الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثاني:
(عن اللُّقَطَةِ) الرَّواية بفتح القاف.
(عِفَاصَهَا) بكسر المهملة، وبالفاء، والمهملة، هو الظَّرْف الذي فيه النفَقة، أو الجِلْد الذي على رأْس القارُورة.
(وِكَاءَهَا) بكسر الواو، والمدِّ: ما يُشدُّ به رأْس القِرْبة.
(فشأنك) نصبٌ على الإغراء.
(سِقَاؤُهَا) بكسر السين: جَوفها، أصله: القِرْبة.
(حِذَاؤُهَا) بكسر الحاء، وبالذال المعجمة: خُفُّها الذي تطَأُ عليه.
* * *
13 - بابُ بَيْعِ الْحَطَبِ وَالْكَلإِ
(باب بيع الحطَب والكَلأ)
2373 -
حَدَّثَنَا مُعَلَّى بن أَسَدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بن الْعَوَّامِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ أَحْبُلًا، فَيَأْخُذَ حُزْمَةً مِنْ حَطَبٍ، فَيَبيعَ، فَيَكُفَّ الله بِهِ وَجْهَهُ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ؛ أُعْطِيَ أَمْ مُنِعَ".
الحديث الأول:
(لأن) بفتح الهمزة.
(أحْبُلًا) في بعضها: (حَبْلًا).
(حُزْمة) بضم المهملة: مِن حزَمتُ الشيء: إذا شدَدْتَه.
(وجهه)؛ أي: بها وجهه، ومرَّ في (باب كسب الرجل).
* * *
2374 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بن بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابن شِهَابٍ، عَنْ أَبي عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عَوْفٍ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا، فَيُعْطِيَهُ، أَوْ يَمْنَعَهُ".
الثاني:
(فيعطيه أو فيمنعه) بنصبهما.
* * *
2375 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ: أَنَّ ابن جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابن شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بن حُسَيْنِ بن عَلِيٍّ، عَنْ أَبيهِ حُسَيْنِ بن عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بن أَبي طَالِبٍ رضي الله عنهم: أَنَّهُ قَالَ: أَصَبْتُ شَارِفًا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فِي مَغْنَمٍ يَوْمَ بَدْرٍ، قَالَ: وَأَعْطَانِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم -
شَارِفًا أُخْرَى، فَأَنَخْتُهُمَا يَوْمًا عِنْدَ بَابِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَناَ أُرِيدُ أَنْ أَحْمِلَ عَلَيْهِمَا إِذْخِرًا لأَبيعَهُ، وَمَعِي صَائِغٌ مِنْ بني قَيْنُقَاعَ، فَأَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى وَليمَةِ فَاطِمَةَ، وَحَمْزَةُ بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَشْرَبُ فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ مَعَهُ قَيْنَةٌ، فَقَالَتْ:
أَلَا يَا حَمْزَ لِلشُّرُفِ النِّوَاءِ
فَثَارَ إِلَيْهِمَا حَمْزَةُ بِالسَّيْفِ، فَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا، وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا. قُلْتُ لاِبن شِهَابٍ: وَمِنَ السَّنَامِ؟ قَالَ: قَدْ جَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا، فَذَهَبَ بِهَا. قَالَ ابن شِهَابٍ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: فَنَظَرْتُ إِلَى مَنْظَرٍ أَفْظَعَنِي، فَأَتَيْتُ نبَيَّ الله صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ زيْدُ بن حَارِثَةَ، فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، فَخَرَجَ وَمَعَهُ زَيْدٌ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَدَخَلَ عَلَى حَمْزَةَ، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ حَمْزَةُ بَصَرَهُ، وَقَالَ: هَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبيدٌ لآَبَائِي؟ فَرَجَعَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُقَهْقِرُ حَتَّى خَرَجَ عَنْهُمْ، وَذَلِكَ قَبْلَ تَحْرِيم الْخَمْرِ.
الثالث:
(شارفا) هو المُسِنَّة من النُّوق.
