الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عادَ الرّابِعَةَ فاقْتُلوه". قال: وضَرَبَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النُّعَيمانَ أربَعَ مَرّاتٍ. قال: فرأى المُسلِمونَ أن الحَدَّ قَد وقَعَ
(1)
حينَ ضَرَبَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أربَعَ مَرّاتٍ
(2)
.
ورَواه مَعمَرٌ عن محمدِ بنِ المُنكَدِرِ وعن زَيدِ بنِ أسلَمَ أنَّهُما قالا ذَلِكَ
(3)
.
بابُ مَن وُجِدَ مِنه ريحُ شَرابٍ أو لُقِىَ سَكرانَ
17573 -
أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ الحارِثِ الأصبَهانِىُّ، أخبرَنا أبو محمدِ ابنُ حَيّانَ، حدثنا ابنُ أبي عاصِمٍ إملاءً، حدثنا محمدُ بنُ المُثَنَّى والحَسَنُ بنُ عليٍّ قالا: حدثنا أبو عاصِمٍ، حدثنا ابنُ جُرَيجٍ، حدثنا محمدُ بنُ عليِّ بنِ رُكانَةَ، أخبرَنِى عِكرِمَةُ، عن ابنِ عباسٍ، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَم يوَقِّتْ في الخَمرِ حَدًّا. قال ابنُ عباسٍ: فشَرِبَ رَجُلٌ فسَكِرَ، فلُقِىَ يَميلُ في الفَجِّ
(4)
، فانطُلِقَ به إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فلَمّا حاذَى بدارِ العباسِ انفَلَتَ فدَخَلَ على العباسِ فالتَزَمَه، فذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فضَحِكَ وقالَ:"فعَلَها؟ ". ثُمَّ لَم يأمُرْ فيه بشَئٍ
(5)
.
(1)
في ص 8، وحاشية الأصل:"رفع".
(2)
المصنف في الصغرى (3458). وأخرجه النسائي في الكبرى (5302)، والطحاوى في شرح المعانى 3/ 161 من طريق محمد بن إسحاق بن يسار به.
(3)
أخرجه عبد الرزاق (17081، 17082) عن معمر به.
(4)
الفج: الطريق. النهاية 3/ 412.
(5)
أخرجه المزى في تهذيب الكمال 26/ 159 من طريق ابن أبي عاصم به بلفظ: لم يفت في الخمر حَدًّا. وأخرجه الحاكم 4/ 373 من طريق أبى عاصم به. وقال: صحيح الإسناد. وقال الذهبي 7/ 3459: هو محمد بن على بن يزيد بن ركانة، وثقه ابن حبان.
17574 -
وأخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارىُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا الحَسَنُ بنُ عليٍّ ومُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى. فذَكَرَه بنَحوِه إلَّا أنَّه قال: لَم يَقِتْ
(1)
. قال أبو داودَ: هذا الحَديثُ مِمّا تَفَرَّدَ به أهلُ المَدينَةِ
(2)
.
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا الحَسَنُ بنُ محمدٍ الإسفَرايينِيُّ، حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ البَراءِ قال: سُئلَ عليُّ بنُ المَدينِىِّ عن محمدِ بنِ عليِّ بنِ رُكانَةَ الَّذِى رَوَى هذا الحديثَ عن عِكرِمَةَ فقالَ: مَجهولٌ.
قال الشيخُ: وقَد رَوَى مَعنَى بَعضِ هذا الحَديثِ محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ يَسارٍ عن محمدِ بنِ طَلحَةَ بنِ يَزيدَ بنِ رُكانَةَ:
17575 -
أخبرَناه أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ القاضِى قالوا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، حَدَّثَنِي محمدُ بنُ طَلحَةَ بنِ يَزيدَ بنِ رُكانَةَ، عن عِكرِمَةَ، عن ابنِ عباسٍ قال: ما ضَرَبَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الخَمرِ إلَّا أخيرًا؛ لَقَد غَزا غَزوَةَ تَبوكَ فغَشِىَ حُجرَتَه مِنَ اللَّيلِ أبو عَلقَمَةَ ابنُ الأعوَرِ السُّلَمِيُّ وهو سَكرانُ حَتَّى قَطَعَ بَعضَ عُرَى الحُجرَةِ فقالَ: "مَن هَذا؟ ". فقيلَ: أبو عَلقَمَةَ
(1)
لم يقت: أي: لم يوقت ولم يعين، أي: أنه لم يعين فيه قدرًا معينًا. ينظر عون المعبود 4/ 277. والحديث عند أبي داود (4476). وأخرجه النسائي في الكبرى (5290) عن ابن المثنى به. وأحمد (2963) من طريق ابن جريج به. وعند النسائي: لم يفت. بالفاء. وضعف إسناده الألباني في ضعيف أبي داود (967).
