الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيما رَواه الحَسَنُ بنُ عمرٍو عن فُضَيلِ بنِ عمرٍو عن إبراهيمَ قال: كانوا يَرَونَ أنَّ مَن شَرِبَ شَرابًا فسَكِرَ مِنه لَم يَصلُحْ له أن يَعودَ فيهِ
(1)
. أخبرَناه أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا الإمامُ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ إسحاقَ، أخبرَنا الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ زيادٍ، حدثنا محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ قال: قال زَكَريّا بنُ عَدِىٍّ: لما قَدِمَ ابنُ المُبارَكِ الكوفَةَ كانَت به عِلَّةٌ، فأتاه وكيعٌ وأصحابُنا والكوفيّونَ، فتَذاكَروا عِندَه حَتَّى بَلَغوا الشَّرابَ، فجَعَلَ ابنُ المُبارَكِ يَحتَجُّ بأحاديثِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم والمُهاجِرينَ والأنصارِ مِن أهلِ المَدينَةِ، قالوا: لا، ولَكِن مِن حَديثِنا. فقالَ ابنُ المُبارَكِ: أخبرَنا الحَسَنُ بنُ عمرٍو الفُقَيمِىُّ عن فُضَيلِ بنِ عمرٍو عن إبراهيمَ قال: كانوا يَقولونَ: إذا سَكِرَ مِن شَرابٍ لَم يَحِلَّ له أن يَعودَ فيه أبَدًا. فنَكَّسوا رُءوسَهُم، فقالَ ابنُ المُبارَكِ لِلَّذِى يَليه: رأيتَ أعجَبَ مِن هَؤُلاءِ؟! أُحَدِّثُهُم عن رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وعن أصحابِه والتّابِعينَ فلَم يعبَئُوا به، وأذكُرُ عن إبراهيمَ فنَكَّسوا رُءوسَهُم
(2)
!
بابُ ما جاءَ في صِفَةِ نَبيذِهِمُ الَّذِى كانوا يَشرَبونَه في حَديثِ أنَسِ بنِ مالكٍ وغَيرِه عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابِهِ
17484 -
أمّا حَديثُ أنَسٍ: فأخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو، أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الصَّفّارُ، حدثنا أحمدُ بنُ محمدٍ البِرْتِىُّ القاضِى، حدثنا عَفّانُ (ح) وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو سعيدٍ أحمدُ بنُ يَعقوبَ الثَّقَفِىُّ،
(1)
أخرجه النسائي (5763) من طريق الحسن بن عمرو به. وقال الألباني في صحيح النسائي (5303): صحيح الإسناد ومقطوع.
(2)
المصنف في المعرفة (5226).
حدثنا الحَسَنُ بنُ المُثَنَّى العَنْبَرِىُّ، [حدثنا عَفّانُ]
(1)
، حدثنا حَمّادُ بنُ سلمةَ، عن ثابِتٍ، عن أنَسٍ قال: لَقَد سَقَيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بقَدَحِى هذا الشَّرابَ كُلَّه؛ العَسَلَ والنَّبيذَ والماءَ واللَّبَنَ
(2)
. رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن أبي بكرِ ابنِ أبي شَيبَةَ عن عَفّانَ
(3)
.
17485 -
وأمّا الرِّوايَةُ فيه عن عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه: فأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا الحَسَنُ بنُ مُكرَمٍ، حدثنا أبو النَّضرِ، حدثنا أبو خَيثَمَةَ، حدثنا أبو إسحاقَ، عن عمرِو بنِ مَيمونٍ قال: قال عُمَرُ رضي الله عنه: إنّا لَنَشرَبُ مِنَ النَّبيذِ نَبيذًا يَقطَعُ لُحومَ الإبِلِ في بُطونِنا مِن أن تُؤذيَنا
(4)
.
