الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ مَن قال في المُرتَدِّ: يُستَتابُ مَكانَه، فإِن تابَ وإِلَّا قُتِلَ
استِدلالًا بظاهِرِ ما:
16960 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو الوَليدِ الفَقيهُ، حدثنا أحمدُ بن الحَسَنِ بنِ عبد الجَبّار، حدثنا يَحيَى بن مَعينٍ، حدثنا عبدُ الصَّمَد، عن هِشامٍ، عن قَتادَةَ، عن أنَسٍ، عن ابنِ عباسٍ، أن النَّبِيَّ - صلي الله عليه وسلم - قال:"مَن بَدَّلَ دينَه فاقتُلوه"
(1)
.
وروّيناه عن عِكرِمَةَ عن ابنِ عباسٍ
(2)
. ورُوِّينا مَعناه عن ابنِ مَسعودٍ وعائشَةَ رضي الله عنها عن النَّبِيِّ - صلي الله عليه وسلم -
(3)
.
16961 -
وأخبرَنا أبو نَصرٍ محمدُ بن علي بنِ محمدٍ الفَقيهُ الشِّيرازِيُّ، حدثنا أبو عبد اللهِ محمدُ بن يَعقوبَ الحافظُ، حدثنا محمدُ بن نَصرٍ وجَعفَرُ بن محمدٍ قالا: حدثنا يَحيَى بن يَحيَى قال: قُلتُ لِمالِكٍ: حَدَّثَكَ ابنُ شِهابٍ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ، أن رسولَ اللهِ - صلي الله عليه وسلم - دَخَلَ عامَ الفَتحِ مَكَّةَ وعَلَى رأسِه مِغفَرٌ، فلَمّا نَزَعَه جاءَه رَجُلٌ فقالَ: يا رسولَ اللَّه، ابنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بأستارِ الكَعبَةِ. فقالَ رسولُ اللهِ - صلي الله عليه وسلم -:"اقتُلوه"
(4)
. رَواه
= من كلام جرير، ثم قال: وربما رفعه شريك. وعنده وعند النسائي: إلى أرض الشرك. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (936).
(1)
أخرجه ابن حبان (4475) عن أحمد بن الحسن به. وينظر ما تقدم في (16944).
(2)
تقدم في (16902، 16942)، وسيأتي في (18116).
(3)
ينظر ما تقدم في (16900، 16901).
(4)
تقدم في (9929، 12983، 13503)، وسيأتي في (18714).
مُسلِمٌ في "الصحيح" عن يَحيَى بنِ يَحيَى، وأخرَجَه البخاريُّ مِن وجهٍ آخَرَ عن مالكٍ
(1)
.
16962 -
أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ مِن أصلِه، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بن الحُسَينِ القَطّانُ، حدثنا أبو الأزهَر، حدثنا أحمدُ بن المُفَضَّل، حدثنا أسباطُ بن نَصرٍ قال: زَعَمَ السُّدِّيُّ، عن مُصعَبِ بنِ سَعدٍ، عن أبيه قال: لَمّا كان يَومُ فتحِ مَكَّةَ أمَّنَ رسولُ اللهِ - صلي الله عليه وسلم - النّاسَ إلا أربَعَةَ نَفَرٍ وامرأتَين، وقالَ:"اقتُلوهُم وإن وجَدتُموهُم مُتَعَلِّقينَ بأستارِ الكَعبَةِ". عِكرِمَةُ بن أبي جَهلٍ، وعَبدُ اللَّهِ بن خَطَلٍ، ومِقيَسُ بن صُبابَةَ، وعَبدُ اللَّه بن سَعدِ بنِ أبي سَرْحٍ، فأمّا عبدُ اللَّهِ بن خَطَلٍ فأُدرِكَ وهو مُتَعَلِّقٌ بأستارِ الكَعبَة، فاستَبَقَ إلَيه سعيدُ بن زَيدٍ وعَمّارُ بن ياسِرٍ، فسَبَقَ سعيدٌ عَمّارًا - وكانَ أشَبَّ الرَّجُلَينِ - فقَتَلَه، وأمّا مِقيَسُ بن صُبابَةَ فأدرَكَه النّاسُ في السّوقِ فقَتَلوه، وأمّا عِكرِمَةُ فرَكِبَ البحرَ، فأصابَتهُم عاصِفٌ، فقالَ أصحابُ السَّفينَةِ لأهلِ السَّفينَةِ: أخلِصوا فإِنَّ آلِهَتَكُم لا تُغنِي عَنكُم شَيئًا ههنا. قال عِكرِمَةُ: واللَّهِ لَئن لَم يُنَجِّنِي في البحرِ إلَّا الإخلاصُ لا يُنَجِّينِي في البَرِّ غَيرُه، اللَّهُمَّ إنَّ لَكَ عليّ عَهدًا إن أنتَ عافَيتَنِي مِمّا أنا فيه أنْ آتِيَ محمدًا حَتَّى أضَعَ يَدِي في يَدِه، فلأَجِدَنَّه عَفُوًّا كَريمًا. قال: فجاءَ فأسلَمَ. وأمّا عبدُ اللهِ بن سَعدِ بنِ أبي سَرْحٍ فإِنَّه اختَبَأ
(2)
عِندَ عثمانَ بنِ عَفانَ رضي الله عنه، فلَمّا دَعا رسولُ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - الناسَ إلَى البَيعَةِ جاءَ به حَتَّى
(1)
مسلم (1357)، والبخاري (1846).
