الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
47 -
أبواب الشركة
1 - باب الشَّرِكة فِي الطَّعَام وَالنَّهْدِ وَالْعُرُوض
وَكَيْفَ قِسْمَةُ مَا يُكَالُ ويُوزَنُ؛ مُجَازَفَةً أَوْ قَبْضَةً قَبْضَةً، لَمَّا لَمْ يَرَ الْمُسْلِمُونَ فِي النَّهْدِ بَأسًا أَنْ يَكلَ هَذَا بَعْضًا وَهَذَا بَعْضًا، وَكذَلِكَ مُجَازَفَةُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَالْقِرَانُ فِي التَّمْرِ.
(بابٌ: في الشِّرْكة)
(النِّهد) بكسر النون: ما تخرجه الرِّفْقة عند المُناهَدة، وهي إخراج الرُّفَقاء النفَقة في السفَر وخَلْطها، وتُسمَّى المُخارَجة، تجوزُ في جنْسٍ واحد، وأجناسٍ، وإنْ تفاوتوا في الأكل، وليس من الرِّبا، بل إباحةٌ.
(العُروض) جمع: عَرْض خِلافُ النَّقْد، وبتحريك الراء: جميع أنواع المال.
(مجازَفة) قيل: المراد مجازفةُ الذَّهب بالفِضَّة، والعكس إذا قُلنا: المجازفة في القِسْمة بيعٌ.
قال (ط): قسمة الذَّهب بالذهب مجازفةً، والفضَّة بالفضَّة مما لا يجوزُ إجماعًا، أمّا قِسْمة الذَّهب مع الفِضَّة مجازفة، فكرِهَه مالك، وكذا لا يجوز قسْمة البُرِّ مجازفة، ولا كلُّ ما تحرُم فيه المفاضَلة.
قال: وللسُّلْطان أن يأمر النَّاسَ بالمواساة، وتشريكُهم فيما بقيَ مِن أزْوادهم سفَرًا إبقاءً لأنفسهم، وكذا في الحضَر عند شِدَّة المَجاعة.
قيل: لا يُقطَع سارقٌ في المَجاعة؛ لأنَّ المساواة واجبةٌ للمُحتاجين.
(القِرَان) الجمع بين التمرتَين بأنْ يأكل بعضُهم تمرتَين تمرتَين، وصاحبُه تمرة تمرة.
(ابن كَيسان) بفتح الكاف.
(بعثًا)؛ أي: جيشًا.
* * *
2483 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ وَهْبِ بن كَيْسَانَ، عَنْ جَابرِ بن عَبْدِ الله رضي الله عنهما: أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بَعْثًا قِبَلَ السَّاحِلِ، فَأمَّرَ عَلَيْهِمْ أَبَا عُبَيْدَةَ بن الْجَرَّاح وَهُمْ ثَلَاثُ مِائَة وَأَناَ فِيهِمْ، فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا ببَعْضِ الطَّرِيقِ فَنِيَ الزَّادُ، فَأَمَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِأزْوَادِ ذَلِكَ الْجَيْشِ، فَجُمعَ ذَلِكَ كُلُّهُ، فَكَانَ مِزْوَدَيْ تَمْر، فَكَانَ
يُقَوِّتُنَاكُلَّ يَوْمٍ قَلِيلًا قَلِيلًا، حَتَّى فَنِيَ فَلَمْ يَكُنْ يُصِيبنا إِلَّاتَمْرَةٌ تَمْرَةٌ.
فَقُلْتُ: وَمَا تُغْنِي تَمْرَةٌ؟ فَقَالَ: لَقَدْ وَجَدْناَ فَقْدَهَا حِينَ فَنِيَتْ. قَالَ: ثُمَّ انتهَيْنَا إِلَى الْبَحْرِ، فَاِذَا حُوتٌ مِثْلُ الظَّرِبِ، فَأكلَ مِنْهُ ذَلِكَ الْجَيْشُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ أَمَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِضِلَعَيْنِ مِنْ أَضْلَاعِهِ فَنُصِبَا، ثُمَّ أَمَرَ بِرَاحِلَةٍ، فَرُحِلَتْ، ثُمَّ مَرَّتْ تَحْتَهُمَا، فَلَمْ تُصِبْهُمَا.
