الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يَعنِي حَتَّى
(1)
يَشهَدُ عَلَيهِنَّ أربَعَةٌ - {حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَو يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا} الحُدودَ
(2)
.
بابُ ما يُستَدَلُّ به على أن السَّبيلَ هو جَلدُ الزّانيَيِن ورَجمُ الثَّيِّبِ
16990 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بن عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا الحارِثُ بن أبي أُسامَةَ، حدثنا عبدُ الوَهّابِ بن عَطاءٍ، أخبرَنا سعيدٌ هو ابنُ أبي عَروبَةَ، عن قَتادَةَ، عن الحَسَن، عن حِطانَ بنِ عبد اللهِ الرَّقاشِي، عن عُبادَةَ بنِ الصّامِتِ وكانَ عَقَبيًّا بَدريًّا، أحَدَ نُقَباءِ الأنصار، أن رسولَ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - كان إذا نَزَلَ عَلَيه الوَحيُ كُرِبَ لِذَلِكَ وتَرَبَّدَ له وجهُه
(3)
، فأُنزِلَ
(4)
عَلَيه ذاتَ يَومٍ فلَقِيَ ذَلِكَ، فلَمّا سُرَّىَ عنه قال:"خُذوا عَنِّي، قَد جَعَلَ اللهُ لَهنَّ سَبيلًا؛ الثَّيِّبُ بالثَّيِّب، والبِكرُ بالبِكرِ؛ الثَّيِّبُ جَلدُ مِائَة ثُمَّ رَجمٌ بالحِجارَة، والبِكرُ جَلدُ مِائَة ونَفيُ سنةٍ"
(5)
. أخرَجَه مُسلِمٌ في "الصحيح" مِن وجهٍ آخَرَ عن سعيدٍ
(6)
.
16991 -
وأخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن محمدٍ المُقرِئُ، حدثنا
(1)
في حاشية الأصل: "لعله: حين". وينظر في استعمال "حتى" مكان "حين" ورفع المضارع بعدها شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح ص 72، 73.
(2)
أخرجه ابن جرير في تفسيره 6/ 493 من طريق أبي عاصم به.
(3)
تربد له وجهه: تلوّن وصار كلون الرماد. غريب الحديث لابن الجوزي 1/ 373.
(4)
بعده في م: "الله".
(5)
أخرجه أحمد (22751)، وأبو داود (4415)، والنسائي في الكبرى (7143)، وابن ماجه (2550)، وابن حبان (4443) من طريق سعيد به. وسيأتي في (17049).
(6)
مسلم (1690/ 13، 2334/ 88).
الحَسَنُ بن محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بن يَعقوبَ القاضِي، حدثنا محمدُ بن المِنهال، حدثنا يَزيدُ بن زُرَيعٍ، حدثنا يونُسُ، عن الحَسَنِ في هذه الآيَةِ:{وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ} . إلَى قَولِه: {أَو يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا} . قال: كان أوَّلَ حُدودِ النِّساءِ؛ كُنَّ يُحبَسنَ في بُيوتٍ لَهُنَّ حَتَّى نَزَلَتِ الآيَةُ التي في "النّورِ": {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} . قال عُبادَةُ بن الصّامِتِ: كُنّا عِندَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: "خُذوا خُذوا، قَد جَعَلَ اللّهُ لَهنَّ سَبيلًا؛ البِكرُ بالبِكرِ جَلدُ مِائَة ونَفيُ سنة، والثَّيِّبُ بالثَّيِّبِ جَلدُ مِائَةٍ والرَّجمُ بالحِجارَةِ"
(1)
.
16992 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنِي أبو الوَليدِ الفَقيهُ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بن سُلَيمانَ، حدثنا أبو الطّاهِرِ (ح) قال: وحَدَّثَنا إسماعيلُ بن أحمدَ واللَّفظُ له، أخبرَنا محمدُ بن الحَسَن، حدثنا حَرمَلَةُ، أخبرَنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِي يونُسُ، عن ابنِ شِهابٍ قال: حَدَّثَنِي عُبَيدُ اللهِ بن عبد اللَّهِ بنِ عُتبَةَ، أنَّه سَمِعَ عبدَ اللهِ بنَ عباسٍ يقولُ: قال عُمَرُ بن الخطابِ رضي الله عنه وهو جالِسٌ على مِنبَرِ رسولِ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم -: إنَّ اللَّهَ بَعَثَ محمدًا صلى الله عليه وسلم بالحَقِّ وأنزَلَ عَلَيه الكِتابَ، فكانَ فيما أنزَلَ اللَّهُ عَلَيه آيَةُ الرَّجم، قَرأناها ووَعَيناها، ورَجَمَ رسولُ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - ورَجَمنا بَعدَه، فأخشَى إن طالَ بالنّاسِ زَمانٌ أن يَقولَ قائلٌ:
(1)
ذكره المصنف في المعرفة 6/ 320 عن يزيد بن زريع به. وأخرجه الشافعي في اختلاف الحديث ص 213، والنسائي في الكبرى (7142) من طريق يونس به. وعبد اللَّه بن أحمد في زوائد المسند (22780) من طريق الحسن به. واقتصروا على آخره دون قول الحسن.