(2)
في م: "اختفى".
أوقَفَه على النَّبِيِّ - صلي الله عليه وسلم -، فقالَ: يا رسولَ اللهِ - صلي الله عليه وسلم -، بايِعْ عبدَ اللهِ. قال: فرَفَعَ رأسَه فنَظَرَ إلَيه، ثَلاثًا، كُلَّ ذَلِكَ يأبَى، فبايَعَه بعدَ ثَلاثٍ، ثُمَّ أقبَلَ على أصحابِه فقالَ:"أمَا كان فيكُم رَجُل رَشيدٌ يَقومُ إلَى هذا حينَ رآنِي كَفَفتُ يَدِي عن بَيعَتِه فيقتُلُهُ؟ ". فقالوا: ما يُدرينا يا رسولَ اللَّهِ ما في نَفسِكَ؟ هَلَّا أومأتَ إلَينا بعَينِكَ؟ قال: "إنَّه لا يَنبغِي لِنَبِيٍّ أن تَكونَ له خائنَةُ الأعيُنِ"
(1)
.
16963 -
أخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بن عبد الجَبّار، حدثنا يونُسُ بن بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ قال: إنَّما أمَرَ بابنِ أبي سَرْحٍ لأنَّه كان قَد أسلَمَ وكانَ يَكتُبُ لِرسولِ اللهِ - صلي الله عليه وسلم - الوَحيَ، فرَجَعَ مُشرِكًا ولَحِقَ بمَكَّةَ، وإِنَّما أمَرَ بقَتلِ عبد اللهِ بنِ خَطَلٍ لأنَّه كان مُسلِمًا فبَعَثَه رسولُ اللهِ - صلي الله عليه وسلم - مُصَدِّقًا، وبَعَثَ مَعَه رَجُلًا مِنَ الأنصار، وكانَ مَعَه مَولًى يَخدُمُه وكانَ
(2)
مُسلِمًا، فنَزَلَ مَنزِلًا فأمَرَ المَولَى أن يَذبَحَ تَيسًا ويَصنَعَ له طَعامًا، ونامَ، فاستَيقَظَ ولَم يَصنَعْ له شَيئًا، فعَدا عَلَيه فقَتَلَه، ثُمَّ ارتَدَّ مُشرِكًا، وكانَت له قَيْنَةٌ
(3)
وصاحِبَتُها، فكانَتا تُغَنَيانِ بهِجاءِ رسولِ اللهِ - صلي الله عليهم وسلم -؟ فأمَرَ بقَتلِهِما معه
(4)
.
16964 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن محمدٍ المُقرِئُ، أخبرَنا الحَسَنُ بن محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بن يَعقوبَ القاضِي، حدثنا محمدُ بن
(1)
تقدم في (16946)، وسيأتي في (18815) مخصرًا.
(2)
ليس في: م.
(3)
القينة: المغية. مشارق الأنوار 2/ 197.
(4)
المصنف في الدلائل 5/ 61، 62 مطولًا، وابن إسحاق - كما في سيرة ابن هشام 4/ 409، 410.
