الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأبو سعيدِ بن أبي عمرٍو قالا: حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حَدَّثَنَا محمدُ بن إسحاقَ، حَدَّثَنَا أبو الجَوّاب، حَدَّثَنَا عَمّارٌ، عن سلمةَ بنِ كُهَيلٍ، عن أبي الزَّعراء، عن عليٍّ رضي الله عنه أنَّه كان إذا أخَذَ اللِّصَّ قَطَعَه ثُمَّ حَسَمَه ثُمَّ ألقاه في السِّجن، فإِذا بَرَءُوا وأرادَ أن يُخرِجَهُم فقالَ: ارفَعوا أيديَكُم إلَى اللَّهِ. كأنِّي أنظُرُ إلَيها كأنَّها أُيُورُ الحُمُر، فيَقولُ: مَن قَطَعَكُم؟ فيَقولونَ: عليٌّ. فيَقولُ: اللَّهمَّ صَدَقوا، فيكَ قَطَعتُهُم، وفيكَ أرسَلتُهُم
(1)
.
قال عليُّ بن المَدينِيِّ في الإِسنادِ الأوَّلِ: والحَديثُ عِندِي حَديثُ ابنِ أبجَرَ.
قال الشيخُ رحمه الله: وكأنَّه كان يأمُرُ بتَعَهُّدِهِم حَتَّى يَبرَءوا لا أنَّه كان يَحبِسُهُم تَعزيرًا؛ فقَد رَوَى سفيانُ الثَّورِيُّ عن محمدِ بنِ إسحاقَ عن أبي جَعفَرٍ أن عَليًّا رضي الله عنه قال: حَبسُ الإمامِ بعدَ إقامَةِ الحَدِّ ظُلمٌ
(2)
.
بابُ السارِقِ يَعودُ فيَسرِقُ ثانيًا وثالِثًا ورابِعًا
17338 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بن عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حَدَّثَنَا ابنُ ناجيَةَ، حَدَّثَنَا محمدُ بن بَكّارٍ، حَدَّثَنَا أبو مَعشَرٍ، عن مُصعَبِ بنِ ثابِتٍ (ح) وأخبرَنا أبو بكرِ بن الحارِثِ الأصبَهانِيُّ، أخبرَنا أبو محمدِ بن حَيّانَ، حَدَّثَنِي خَليلُ بن أبي رافِعٍ، حَدَّثَنَا محمدُ بن عبدِ اللَّهِ بنِ عُبَيدِ بنِ عَقيلٍ، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا مُصعَبٌ (ح) وأخبرَنا
(1)
أخرجه الحربى في غريب الحديث 2/ 774 من طريق عمار به.
(2)
أخرجه عبد الرزاق (18269) عن الثورى عن محمد بن قيس عن أبي جعفر من قوله.