17486 -
وأمّا الصِّفَةُ ففيما حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ فُورَكَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يونُسُ بنُ حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا القاسِمُ بنُ الفَضلِ (ح) وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا عِمرانُ بنُ موسَى، حدثنا شَيبانُ بنُ فرّوخَ، حدثنا القاسِمُ، حدثنا ثُمامَةُ بنُ حَزْنٍ القُشَيرِىُّ قال: لَقيتُ عائشَةَ رضي الله عنها فسألتُها عن النَّبيذِ، فدَعَت عائشَةُ جاريَةً حَبَشيَّةً فقالَت: سَلْ هذه؛ إنَّها كانَت تَنبِذُ
(1)
ليس في: م.
(2)
أخرجه أحمد (13581) من طريق عفان به، وليس فيه:"النبيذ". والنسائي (5769) من طريق حماد به.
(3)
مسلم (2008/ 89).
(4)
أخرجه ابن أبي شيبة (24227)، والدارقطني 4/ 260 من طريق أبى إسحاق.
لِرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فقالَتِ الحَبَشيَّةُ: كُنتُ أنبِذُ له في سِقاءٍ مِنَ اللَّيلِ، وأُوكِيه وأُعَلِّقُه، فإِذا أصبَحَ شَرِبَ مِنه
(1)
. لَفظُ حَديثِ شَيبانَ، رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن شَيبانَ بنِ فرّوخَ
(2)
.
17487 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ شاذانَ ومُحَمَّدُ بنُ النَّضْرِ، قال ابنُ النَّضرِ: أخبرَنا. وقالَ ابنُ شاذانَ: حدثنا محمدُ بنُ المُثَنَّى، حدثنا عبدُ الوَهّابِ بنُ عبدِ المَجيدِ، عن يونُسَ، عن الحَسَنِ، عن أُمِّه، عن عائشَةَ رضي الله عنها قالَت: كُنّا نَنبِذُ لِرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في سِقاءٍ وُكِىَ أعلَاه ولَه عَزْلاءُ
(3)
، نَنبِذُ غُدوَةً فيَشرَبُه عِشاءً، ونَنبِذُ عِشاءً فيَشرَبُه غُدوَةً
(4)
. رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ مثنَّى
(5)
.
17488 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارىُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا مُسَدَّد، حدثنا المُعتَمِرُ قال: سَمِعتُ شَبيبَ بنَ عبدِ المَلِكِ يُحَدِّثُ، عن مُقاتِلِ بنِ حَيّانَ قال: حَدَّثَتْنِى عَمْرَةُ، عن عائشَةَ رضي الله عنها، أنَّها كانَت تَنبِذُ لِرسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم غُدوَةً، فإِذا كان مِنَ العَشِىِّ فتَعَشَّى شَرِبَ على عَشائِه،
(1)
الطيالسي (1635). وأخرجه أحمد (25058)، والنسائى (5654) من طريق القاسم به.
(2)
مسلم (2005/ 84).
(3)
عَزْلاء: فم المزادة الأسفل. كشف المشكل من حديث الصحيحين 1/ 303.
(4)
أخرجه أبو داود (3711)، والترمذي (1871)، وابن حبان (5385) من طريق محمد بن المثنى به. وتقدم في (33).
(5)
مسلم (2005/ 85).
فإِن فضَلَ شَئٌ صَبَبْتُه أو فرَّغتُه، ثُمَّ تَنبِذُ له باللَّيلِ فإِذا أصبَحَ تَغَدَّى فشَرِبَ على غَدائِه. قالَت: نَغسِلُ السِّقاءَ غُدوَةً وعَشيَّةً. فقالَ لها أَبى: مَرَّتَينِ في يَومٍ؟ قالَت: نَعَم
(1)
.
