الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال (ح): وفي الخَيَّاط معنًى ليس في غيره؛ لأنه غالبًا يأتي بخيطٍ من عنده، فيجمَع بين الصَّنْعة والآلة، ففيه تجارةٌ وإجارةٌ، جُوِّز للحاجة، وفي تَغْييره مشقَّةٌ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم اطلَع، ولم يُنكر، ونحوه من الصَّبَّاغ الغالب أنْ يأتيَ بالصَّبغْ من عنده بخلاف القَيْن، والنَّجَّار، والصَّائغ، فإنَّ الذي منهم مُجرَّد الصَّنْعة، وهو يعرف حدَّها، ولا يختلط بها غيرُها.
* * *
31 - بابُ ذِخرِ النَّسَّاجِ
(باب النَّسَّاج)
2093 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بن بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا يعقُوبُ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بن سَعد رضي الله عنه قَالَ: جَاءَتِ امرَأةٌ ببُرْدَةٍ -قَالَ: أتدرُونَ مَا الْبُردَة؟ فَقِيلَ لَهُ: نعم، هِيَ الشَّملَةُ، مَنْسُوجٌ فِي حَاشِيتها- قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله! إِنِّي نَسَجْتُ هذِهِ بِيَدِي أكسُوكَها. فَأخَذَها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مُحْتَاجًا إِلَيْها. فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَإِنَّها إِزَارُهُ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ الله! اكسُنِيها، فَقَالَ:"نعم". فَجَلَسَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَجْلِسِ، ثُمَّ رَجَعَ فَطَوَاها، ثُمَّ أرسَلَ بِها إِلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: مَا أَحسَنْتَ، سَألْتَها إِيَّاهُ، لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَرُدُّ سَائِلًا. فَقَالَ الرَّجُلُ: وَالله مَا سَألتُهُ إِلَّا لِتكُونَ كَفَنِي يَوْمَ أَمُوتُ. قَالَ سَهْلٌ: فَكَانَتْ كَفَنَهُ.