الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ ما جاءَ في وُجوبِ الحَدِّ على مَن شَرِبَ خَمرًا أو نَبيذًا مُسكِرًا
17557 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ محمدٍ المُقرِئُ، أخبرَنا الحَسَنُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ القاضِي، حدثنا سُلَيمانُ بنُ حَربٍ، حدثنا وُهَيبُ بنُ خالِدٍ، حدثنا أيّوبُ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ أبي مُلَيكَةَ، عن عُقبَةَ بنِ الحارِثِ، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِىَ بالنُّعَيمانِ أوِ ابنِ النُّعَيمانِ وهو سَكرانُ. قال: فشَقَّ على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَشَقَّةً شَديدَةً، ثُمَّ أمَرَ مَن كان في البَيتِ أن يَضرِبوه، فضَرَبوه بالنِّعالِ والجَريدِ. قال: فكُنتُ فيمَنْ ضَرَبَه
(1)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن سُلَيمانَ بنِ حَربٍ
(2)
.
17558 -
أخبرَنا أبو عمرٍو محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الأديبُ البِسطامِيُّ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإِسماعيلِيُّ، أخبرَنِى أحمدُ بنُ الحُسَينِ بنِ نَصرٍ الحَذّاءُ، حدثنا عليُّ بنُ المَدينِيِّ، حدثنا أنَسُ بنُ عياضٍ، حدثنا ابنُ الهادِ، عن محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ الحارِثِ التَّيْمِيِّ، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ قال: أُتِىَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم برَجُلٍ قَد شَرِبَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اضْرِبوه". قال: فمِنّا الضّارِبُ بيَدِه، ومِنَّا الضّارِبُ بنَعلِه، ومِنّا الضّارِبُ بثَوبِه، فلَمّا انصَرَفَ قال بَعضُ القَومِ: أخزاكَ اللَّهُ. قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَقولوا هَكَذا، ولا تُعينوا
(1)
أخرجه أحمد (16155) من طريق سليمان بن حرب به. والنسائي في الكبرى (5295) من طريق وهيب به، وعنده "النعمان" بدلًا من:"النعيمان". وسيأتي في (17583، 17584).
(2)
البخاري (6775).
الشَّيطانَ عَلَيه، ولَكِن قُولوا: رَحِمَكَ اللَّهُ"
(1)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن عليِّ بنِ عبدِ اللهِ
(2)
.
17559 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطَّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو سَهلِ ابنُ زيادٍ القَطَّانُ، حدثنا عُبَيدُ بنُ شَريكٍ، حدثنا ابنُ أبي مَريَمَ، حدثنا يَحيَى بنُ أيّوبَ، حَدَّثَنِي ابنُ الهادِ، حَدَّثَنِي محمدُ بنُ إبراهيمَ، أن أبا سلمةَ بنَ عبدِ الرَّحمَنِ أخبَرَه، عن أبي هريرةَ، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِىَ بشارِبٍ، فأمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَه أن يَضرِبوه، فمِنهُم مَن ضَرَبَه بنَعلِه، ومِنهُم بيَدِه، ومِنهُم بثَوبِه، ثُمَّ قال:"ارجِعوا". ثُمَّ أمَرَهُم فبَكَّتوه
(3)
؛ فقالوا: ألا تَستَحيِى! مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَصنَعُ هذا؟ ثُمَّ أرسَلَه، فلَمّا أدبَرَ وقَعَ القَومُ يَدْعونَ عَلَيه ويَسُبّونَه؛ يقولُ القائلُ: اللَّهُمَّ أخْزِه، اللَّهُمَّ الْعَنْه. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لا تَقولوا هَكَذا، ولَكِن قُولوا: اللَّهُمَّ اغفِرْ له، اللَّهُمَّ ارحَمْه"
(4)
.
17560 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو قالا: حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ الصَّغانِىُّ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ صالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيثُ (ح) وأخبرَنا أبو عمرٍو الأديبُ، أخبرَنا
(1)
أخرجه أحمد (7985)، وأبو داود (4477)، والنسائي في الكبرى (5287)، وابن حبان (5730) من طريق أنس بن عياض به.
(2)
البخاري (6781).
(3)
بكته بذنبه تبكيتا: إذا استقبله بما يكره، والتبكيت: التقريع. ينظر غريب الحديث لابن قتيبة 2/ 323، والقاموس المحيط (ب ك ت).
(4)
المصنف في الصغرى (3451). وأخرجه أبو داود (4478) من طريق يحيى بن أيوب به بنحوه. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3759).
