الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9 - بابُ فَضْلِ سَقْيِ الْمَاءِ
(باب فَضْل سَقْي الماء)
2363 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبي صَالِحٍ، عَنْ أَبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ، فَنَزَلَ بِئْرًا، فَشَرِبَ مِنْهَا، ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ بِي، فَمَلأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ، فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ الله لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ". قَالُوا: يَا رَسُولَ الله! وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِم أَجْرًا؟ قَالَ: "فِي كُلِّ كَبدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ".
تَابَعَهُ حَمَّادُ بن سَلَمَةَ، وَالرَّبيعُ بن مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن زِيَادٍ.
الحديث الأول:
(فاشتد) أوقَع الفاءَ مَوقِع (إذا)؛ لعكسه كما في قوله تعالى: {إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} [الروم: 36].
(يلهث)؛ أي: يُخرج لسانَه.
(الثرى) بمثلَّثةٍ: الأرض.
(من العطش) ويُروى: (العُطَاش) بضمِّ العين: داءٌ يُصيب الإنسان فيشرب فلا يُروى.
(بلغ هذا مثل) نصبٌ نعتٌ لمصدرٍ محذوفٍ، أي: مبلَغًا مثلَ.
(رقِي) بكسر القاف: صَعِدَ.
(فغفر له) هو نفس الشُّكر كقوله تعالى: {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 54] عند مَنْ فسَّر التوبة بالقتْل، كما مرَّ في (الوضوء).
(كبد) فيه ثلاثةُ أوجهٍ، وأنَّث (رطبة)؛ لأنَّ الكَبد مؤنَّثٌ سماعيٌّ، والمراد برطْبةٍ حيَّة؛ إذ الرُّطوبة لازمةٌ للحياة، فهو كنايةٌ، ومعنى (في) الظَّرفية، ومتعلَّقها محذوفٌ تقديره: الأجْر ثابتٌ في إرواء كلِّ كبدٍ حيٍّ، أو (في) للتَّنبيه، نحو:"في النَّفْس المؤمنة مائةٌ من الإبل"، أي: بسبَب قتل النفس المؤمنة.
* * *
2364 -
حَدَّثَنَا ابن أَبي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا ناَفِعُ بن عُمَرَ، عَنِ ابن أَبي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بنتِ أَبي بَكْرٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى صَلَاةَ الْكُسُوفِ، فَقَالَ:"دَنَتْ مِنِّي النَّارُ حَتَّى قُلْتُ: أَيْ رَبِّ! وَأَناَ مَعَهُمْ؟! فَإِذَا امْرَأَةٌ -حَسِبْتُ أنَّهُ قَالَ: تَخْدِشُهَا هِرَّةٌ- قَالَ: مَا شَأْنُ هَذِهِ؟ قَالُوا: حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا".
الثاني:
(أي ربُّ) بفتح الهمزة: حرف نداءٍ.
(وأنا معهم) تعجُّبٌ واستِبعادٌ؛ لقُربه من أهل جهنَّم، كأنه استبعدَ
قُربهم منه وبينه وبينهم كبُعد المشرقَين.
(تخدشها) بكسر الدَّال، أي: تَكدَحُها.
* * *
2365 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ ناَفِعٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "عُذِّبَتِ أمْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ، قَالَ: فَقَالَ، وَالله أَعْلَمُ: لَا أنتِ أَطْعَمْتِيهَا؟ وَلَا سَقَيْتِهَا حِينَ حَبَسْتِيهَا؟ وَلَا أَنْتِ أَرْسَلْتِيهَا فَأَكلَتْ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ"؟
الثالث:
(في هرة)؛ أي: في شأْن هِرَّةٍ، وبسبَبها.
(والله أعلم) جملةٌ معترِضةٌ.
(أطعمتها) قائله: الله تعالى، أو مالكٌ خازِن النَّار، وفي بعضها:(أطعمتِيها) بإشباع كسر التاء ياءً.
(خِشَاش) بكسر المعجمة، وخِفَّة الشِّين الأولى، وقد تُفتح، هي: الحشَرات، قال (ن): وقد تُضمُّ أيضًا.
وفيه أنَّ النَّار مخلوقةٌ، وأنَّ بعض الناس يُعذَّب اليوم في جهنَّم، وفي تعذيبها بسبَب الهِرَّة دلالةٌ على أنَّ فِعْلها كبيرةٌ؛ لأنها أصرَّتْ عليها.
* * *