(صائغ) بالمهملة، والهمز بعد الألف، وبالمعجمة، ويُروى:(طابع) بموحَّدةٍ بعد الألف، و:(طالع) باللام، أي: معه مَن يدلُّه عليه ويُساعده.
قال (ك): قد يقال: إنه اسم الرجل.
(قَيْنُقَاع) بفتح القاف، وضم النون، ويجوز كسرها وفتحها.
(فأستعين) بالنصب.
(به)؛ أي: بثمَن الإذْخِرِ.
(قَينة) بالفتح: الأَمَة، والمراد بها هنا: المُغَنِّية.
(ألا يا حَمْزُ) تريد: حمزة، فيجوز فتح الزاي ورفعها، ويُروى:(يا حَمْزَةُ) على الأصل.
(الشُّرُف) بضم الشين والراء، وتسكَّن تخفيفًا: جمع شارِف وهي المُسِنَّة، وفي جمعهما وهما شارِفان دليلٌ على إطلاق الجمع على اثنين، ويُروى بفتح الشِّين والراء، أي: ذو العُلا والرِّفعة.
(النِّوَاء) بكسر النون، وتخفيف الواو، والمدِّ: جمع ناوِية، وهي السَّمينة؛ نَوَت النَّاقةُ: سَمنتْ، فهي ناويةٌ، أشار إلى قصيدةٍ مَطلَعها:
ألا يا حَمْزُ للشُّرُفِ النِّواءِ
…
وهُنَّ مُعقَّلاتٌ بالفِنَاءِ
أي: هُنَّ مُعقَّلاتٌ بفِناء الدَّار.
ضَعِ السِّكِّينَ في اللَّبَّاتِ مِنْها
…
وضَرِّجْهنَّ حَمزةُ بالدِّماءِ
وعجِّلْ مِن أطْايِبها لشَرْبٍ
…
قَدِيْدًا مِن طَبيْخٍ أو شِوَاءِ
واللَّبَّة: المَنْحَر، والشَّرب بفتح الشِّين المعجَمة: الجَماعة على الشَّراب، واحِده شارِب، والتَّضْريج -بالمعجمة، والجيم-: التَّدْميَة.
(فثار) بمثلَّثةٍ: وثَبَ.
(جَبَّ): قطَعَ.
(أسنمتها) جمع سَنام: أعلى ظَهْر البعير.
(بَقَر): شَقَّ.
(خواصرها) جمع: خاصِرة.
(قال علي) هو ابن أبي طالِب، لا عليُّ بن الحُسين.
(أفظعني) بفاءٍ، وظاءٍ مُشالَةٍ، أي: خوَّفَني، فنزلَ بي أمرٌ عظيمٌ؛ لتضرُّره بتأخُّر الابتِناء ببنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبَب فَوات ما يُستَعان به، ولما خافَ من تقصيره في حقِّ فاطمة لا لفَواتهما؛ لأنهما متاعٌ قليلٌ.
(عبيد لآبائي) أتى بلفظ الجمع للتَّفاخُر، وقالَه قبل تحريم الخمْر، ولذلك لم يُؤاخذ حمزة بهذا.
(فتغيظ)؛ أي: أظهَر الغَيْظَ عليه.
قال أبو داود: وسمعتُ أحمد بن صالح يقول: في هذا الحديث أربعٌ وعشرون سُنَّةً.
قال التَّيْمِي: وفيه أنَّ الغانِم يُعطى من الغنيمة بوجهَين: من الخُمُس، ومن الأربعة الأخماس، وأنَّ لمالِك النَّاقةِ الانتفاع بالحَمْل والاحتِشاش، وسُنَّة الوَلِيْمة، وإناخةُ النَّاقة على باب غيره إذا لم يتضرَّر به، وتَبسُّط المرء في مالِ قَريبه إذا عَلِمَ أنه يُحلِّله، وأن البُكاء الذي يجلبه الحُزْن غير مذمومٍ، وأن إخبار المظلوم غيرَه خارجٌ عن النَّميمة، وقَبول خبر الواحد لقَبول على قَولَ المُخبر عن فعل حمزة، وجوازُ الاجتماع