ما نَجِدُ الرَّجمَ في كِتابِ اللَّهِ. فيَضِلّونَ بتَركِ فريضَةٍ أنزَلَها اللَّهُ، وإِنَّ الرَّجمَ لَفِي كِتابِ اللهِ حَقٌّ على كُلِّ مَن زَنَى إذا أحصَنَ مِنَ الرِّجالِ أوِ النِّساءِ إذا قامَتِ البيِّنَةُ أو كان الحَبَلُ أو الاعتِرافُ. قال ابنُ شِهابٍ: فنُرَى الإحصانَ إذا تَزَوَّجَ المَرأةَ ثُمَّ مَسَّها، عَلَيه الرَّجمُ إن زَنَى. قال: وإن زَنَى ولَم يَمَسَّ امرأتَه، فلا يُرجَمُ ولَكِن يُجلَدُ مِائَةً إذا كان حُرًّا ويُغَرَّبُ عامًا
(1)
. رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن أبي الطّاهِرِ وحَرمَلَةَ دونَ قَولِ ابنِ شِهابٍ، ورَواه البخاريُّ عن يَحيَى بنِ سُلَيمانَ عن ابنِ وهبٍ
(2)
.
16993 -
حدثنا أبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بن يوسُفَ الأصبَهانِيُّ إملاءً، أخبرَنا أبو سعيدِ بن الأعرابِيّ، أخبرَنا الحَسَنُ بن محمدٍ الزَّعفَرانِيُّ، حدثنا سفيانُ بن عُيَينَةَ، عن الزُّهرِيِّ، عن عُبَيدِ اللهِ بنِ عبد اللهِ بنِ عُتبَةَ، عن ابنِ عباسٍ قال: قال عُمَرُ رضي الله عنه: قَد خَشيتُ أن يَطولَ بالنّاسِ زَمانٌ حَتَّى يَقولَ القائلُ: ما نَجِدُ الرَّجمَ في كِتابِ اللهِ عز وجل. فيَضِلّوا بتَركِ فريضَةٍ أنزَلَها اللهُ عز وجل، ألا وإِنَّ الرَّجمَ حَقٌّ إذا أحصَنَ الرَّجُلُ وقامَتِ البَيِّنَةُ، أو كان الحَملُ أو الاعتِرافُ، فقَد قَرأناها:(الشيخُ والشَّيخَةُ فارجُموهُما البَتَّةَ). وقَد رَجَمَ رسولُ اللهِ - صلي الله عليه وسلم - ورَجَمنا بَعدَه
(3)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن
(1)
أخرجه النسائي في الكبرى (7158) من طريق ابن وهب به. وأبو داود (4418)، والترمذي (1432) من طريق الزهري به. وسيأتي في (17135).
(2)
مسلم (1691/ 15)، والبخارى (2462، 3928). وليس عند البخاري موضع الشاهد.
(3)
المصنف في الصغرى (3265). وأخرجه النسائي في الكبرى (7156)، وابن ماجه (2553)، من طريق سفيان به.
عليِّ بنِ عبد الله، ورَواه مُسلِمٌ عن أبي بكرِ بنِ أبي شَيبَةَ، وغَيرِه عن ابنِ عُيَينَة
(1)
.
16994 -
أخبرَنا أبو نَصرِ بنُ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو مَنصورٍ العباسُ بن الفَضلِ النَّضرُوِيُّ، حدثنا أحمدُ بن نَجدَةَ، حدثنا سعيدُ بن مَنصورٍ، حدثنا حَمّادُ بن زَيدٍ، عن عاصِمِ بنِ بَهدَلَةَ، عن زِرِّ بنِ حُبَيشٍ قال: قال لِي أُبَيُّ بن كَعبٍ رضي الله عنه: كأيِّن تَعُدُّ أو كأيِّن تَقرأُ سورَةَ "الأحزابِ"؟ قُلتُ: ثَلاثًا وسَبعينَ آيَةً. قال: أقَطُّ! لَقَد رأيتُها وإِنَّها لَتَعدِلُ سورَةَ "البَقَرَةِ"، وإِنَّ فيها:(الشيخُ والشَّيخَةُ إذا زَنَيا فارجُموهُما البَتَّةَ نكالًا مِنَ اللَّهِ واللَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ)
(2)
.
