الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ يُسَبِّحُ وَيُحَمِّدُ وَيُهَلِّلُ وَيَدْعُو، حَتَّى حُسِرَ عَنِ الشَّمْسِ، فَقَرَأَ بِسُورَتَيْنِ، وَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ". [م 913، ن 1460، حم 5/ 61، خزيمة 1373، ق 3/ 332، ك 1/ 329]
(269) بَابُ الصَّلَاةِ عِنْدَ الظُّلْمَةِ وَنَحْوِهَا
(1)
1196 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ بْنِ أَبِى رَوَّادٍ، حَدَّثَنا حَرَمِىُّ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ النَّضْرِ، حَدَّثَنِى أَبِى
===
فانتهيت إليه وهو رافع يديه يسبح ويحمد ويهلل ويدعو) أي الله تعالى بدعوات (حتى حسر) أي كشف (عن الشمس، فقرأ بسورتين وركع ركعتين) ظاهره يستلزم وقوع الصلاة بعد الانجلاء، وهو خلاف المذهب والروايات، فالفاء للترتيب (2) الذكري أو المعنى، فقد كان صلَّى في أثناء ذلك، وكان قرأ فيهما بسورتين، كذا كتبه مولانا محمد يحيى المرحوم من تقرير شيخه.
(269)
(بَابُ الصَّلَاةِ عِنْدَ الظُّلْمَةِ (3) وَنَحْوِهَا)
1196 -
(حدثنا محمد بن عمرو) بن عباد (بن جبلة بن أبي رواد) العتكي، بفتح المهملة والمثناة، أبو جعفر، البصري، صدوق، (نا حرمي بن عمارة) بن أبي حفصة نابت بنون وموحدة ثم مثناة، ويقال: ثابت العتكي مولاهم، البصري، أبو روح، صدوق، يهم، (عن عبيد الله بن النضر) بن عبد الله بن مطر، القيسي بقاف، أبو النضر البصري، قال في "التقريب": لا بأس به، وقال في "الخلاصة": وثقه ابن معين، (حدثني أبي) النضر بن عبد الله بن مطر، القيسي، البصري، قال في "التقريب": مستور، وقال في "الخلاصة": وثقه ابن حبان.
(1) وفي نسخة: "غيرها".
(2)
وبه جزم النووي كما في "الأوجز"(4/ 68). (ش).
(3)
قال الحافظ في "الفتح"(2/ 521): به قال أحمد وإسحاق، وعلَّق الشافعي بصحة الحديث، وقد صح عن ابن عباس
…
إلخ، قلت: لكن في "نيل المآرب"(1/ 210): لا يصلي لغير الكسوف إلَّا لزلزلة دائمة. (ش).
قَالَ: "كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى عَهْدِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: فَأَتَيْتُ أَنَسًا (1) فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، هَلْ كَانَ يُصِيبُكُمْ مِثْلُ هَذَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ، إِنْ كَانَتِ الرِّيحُ لَتَشْتَدُّ فَنُبَادِرُ الْمَسْجِدَ مَخَافَةَ الْقِيَامَةِ". [ق 3/ 342، ك 1/ 334]
===
(قال: كانت ظلمة على عهد أنس بن مالك، قال) النضر: (فأتيت أنسًا فقلت: يا أبا حمزة) كنية أنس بن مالك (هل كان يصيبكم مثل هذا) أي الظلمة الشديدة (على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال) أنس: (معاذ الله) نصب على المصدر، حذف فعله وأضيف إلى المفعول، أي نتعوذ بالله تعوذًا، ولفظ معاذ يأتي مصدرًا وظرف زمان وظرف مكان.
والغرض بهذا الكلام إنكار وقوع مثل هذه الظلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم شرع في بيان ما يقع لهم من أدنى هذه الحوادث، وما يفعلون فيه في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:(إن) مخففة من المثقلة (كانت الريح لتشتد فنبادر) أي نسارع (المسجد) للصلاة والدعاء (مخافة القيامة) أي لأجل خوفها، ومذهب الحنفية في الآيات المخوفة والزلازل (2) والصواعق وغيرها أن يصلي الناس فرادى.
قال في "الدر المختار"(3) في آخر صلاة الكسوف: وإن لم يحضر الإِمام صلَّى الناس فرادى بمنازلهم كالخسوف للقمر والريح الشديدة والظلمة القوية نهارًا، والضوء القوي ليلًا، والفزع الغالب ونحو ذلك، انتهى.
(1) وفي نسخة: "أنس بن مالك".
(2)
واختلفوا في الصلاة في الزلزلة، وأنكرت الزلزلة في زمانه عليه السلام كما بسط في "عمدة القاري"(5/ 323)، وأثبتت في "شرح الإقناع"(2/ 233)، ولا يكره الخروج من البيت للزلزلة، بل يستحب كما في "الشامي"، والسجود عند الزلزلة يكره عند المالكية بخلاف الصلاة "دسوقي"(1/ 308)، ويستحب عند الحنابلة "نيل المآرب"(ص 38)، والشافعية "شرح المنهاج"(ص 200)، وتقدم قريبًا كلام العيني. (ش).
(3)
انظر: "رد المحتار"(3/ 68 - 69).