أبي بكرٍ، حدثنا يَحيَى بن سعيدٍ، حدثنا قُرَّةُ بن خالِدٍ، حدثنا حُمَيدُ بن هِلالٍ، حدثنا أبو بُردَةَ، عن أبي موسَى قال: أقبَلتُ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ومَعِي رَجُلانِ مِنَ الأشعَريّينَ. فذَكَرَ الحديثَ إلَى أن قال: فبَعَثَه على اليَمَن، ثُمَّ أتبَعَه مُعاذَ بنَ جَبَلٍ، فلَمّا قَدِمَ عَلَيه ألقَى له وِسادَةً وقالَ: انزِلْ. فإِذا عِندَه رَجُلٌ مُوثَقٌ، قال: ما هَذا؟ قال: هذا كان يَهوديًّا فأسلَمَ، ثُمَّ راجَعَ دينَه دينَ السَّوْءِ فتَهَوَّدَ. فقالَ: لا أجلِسُ حَتَّى يُقتَلَ، قَضاءُ اللَّه ورسولِه صلى الله عليه وسلم. قال: نَعَم، اجلِسْ. قال: لا أجلِسُ حَتَّى يُقتَلَ، قَضاءُ اللَّهِ ورسولِه. ثلاثَ مَرّاتٍ، قال: فأَمَرَ به فقُتِلَ
(1)
. أخرَجَه البخاريُّ ومُسلِمٌ في "الصحيح" مِن حَديثِ يَحيَى بنِ سعيدٍ القَطّانِ
(2)
.
16965 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْباريُّ، أخبرَنا أبو بكرِ بن داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا الحَسَنُ بن عليٍّ، حدثنا الحِمّانِيُّ يَعنِي عبدَ الحَميدِ بنَ عبد الرَّحمَن، عن طَلحَةَ بنِ يَحيَى وبُرَيدِ بنِ عبد اللَّهِ بنِ أبي بُردَةَ، عن أبي بُردَةَ، عن أبي موسَى قال: قَدِمَ عليّ مُعاذٌ رضي الله عنه وأنا باليَمَن، ورَجُلٌ كان يَهوديًّا فأسلَمَ فارتَدَّ عن الإِسلام، فلَمّا قَدِمَ مُعاذٌ قال: لا أنزِلُ عن دابَّتِي حَتَّى يُقتَلَ. فقُتِلَ. قال أحَدُهُما. وكانَ قَدِ استُتِيبَ قبلَ ذَلِكَ
(3)
.
16966 -
وأخبرَنا أبو عليٍّ، أخبرَنا أبو بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا محمدُ بن العَلاء، حدثنا حَفصٌ، حدثنا الشَّيبانِيُّ، عن أبي بُردَةَ بهَذِه القِصَّة،
(1)
أخرجه أبو عوانة (7018) عن يوسف بن يعقوب به. وتقدم بتمامه في (16904).
(2)
البخاري (6923)، ومسلم (1733/ 15).
(3)
أبو داود (4355). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3661).
قال: فأُتِيَ أبو موسَى برَجُلٍ قَدِ ارتَدَّ عن الإِسلام، فدَعاه عِشرينَ لَيلَةً أو قَريبًا مِنها، فجاءَ مُعاذ فدَعاه فأبَى، فضَرَبَ عُنُقَه
(1)
.
قال أبو داودَ
(2)
: رَواه عبدُ المَلِكِ بن عُمَيرٍ عن أبي بُردَةَ، لَم يَذكُرْ الاستِتابَةَ. ورَواه ابنُ فُضَيلٍ عن الشَّيبانِيِّ عن سعيدِ بنِ أبي بُردَةَ عن أبيه عن
(3)
أبي موسَى: لَم يَذكُرْ فيه الاستِتابَةَ.
قال الشيخُ رحمه الله: ورُوِّينا عن أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه أنَّه أمَرَ خالِدَ بنَ الوَليدِ حينَ بَعَثَه إلَى مَنِ ارتَدَّ مِنَ العَرَبِ أن يَدعُوَهُم بدِعايَةِ الإِسلام، فمَن أجابَه قَبِلَ ذَلِكَ مِنه، ومَن لَم يُجِبْه إلَى ما دَعاه إلَيه مِنَ الإِسلامِ مِمَّن يَرجِعُ عنه أن يَقتُلَه
(4)
.
