الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن لَم يَستَغفِر لِماعِزِ بنِ مالكٍ في الحال، أمَرَهُم بالاستِغفارِ له بعدَ يَومَينِ أو ثَلاثَةٍ
(1)
.
ورُوِّينا في حَديثِ عبد الله بنِ بُرَيدَةَ عن أبيه عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في قِصةِ الغامِديَّةِ أنَّه أمَرَ بها فصُلِّيَ عَلَيها ودُفِنَت، وقِصَّةُ الغامِديَّةِ بعدَ قِصةِ ماعِزٍ، ففِي قِصةِ الغامِديَّةِ أنَّها قالَت: يا نَبِيَّ الله، لِمَ تَرُدَّنِي؟ فلَعَلَّكَ أن تَرُدَّنِي كما رَدَدتَ ماعِزًا، فواللهِ إنِّي لَحُبلَى
(2)
.
بابُ مَن أجازَ ألّا يَحضُرَ الإمامُ المَرجوميَن ولا الشُّهودُ
قال الشافِعِي رحمه الله: أمَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم برَجمِ ماعِزٍ ولَم يَحضُرْه، وأمَرَ أُنَيسًا أن يأتيَ امرأةً فإِنِ اعتَرَفَت رَجَمَها، ولَم يَقُل: أعلِمْنِي لأحضُرَها
(3)
.
17038 -
أخبرَنا أبو عبد الله الحافظُ وأبو سعيدِ بن أبي عمرٍو، قال أبو عبد الله: أخبرَني، وقالَ أبو سعيدٍ: حدثنا أبو محمدٍ أحمدُ بن عبد الله المُزَنِيُّ، حدثنا عليُّ بن محمدِ بنِ عيسَى، حدثنا أبو اليَمان، أخبرَني شُعَيبٌ، عن الزُّهرِيِّ، أخبرَني أبو سلمةَ بن عبد الرحمنِ وسَعيدُ بن المُسَيَّب، أن أبا هريرةَ قال: أتَى رَجُلٌ مِن أسلَمَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو في المَسجِد، فناداه فقالَ: يا رسولَ الله، إنَّ الأخِرَ
(4)
زَنَى، يَعنِي نَفسَه. فأعرَضَ عنه
(1)
تقدم في (11559، 17011).
(2)
تقدم في (17034).
(3)
المصنف في المعرفة (5056)، والأم 6/ 134.
(4)
الأخِر بوزن الكبِد: الأبعد المتأخر عن الخير. الكفاية 1/ 29. وينظر التاج 10/ 38 (أ خ ر).
رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فتَنَحَّى لِشِقِّ وجهِه الَّذِي أعرَضَ قِبَلَه، فقالَ: يا رسولَ الله، إنَّ الأخِرَ زَنَى. فأعرَضَ عنه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فتَنَحَّى لِشِقِّ وجهِه الَّذِي أعرَضَ قِبَلَه، فقالَ: يا رسولَ الله، إنَّ الأخِرَ زَنَى. فأعرَضَ عنه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فتَنَحَّى الرَّابِعَةَ، فلَمّا شَهِدَ على نَفسِه أربَعَ شَهاداتٍ، دَعاه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ:"هَل بكَ جُنون؟ ". فقالَ: لا. فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "اذهَبُوا به فارجُموه" وكان قَد أحصنَ
(1)
. قال الزُّهرِيُّ: فأخبَرَنِي مَن سَمِعَ جابِرَ بنَ عبد اللهِ الأنصارِيَّ قال: كُنتُ فيمَن رَجَمَه، فرَجَمْناه بالمُصَلَّى بالمَدينَة، فلَمّا أذلَقَته الحِجارَةُ جَمَزَ
(2)
حَتَّى أدرَكْناه بالحَرَّة، فرَجَمْناه حَتَّى ماتَ. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أبي اليَمان، ورَواه مُسلِمٌ عن عبد اللهِ بنِ عبد الرَّحمَنِ الدّارِمِيِّ عن أبي اليَمانِ
(3)
.
17039 -
أخبرَنا عليُّ بن أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أبو القاسِمِ سُلَيمانُ بن أحمدَ الطَّبَرانِيُّ، حدثنا محمدُ بن الحَسَنِ بنِ كَيسانَ، حدثنا أبو حُذَيفَةَ (ح) قال: وأخبرَنا سُلَيمانُ، حدثنا عُبَيدُ بن غَنّاَمٍ، حدثنا أبو بكرِ بنُ أبي شَيبَةَ، حدثنا يَحيَى بن آدَمَ قالا: حدثنا سفيانُ، عن زَيدِ بنِ أسلَمَ، عن يَزيدَ بنِ نُعَيمٍ - يَعنِي ابنَ هَزَّالٍ الأسلَمِيَّ - عن أبيه قال: جاءَ ماعِزٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ الله، إنِّي زَنَيتُ فأقِمْ فيَّ كِتابَ الله. فأعرَضَ عنه،
(1)
أخرجه أبو عوانة (6262)، والبزار في مسنده (7690)، والطبرانى في مسند الشاميين (3025) من طريق أبي اليمان به. وتقدم في (17009، 17010).
(2)
جَمَز: أي: أسرع. غريب الحديث لابن الجوزى 10/ 1771.
(3)
البخاري (5271، 5272)، ومسلم (1691/
…
).