أبو عليٍّ الرُّوذْباريُّ، أخبرَنا أبو بكرِ بن داسَةَ، حَدَّثَنَا أبو داودَ، حَدَّثَنَا محمدُ بن عبد اللهِ بنِ عُبَيدِ بنِ عَقيلٍ الهِلالِيُّ، حَدَّثَنَا جَدِّي، عن مُصعَبِ بنِ ثابِتِ بنِ عبد اللهِ بنِ الزُّبَير، عن محمدِ بنِ المُنكَدِر، عن جابِرِ بنِ عبد اللهِ قال: جِيءَ بسارِقٍ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: "اقتُلوه". فقالوا: يا رسولَ اللهِ إنَّما سَرَقَ. فقالَ: "اقطَعوه". فقُطِعَ، ثُمَّ جِيءَ به الثّانيَةَ فقالَ:"اقتُلوه". قالوا: يا رسولَ اللهِ إنَّما سَرَقَ. قال: "اقطَعوه". قال: فقُطِعَ، ثُمَّ جِيءَ به الثَّالِثَةَ فقالَ:"اقتُلوه". فقالوا: يا رسولَ اللهِ إنَّما سَرَقَ. قال: "اقطَعوه". ثُمَّ أُتِيَ بهِ الرَّابِعَةَ فقالَ: "اقتُلوه". فقالوا: يا رسولَ اللهِ إنَّما سَرَقَ. قال: "اقطَعوه". فأُتِيَ به الخامِسَةَ فقالَ: "اقتُلوه". قال جابِر: فانطَلَقنا به فقَتَلناه ثُمَّ اجتَرَرناه فألقَيناه في بئرٍ ورَمَينا عَلَيه الحِجارَةَ. لَفظُ حَديثِ أبي داودَ، وفِي رِوايَةِ أبي مَعشَرٍ في المَرَّةِ الأولَى قال: إنَّه سَرَقَ يا رسولَ اللهِ. قال: "اقطَعوا يَدَه". وقالَ في المَرَّةِ الثَّانيَةِ بعدَ هذا القَولِ: "اقطَعوا رِجلَه". وفِي المَرَّةِ الثّالِثَةِ: "اقطَعوا يَدَه". وفِي المَرَّةِ الرَّابِعَةِ: "اقطَعوا رِجلَه". وَقالَ في المَرَّةِ الخامِسَةِ: قال: "أَلَم أقُل لَكُمُ: اقتُلوه اقتُلوه". قال: فمَرَرنا به إلَى مِربَدِ النَّعَمِ فحَمَلنا عَلَيه النَّعَمَ فشالَ بيَدَيه ورِجلَيه
(1)
حَتَّى نَفَرَت مِنه الإِبِلُ. قال: فعَلَوناه بالحِجارَةِ حَتَّى قَتَلناه
(2)
.
(1)
شال بيديه ورجليه: رفعهما. ينظر التاج (ش و ل).
(2)
المصنّف في الصغرى (3361)، والمعرفة (5174)، وأبو داود (4410). وأخرجه النسائي (4993)، والطبراني في الأوسط (1706) من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل به. قال الذهبي 7/ 3411: ما أنكره! ومصعب ضعفه أحمد وابن معين. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3710).
17339 -
وأخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو النَّضرِ محمدُ بن محمدِ بنِ يوسُفَ الفَقيهُ، حَدَّثَنَا صالِحُ بن محمدِ بنِ حَبيبٍ الحافظُ، حَدَّثَنَا أبو موسَى إسحاقُ بن موسَى الأنصارِيُّ، حَدَّثَنَا عاصِمُ بن عبد العَزيزِ الأشجَعِيُّ، عن مُصعَبِ بنِ ثابِتٍ، عن محمدِ بنِ المُنكَدِر، عن جابِرٍ قال: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بسارِقٍ فأمَرَ بقَطعِ يَدِه، ثُمَّ أُتِيَ به قَد سَرَقَ فأمَرَ به فقُطِعَ رِجلُه، ثُمَّ أُتِيَ به بَعدُ وقَد سَرَقَ فأمَرَ بقَطعِ يَدِه اليُسرَى، ثُمَّ أُتِيَ به قَد سَرَقَ فأمَرَ بقَطعِ رِجلِه اليُمنَى، ثُمَّ أُتِيَ به قَد سَرَقَ فأمَرَ بقَتلِهِ
(1)
.
وقَد رُوِيَ هذا الحَديثُ عن هِشامِ بنِ عُروةَ ومُحَمَّدِ بنِ أبي حُمَيدٍ عن ابنِ المُنكَدِرِ
(2)
.
