الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المُبارَكِ، عن مَعمَرٍ، حَدَّثَنِي سَيفُ بن فُلانِ بنِ مُعاويَةَ العَنَزِيُّ، حَدَّثَنِي خالِي، عن جَدِّي قال: لَمّا كان يَومُ الجَمَلِ، واضطرَبَ الحَبْلُ
(1)
، وأغارَ النَّاسُ. قال: فجاءَ النّاسُ إلَى عليٍّ رضي الله عنه يَدَّعونَ أشياءَ، فأكثَروا عَلَيه، فلَم يَفهَمْ. قال: أَلا رَجُلٌ يَجمَعُ لِي كَلامَه في خَمسِ كَلِماتٍ أو سِتٍّ؟ قال: فاحتَفَزتُ على إحدَى رِجلَيَّ. قُلتُ: إن فهِمَ قَبلُ كَلامِي وإِلَّا جَلَستُ مِن قَريبٍ. قُلتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، إنَّ الكَلامَ لَيسَ بخَمسٍ ولا سِتٍّ، ولَكِنَّها كَلِمَتانِ. قال: فنَظَرَ إلَيَّ. قال: قُلتُ: هَضْمٌ
(2)
أو قِصاصٌ. قال: فعَقَدَ ثَلاثينَ وقالَ: قالُونْ
(3)
، أرأيتُم ما عَدَدتُم فهو تَحتَ قَدَمَيَّ هاتَينِ
(4)
.
بابُ ما جاءَ في قِتالِ الضَّربِ الأوَّلِ مِن أهلِ الرِّدَّةِ بعدَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
-
قال الشّافِعِيُّ رحمه الله: هُم قَومٌ كَفَروا بعدَ إسلامِهِم مِثلُ طُلَيحَةَ ومُسَيلِمَةَ والعَنسِيِّ وأصحابِهِم
(5)
.
16804 -
أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بن الحُسَينِ القَطّانُ، حَدَّثَنَا أحمدُ بن يوسُفَ، حَدَّثَنَا عبدُ الرَّزّاق، أخبرَنا مَعمَرٌ، عن
(1)
في س، م، وسنن سعيد، والمصنف:"الخيل"، وفي ص 8:"الجبل".
(2)
هضم: أي ترك. ينظر المصباح المنير ص 244 (هـ ض م).
(3)
قالون بلسان الروم: أحسنت. الفتح 1/ 425.
(4)
أخرجه سعيد بن منصور (2949) عن ابن المبارك به، وفيه: سيف بن معاوية بن فلان. وعبد الرزاق (18586) من طريق معمر به.
(5)
الأم 4/ 215.
هَمَّامِ بنِ مُنَبِّهٍ قال: هذا ما حَدَّثَنَا أبو هريرةَ قال: وقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَينَما أنا نائمٌ إذ أُتيتُ بخَزائنِ الأرض، فوُضِعَ في يَدَيَّ سوارَينِ مِن ذَهَبٍ، فكَبُرا عليَّ وأهَمَّانِي، فأُوحِيَ إلَيَّ أَنِ انْفُخْهُما، فنَفَختُهُما فذَهَبا، فَأَوَّلتُهُما الكَذّابَينِ اللَّذَينِ أنا بَينَهُما؛ صاحِبَ صَنعاءَ وصاحِبَ اليَمامَةِ"
(1)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن إسحاقَ بنِ نَصرٍ، ورَواه مُسلِمٌ عن محمدِ بنِ رافِعٍ، كِلاهُما عن عبد الرَّزّاقِ
(2)
.
16805 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حَدَّثَنَا أحمدُ بن عبد الجَبَّار، حَدَّثَنَا يونُسُ بن بُكَيرٍ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ بنِ يَسارٍ قال: أوَّلُ رِدَّةٍ كانَت في العَرَبِ مُسَيلِمَةُ باليَمامَةِ في بَنِي حَنيفَةَ، والأسوَدُ بن كَعبٍ العَنسِيُّ باليَمَنِ في حَياةِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وخَرَجَ طُلَيحَةُ بن خوَيلِدٍ الأسَدِيُّ في بَني أسَدٍ يَدَّعِي النُّبوَّةَ يَسجَعُ لَهُم.