أبو بكرٍ الإسماعيلِيُّ، أخبرَنِى أبو الحُسَينِ
(1)
أحمدُ بنُ محمدٍ الرّازِىُّ، حدثنا أبو زُرعَةَ، حدثنا يَحيَى بنُ بُكَيرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيثُ، حَدَّثَنِي خالِدُ بنُ يَزيدَ، عن سعيدِ بنِ أبي هِلالٍ، عن زَيدِ بنِ أسلَمَ، عن أبيه، عن عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رضي الله عنه، أن رَجُلًا على عَهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان اسمُه عبدَ اللَّهِ، وكانَ يُلَقَّبُ حِمارًا، وكانَ يُضحِكُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وكانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَد جَلَدَه في الشَّرابِ، فأُتِىَ به يَومًا فأمَرَ به فجُلِدَ، فقالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ: اللَّهُمَّ الْعَنْه، ما أكثَرَ ما يُؤتَى بهِ! فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لا تَلْعَنْه، فواللَّهِ ما عَلِمتُ أنَّه يُحِبُّ اللَّهَ ورسولَه"
(2)
. لَفظُ حَديثِهِما سَواءٌ، رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن ابنِ بُكَيرٍ
(3)
.
17561 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ بِشْرانَ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ عمرٍو الرَّزَّازُ، حدثنا سَعدانُ بنُ نَصرٍ، حدثنا سفيانُ بنُ عُيَينَةَ، عن الزُّهرِيِّ، سَمِعَ السّائبَ بنَ يَزيدَ يقولُ: سَمِعتُ عُمَرَ رضي الله عنه يقولُ: ذُكِرَ لِى أن عُبَيدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ وأصحابًا له شَرِبوا شَرابًا، وأنا سائلٌ عنه؛ فإِن كان يُسكِرُ حَدَدْتُهُم. قال سفيانُ عن مَعمَرٍ عن الزُّهرِىِّ عن السّائبِ: فرأيتُه يَحُدُّهُم
(4)
.
(1)
في م: "الحسن".
(2)
أخرجه البزار في مسنده عقب (269) من طريق الليث به. وأبو نعيم في المعرفة (4108) من طريق خالد بن يزيد به. وأبو يعلى (176) من طريق زيد بن أسلم به بنحوه.
(3)
البخاري (6780).
(4)
المصنف في الصغرى (3454). وأخرجه البلاذرى في أنساب الأشراف 10/ 380، والخطيب في غوامض الأسماء المبهمة 1/ 270 من طريق سفيان به.
17562 -
أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو، أخبرَنا أبو محمدٍ المُزَنِيُّ، أخبرَنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ عيسَي، حدثنا أبو اليَمانِ، أخبرَنِي شُعَيبٌ، عن الزُّهرِيِّ، أخبرَنِى سالِمٌ، أن عبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ قال: شَرِبَ أخِى عبدُ الرَّحمَنِ بنُ عُمَرَ وشَرِبَ مَعَه أبو سِرْوَعَةَ عُقبَةُ بنُ الحارِثِ، ونَحنُ بمِصرَ في خِلافَةِ عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه، فسَكِرا، فلَمَّا صَحا
(1)
انطَلَقا إلَى عمرِو بنِ العاصِ، وهو أميرُ مِصرَ، فقالا: طَهِّرْنا فإِنّا قَد سَكِرْنا مِن شَرابٍ شَرِبناه. قال عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ: فلَم أشعُرْ أنَّهُما أتَيا عمرَو بنَ العاصِ. قال: فذَكَرَ لِى أخِى أنَّه قَد سَكِرَ. فقُلتُ له: ادخُلِ الدّارَ أُطَهِّرْكَ. قال: إنَّه قَد حَدَّثَ الأميرَ. قال عبدُ اللهِ: فقُلتُ: واللهِ لا تُحلَقُ اليَومَ على رُءوسِ النّاسِ، ادخُلْ أحلِقْكَ. وكانوا إذ ذاكَ يَحلِقونَ مَعَ الحَدِّ، فدَخَلَ مَعِى الدَّارَ. قال عبدُ اللهِ: فحَلَقتُ أخِى بيَدِى ثُمَّ جَلَدَهُما عمرُو بنُ العاصِ، فسَمِعَ عُمَرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه بذَلِكَ فكَتَبَ إلَى عمرٍو: أن ابعَثْ إلَىَّ عبدَ الرَّحمَنِ بنَ عُمَرَ على قَتَبٍ
(2)
. ففَعَلَ ذَلِكَ عمرٌو، فلَمَّا قَدِمَ عبدُ الرَّحمَنِ على عُمَرَ رضي الله عنه جَلَدَه وعاقَبَه مِن أجلِ مَكانِه مِنه، ثُمَّ أرسَلَه، فلَبِثَ أشهُرًا صَحيحًا ثُمَّ أصابَه قَدَرُه، فيَحسِبُ عامَّةُ النّاسِ أنَّه ماتَ مِن جَلْدِ عُمَرَ، ولَم يَمُتْ مِن جَلْدِهِ
(3)
.
(1)
كذا في النسخ، وفى المهذب 7/ 3456:"صَحَوا". وهو الصواب، فالفعل منه: صحا يصحو، وفى لغة: صَحِى كرضى. ينظر التاج 38/ 412 (ص ح و).
(2)
القتب للجمل كالإكاف - البرذعة - لغيره. ينظر التاج 3/ 516 (ق ت ب).
(3)
أخرجه عبد الرزاق (17047) من طريق الزهري به.