17340 -
وفيما أنبأنِي أبو عبد اللَّهِ الحافظُ إجازَةً فيما لَم يُملِ مِن كِتابِ "المستدرك": حَدَّثَنِي أبو بكرٍ محمدُ بن أحمدَ بنِ بالُويَه، حَدَّثَنَا إسحاقُ بن الحَسَنِ الحَربِيُّ، حَدَّثَنَا عَفّانُ بن مسلمٍ، حَدَّثَنَا حَمّادُ بن سلمةَ، حَدَّثَنَا يوسُفُ بن سَعدٍ، عن الحارِثِ بنِ حاطِبٍ، أن رَجُلًا سَرَقَ على عَهدِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأُتِيَ به النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقالَ:"اقتُلوه". فقالوا: إنَّما سَرَقَ. قال: "فاقطَعوه". ثُمَّ سَرَقَ أيضًا فقُطِعَ، ثُمَّ سَرَقَ على عَهدِ أبي بكرٍ رضي الله عنه
(1)
أخرجه المصنّف في الصغرى عقب (3361) من طريق عاصم بن عبد العزيز الأشجعى به. قال الذهبي 7/ 3412: وعاصم ليس بحجة.
(2)
أخرجه الدارقطني 3/ 180، 181 من طريق هشام بن عروة به. والمصنف في المعرفة عقب (1084) من طريق محمد بن أبي حميد به.
فقُطِعَ، ثُمَّ سَرَقَ فقُطِعَ، حَتَّى قُطِعَت قَوائمُه، ثُمَّ سَرَقَ الخامِسَةَ، فقالَ أبو بكرٍ رضي الله عنه: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أعلَمَ بهَذا حينَ أمَرَ بقَتلِه، اذهَبوا به فاقتُلوه. فدُفِعَ إلَى فِتيَةٍ مِن قُرَيشٍ فيهِم عبدُ اللهِ بن الزُّبَير، فقالَ عبدُ اللهِ بن الزُّبَيرِ: أمِّرونِي عَلَيكُم. فأمَّروه، فكانَ إذا ضَرَبَه ضَرَبوه حَتَّى قَتَلوه
(1)
.
تابَعَه إسحاقُ الحَنظَلِيُّ عن النَّضرِ بنِ شُمَيلٍ عن حَمَّادِ بنِ سلمةَ عن يوسُفَ بنِ سَعدٍ
(2)
.
17341 -
وأخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بن عُبَيدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الحارِثُ بن أبي أُسامَةَ، حَدَّثَنَا عبدُ الوَهَّابِ بن عَطاءٍ، أخبرَنِي ابنُ جُرَيجٍ، عن عبد اللهِ بنِ أبي أُمَيَّةَ، عن عبد اللهِ بنِ الحارِثِ بنِ أبي رَبيعَةَ قال: أُتِيَ بالسَّارِقِ فقالوا: يا رسولَ الله، هذا غُلام لأيتامٍ مِنَ الأنصار، واللهِ ما نَعلَمُ لَهُم مالًا غَيرَه. فتَرَكَه، ثُمَّ أُتِيَ به الثّانيَةَ فتَرَكَه، ثُمَّ أُتِيَ به الثَّالِثَةَ فتَرَكَه، ثُمَّ أُتِيَ به الرَّابِعَةَ فتَرَكَه، ثُمَّ أُتِيَ به الخامِسَةَ فقَطَعَ يَدَه، ثُمَّ أُتِيَ به السَّادِسَةَ فقَطَعَ رِجلَه، ثُمَّ أُتِيَ به السَّابِعَةَ فقَطَعَ يَدَه، ثُمَّ أُتِيَ به الثامِنَةَ فقَطَعَ رِجلَه. كَذا وجَدتُه في كِتابِي.
وقالَ حَمَّادُ بن مَسعَدَةَ: عن ابنِ جُرَيجٍ عن عبد اللهِ بنِ أبي أُمَيَّةَ، عن الحارِثِ بنِ عبد اللهِ بنِ أبي رَبيعَةَ. وهو أصَحُّ، وهو مُرسَلٌ حَسَنٌ بإِسنادٍ
(1)
الحاكم 4/ 382. وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثانى (784)، والطبراني (3408) من طريق حماد بن سلمة به.