الحديث الأول:
(أبو عُبيدة) مصَغَّرٌ، هو عامر بن عبد الله.
(ابن الجَرَّاح) بفتح الجيم، وشدة الراء.
(فني الزاد)؛ أي: قَلَّ أو زادُه خاصةً (1).
(المِزْود) بكسر الميم: ما يُجْعل فيه الزَّاد، كالجِرَاب.
(يُقَوِّتُنَا) بتشديد الواو.
(وجدنا فقدها)؛ أي: وجدْنا أثَر فقْدها شاقًّا علينا، أو حَزِنَّا لفَقْدها.
(الظَّرِب) بفتح الظاء، وكسر الراء، ثم موحَّدة: مفرد الظِّرَاب، وهي الرَّوابي الصِّغار، ويُقال بكسر الظاء، وسكون الراء.
(بِضِلَعين) بكسر الضاد، وفتح اللام: أحد الأضْلاع.
* * *
2484 -
حَدَّثَنَا بِشْرُ بن مَرْحُومٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بن إِسْمَاعِيلَ، عَنْ
(1) أي: فناء زاده خاصة.
يَزِيدَ بن أَبي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ رضي الله عنه، قَالَ: خَفَّتْ أَزْوَادُ الْقَوْمِ، وَأَمْلَقُوا، فَأتَوُا النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فِي نَحْرِ إِبلِهِمْ، فَأذِنَ لَهُمْ، فَلَقِيَهُمْ عُمَرُ، فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: مَا بَقَاؤُكُمْ بَعْدَ إِبلِكُمْ؟ فَدَخَلَ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله! مَا بقاؤُهُمْ بَعْدَ إِبلِهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ناَدِ فِي النَّاسِ، فَيَأتونَ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ". فَبُسِطَ لِذَلِكَ نِطَعٌ، وَجَعَلُوهُ عَلَى النِّطَعِ، فَقَامَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، فَدَعَا، وَبَرَّكَ عَلَيْهِ، ثُمَّ دَعَاهُمْ بِأوْعِيتهِمْ، فَاحْتَثَى النَّاسُ حَتَّى فَرَغُوا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا الله، وَأَني رَسُولُ الله".
الثاني:
(بِشْر) بكسر الموحدة.
(أبي عُبيد) مُصَغَّر.
(خَفَّت)؛ أي: قلَّت.
(وأملقوا) من الإمْلاق، وهو الفَقر.
(نِطَع) الأفصح كسر النون، وفتح الطاء، كعِنَب.
(بَرَّك) بتشديد الراء: دعا بالبركة.
(أشهد أن لا إله إلا الله)؛ لأن هذه معجزةٌ.
* * *
2485 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن يُوسُفَ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعي، حَدَّثَنَا أَبُو
النَّجَاشِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَافِعَ بن خَدِيجٍ رضي الله عنه، قَالَ: كنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ، فَنَنْحَرُ جَزُورًا، فتقْسَمُ عَشْرَ قِسَمٍ، فَنأكلُ لَحْمًا نضَيجًا قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ.
الثالث:
(أبو النجاشي) عَطَاء بن صُهَيْب.
(خَديج) بفتح المعجمة.
(فيقسم) هذه القسمة موضوعةٌ للمعروف، ولهذا يحتمل التَّفاوت، والقسمة بالتحرِّي.
وفيه أنَّ وقْت العصر عند مصير الظِّل مثلَيه؛ ليسَع هذا المقدارَ.
* * *
2486 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن الْعَلَاء، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيدٍ، عَنْ أَبي بُردَةَ، عَنْ أَبي مُوسَى، قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الأَشْعَرِيينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِّيةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَناَ مِنْهُمْ".
الرابع:
(بُرَيد وأبو بُرْدة) كلاهُما بضم الموحَّدة.
(الأشعريين) وفي بعضها: (الأشْعَرِيْن)، بدُون ياءِ النِّسبة، تقول