17489 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو بكرِ ابنُ الحَسَنِ القاضِى وأبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو قالوا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا العباسُ بنُ محمدٍ الدّورِىُّ، حدثنا يوسُفُ بنُ مَروانَ النَّسائىُّ، حدثنا عُبَيدُ اللهِ بنُ عمرٍو الرَّقِّىُّ، عن زَيدِ بنِ أبي أُنَيسَةَ، عن يَحيَى بنِ عُبَيدٍ النَّخَعِىِّ، عن ابنِ عباسٍ قال: أتاه قَومٌ. فذَكَرَ الحديثَ قال: ثُمَّ سأَلوه عن النَّبيذِ. فقالَ: خَرَجَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ، فرَجَعَ مِن سَفَرِه وأُناسٌ مِن أصحابِه قَدِ انتَبَذوا نَبيذًا لهم في نَقيرٍ وحَنَاتِمَ ودُبّاءٍ، فأمَرَ بها فأُهْريقَتْ. قال: فأمَرَ بسِقاءٍ فجُعِلَ فيه زَبيبٌ وماءٌ، فكانَ يُنبَذُ له مِنَ اللَّيلِ فيُصبِحُ فيَشرَبُ يَومَه ذَلِكَ ولَيلَتَه التي يَستَقبِلُ، ومِنَ الغَدِ حَتَّى يُمسِىَ، فإِذا أمسَى شَرِبَ مِنه وسَقَى، فإِذا أصبَحَ فيه شَئٌ أمَرَ به فأُهْريقَ
(2)
. رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ أحمدَ بنِ أبي خَلَفٍ عن زَكَريّا بنِ عَدِى عن عُبَيدِ اللهِ بنِ عمرٍو
(3)
.
17490 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو الفَضلِ ابنُ إبراهيمَ، حدثنا أحمدُ بنُ سلمةَ، حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ، أخبرَنا جَريرٌ،
(1)
أبو داود (3712). وأخرجه أحمد (24930) من طريق المعتمر به.
(2)
أخرجه ابن حبان (5386) من طريق عبيد الله بن عمرو به. وتقدم طرف منه في (17456).
(3)
مسلم (2004/ 83).
عن الأعمَشِ، عن يَحيَى بنِ عُبَيدٍ أبى عُمَرَ البَهْرانِىِّ، عن ابنِ عباسٍ قال: كان رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُنبَذُ له الزَّبيبُ مِنَ اللَّيلِ في السِّقاءِ، فإِذا أصبَحَ شَرِبَه يَومَه ولَيلَتَه ومِنَ الغَدِ، فإِذا كان مَساءُ الثّالِثِ شَرِبَه أو سَقاه الخَدَمَ، فإِن فضَلَ شَئٌ أهْرَاقَه
(1)
. رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن إسحاقَ بنِ إبراهيمَ
(2)
.
17491 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الحُسَينُ بنُ محمدٍ الرُّوذْبارىُّ الطّوسِىُّ بها، أخبرَنا أبو النَّضرِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ يوسُفَ الفَقيهُ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارمىُّ، حدثنا سعيدُ ابنُ أبي مَريَمَ، حدثنا أبو غَسّانَ، حَدَّثَنِى أبو حازِمٍ، عن سَهلِ بنِ سَعدٍ، أنَّه لما عَرَّسَ أبو أُسَيدٍ دَعا النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم وأصحابَه، فما صَنَعَ لَهُم طَعامًا ولا قَرَّبَه إلَيهِم إلَّا امرأتُه أُمُّ أُسَيدٍ، وبَلَّت تَمَراتٍ مِنَ اللَّيلِ في تَوْرٍ مِن حِجارَةٍ، فلَمّا فرَغَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الطَّعامِ أَمَاثَته
(3)
فسَقَتْه
(4)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن سعيدِ ابنِ أبي مَريَمَ، ورَواه مُسلِمٌ عن محمدِ بنِ سَهلِ بنِ عَسكَرٍ عن ابنِ أبي مَريَمَ
(5)
.
17492 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارىُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا
(1)
المصنف في المعرفة (5224). وأخرجه أحمد (1963)، وأبو داود (3713)، والنسائى (5755) من طريق الأعمش به. وابن ماجه (3399) من طريق يحيى بن عبيد به.
(2)
مسلم (2004/ 81، 82).
(3)
أمانته: عصرته وصفته. تفسير غريب ما في الصحيحين ص 47.
(4)
أخرجه أحمد (16062)، والنسائي في الكبرى (6623)، وابن ماجه (1912) من طريق أبى حازم به بنحوه.
(5)
البخاري (5182)، ومسلم (2006/ 87).