(2)
أخرجه النسائي (4992) من طريق النضر بن شميل به. وأنكره الألباني في ضعيف النسائي (370).
صَحيحٍ. أخرَجَه أبو داودَ في "المراسيل" عن محمدِ بنِ سُلَيمانَ الأنبارِيِّ عن حَمّادِ بنِ مَسعَدَةَ
(1)
.
ورَواه إسحاقُ الحَنظَلِيُّ عن عبد الرَّزّاقِ عن ابنِ جُرَيجٍ عن عبد رَبِّه بنِ أبي أُمَيَّةَ، أن الحارِثَ بنَ عبد اللَّهِ بنِ أبي رَبيعَةَ وابنَ سابِطٍ الأحوَلَ حَدَّثاه أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُى بعَبدٍ. فذَكَرَ مَعناه
(2)
.
وكأنَّه لَم يَرَ بُلوغَه في المَرّاتِ الأربَع، أو لَم يَرَ سَرِقَتَه بَلَغَت ما يوجِبُ القَطعَ، ثُمَّ رآها توجِبُه في المَرّاتِ الأُخَرِ فأمَرَ بالقَطع، وهَذا المُرسَلُ يُقَوِّي المَوصولَ قَبلَه، ويُقَوِّي قَولَ مَن وافَقَه مِنَ الصَّحابَةِ رضي الله عنهم.
17342 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا بنُ أبي إسحاقَ، حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بن سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ، أخبرَنا مالك، عن عبد الرَّحمَنِ بنِ القاسِم، عن أبيه، أن رَجُلًا مِن أهلِ اليَمَنِ أقطَعَ اليَدِ والرِّجلِ قَدِمَ على أبي بكرٍ الصِّدّيقِ رضي الله عنه، فشَكا إلَيه أن عامِلَ اليَمَنِ ظَلَمَه، وكانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيلِ فيَقولُ أبو بكرٍ رضي الله عنه: وأبيكَ ما لَيلُكَ بلَيلِ سارِقٍ. ثُمَّ إنَّهُمُ افتَقَدوا حُلِيًّا لأسماءَ بنتِ عُمَيسٍ رضي الله عنهما امرأةِ أبي بكرٍ رضي الله عنه، فجَعَلَ الرَّجُلُ يَطوفُ مَعَهُم ويَقولُ: اللَّهمَّ عَلَيكَ بمَن بَيَّتَ أهلَ هذا البَيتِ الصّالِحِ. فوَجَدوا الحُلِيَّ عِندَ صائغٍ وأنَّ الأقطَعَ جاءَ
(1)
أبو داود في المراسيل (247) وعنده: عبد ربه بن أبي أمية. وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2132) من طريق حماد بن مسعدة، وعنده: عبد الكريم بن أبي أمية.
(2)
عبد الرزاق (18980). وأخرجه ابن أبي شيبة (28733) من طريق ابن جريجٍ به.
به، فاعتَرَفَ الأقطَعُ أو شُهِدَ عَلَيه، فأمَرَ به أبو بكرٍ رضي الله عنه فقُطِعَت يَدُه اليُسرَى، وقالَ أبو بكرٍ رضي الله عنه: واللهِ لَدُعاؤُه على نَفسِه أشَدُّ عِندِي مِن سَرِقَتِهِ
(1)
.
17343 -
أخبرَنا أبو عبد الرَّحمَنِ السُّلَمِيُّ وأبو بكرِ بن الحارِثِ الأصبَهانِيُّ قالا: أخبرَنا عليُّ بن عُمَرَ الحافظُ، حَدَّثَنَا عبدُ اللَّهِ بن جَعفَرِ بنِ خُشَيشٍ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بن جُنادَةَ، حَدَّثَنَا وكيعٌ، حَدَّثَنَا سفيانُ، عن عبد الرَّحمَنِ بنِ القاسِم، عن أبيه، أن أبا بكرٍ رضي الله عنه أرادَ أن يَقطَعَ رَجُلًا بعدَ اليَدِ والرجل، فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: السُّنَّةُ اليَدُ
(2)
.
