدِمتُ المَدينَةَ فلَقيتُ ابنَ عباسٍ فسألتُه عن الخَمرِ وثَمَنِها، فقالَ: هِىَ حَرامٌ وثَمَنُها حَرامٌ. ثُمَّ قال: يا مَعشَرَ أُمَّةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، إنَّه لَو كان كِتابٌ بعدَ كِتابِكُم، ونَبِىٌّ بعدَ نَبيِّكُم، لأنزَلَ فيكُم كما أنزَلَ فيمَن قبلكم، ولا أُخِّرَ ذَلِكَ مِن أمرِكُم إلَى يَومِ القيامَةِ، ولعَمرِى لَهو أشَدُّ عَلَيكُم. قال ثابِتٌ: ثُمَّ لَقيتُ عبدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ فسألتُه عن ثَمَنِ الخَمرِ؟ فقالَ: سأخبِرُكَ عن الخَمرِ؛ إنِّي كُنتُ عِندَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في المَسجِدِ، فبَينا هو مُحتَبٍ حَلَّ حُبوَتَه ثُمَّ قال:"مَن كان عِندَه مِن هذه الخَمرِ شَئٌ فليأْتِ بها". فجَعَلوا يأتونَه فيَقولُ أحَدُهُم: عِندِى راويَةٌ

(2)

. ويَقولُ الآخَرُ:

(1)

المصنف في المعرفة (5197)، والشافعي 6/ 180، ومالك 2/ 848.

(2)

الراوية: القربة الكبيرة. مشارق الأنوار 1/ 303.

ص: 387

عِندِى زِقٌّ

(1)

. أو ما شاءَ اللَّهُ أن يَكونَ عِندَه، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اجمَعوا ببَقيعِ كَذا وكَذا ثُمَّ آذِنونِى". ففَعَلوا ثُمَّ أتَوه، فقامَ وقُمتُ مَعَه، فمَشَيتُ عن يَمينِه وهو مُتَّكِئٌ علىَّ، فلَحِقَنا أبو بكرٍ رضي الله عنه، فأخَّرَنِى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فجَعَلَنِى عن شِمالِه وجَعَلَ أبا بكرٍ رضي الله عنه مَكانِى، ثُمَّ لَحِقَنا عُمَرُ رضي الله عنه، فأخَّرَنِى وجَعَلَه عن يَسارِه فمَشَى بَينَهُما، حَتَّى إذا وقَفَ على الخَمرِ فقالَ لِلنّاسِ:"أتَعرِفونَ هَذِهِ؟ ". قالوا: نَعَم يا رسولَ اللَّهِ، هذه الخَمرُ. فقالَ:"صَدَقتُم". قال: "فإِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الخَمرَ، وعاصِرَها، ومُعتَصِرَها، وشارِبَها، وساقيَها، وحامِلَها، والمَحمولَةَ إلَيه، وبائعَها، ومُشتَريَها، وآكِلَ ثَمَنِها". ثُمَّ دَعا بسِكّينٍ فقالَ: "اشحَذوها". ففَعَلوا، ثُمَّ أخَذَها رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخرُقُ بها الزِّقاقَ، فقالَ النّاسُ: إنَّ في هذه الزِّقاقِ مَنفَعَةً. قال: "أجَل، ولَكِنِّى إنَّما أفعَلُ ذَلِكَ غَضَبًا للهِ عز وجل؛ لِما فيها مِن سَخَطِه". قال عُمَرُ رضي الله عنه: أنا أكفيكَ يا رسولَ اللَّهِ. قال: "لا". قالَ ابنُ وهبٍ: وبَعضُهُم يَزيدُ على بَعضٍ في قِصَّةِ الحَديثِ

(2)

.

17411 -

قال: وأخبَرَنِى ابنُ لَهيعَةَ، أن أبا طُعمَةَ حَدَّثَه، أنَّه سَمِعَ عبدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنهما يُحَدِّثُ بهَذا عن رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(3)

.

(1)

الزق: السقاء ينقل فيه الماء، وقال الليث: الزق من الأُهُب: كل وعاء اتخذ للشراب وغيره. ينظر غريب الحديث لأبي عبيدة 3/ 256، والتاج 25/ 408 (ز ق ق).

(2)

المصنف في الشعب (5584) مختصرًا جدًّا، وابن وهب (54)، ومن طريقه الطحاوي في شرح المشكل (3342)، والطبراني (12977)، وليس عند الطحاوي ذكر لقيه لابن عباس، وليس عند الطبراني ذكر لقيه لابن عمر. وأخرجه الحاكم 4/ 144، 145 عن أبي العباس بإسناده عن عبد الرحمن بن شريح أنه كان له عم يبيع الخمر. وقال الهيثمي في المجمع 5/ 73: رواه الطبراني وفيه خالد بن يزيد لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.