أبو داودَ، حدثنا عيسَى بنُ محمدٍ، حدثنا ضمْرَةُ، عن السَّيْبانىِّ
(1)
، عن عبدِ اللهِ الدَّيلَمِىِّ
(2)
، عن أبيه قال: أتَينا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقُلنا: يا رسولَ اللَّهِ، قَد عَلِمتَ مَن نَحنُ ومِن أينَ نَحنُ، فإِلَى مَن نَحنُ؟ قال:"إلَى اللَّهِ عز وجل وإِلَى رسولِه". فقُلنا: يا رسولَ اللهِ، إنَّ لَنا أعنابًا ما نَصنَعُ بها؟ قال:"زَبِّبوها". قُلنا: ما نَصنَعُ بالزَّبيبِ؟ قال: "انبِذوه على غَدائِكُم واشرَبوه على عَشائِكُم، وانبِذوه على عَشائِكُم واشرَبوه على غَدائِكُم، وانبِذوه في الشِّنانِ ولا تَنبِذوه في القُلَلِ
(3)
؛ فإِنَّه إذا تأخَّرَ عن عَصْرِه صارَ خَلًّا"
(4)
.
17493 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ ابنُ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ، حدثنا أبو حَصِينٍ محمدُ بنُ الحُسَينِ، حدثنا علىُّ بنُ حَكيمٍ الأَوْدِىُّ، حدثنا شَريكٌ، عن مِسْعَرٍ، عن موسَى بنِ عبدِ اللهِ بنِ يَزيدَ الأنصارِىِّ، عن عائشَةَ رضي الله عنها قالَت: كُنتُ إذا اشتَدَّ نَبيذُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جَعَلتُ فيه زَبيبًا يَلتَقِطُ حُموضَتَه
(5)
.
قال الشيخُ: وعَلَى مِثلِ هذه الصِّفَةِ كان نَبيذُ عُمَرَ بنِ الخطابِ وغَيرِه مِنَ
(1)
في م: "الشيبانى". وهو يحيى بن أبي عمرو السَّيْبانى، ينظر الإكمال لابن ماكولا 5/ 111، وتهذيب الكمال 31/ 480.
(2)
في م: "ابن الديلمي". وينظر تهذيب الكمال 15/ 435.
(3)
الشنان: الأسقية من الأدم وغيرها، واحدها شن، وأكثر ما يقال ذلك في الجلد الرقيق أو البالى من الجلود، والقلل: الجِرار الكبار، واحدتها قلة. النهاية 2/ 506، ومعالم السنن 4/ 271.
(4)
أبو داود (3710). وأخرجه النسائي (5752) من طريق عيسى بن محمد به. وأحمد (18042) من طريق يحيى بن أبي عمرو السَّيْبانى به. وقال الألباني في صحيح أبي داود (3154): حسن صحيح.
(5)
سيأتي في (17526) بزيادة في إسناده.
الصَّحابَةِ رضي الله عنهم، ألا تَرَى أن عُمَرَ رضي الله عنه إنَّما أحَلَّ الطِّلاءَ حينَ ذَهَبَ سَكَرُه وشَرُّه وحَظُّ شَيطانِهِ.
17494 -
وذَلِكَ فيما أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِىُّ، أخبرَنا مالكٌ، عن داودَ بنِ الحُصَينِ، عن واقِدِ بنِ عمرِو بنِ سَعدِ بنِ مُعاذٍ وعن سلمةَ بنِ عَوفِ بنِ سَلامَةَ أخبَراه، عن مَحمودِ بنِ لَبيدٍ الأنصارِىِّ، أن عُمَرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه حينَ قَدِمَ الشّامَ فشَكا إلَيه أهلُ الشّامِ وباءَ الأرضِ وثِقَلَها، وقالوا: لا يُصلِحُنا إلا هذا الشَّرابُ. فَقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: اشرَبوا العَسَلَ. فقالوا: لا يُصلِحُنا العَسَلُ. فقالَ رِجالٌ مِن أهلِ الأرضِ: هَل لَكَ أن نَجعَلَ لَكَ مِن هذا الشَّرابِ شَيئًا لا يُسكِرُ؟ فقالَ: نَعَم. فطَبَخوه حَتَّى ذَهَبَ مِنه الثُّلُثانِ وبَقِىَ الثُّلُثُ، فأتَوا به عُمَرَ رضي الله عنه، فأدخَلَ عُمَرُ رضي الله عنه فيه إصبَعَه ثُمَّ رَفَعَ يَدَه فتَبِعَها يَتَمَطَّطُ
(1)
فقالَ: هذا الطِّلاءُ، هذا مِثلُ طِلاءِ الإبِلِ. فأمَرَهُم عُمَرُ رضي الله عنه أن يَشرَبوه، فقالَ له عُبادَةُ بنُ الصّامِتِ: أحلَلْتَها واللَّهِ. فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: كَلَّا واللَّهِ، اللَّهُمَّ إنِّي لا أُحِلُّ لَهُم شَيئًا حَرَّمتَه عَلَيهِم، ولا أُحَرِّمُ عَلَيهِم شَيئًا أحلَلْتَه لَهُم
(2)
.
