الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحُسْن؛ إذ بإثبات الصِّدْق له ربما يُوهِم مَدْحَه، فاستدركَه بصيغةٍ تُفيد المبالغة في كذِبه، قاله الطِّيْبي.
وفيه أن الشَّيطان قد يَراه الإنسان، وأنه حافِظٌ للقُرآن عالمٌ نفْعَه.
ووجه دلالته على التَّرجمة بالإقْراض لأجلٍ مسمًّى: أنه أمهلَه إلى الرَّفْع للنبيِّ صلى الله عليه وسلم.
قال الطِّيْبي: فمعنى لأَرفعنَّك، أي: لأذهبن بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليَحكُم عليك بقطع اليد.
قيل: أبو هريرة ترَك الذي حثَا الطَّعام، فأخبر النبيَّ صلى الله عليه وسلم بذلك، فأجاز فعلَه، وفيه نظرٌ؛ لأن أبا هريرة لم يكُن وكيلًا بالعَطاء، بل في الحِفْظ خاصةً.
وفيه دليلٌ على جمع زكاة الفِطْر من الجَماعة، ثم توكيلهم أحدًا بتصريفها، وعلى جَواز تعلُّم العِلْم ممن لم يعمَلْ بعِلْمه.
* * *
11 - بابٌ إِذَا بَاعَ الْوَكِيل شَيْئًا فَاسِدًا، فَبَيْعُهُ مَرْدُودٌ
(بابٌ: إذا باعَ الوكيلُ شيئًا فاسدًا فبَيعُه مردودٌ)؛ أي: بيعًا فاسِدًا.
2312 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن صَالِحٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ هُوَ ابن سَلَّامٍ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بن عَبْدِ الْغَافِرِ: أنَّهُ سَمعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ بِلَالٌ إِلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بِتَمْرٍ بَرْنِيٍّ، فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"مِنْ أَيْنَ هَذَا؟ " قَالَ بِلَالٌ: كَانَ عِنْدَناَ تَمْرٌ رَدِيٌّ، فَبعْتُ مِنْهُ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ؛ لِنُطْعِمَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ:"أَوَّهْ أَوَّهْ! عَيْنُ الرِّبَا عَيْنُ الرِّبَا! لَا تَفْعَلْ، وَلَكِنْ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَشْتَرِيَ، فَبعِ التَّمْرَ ببَيْعٍ آخَرَ، ثُمَّ اشْتَرِهِ".
(بَرْنِي) بفتح الموحَّدة، وإسكان الرَّاء، وبالنون، قال في "المُحْكَم": ضرْبٌ من التَّمْر أصفَر مدوَّرٌ، هو أجوَد التمر.
(ليطعم) في بعضها: (لمَطْعَمٍ) بالميم.
(أوَّهْ) بفتح الهمزة، وشدَّة الواو، وسكون الهاء، قال (ع): كذا رويناه بالقَصْر، وقيل: بمدِّ الهمزة، قالوا: ولا تُمدُّ إلا لبُعد الصَّوت، وقيل: بسكون الواو، وكسر الهاء، ومِن العرَب مَن يمدُّ الهمزة، ويجعل بعدَها واوَين، فيقول: أووه، وهي كلمةٌ تقال عند الشِّكاية والحُزْن، ومنه:{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ} [التوبة: 114].
(عَيْنُ الرِّبا) إنَّ هذا البيع هو نفْس الرِّبا حقيقةً.
* * *