(3)

ابن وهب (55)، ومن طريقه الطحاوي في شرح المشكل (3343).

ص: 388

17412 -

أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو حامِدٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ يَحيَى بنِ بلالٍ البَزّازُ، حدثنا إبراهيمُ بنُ عبدِ اللَّهِ، حدثنا يَزيدُ بنُ هارونَ، أخبرَنا شَريكٌ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عيسَى، عن أبي طُعمَةَ، عن ابنِ عُمَرَ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لُعِنَتِ الخَمرُ، وشارِبُها، وساقيها، وعاصِرُها، ومُعتَصِرُها، وحامِلُها، والمَحمولَةُ إلَيه، ومُبتاعُها، وآكِلُ الثَّمَنِ

(1)

".

17413 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِىُّ، أخبرَنا مالكٌ، عن نافِعٍ، عن ابنِ عُمَرَ، أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"مَن شَرِبَ الخَمرَ في الدُّنيا ثُمَّ لَم يَتُبْ مِنها حُرِمَها في الآخِرَةِ"

(2)

.

17414 -

وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو بكرِ ابنُ إسحاق، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ قُتَيبَةَ، حدثنا يَحيَى بنُ يَحيَى قال: قَرأتُ على مالكٍ. فذَكَرَه بنَحوِه، إلا أنَّه لَم يَذكُرِ التَّوبَةَ

(3)

. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن عبدِ اللَّهِ بنِ يوسُفَ عن مالكٍ، ورَواه مُسلِمٌ عن يَحيَى بنِ يَحيَى

(4)

.

17415 -

حدثنا أبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ يوسُفَ إملاءً وأبو زَكَريّا ابنُ

(1)

في م: "ثمنها".

والحديث أخرجه أحمد (5390) من طريق ابن لهيعة به. وتقدم في (10881، 11150).

(2)

المصنف في المعرفة (5198)، والشافعي 6/ 179، ومالك 2/ 846، ومن طريقه أحمد (4690)، والنسائي (5687)، والدارمى (2090). وأخرجه ابن ماجه (3373) من طريق نافع به.

(3)

أخرجه أحمد (5845، 6046)، والترمذي (1861)، والنسائي (5690) من طريق نافع به.

(4)

البخاري (5575) بذكر التوبة، ومسلم (2003/ 76).

ص: 389

أبى إسحاقَ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ قِراءَةً قالوا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ الحَكَمِ، أخبرَنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِى عمرُو بنُ الحارِثِ، أن عمرَو بنَ شُعَيبٍ حَدَّثَه، عن أبيه، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ، عن رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"مَن تَرَكَ الصَّلاةَ سُكْرًا مَرَّةً واحِدَةً فكأنَّما كانَت له الدُّنيا وما عَلَيها فسُلِبَها، ومَن تَرَكَ الصَّلاةَ سُكْرًا أربَعَ مَرّاتٍ كان حَقًّا على اللَّهِ أن يَسقيَه مِن طينَةِ الخَبالِ". قيلَ: وما طينَةُ الخَبالِ؟ قال: "عُصارَةُ أهلِ جَهَنَّمَ"

(1)

.

17416 -

أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ وأبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ الحَكَمِ، أخبرَنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِى يونُسُ بنُ يَزيدَ، عن ابنِ شِهابٍ قال: حَدَّثَنِى أبو بكرِ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ الحارِثِ بنِ هِشامٍ، أن أباه قال: سَمِعتُ عثمانَ بنَ عَفّانَ رضي الله عنه يقولُ: اجتَنِبوا الخَمرَ فإِنَّها أُمُّ الخَبائثِ، إنَّه كان رَجُلٌ ممَّن خَلا قَبلَكُم يَتَعَبَّدُ ويَعتَزِلُ الناسَ، فعَلِقَته امرأةٌ غَويَّةٌ فأرسَلَت إلَيه جاريَتَها فقالَت: إنا نَدعوكَ لِشَهادَةٍ. فدَخَلَ مَعَها، فطَفِقَت كُلَّما دَخَلَ بابًا أغلَقَته دونَه، حَتَّى أفضَى إلَى امرأةٍ وضيئَةٍ عِندَها غُلامٌ وباطيَةُ

(2)

خَمرٍ، فقالَت: إنِّي واللَّهِ ما دَعَوْتُكَ لِشَهادَةٍ، ولَكِنِّى دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ علىَّ، أو تَقتُلَ هذا

(1)

تقدم في (1850).

(2)

الباطية: إناء، قيل: هو معرب. وقال الأزهري: الباطية من الزجاج عظيمة تملأ من الشراب وتوضع بين الشرب يغرفون منها ويشربون. ينظر تهذيب اللغة 4/ 428، وتاج العروس 37/ 174 (ب ط ى).

ص: 390