16967 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ بنُ بِشْرانَ العَدلُ ببَغدادَ، أخبرَنا إسماعيلُ بن محمدٍ الصَّفارُ، حدثنا سَعدانُ بن نَصرٍ، حدثنا مُعاذُ بن مُعاذٍ، عن ابنِ جُرَيجٍ، عن سُلَيمانَ بنِ موسَى قال: كان عثمانُ بن عَفّانَ رضي الله عنه يَدعو المُرتَدَّ ثلاثَ مِرارٍ، ثُمَّ يَقتُلُه
(5)
.
16968 -
أخبرَنا أبو بكرِ بن الحارِثِ الفَقيهُ، أخبرَنا عليُّ بن عُمَرَ
(1)
أبو داود (4356)، وصححه الألباني في صحح أبي داود (3662).
(2)
أبو داود عقب (4356).
(3)
ليس في: م.
(4)
تقدم في (16933).
(5)
أخرجه ابن شيبة (29468، 33298) عن معاذ بن معاذ به. وعبد الرزاق (18692) عن ابن جريج به.
الحافظُ، حدثنا محمدُ بن أحمدَ بنِ صالِحٍ، حدثنا أحمدُ بن بُدَيلٍ، حدثنا يوسُفُ بن يَعقوبَ الحَضرَمِيُّ، حدثنا عبدُ المَلِكِ بن عُمَيرٍ قال: شَهِدتُ عَليًّا رضي الله عنه وأُتِيَ بأخِي بَنِي عِجْلٍ المُستَورِدِ بنِ قَبيصَةَ تنَصَّرَ بعدَ إسلامِه، فقالَ له عليٌّ رضي الله عنه: ما حُدِّثتُ عَنكَ؟ قال: ما حُدِّثتَ عَنِّي؟ قال: حُدِّثتُ عَنكَ أنَّكَ تنَصَّرتَ. قال: أنا على دينِ المَسيحِ. فقالَ له عليٌّ: وأنا على دينِ المَسيحِ. فقالَ له عليٌّ: ما تَقولُ فيهِ؟ فتَكَلَّمَ بكَلامٍ خَفِيَ عَليَّ، فقالَ عليٌّ: طَئُوه فوُطئَ حَتَّى ماتَ. فقُلتُ لِلَّذِي يَلينِي: ما قالَ؟ قال: قال: المَسيحُ رَبُّه
(1)
.
16969 -
أخبرَنا أبو صالِحِ بنُ أبي طاهِرٍ العَنبَرِيُّ، أخبرَنا جَدِّي يَحيَى بن مَنصورٍ القاضِي، حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بن إسماعيلَ، حدثنا يَحيَى بن دُرُستَ بنِ زيادٍ، حدثنا أبو عَوانَةَ، عن أبي إسحاقَ، عن حارِثَةَ بنِ مُضَرِّبٍ قال: صَلَّيتُ الغَداةَ مَعَ عبد اللَّهِ بنِ مَسعودٍ رضي الله عنه، فلَمّا سَلَّمَ قامَ رَجُلٌ فأخبَرَه أنَّه انتَهَى إلَى مَسجِدِ بَنِي حَنيفَةَ، مَسجِدِ عبد اللهِ بنِ النَّوّاحَة، فسَمِعَ مُؤَذِّنَهُم يَشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ وأنَّ مُسَيلِمَةَ الكَذّابَ رسولُ اللَّه، وأنَّه سَمِعَ أهلَ المَسجِدِ على ذَلِكَ، فقالَ عبدُ اللَّهِ: مَن هاهُنا؟ فوَثَبَ نَفَرٌ، فقالَ: عَلَيَّ بابنِ النَّوّاحَةِ وأصحابِهِ. فجِيءَ بهِم وأنا جالِسٌ، فقالَ عبدُ اللَّهِ بن مَسعودٍ لِعَبدِ اللَّه بنِ النَّوّاحَةِ: أينَ ما كُنتَ تَقرأُ مِنَ القُرآنِ؟ قال: كُنتُ أتَّقيكُم بهِ. قال: فتُبْ. قال: فأبَى. قال: فأمَرَ قَرَظَةَ بنَ كَعبٍ الأنصارِيَّ فأخرَجَه إلَى
(1)
الدارقطني 3/ 111. وينظر ما تقدم في (12594).