(2)
أبو داود عقب (4476).
سَكرانُ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ليَقُمْ إلَيه رَجُلٌ مِنكُم فليأخُذْ بيَدِه حَتَّى يَرُدَّه إلَى رَحلِه"
(1)
.
وهَذا إن صَحَّ فقَولُ ابنِ عباسٍ: لَم يَقِتْ في الخَمرِ حَدًّا. يَعنِى لَم يوَقِّتْه لَفظًا وقَد وقَّتَه فِعلًا، وذاك يَرِدُ، وإِنَّما لَم يَعرِضْ له - واللَّهُ أعلمُ - بعدَ دُخولِه دارَ العباسِ مِن أجلِ أنَّه لَم يَكُنْ ثَبَتَ عَلَيه الحَدُّ بإِقرارٍ مِنه أو بشَهادَةِ عُدولٍ، وإِنَّما لُقِىَ في الطَّريقِ يَميلُ فظُنَّ به السُّكرُ، فلَم يَكشِفْ عنه وتَرَكَه، واللهُ أعلَمُ.
17576 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ، أخبرَنا سفيانُ، عن الزُّهرِيِّ، عن السّائبِ بنِ يَزيدَ، أن عُمَرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه خَرَجَ فصَلَّى على جِنازَةٍ، فسَمِعَه السّائبُ يقولُ: إنِّي وجَدتُ مِن عُبَيدِ اللَّهِ وأصحابِه ريحَ شَرابٍ، وأنا سائلٌ عَمّا شَرِبوا، فإِن كان مُسكِرًا حَدَدتُهُم. قال سفيانُ: فأخبَرَنِى مَعمَرٌ عن الزُّهرِىِّ عن السّائبِ بنِ يَزيدَ أنَّه حَضَرَه يَحُدُّهُم
(2)
.
17577 -
وأخبرَنا أبو زَكَريّا، حدثنا أبو العباسِ، أخبرَنا الرَّبيعُ، حدثنا الشّافِعِيُّ، أخبرَنا مُسلِمُ بنُ خالِدٍ، عن ابنِ جُرَيجٍ قال: قُلتُ لِعَطاءٍ: أتَجلِدُ في ريحِ الشَّرابِ؟ فقالَ عَطاءٌ: إنَّ الرّيحَ لَتَكونُ مِنَ الشَّرابِ الَّذِى لَيسَ به
(1)
أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (5485) عن أبي العباس محمد بن يعقوب به، وعنده "علقمة" مكان "أبو علقمة". وابن الأثير في أسد الغابة 6/ 224 من طريق يونس به.
(2)
المصنف في المعرفة (5215)، والشافعي 6/ 180. وتقدم في (17561)، وينظر (17460).
بأسٌ، فإِذا اجتَمَعوا جَميعًا على شَرابٍ واحِدٍ فسَكِرَ أحَدُهُم جُلِدوا جَميعًا الحَدَّ تامًّا.
قال الشَّافِعِيُّ: وقَولُ عَطاءٍ مِثلُ قَولِ عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه
(1)
.
17578 -
أخبرَنا أبو محمدٍ الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ المُؤَمَّلِ، حدثنا أبو عثمانَ عمرُو بنُ عبدِ اللهِ البَصرِيُّ، حدثنا أبو أحمدَ محمدُ بنُ عبدِ الوَهَّابِ، أخبرَنا يَعلَى بنُ عُبَيدٍ، حدثنا الأَعْمَشُ، عن إبراهيمَ، عن عَلقَمَةَ قال: قال عبدُ اللهِ: كُنتُ جالِسًا بحِمصَ فقالوا لِى: اقْرهْ
(2)
. فقَرأتُ سورَةَ "يوسُفَ"، فقالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ: واللهِ ما هَكَذا أنزَلَها اللَّهُ عز وجل. قال: فقُلتُ: ويحَكَ، لَقَد قَرأتُها على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ:"أحسَنتَ". وأنتَ تَقولُ لِى ما تَقولُ؟! قال: فبَينا أنا أُكَلِّمُه إذ وجَدتُ مِنه ريحَ الخَمرِ فقُلتُ: تُكَذِّبُ بكِتابِ اللهِ عز وجل وتَشرَبُ الخَمرَ؟! أمّا واللَّهِ لا تَرجِعُ إلَى أهلِكَ حَتَّى أجلِدَكَ الحَدَّ
(3)
. أخرَجاه في "الصحيح" مِن حَديثِ الأعمَشِ
(4)
.
