الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثُمَّ رَجَمَها، ثُمَّ أمَرَهُم، فرَجَمَ صَفٌّ ثُمّ صَفٌّ، ثُمّ قال: افعَلوا بها ما تَفعَلونَ بمَوتاكُم
(1)
.
قال الشيخُ رحمه الله: قَد ذَكَرنا أن جَلدَ الثَّيِّبِ صارَ مَنسوخًا، وأنَّ الأمرَ صارَ إلَى الرَّجمِ فقَط.
بابُ ما جاءَ في حَفرِ المرجومِ والمرجومَةِ
17045 -
أخبرَنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرَنا أحمدُ بن جَعفَرٍ، حدثنا عبدُ الله بن أحمدَ بنِ حَنبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي (ح) قال: وأخبَرَني أبو الوَليد، حدثنا أحمدُ بن الحَسَنِ بنِ عبد الجَبّار، حدثنا سُرَيجُ بن يونُسَ قالا: حدثنا يَحيَى بن زَكَريا بن أبي زائدَةَ، حدثنا داودُ بن أبي هِندٍ، عن أبي نَضرَةَ، عن أبي سعيدٍ قال: لما أمَرَنا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أن نَرجُمَ ماعِزَ بنَ مالكٍ، خَرَجْنا به إلَى البَقيع، فواللهِ ما حَفَرْنا له ولا أوثَقْناه، ولَكِنَّه قامَ لَنا فرَمَيناه بالعِظامِ والخَزَفِ، فاشتَكَى فخَرَجَ يَشتَدُّ حَتَّى انتَصَبَ لَنا في عُرضِ الحَرَّة، فرَمَيناه بجَلاميدِ الجَندَلِ حَتَّى سَكَتَ
(2)
. لَفظُ حَديثِ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ. رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن سرَيجِ بنِ يونسَ
(3)
. كذا رَواه أبو سعيدٍ الخدرِيُّ.
(1)
أخرجه الخطيب في الأسماء المبهمة 2/ 139 من طريق الأجلح به. وأحمد (716)، والبخاري (6812)، والنسائي في الكبرى (7141) من طريق الشعبيّ به.
(2)
أحمد (11589). وأخرجه أبو داود (4431) من طريق يحيى بن زكريا به. وتقدم في (17037)، وسيأتي في (17079).
(3)
مسلم (1694).
17046 -
وقَد أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنِي أبو النَّضرِ الفَقيهُ، حدثنا مُعاذُ بن نَجدَةَ (ح) وأخبرَنا أبو نَصرِ بنُ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو محمدٍ أحمدُ بن إسحاقَ بنِ شَيبانَ البَغدادِيُّ بهَراةَ، أخبرَنا مُعاذُ بن نَجدَةَ، حدثنا خَلادُ بن يَحيَى، حدثنا بَشيرُ بن مُهاجِرٍ، حَدَّثَنِي عبدُ اللهِ بن بُرَيدَةَ، عن أبيه قال: كُنتُ جالِسًا عِندَ نَبِيِّ الله صلى الله عليه وسلم فجاءَ ماعِزُ بن مالكٍ الأسلَمِيُّ فقالَ: يا نَبِيَّ اللهِ إنِّي زَنَيتُ، وإِنِّي أُريدُ أن تُطَهِّرَني. فقالَ له نَبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم،:"ارجِعْ". فلَمّا كان مِنَ الغَدِ أتاه أيضًا، فاعتَرَفَ عِندَه بالزِّنى فقالَ: يا نَبِيَّ الله طَهِّرْنِي. فقالَ له نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ارجِعْ". ثُمَّ أرسَلَ إلَى قَومِه فسألَهُم عنه فقالَ: "هَل تَعلَمونَ ماعِزَ بنَ مالكٍ؟ هَل تَرَونَ به بأسًا؟ أو تُنكِرونَ مِن عَقلِه شَيئًا؟ ". قالوا: يا نَبِيَّ اللهِ ما نَرَى به بأسًا ولا نُنكِرُ مِن عَقلِه شَيئًا. فأتاه مِنَ الغَدِ الثّالِثَةَ فقالَ: يا نَبِيَّ الله طَهِّرْنِي فإِنِّي قَد زَنَيتُ. قال: فأرسَلَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَى قَومِه فسألَهُم عنه كما سألَهُم في المرَّةِ الأولَى فقالوا: يا نَبِيَّ الله ما نُنكِرُ مِن عَقلِه شَيئًا ولا نَرَى به بأسًا. فأمَرَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فحُفِرَ له حُفرَةٌ فجُعِلَ فيها إلَى صَدرِه، ثُمَّ أمَرَ النّاسَ أن يَرجُموه. وعن أبيه قال: كُنتُ جالِسًا عِندَ نَبِي الله صلى الله عليه وسلم فجاءَته امرأةٌ مِن غامِدٍ فقالَت: يا نَبِيَّ الله طَهِّرْنِي، فإِنِّي قَد زَنَيتُ. فقالَ لها نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"ارجِعِي". فلَمّا كان مِنَ الغَدِ أيضًا اعتَرَفَت عِندَه بالزِّنى فقالَت: يا رسولَ اللهِ طَهِّرني فلَعَلَّكَ أن تُرَدِّدَني كما رَدَّدتَ ابنَ مالكٍ الأسلَمِيَّ، فواللهِ إنِّي لحُبلَى. فقالَ لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"ارجِعِي حَتى تَلِدِي". فَلَمّا ولَدَته جاءَته بالصَّبِيِّ تَحمِلُه في خِرقَةٍ قالَت: يا نَبِيَّ اللهِ هذا قَد ولَدتُ. فقالَ لها نَبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم: "اذهَبِي فأرضعيه حَتَّى تَفطِميه". فلَمّا فطَمَته جاءَت بالصَّبِيِّ في
يَدِه كِسرَةُ خُبزٍ فقالَت: يا نَبِيَّ الله هذا قَد فطَمتُه، هذا هو يأكُلُ. فأمَرَ نَبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم بدَفعِه إلَى رَجُلٍ مِنَ المُسلِمينَ، ثُمّ أمَرَ بها فحُفِرَ لها حُفرَةٌ فجُعِلَت فيها إلَى صَدرِها، ثُمّ أمَرَ الناسَ أن يَرجُموها، فأقبَلَ خالِدُ بن الوَليدِ يَعنِي بحَجَرٍ، فرَمَى رأسَها، فتَنَضَّحَ
(1)
على وجنَةِ خالِدٍ فسَبَّها، فسَمِعَ نَبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم سَبَّه إياها فقالَ:"مَهلًا يا خالِدَ بنَ الوَليدِ لا تَسُبَّها؛ فوالذِي نَفسِي بيَدِه، لَقَد تابَت تَوبَةً لَو تابَها صاحِبُ مَكسٍ لَغُفِرَ له". فأمَرَ بها فصُلِّيَ عَلَيها ودُفِنَت
(2)
. أخرَجَه مُسلِمٌ في "الصحيح" مِن حَديثِ ابنِ نُمَيرٍ عن بَشيرِ بنِ مُهاجِرٍ
(3)
.
وفي هذا الحَديثِ إثباتُ الحَفرِ لِلرَّجُلِ والمَرأةِ جَميعًا. ورُوِّينا في حَديثِ اللَّجْلاجِ في قصَّةِ الشّابِّ المُحصَنِ الَّذِي اعتَرَفَ بالزِّنى قال: فأمَرَ به النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُرجَمُ. قال: فخَرَجنا به فحَفَرنا له حَتَّى أمكَنّا، ثُمّ رَمَيناه بالحِجارَةِ حَتَّى هَدأ
(4)
.
ورُوِّينا في حَديثِ عِمرانَ بنِ حُصَينٍ في قصَّةِ الجُهَنيَّةِ: فشُكَّت عَلَيها ثيابُها - وفي رِوايَةٍ: فشُدَّت عَلَيها ثيابُها - ثُمَّ أمَرَ بها فرُجِمَت
(5)
.
(1)
في م: "فتنضخ". وقال القاضي: روايتنا بالحاء المهملة، وفي رواية أخرى بالخاء المعجمة، وهما صحيحتان، وكلاهما من الرش والصب. إكمال المعلم 5/ 272.
(2)
تقدم تخريجه في (6911، 17034).
(3)
مسلم (1695/ 23).
(4)
تقدم في (17035).
(5)
تقدم في (6910، 17032).