قَولُ عُمَرَ رضي الله عنه: السُّنَّةُ اليَدُ. يُشبِهُ أن يَكونَ عَرَفَ فيه سُنَّةَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
17344 -
أخبرَنا أبو حازِمٍ الحافظُ وأبو نَصرِ بنُ قَتادَةَ الأنصارِيُّ قالا: حَدَّثَنَا أبو الفَضلِ بنُ خَميرُويَه، أخبرَنا أحمدُ بن نَجدَةَ، حَدَّثَنَا سعيدُ بن مَنصورٍ، حَدَّثَنَا عبدُ الرَّحمَنِ بن أبي الزِّناد، عن موسَى بنِ عُقبَةَ، عن نافِعٍ، عن صَفيَّةَ بنتِ أبي عُبَيدٍ، أن رَجُلًا سَرَقَ على عَهدِ أبي بكرٍ رضي الله عنه مَقطوعَةً يَدُه ورِجلُه، فأرادَ أبو بكرٍ رضي الله عنه أن يَقطَعَ رِجلَه ويَدَعَ يَدَه يَستَطيبُ بها ويَتَطَهَّرُ بها
(1)
المصنّف في الصغرى (3362)، والمعرفة (1575)، والشافعي 6/ 150، ومالك 2/ 835، ومن طريقه الطحاوي في شرح المشكل 5/ 76، 77. وأخرجه عبد الرزاق (18769) من طريق عبد الرَّحمن بن القاسم بن محمد به.
(2)
الدارقطني 3/ 212. وأخرجه ابن أبي شيبة (28729) من طريق وكيعٌ به. قال الذهبي 7/ 3413: منقطع.
ويَنتَفِعُ بها، فقالَ عُمَرُ: لا والَّذِي نَفسِي بيَدِه لَتُقطَعَنَّ يَدُه الأُخرَى. فأمَرَ به أبو بكرٍ رضي الله عنه فقُطِعَت يَدُه
(1)
.
17345 -
وأخبرَنا أبو حازِمٍ، أخبرَنا أبو الفَضلِ بنُ خَميرُويَه، أخبرَنا أحمدُ بن نجدةَ، حَدَّثَنَا سعيدُ بن مَنصورٍ، حَدَّثَنَا هُشَيم، أخبرَنا خالِدٌ، أخبرَنا عِكرِمَةُ، عن ابنِ عباسٍ قال: شَهِدتُ عُمَرَ بنَ الخطاب رضي الله عنه قَطَعَ يَدًا بعدَ يَدٍ ورِجلٍ
(2)
.
قال: وحَدَّثَنا سعيدٌ، حَدَّثَنَا خالِدٌ، عن خالِدٍ الحَذّاء، عن عِكرِمَةَ، عن ابنِ عباسٍ، أن عُمَرَ رضي الله عنه قَطَعَ يَدًا بعدَ يَدٍ ورِجلٍ.
17346 -
أخبرَنا أبو حازِمٍ وأبو نَصرِ بنُ قَتادَةَ قالا: أخبرَنا أبو الفَضلِ الكَرابيسِيُّ، أخبرَنا أحمدُ بن نَجدَةَ، حَدَّثَنَا سعيدُ بن مَنصورٍ، حَدَّثَنَا أبو الأحوَص، حَدَّثَنَا سِماكُ بن حَربٍ، عن عبد الرَّحمَنِ بنِ عائذٍ قال: أُتِيَ عُمَرُ بن الخطابِ رضي الله عنه برَجُلٍ أقطَعِ اليَدِ والرِّجلِ قَد سَرَقَ، فأمَرَ به عُمَرُ رضي الله عنه أن تقطَعَ رِجلُه، فقالَ عليٌّ رضي الله عنه: إنَّما قال اللَّهُ عز وجل: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المائدة: 33]، إلَى آخِرِ الآيَةِ. فقَد قُطِعَتْ يَدُ هذا ورِجلُه، فلا يَنبَغِي أن تَقطَعَ رِجلَه فتَدَعَه لَيسَ له قائمَةٌ يَمشِي عَلَيها، إمّا أن تُعَزِّرَه وإِمّا أن تَستَودِعَه السِّجنَ. قال: فاستَودَعَه السِّجنَ
(3)
.