ويَحتَمِلُ أن عبدَ اللهِ بنَ مَسعودٍ لَم يَجلِدْه حَتَّى ثَبَتَ عِندَه شُربُه ما يُسكِرُ ببَيِّنَةٍ أوِ اعتِرافٍ، واللهُ أعلَمُ.
17579 -
أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يَحيَى بنِ عبدِ الجَبَّارِ السُّكَّرِىُّ
(1)
المصنف في المعرفة (5219)، والصغرى (3455)، والشافعي 6/ 180. وأخرجه عبد الرزاق (17037) عن ابن جريج بنحوه دون قوله: فإذا اجتمعوا. . .
(2)
في م: "اقرأ".
(3)
أخرجه أحمد (4033) عن يعلى به. والنسائي في الكبرى (8080) من طريق الأعمش به.
(4)
البخارى (5001)، ومسلم (801).
ببَغدادَ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ، حدثنا أحمدُ بنُ مَنصورٍ الرَّمادِىُّ، حدثنا عبدُ الرَّزّاقِ، عن مَعمَرٍ، عن الزُّهرِيِّ، أخبرَنِى عبدُ اللَّهِ بنُ عامِرِ بنِ رَبيعَةَ - وكانَ أبوه قَد شَهِدَ بَدرًا - أن عُمَرَ رضي الله عنه استَعمَلَ قُدامَةَ بنَ مَظعونٍ على البحرَينِ - وهو خالُ حَفصَةَ وعَبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ - فقَدِمَ الجارودُ سَيِّدُ عبدِ القَيسِ على عُمَرَ فقالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، إنَّ قُدامَةَ شَرِبَ فسَكِرَ، وإِنِّى رأيتُ حَدًّا مِن حُدودِ اللَّهِ حَقًّا علىَّ أن أرفَعَه إلَيكَ. فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: مَن شَهِدَ مَعَكَ؟ قال: أبو هُرَيرَةَ. فدَعا أبا هريرةَ فقالَ: بمَ تَشهَدُ؟ قال: لَم أرَه شَرِبَ
(1)
ولَكِنِّى رأيتُه سَكرانَ يَقِئُ. فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: لَقَد تَنَطَّعتَ في الشَّهادَةِ. قال: ثُمَّ كَتَبَ إلَى قُدامَةَ أن يَقدَمَ عَلَيه مِنَ البحرَينِ، فقَدِمَ فقامَ إلَيه الجارودُ فقالَ: أقِمْ على هذا كِتابَ اللَّهِ. فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: أخَصمٌ أنتَ أم شَهيدٌ؟ قال: بَل شَهيدٌ. قال: فقَد أدَّيتَ الشَّهادَةَ. فصَمَتَ الجارودُ حَتَّى غَدا على عُمَرَ فقالَ: أقِمْ على هذا حَدَّ اللهِ. فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: ما أراكَ إلَّا خَصمًا، وما شَهِدَ مَعَكَ إلَّا رَجُلٌ. فقالَ الجارودُ: إنِّي أنشُدُكَ اللهَ. فقالَ عُمَرُ: لَتُمسِكَنَّ لِسانَكَ أو لأسوءَنَّكَ. فقالَ أبو هريرةَ: إن كُنتَ تَشُكُّ في شَهادَتِنا فأرسِلْ إلَى ابنَةِ الوَليدِ فسَلْها. وهِىَ امرأةُ قُدامَةَ، فأرسَلَ عُمَرُ رضي الله عنه إلَى هِندَ بنتِ الوَليدِ يَنشُدُها، فأقامَتِ الشَّهادَةَ على زَوجِها، فقالَ عُمَرُ لِقُدامَةَ: إنِّي حادُّكَ. فقالَ: لَو شَرِبتُ كما يَقولونَ ما كان لَكُم تَجلِدونِى. فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: لِمَ؟ قال قُدامَةُ: قال اللهُ عز وجل: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} الآيَة [المائدة: 93]. قال عُمَرُ رضي الله عنه: إنَّكَ أخطأتَ التّأويلَ، إنِ
(1)
في ص 8، وحاشية الأصل:"يشرب".