16995 -
أخبرَنا أبو بكرِ بن فُورَكَ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بن جَعفَرٍ، حدثنا يونُسُ بن حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا شُعبَةُ، عن قَتادَةَ قال: سَمِعتُ يونُسَ بنَ جُبَيرٍ يُحَدِّثُ عن كَثيرِ بنِ الصَّلتِ أنَّهُم كانوا يَكتُبونَ المَصاحِفَ عِندَ زَيدِ بنِ ثابِتٍ، فأتَوا على هذه الآيَة، فقالَ زَيدٌ: سَمِعتُ النَّبِيَّ - صلي الله عليه وسلم - يقولُ: (الشيخُ والشَّيخَةُ إذا زَنَيا فارجُموهُما البَتَّةَ نَكالًا مِنَ اللَّهِ ورسولِهِ)
(3)
.
(1)
البخاري (6829)، ومسلم (1691).
(2)
أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (21207) من طريق حماد بن زيد به. والنسائي في الكبرى (7150)، وابن حبان (4428، 4429) من طريق عاصم به. وقال البوصيرى بعد سرد أسانيد الحديث: ومدار أسانيدهم على عاصم بن أبي النجود وهو ضعيف. الإتحاف 6/ 257 (ط. دار الوطن للنشر).
(3)
الطيالسي (615). وأخرجه أحمد (21596)، والنسائي في الكبرى (7145) من طريق شعبة به. وقال البوصيرى في الإتحاف 8/ 142: هذا إسناد رواته ثقات.
16996 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ المُقرِئُ، أخبرَنا الحَسَنُ بن محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بن يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بن المُثَنَّى، حدثنا ابنُ أبي عَدِيٍّ، عن ابنِ عَونٍ، عن محمدٍ قال: نُبِّئتُ عن ابنِ أخِي كَثيرِ بنِ الصَّلتِ قال: كُنّا عِندَ مَروانَ وفينا زَيدُ بن ثابِتٍ، قال زَيدٌ: كُنا نَقرأُ: (الشيخُ والشَّيخَةُ إذا زَنَيا فارجُموهُما البَتَّةَ). قال: فقالَ مَروانُ: أفَلا نَجعَلُه في المُصحَفِ؟ قال: لا، ألا تَرَى الشّابَّينِ الثَّيِّبَينِ يُرجَمانِ؟ قال: وقالَ: ذَكَروا ذَلِكَ وفينا عُمَرُ بن الخطابِ رضي الله عنه قال: أنا أشفيكُم مِن ذاكَ. قال: قُلنا: كَيفَ؟ قال: آتِي النَّبِيَّ - صلي الله عليه وسلم - فأذكُرُ كَذا وكَذا، فإِذا ذَكَرَ الرَّجمَ أقولُ: يا رسولَ الله، أكْتِبنِي آيَةَ الرَّجمِ. قال: فأتَيتُه فذَكَرتُه. قال: فذَكَرَ آيَةَ الرَّجمِ. قال: فقالَ: يا رسولَ الله، أكتِبنِي آيَةَ الرَّجمِ. قال:"لا أستَطيعُ ذاكَ"
(1)
.
في هذا وما قَبلَه دَلالَةٌ على أن آيَةَ الرَّجمِ حُكمُها ثابِتٌ وتِلاوَتُها مَنسوخَةٌ، وهَذا ممّا لا أعلمُ فيه خِلافًا.
16997 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا بنُ أبي إسحاقَ، أخبرَنا أبو الحَسَنِ أحمدُ بن محمدِ بنِ عَبدوسٍ، حدثنا عثمانُ بن سعيدٍ، حدثنا عبدُ اللهِ بن صالِحٍ، عن مُعاويَةَ بنِ صالِحٍ، عن عليِّ بنِ أبي طَلحَةَ، عن ابنِ عباسٍ في قَولِه:{وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ} . الآيَة. قال: كانَتِ المَرأةُ إذا زَنَت حُبِسَت في البَيتِ حَتَّى تَموتَ. وفِي قَولِه: {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ
(1)
أخرجه النسائي في الكبرى (7148) من طريق ابن عون به.