16806 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ بنُ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بن جَعفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعقوبُ بن سُفيانَ، حَدَّثَنَا الحَجَّاجُ بن أبي مَنيعٍ، حَدَّثَنَا جَدِّي، عن الزُّهرِيِّ قال: لَمَّا استَخلَفَ اللَّهُ أبا بكرٍ رضي الله عنه، وارتَدَّ مَنِ ارتَدَّ مِنَ العَرَبِ عن الإِسلامِ؛ خَرَجَ أبو بكرٍ غازيًا، حَتَّى إذا بَلَغَ نَقْعًا
(3)
مِن نَحوِ النَّقيعِ
(4)
خافَ على المَدينَةِ فرَجَعَ، وأَمَّرَ خالِدَ بنَ الوَليدِ بنِ المُغيرَةِ سَيفَ اللهِ ونَدَبَ مَعَه النّاسَ، وأمَرَه أن يَسيرَ في ضاحيَةِ مُضَرَ فيُقاتِلَ مَنِ ارتَدَّ
(1)
المصنّف في الدلائل 5/ 335. وأخرجه أحمد (8249) عن عبد الرزاق به.
(2)
البخاري (4375)، ومسلم (2274/ 22).
(3)
النقع: الماء الناقع، وهو كلّ ماء مستنقع، والجمع أنقع. غريب الحديث لابن الجوزي 2/ 432.
(4)
في م، وابن عساكر:"البقيع". والنقيع: موضع قرب المدينة. معجم البدان 5/ 301.
مِنهُم عن الإِسلامِ، ثُمَّ يَسيرَ إلَى اليَمامَةِ فيُقاتِلَ مُسَيلِمَةَ الكَذّابَ، فسارَ خالِدُ بن الوَليدِ فقاتَلَ طُلَيحَةَ الكَذّابَ الأسَدِيَّ فهَزَمَه اللَّهُ، وكانَ قَدِ اتَّبَعَه عُيَينَةُ بن حِصْنِ بنِ حُذَيفَةَ يَعنِي الفَزارِيَّ، فلَمّا رأى طُلَيحَةُ كَثرَةَ انهِزامِ أصحابِه قال: ويلَكُم ما يَهزِمُكُم؟! قال رَجُلٌ مِنهُم: أنا أُحَدِّثُكَ ما يَهزِمُنا؛ إنَّه لَيسَ مِنّا رَجُلٌ إِلَّا وهو يُحِبُّ أن يَموتَ صاحِبُه قَبلَه، وإِنّا لَنَلقَى قَومًا كُلُّهُم يُحِبُّ أن يَموتَ قبلَ صاحِبِه، وكانَ طُلَيحَةُ شَديدَ البأْسِ في القِتالِ؛ فقَتَلَ طُلَيحَةُ يَومَئذٍ عُكّاشَةَ بنَ مِحصَنٍ وابنَ أقرَمَ، فلَمّا غَلَبَ الحَقُّ طُلَيحَةَ تَرَجَّلَ
(1)
ثُمَّ أسلَمَ، وأهَلَّ بعُمرَةٍ فرَكِبَ يَسيرُ في النّاسِ آمِنًا حَتَّى مَرَّ بِأَبِي بكرٍ رضي الله عنه بالمَدينَة، ثُمَّ
(2)
نَفَذَ إلَى مَكَّةَ فقَضَى عُمرَتَه، ومَضَى خالِدُ بن الوَليدِ قِبَلَ اليَمامَةِ حَتَّى دَنا مِن حَيٍّ مِن بَنِي تَميمٍ، فيهِم مالكُ بن نوَيرَةَ، وكانَ قَد صَدَّقَ قَومَه، فلَمّا توُفِّيَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أمسَكَ الصَّدَقَةَ، فبَعَثَ إلَيه خالِدُ بن الوَليدِ رضي الله عنه سَريَّةً. فذَكَرَ الحديثَ في قَتلِ مالكِ بنِ نوَيرَةَ قال: ومَضَى خالِدٌ قِبَلَ اليَمامَةِ حَتَّى قاتَلَ مُسَيلِمَةَ الكَذّابَ ومَن مَعَه مِن بَنِي حَنيفَةَ، فاستَشهَدَ اللَّهُ مِن أصحابِ خالِدٍ أُناسًا كَثيرًا مِنَ المُهاجِرينَ والأنصارِ، وهَزَمَ اللَّهُ مُسَيلِمَةَ ومَن مَعَه، وقَتَلَ مُسَيلِمَةَ يَومَئذٍ مَولًى مِن مَوالِي قُرَيشٍ يُقالَ له: وحشِيٌّ
(3)
.