17495 -
أخبرَنا أبو حازِمٍ الحافظُ، أخبرَنا أبو الفَضلِ ابنُ خَميرُويَه، أخبرَنا أحمدُ بنُ نَجْدَةَ، حدثنا سعيدُ بنُ مَنصورٍ، حدثنا إسماعيلُ بنُ
(1)
يتمطط: أي يتمدد. مشارق الأنوار 1/ 378.
(2)
المصنف في المعرفة (5213)، والشافعي 6/ 180، ومالك 2/ 847.
إبراهيمَ، حدثنا هِشامُ بنُ حَسّانَ، عن محمدِ بنِ سيرينَ، عن عبدِ اللهِ بنِ يَزيدَ الخَطْمِىِّ قال: كَتَبَ عُمَرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه: أنِ اطبُخوا شَرابَكُم حَتَّى يَذهَبَ نَصيبُ الشَّيطانِ مِنه، فإِنَّ لِلشَّيطانِ اثنَينِ ولَكُم واحِدَةً
(1)
.
17496 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ، أخبرَنا أبو الحُسَينِ الجَوْزِىُّ، حدثنا ابنُ أبي الدُّنيا، حدثنا أبو خَيثَمَةَ، حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ مَهدِىٍّ، عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، عن زَيدِ بنِ أسلَمَ، عن أبيه قال: كان النَّبيذُ الَّذِى يَشرَبُ عُمَرُ رضي الله عنه كان يُنقَعُ له الزَّبيبُ غُدوَةً فيَشرَبُه عَشيَّةً، ويُنقَعُ له عَشيَّةً فيَشرَبُه غُدوَةً، ولا يُجعَلُ فيه دُردِىٌّ
(2)
.
17497 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ والحَسَنُ بنُ مُكرَمٍ قالا: حدثنا عثمانُ بنُ عُمَرَ، أخبرَنا شُعبَةُ، عن أبي حَمزَةَ جارِهِم قال: سَمِعتُ هِلالَ المازِنِىَّ يُحَدِّثُ، عن سوَيدِ بنِ مُقَرِّنٍ قال: أتَيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بجَرَّةٍ فيها نَبيذٌ فنَهانِى عنه فكَسَرتُها. قال: وقالَ سوَيدٌ: انتَبِذْ أوَّلَ اللَّيلِ واشرَبْه آخِرَ اللَّيلِ، وانتَبِذْ أوَّلَ النَّهارِ واشرَبْه آخِرَ النَّهارِ
(3)
. لَفظُ حَديثِ الصَّغانِىِّ، وفِي رِوايَةِ الحَسَنِ قال: عن هِلالٍ المازِنِىِّ.
(1)
أخرجه النسائي (5733) من طريق هشام به. وصححه الألباني في صحيح النسائي (5275).
(2)
الدُّرْدِى: الخميرة التي تترك على العصير والنبيذ ليتخمر. التاج 8/ 70 (درد).
والأثر عند ابن أبي الدنيا في ذم المسكر (32). وأخرجه الدارقطني 4/ 259 من طريق عبد الرحمن بن مهدى به.
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة (24158)، ومن طريقه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثانى (1084)، وأحمد (15704، 23743) من طريق شعبة به، وفى الموضع الأول عن أحمد لم يسم المازنى.