(1)
سعيد بن منصور - كما في التلخيص الحبير 4/ 70. وأخرجه المصنّف في المعرفة عقب (5175) من طريق موسى بن عقبة به. وفي الصغرى (3363) من طريق نافع به.
(2)
أخرجه الدارقطني 3/ 181 من طريق خالد الحذاء به.
(3)
أخرجه عبد الرزاق (18766) من طريق سماك بن حرب به بنحوه.
الرِّوايَةُ الأولَى عن عُمَرَ أولَى أن تَكونَ صَحيحَةً، وكَيفَ تَصِحُّ هذه عن عُمَرَ رضي الله عنه وقَد أنكَرَ في الروايَةِ الأولَى قَطعَ الرِّجلِ بعدَ اليَدِ والرِّجلِ وأشارَ باليَدِ؟! ورِوايَةُ ابنِ عباسٍ مَوصولَةٌ تَشهَدُ لِلروايَةِ الأولَى بالصِّحَّة، وكَذَلِكَ رِوايَةُ صَفيَّةَ بنتِ أبي عُبَيدٍ فيها ما في رِوايَةِ القاسِمِ بنِ محمدِ بنِ أبي بكرٍ.
فأمّا ما رُوِيَ فيه عن عليٍّ رضي الله عنه فقَد رُوِيَ ذَلِكَ عنه مِن وجهٍ آخَرَ:
17347 -
أخبرَناه أبو عبد اللهِ الحافظُ، حَدَّثَنَا أبو بكرٍ أحمدُ بن إسحاقَ وعَلِيُّ بن حَمشاذَ قالا: أخبرَنا إسماعيلُ بن إسحاقَ، حَدَّثَنَا سُلَيمانُ بن حَربٍ وحَفصُ بن عُمَرَ قالا: حَدَّثَنَا شُعبَةُ، عن عمرِو بنِ مُرَّةَ، عن عبد اللهِ بنِ سَلِمةَ، أن عَليًّا رضي الله عنه أُتِيَ بسارِقٍ فقَطَعَ يَدَه، ثُمَّ أُتِيَ به فقَطَعَ رِجلَه، ثُمَّ أُتِيَ به فقالَ: أقطَعُ يَدَه؟ بأيِّ شَئٍ يَتَمَسَّحُ؟ وبِأيِّ شَئٍ يأكُلُ؟ ثمَّ قال: أقطَعُ رِجلَه؟ على أيِّ شَئٍ يَمشِي؟ إنِّي لأستَحيِي اللَّهَ. قال: ثُمَّ ضَرَبَه وخَلَّدَه السِّجنَ
(1)
.
وأمَّا القَتلُ في الخامِسَةِ المَنقولُ في الخَبَرِ المَرفوعِ فقَد قال الشّافِعِيُّ: القَتلُ فيمَن أُقيمَ عَلَيه حَدٌّ في شَئٍ أربَعًا فأُتِيَ به الخامِسَةَ مَنسوخٌ. واستَدَلَّ عَلَيه بما هو مَنقولٌ في أبوابِ حَدِّ الشَّارِبِ
(2)
، وباللهِ التَّوفيقُ.
(1)
أخرجه ابن أبي شيبة (28734) من طريق شعبة به.
(2)
الشافعي في اختلاف الحديث ص 215، وينظر باب من أقيم عليه حدٌّ أربع مرات ثم عاد له (17572 - 17565).