ثُمَّ قال: إنِّي زَنَيتُ فأقِمْ فيَّ كِتابَ الله. فأعرَضَ عنه حَتَّى ذَكَرَ أربَعَ مَرَاتٍ فقالَ: "اذهَبوا به فارجُموه". فلَمّا مَسته الحِجارَةُ جَزعَ فاشتَدَّ، فخَرَجَ عبدُ اللهِ بن أُنَيسٍ مِن باديَتِه، فرَماه بوَظيفِ حِمارٍ
(1)
فصَرَعَه، ورَماه النّاسُ حَتَّى قَتَلوه، فذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِرارَه فقالَ:"هَلَّا تَرَكتموه، فلَعَلَّه يَتوبُ فيتوبَ الله عَلَيه، يا هَزّالُ لَو سَتَرتَه بثَوبكَ كان خَيرًا لَكَ ممّا صنَعتَ"
(2)
. وقالَ غَيرُه في هذا الحَديثِ عن يَزيدَ بنِ نُعَيمٍ: بوَظيفِ بَعيرٍ
(3)
. وقالَ بَعضُهُم: بِلَحْي بَعيرٍ
(4)
.
17040 -
أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ الله بن يوسُفَ الأصبهانِي، أخبرَنا أبو سعيدِ بن الأعرابِيِّ، حدثنا سَعدانُ بن نَصرٍ قال: قُرِئَ هذا الحَديثُ على سُفيانَ وأنا حاضِرٌ (ح) وأخبرَنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرِ بن إسحاقَ الفَقيهُ، أخبرَنا بشرُ بن موسَى، حدثنا الحُمَيدِيُّ، حدثنا سفيانُ، أخبرَنا الزُّهرِيُّ، أخبرَنِي عُبَيدُ الله بن عبد اللهِ بنِ عُتبَةَ، عن زَيدِ بنِ خالِدٍ الجُهَنِيِّ وأبِي هريرةَ وشِبلٍ قالوا: كُنَّا عِندَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقامَ إلَيه رَجُلٌ فقالَ: يا رسولَ الله، أنشُدُكَ اللهَ إلا قَضَيتَ بَينَنا بكِتابِ الله. فقامَ خَصمُه - وكانَ أفقَهَ مِنه - فقالَ: أجَل يا رسولَ الله، اقضِ بَينَنا بكِتابِ الله وأْذَنْ فلْأقُلْ. قال:
(1)
وظيف الحمار: هو له كالحافر للفرس. النهاية 5/ 205.
(2)
ابن أبي شيبة (29257) وعنده: بوظيف جمل. وأخرجه النسائي في الكبرى (7205) من طريق يحيى بن آدم به. وأحمد (21892)، وأبو داود (4377) من طريق سفيان به. وقال الذهبي 7/ 3351: وهذا على شرط مسلم، فإن يزيد من رجال صحيحه. وسيأتي في (17083).
(3)
أخرجه أحمد 36/ 214 (21890)، وأبو داود (4419) من طريق هشام بن سعد عن يزيد به. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3716).
(4)
أخرجه الطحاوي في شرح المشكل (93، 4944) من طريق أبي سلمة عن يزيد به.
"قُلْ". قال: إنَّ ابنِي كان عَسيفًا على هذا، وإِنَّه زَنَى بامرأتِه، فأُخبِرتُ أن على ابنِي الرَّجمَ، فافتَدَيتُ مِنه بمائَةِ شاةٍ وخادِمٍ، ثُمَّ سألتُ رِجالًا مِن أهلِ العِلمِ فأخبَرونِي أن على ابنِي جَلدَ مِائَةٍ وتَغريبَ عامٍ، وأنَّ على امرأةِ هذا الرَّجمَ. فقالَ النَّبي صلى الله عليه وسلم:"والَّذِي نَفسِي بيَدِه، لأقضيَنَّ بَينَكُما بكِتابِ الله، المِائَةُ شاةٍ والخادِمُ رَدٌّ عَلَيكَ، وعَلَى ابنِكَ جَلدُ مِائَةٍ وتَغريبُ عامٍ، واغدُ يا أُنَيسُ على امرأةِ هذا، فإِنِ اعتَرَفَت فارجُمْها". قالَ: فغَدا عَلَيها فاعتَرَفَت فرَجَمَها
(1)
. قال الحُمَيدِيُّ: قال سفيانُ: وأُنيسٌ رَجُلٌ مِن أسلَمَ. هذا لَفظُ حَديثِ الحُمَيدِيِّ، رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن عليِّ بنِ عبد اللهِ وغَيرِه عن سُفيانَ دونَ ذِكرِ شِبلٍ
(2)
.
17041 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا بنُ أبي إسحاقَ وأبو بكرِ بن الحَسَنِ القاضِي قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بن سُلَيمانَ، أخبرَنا الشافِعِي، أخبرَنا مالكٌ، عن يَحيَى بنِ سعيدٍ، عن سُلَيمانَ بنِ يَسارٍ، عن أبي واقِدٍ اللَّيثِيِّ، أن عُمَرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه أتاه رَجُلٌ - وهو بالشّامِ - فذَكَرَ له أنَّه وجَدَ مَعَ امرأتِه رَجُلًا، فبَعَثَ عُمَرُ بن الخطابِ رضي الله عنه أبا واقِدٍ اللَّيثِيِّ إلَى امرأتِه يَسألُها عن ذَلِكَ، فأتاها وعِندَها نِسوَةٌ حَولَها، فذَكَرَ لها الذِي قال زَوجُها لِعُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه، وأخبَرَها
(1)
الحميدى (811). وأخرجه أحمد (17042)، والترمذي (1433)، والنسائي (5426)، وابن ماجه (2549) من طريق سفيان بن عيينة به. وتقدم في (17000، 17001)، وسيأتي. في (17050).
(2)
البخاري (6826 - 6828، 6859، 6860، 7278، 7279).