الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 / -م - بابٌ فِي الشُّرْبِ، وَمَنْ رَأَى صَدَقَةَ الْمَاءِ وَهِبَتَهُ وَوَصِيَّتَهُ جَائِزَةً، مَقْسُومًا كَانَ أَوْ غَيْرَ مَقْسُومٍ
وَقَالَ عُثْمَانُ، قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ يَشْتَرِي بِئْرَ رُومَةَ، فَيَكُونُ دلْوُهُ فِيهَا كَدِلَاءِ الْمُسْلِمِينَ". فَاشْتَرَاهَا عُثْمَانُ رضي الله عنه.
(باب مَن رأَى صدَقةَ الماءِ)
(وقال عُثمان) وصلَه التِّرمِذي، والبئْر معروفةٌ بالمدينة، اشتراها عُثمان بخمسةٍ وثلاثين ألفَ درهمٍ، فوقَفَها.
(دلوه فيها) تعلَّق بذلك من يُجوِّز الوقْفَ على النَّفْس؛ لأنه يَنتفع كما يَنتفعون، وجوابه: أنه ليس بالقَصْد، فهو كما لو وقَفَ على الفُقراء فصار فقيرًا.
* * *
2351 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بن أَبي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبَو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بن سَعْدٍ رضي الله عنه، قَالَ: أُتِيَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ، فَشَرِبَ مِنْهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ أَصْغَرُ الْقَوْمِ، وَالأَشْيَاخُ عَنْ يَسَارِهِ، فَقَالَ:"يَا غُلَامُ! أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ الأَشْيَاخَ". قَالَ: مَا كُنْتُ لأُوثِرَ بِفَضْلِي مِنْكَ أَحَدًا يَا رَسُولَ الله! فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ.
الحديث الأول
(غُلام) هو ابن عبَّاس، رواه ابن أبي شَيبة، وقيل: الفَضْل، وقيل: خالد بن الوليد، نُقِلَ عن سُفيان في "مُسنَده"، ومن جملة الأشياخ خالد ابن الوليد.
(بفضلي) وفي بعضها: (بفَضْلٍ) وهو واضحٌ، وسيأتي في الرِّواية الأُخرى:(بنصِيْبي).
* * *
2352 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بن مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّهَا حُلِبَتْ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم شَاةٌ دَاجِنٌ، وَهْيَ فِي دَارِ أَنس بن مَالِكٍ، وَشيبَ لَبنهَا بِمَاءٍ مِنَ الْبئْرِ الَّتِي فِي دَارِ أَنَسٍ، فَأَعْطَى رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم الْقَدَحَ، فَشَرِبَ مِنْهُ، حَتَّى إِذَا نزَعَ الْقَدَحَ مِنْ فِيهِ، وَعَلَى يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابيٌّ، فَقَالَ عُمَرُ وَخَافَ أَنْ يُعْطِيَهُ الأَعْرَابيَّ: أَعْطِ أَبَا بَكْرٍ يَا رَسُولَ الله عِنْدَكَ! فَأَعْطَاهُ الأَعْرَابيَّ الَّذِي عَلَى يَمِينِهِ، ثُمَّ قَالَ:"الأَيْمَنَ فَالأَيْمَنَ".
الثاني:
(إنها) للقِصَّة.
(الداجن) الشَّاة التي ألِفَت البُيوت، وأقامتْ بها، وإنما لم يقُل: داجِنَة اعتبارًا بتأنيث الموصوف؛ لأن الشاة تذكَّر وتؤنَّث.
(شِيْبَ)؛ أي: خُلِطَ.
(عن يمنيه) قاله بـ (عَنْ)، وفي اليَسار بـ (على)، كانَ موضعًا مرتفعًا، فاعتبَر استعلاءَه، أو كان الأعرابيُّ بعيدًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(أعرابي) قيل: خالد بن الوليد، وأنكَره ابن عبد البَرِّ بأنه لا يُقال فيه أعرابيٌّ.
(فقال عُمر)؛ أي: تذكيرًا للنبي صلى الله عليه وسلم، وإعلامًا للأعرابيِّ بجَلالة أبي بكر.
قال (خ): كانت العادةُ قديمًا وحديثًا تقديمَ الأيمَن كما قال:
وكانَ الكَأْسُ مَجراها اليَميْنَا
فخَشِيَ عُمر أن يُناول الأعرابيَّ لذلك.
(الأيمن) بالنصب بفعلٍ محذوفٍ، أي: قدِّموا الأيمنَ، وبالرفع مبتدأٌ، والخبر محذوفٌ، أي: الأيمن أحقُّ وأَولى.
وإنما استأذَن الغُلامَ في الحديث السابق، ولم يستأذن هنا الأعرابيَّ ائتلافًا لقَلْب الأعرابي، وتطييبًا لنَفْسه، وشفقةً أن يسبق إلى قَلْبه شيءٌ يهلِكُ به لقُرب عهده بالجاهلية، ولم يجعل للغُلام ذلك؛ لأنَّ قَرابته وسِنَّهُ دون المَشيَخة، فاستأذنَه عليهم تأدُّبًا، ولئلا يُوحشَهم بتقديمه عليهم، حتى أعلمَهم أنَّ ذلك حقٌّ له بالتَّيامن.
وفيه استحباب التَّيامُن، وتقديمُ الأيمَن وإنْ كان مَفْضولًا، وأنه لا يُؤثِر على نفسه ما هو فَضيلةٌ أخرويةٌ، وإنما الإيثار المَحمود ما كان في