اتَّقَيتَ اللهَ اجتَنَبتَ ما حَرَّمَ اللهُ عَلَيكَ. قال: ثُمَّ أقبَلَ عُمَرُ رضي الله عنه على النّاسِ فقالَ: ماذا تَرَونَ في جَلدِ قُدامَةَ؟ قالوا: لا نَرَى أن تَجلِدَه ما كان مَريضًا. فسَكَتَ عن ذَلِكَ أيَّامًا، ثُمَّ أصبَحَ يَومًا وقَد عَزَمَ على جَلدِه فقالَ لأصحابِه: ما تَرَونَ في جَلدِ قُدامَةَ؟ فقالَ القَومُ: ما نَرَى أن تَجلِدَه ما دامَ وجِعًا. فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: لأن يَلقَى اللهَ عز وجل تَحتَ السّياطِ أحَبُّ إلَيَّ مِن أن يَلقاه وهو في عُنُقِي، ائتونِى بسَوطٍ تامٍّ. فأمَرَ عُمَرُ رضي الله عنه بقُدامَةَ فجُلِدَ، فغاضَبَ عُمَرَ رضي الله عنه قُدامَةُ وهَجَرَه، فحَجَّ وحَجَّ قُدامَةُ مَعَه مُغاضِبًا له، فلَمّا قَفَلا مِن حَجِّهِما ونَزَلَ عُمَرُ بالسُّقيا
(1)
واستَيقَظَ عُمَرُ مِن نَومِه فقالَ: عَجِّلوا علىَّ بقُدامَةَ فأْتونِى به؛ فواللهِ إنِّي لأرَى أنَّ آتيًا أتانِى فقالَ: سالِمْ قُدامَةَ؛ فإِنَّه
(2)
أخوكَ. فعَجِّلوا إلَيَّ به. فلَمّا أتَوه أبَى أن يأتِىَ، فأمَرَ به عُمَرُ رضي الله عنه إن أبَى أن يُجَرَّ إلَيه حَتَّى كَلَّمَه واستَغفَرَ له، وكانَ ذَلِكَ أوَّلَ صُلحِهِما
(3)
.
في ابتِداءِ هذه القِصَّةِ ما دَلَّ على أن عُمَرَ رضي الله عنه تَوَقَّفَ في قَبولِ شَهادَتِهِما حينَ
(4)
لَم يَجتَمِعا على شُربِه، وحينَ حَدَّه يَحتَمِلُ أن يَكونَ ثَبَتَ عِندَه شُربُه بإِقرارِه أو شَهادَةِ آخَرَ على شُربِه مَعَ الجارودِ
(5)
.
(1)
تقدم تحديد موضعه في (6728).
(2)
في م: "فإنى".
(3)
عبد الرزاق (17076). وأخرجه ابن سعد 5/ 560، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثانى (1636)، وابن شبة في تاريخ المدينة 3/ 842 - 844 من طريق معمر به. وأخرجه البخاري (4011) مقتصرًا على أوله، وفى التاريخ الصغير 1/ 68 من طريق الزهري به.
(4)
في م: "حيث".
(5)
قال الذهبي 7/ 3461: لم يتوقف إلا لكون الشاهد نصب نفسه خصما.
17580 -
فقَد أخبرَنا أبو مَنصورٍ عبدُ القاهِرِ بنُ طاهِرٍ البَغدادِىُّ الإمامُ وأبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ وأبو القاسِمِ عبدُ الرَّحمَنِ بنُ عليِّ بنِ حَمدانَ الفارِسِىُّ قالوا: أخبرَنا أبو عمرِو ابنُ نُجَيدٍ، أخبرَنا أبو مسلمٍ، حدثنا الأنصارِىُّ، حَدَّثَنِي ابنُ عَونٍ، عن محمدٍ هو ابنُ سيرينَ، أن الجارودَ لما قَدِمَ على عُمَرَ رضي الله عنه. فذَكَرَ الحديثَ قال: فقالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، استَعمَلتَ عَلَينا مَن يَشرَبُ الخَمرَ. قال: ومَن شُهودُكَ؟ قال: أبو هُرَيرَةَ. قالَ: خَتَنُكَ خَتَنُكَ
(1)
. قال الأنصارِىُّ: وكانَت أُختُ الجارودِ تَحتَ أبي هريرةَ - قال: أمَا واللَّهِ لأُوجِعَنَّ مَتنَه بالسَّوطِ. قال: فقالَ له: ما ذاكَ في الحَقِّ أن يَشرَبَ خَتَنُكَ وتَجلِدَ خَتَنِى. قال: ومَن؟ قال: عَلقَمَةُ. فَشَهِدوا عِندَه، فأمَرَ بجَلدِه، وقالَ: ما حابَيتُ في إمارَتِى أحَدًا مُنذُ وُلِّيتُ غَيرَه، فما بُورِكَ لِى فيه، اذهَبوا به فاجلِدوه
(2)
.