16807 -
وأخبرَنا أبو الحُسَينِ بن الفَضل، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بن جَعفَرٍ،
(1)
كتب فوقها في الأصل: "كذا". وسيأتي بلفظ: "ترحل".
(2)
من هنا سقط في المخطوط (س)، وينتهى في (17089).
(3)
أخرجه ابن عساكر 25/ 162، 163 من طريق أبي الحسين به، إلى قوله:"فقضى عمرته". وسيأتي في (16840).
حَدَّثَنَا يَعقوبُ بن سُفيانَ، حَدَّثَنَا زَيدُ بن المُبارَكِ الصَّنعانِيُّ وعيسَى بن محمدٍ المَروَزِيُّ قالا: حَدَّثَنَا محمدُ بن حَسَنٍ
(1)
الصَّنعانِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيمانُ بن وهبٍ، عن النُّعمانِ بنِ بُزُرْجَ
(2)
قال: خَرَجَ أسوَدُ الكَذَّابُ وكانَ رَجُلًا مِن بَنِي عَنْسٍ، وكانَ مَعَه شَيطانانِ يُقالُ لأحَدِهِما: سُحَيقٌ. والآخَرِ: شُقَيقٌ. وكانا يُخبِرانِه بكُلِّ شَئٍ يَحدُثُ مِن أمرِ النَّاس، فسارَ الأسوَدُ حَتَّى أخَذَ ذِمارَ
(3)
. فذَكَرَ قِصَّةً في شأْنِه وتَزَوُّجِه بالمَرزُبانَةِ امرأةِ باذانَ، وأنَّها سَقَته خَمرًا صِرفًا حَتَّى سَكِرَ فدَخَلَ في فِراشِ باذانَ، وكانَ مِن ريشٍ فانقَلَبَ عَلَيه الفِراشُ، ودَخَلَ فيروزُ وخُرَّزاذُ بن بُزُرْجَ
(4)
فأشارَت إلَيهِما المَرأةُ أنَّه في الفِراش، وتَناوَلَ فيروزُ برأسِه ولِحيَتِه فعَصَرَ عُنُقَه فدَقَّها، وطَعَنَه ابنُ بُزُرجَ
(4)
بالخَنجَرِ فشَقَّه مِن تَرْقُوَتِه إلَى عانَتِه، ثُمَّ احتَزَّ رأسَه، وخَرَجوا وأخرَجوا المَرأةَ مَعَهُم وما أحَبُّوا مِن مَتاعِ البَيتِ. ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّة أُخرَى وفيها قُدومُ فيروزَ على أميرِ المُؤمِنينَ عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه، وَإِنَّه قال لِفَيروزَ: كَيفَ قَتَلتَ الكَذَّابَ؟ قال: اللهُ قتلَه يا أميرَ المُؤمِنينَ. قال: نَعَم، ولَكِن أخبِرْنِي. فَقَصَّ عَلَيه القِصَّةَ، ورَجَعَ فيروزُ إلَى اليَمَنِ
(5)
.
(1)
في م: "الحسن".
(2)
في الأصل: "بززج"، وفي ص 8:"بزرخ". وينظر القاموس 1/ 178 (بزرج)، والإصابة 11/ 77، 164.
(3)
ذمار: مدينة بجنوب اليمن لا زالت قائمة بين مأرب وعدن، ويصلها طريق بكل منهما، وهي من بلاد عنس بن مذحج إلى اليوم. المعالم الجغرافية ص 132.
(4)
في الأصل: "بززج"، ص 8:"برزج".
(5)
المصنّف في الدلائل 5/ 335، 336. وأخرجه ابن عساكر 49/ 10 - 16 من طريق أبي الحسين به مطولًا.