17581 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارىُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا مُسَدَّدٌ وموسَى بنُ إسماعيلَ المَعنَى قالا: حدثنا عبدُ العَزيزِ بنُ المُختارِ، حدثنا عبدُ اللهِ الدَّانَاجُ، حَدَّثَنِي حُضَينُ بنُ المُنذِرِ الرَّقاشِيُّ وهو أبو ساسَانَ قال: شَهِدتُ عثمانَ بنَ عَفّانَ رضي الله عنه وأُتِىَ بالوَليدِ بنِ عُقبَةَ فشَهِدَ عَلَيه
(1)
ليس في: ص 8، م.
والختَن: هو أبو امرأة الرجل وأخوها وكل من كان من قِبَلِها. المعجم الكبير 6/ 82 (خ ت ن).
(2)
محمد بن عبد الله الأنصاري في حديثه (27). وأخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 3/ 844، 845 من طريق آخر عن ابن سيرين به.
حُمْرانُ ورَجُلٌ آخَرُ؛ فشَهِدَ أحَدُهُما أنَّه رآه شَرِبَها - يَعنِى الخَمرَ - وشَهِدَ الآخَرُ أنه رآه يَتَقَيَّؤُها. فقالَ عثمانُ رضي الله عنه: إنَّه لَم يَتَقَيَّأْها حَتَّى شَرِبَها. فقالَ لِعَلِىٍّ رضي الله عنه: أقِمْ عَلَيه الحَدَّ. فقالَ عليٌّ لِلحَسَنِ رضي الله عنهما: أقِمْ عَلَيه الحَدَّ. فقالَ: ولِّ حارَّها مَن تَوَلَّى قارَّها
(1)
. فقالَ عليٌّ رضي الله عنه لِعَبدِ اللهِ بنِ جَعفَرٍ: أقِمْ عَلَيه الحَدَّ. قال: فأخَذَ السَّوطَ فجَلَدَه وعَلِيٌّ رضي الله عنه يَعُدُّ، فلَمَّا بَلَغَ أربَعينَ قال: حَسبُكَ، جَلَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أربَعينَ. أحسِبُه قال: وجَلَدَ أبو بكرٍ رضي الله عنه أربَعينَ، وعُمَرُ رضي الله عنه ثَمانينَ، وكُلٌّ سُنَّةٌ، وهَذا أحَبُّ إلَيَّ
(2)
. أخرَجَه مُسلِمٌ في "الصحيح" مِن حَديثِ عبدِ العَزيزِ
(3)
.
وهَذا لا أعلمُ له تأويلًا يَصِحُّ غَيرَ أنَّه قَبلَ الشَّهادَةَ عَلَيه هَكَذا، ومَن يُخالِفُه يقولُ: لَم تَجتَمِعْ شَهادَتُهُما على شُربِه، وقَد يُكرَهُ على الشُّربِ فيَتَقَيّؤُها.
قال الشَّافِعِيُّ في نَظيرِ هذه المَسألَةِ: ومُغَيَّبُ المَعنَى لا يُحَدُّ فيه أحَدٌ ولا يُعاقَبُ، إنَّما يُعاقَبُ النّاسُ على اليَقينِ
(4)
.
17582 -
وقَد رَواه سعيدُ بنُ أبى عَروبَةَ، عن عبدِ اللهِ الدَّانَاجِ، عن حُضَينٍ أبى ساسَانَ قال: رَكِبَ نَفَرٌ مِنهُم فأتَوْا عثمانَ بنَ عَفَّانَ رضي الله عنه فأخبَروه
(1)
أي: وَلِّ شدتها ومشقتها من تولى خيرها ودعتها. مشارق الأنوار 1/ 87.
(2)
أبو داود (4480). وأخرجه النسائى في الكبرى (5270) مقتصرًا على قول عليٍّ رضي الله عنه الأخير. وابن ماجه (2571) من طريق عبد العزيز بن المختار به، وفيه جلد عليٍّ رضي الله عنه لعقبة بنفسه.
(3)
سلم (1707/ 38).
(4)
الأم 6/ 144.