الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَكَذَلِكَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عن أَبِيهِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِيِّ.
(283) باب مَنْ قَالَ: يَقُومُ صَفٌّ مَعَ الإِمَامِ، وَصَفٌّ وِجَاهَ الْعَدُوِّ، فَيُصَلِّى بِالَّذِينَ يَلُونَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ يَقُومُ قَائِمًا حَتَّى يُصَلِّىَ الَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً أُخْرَى، ثُمَّ يَنْصَرِفُوا فَيَصُفُّوا وِجَاهَ الْعَدُوِّ، وَتَجِئُ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى فَيُصَلِّى بِهِمْ رَكْعَةً وَيَثْبُتُ جَالِسًا، فَيُتِمُّونَ لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُسَلِّمُ بِهِمْ جَمِيعًا
.
1237 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، نَا أَبِي، نَا شُعْبَةُ،
===
قلت: وهذا الحديث مرسل.
(وكذلك هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم) ولم يوجد هذا الأثر في شيء من الكتب (1)(وهو قول الثوري) وهذا تكرار (2).
(283)
(بَابُ مَنْ قَالَ: يَقُومُ صَفٌّ مَعَ الإمَامِ، وَصَفُّ وِجَاهَ الْعَدُوِّ فَيُصَلِّي) الإِمام (بِالَّذِينَ يَلُونَهُ) أي بأهل الصف الذي يتصل بالإمام (رَكْعَةً، ثمَّ يَقُومُ) أي الإِمام (قَائِمًا حَتَّى يُصَلِّي الَّذِينَ مَعَهُ) أي مع الإِمام (رَكْعَةً أُخْرَى، ثُمَّ يَنْصَرِفُوا فيَصُفُّوا وِجَاهَ الْعَدُوِّ، وَتَجيءُ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى فَيُصَلِّي) الإِمام (بِهِمْ رَكْعَةً) ثانية (وَيثْبُتُ) الإِمام (جَالِسًا) في التشهد (فَيُتِمُّون) أي الطائفة الأخرى (لأنْفُسِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُسَلِّم بِهِمْ جَمِيعًا)
1237 -
(حدثنا عبيد الله بن معاذ، نا أبي) معاذ بن معاذ، (نا شعبة،
(1) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(2/ 506) رقم (4239)، وفيه: عن الثوري عن هشام عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسقط من المطبوع:"عن أبيه" - أي عروة -.
(2)
القول الأول قول ابن عيينة، وهذا قول الثوري كما صرح بتعيينهما ابن رسلان في "شرحه"(ج 3 ورقة 56 - 57)، فإذًا لا يكون التكرار، وقول الثوري أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(2/ 512) رقم (4254).
عن عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عن أَبِيهِ، عن صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عن سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ: "أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِأَصْحَابِهِ في خَوْفٍ، فَجَعَلَهُمْ خَلْفَهُ صَفَّيْنِ، فَصَلَّى بِالّذِينَ يَلُونَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ قَامَ فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حَتَّى صَلَّى الَّذِينَ خَلْفَهُمْ رَكْعَةً،
===
عن عبد الرحمن بن القاسم) بن محمد بن أبي بكر الصديق، (عن أبيه) قاسم، (عن صالح بن خوات) بفتح المعجمة وتشديد الواو آخره مثناة، ابن جبير بن النعمان الأنصاري المدني، ثقة، (عن سهل (1) بن أبي حثمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى بأصحابه في حوف، فجعلهم خلفه صفين، فصلَّى بالذين يلونه ركعة، ثم قام فلم يزل قائمًا حتى صلَّى الذين خلفهم ركعة).
هكذا في جميع النسخ الموجودة لأبي داود: "خلفهم" بضمير الجمع بظاهره الراجع إلى أهل الصف الأول، وقد أخرج مسلم هذا الحديث بهذا السند وفيه أيضًا:"خلفهم" بضمير الجمع.
ولكن أخرج ابن جرير هذا الحديث في "تفسيره"(2) بهذا السند بعينه وفيه: "حتى صلَّى الذين خلفه ركعة" بإفراد الضمير الراجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذا ذكر الزرقاني هذا الحديث وعزاه إلى الشيخين، وقال: واللفظ لمسلم، فقال: ورفعه يحيى القطان في رواية عن شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة، وفيه:"حتى صلَّى الذين خلفه ركعة" بإفراد ضمير خلفه.
وحاصل الفرق بينهما: أن ما في أبي داود ومسلم من ضمير الجمع الراجع إلى الصف الأول يقتضي أن الطائفة الثانية صلوا ركعتهم الأولى
(1) وفي "العرف الشذي"(1/ 249): إن في حديث سهل اضطرابًا، لم يتعرض له أحد، وهو أن سياقه في "مغازي البخاري" و"الترمذي" و"ابن ماجه" مغايرة، كما في "مسلم" و"أبي داود" و"النسائي"، و"الطحاوي"، والحديث واحد سندًا ومتنًا ومرفوع. (ش).
(2)
انظر: "جامع البيان"(4/ 252).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
قبل أن يصلي الطائفة الأولى ركعتهم الثانية، وحاصل ما في ابن جرير من إفراد الضمير: أن الطائفة الأولى لما صلوا ركعتهم الأولى مع الإِمام، وبقي الإِمام قائمًا في الركعة الثانية، صلوا ركعتهم الثانية قبل أن يصلي الطائفة الثانية ركعتيه.
وما في ابن جرير عندي هو الأقرب إلى الصواب، فإن الإِمام أحمد أخرج في "مسنده" (1): حدثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة عن يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق عن القاسم عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة، أما عبد الرحمن فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأما يحيى فذكر عن سهل، قال: يقوم الإِمام وصف خلفه، وصف بين يديه، فيصلي بالذين خلفه ركعة وسجدتين، ثم يقوم قائمًا حتى يصلوا ركعة أخرى، ثم يتقدمون إلى مكان أصحابهم، ثم يجيء أولئك فيقومون مقام هؤلاء فيصلي بهم ركعة وسجدتين، ثم يقعد حتى يقضوا ركعة أخرى، ثم يسلِّم عليهم، ففي هذا الحديث تصريح بأن أهل الصف الأول صلوا ركعتيهم قبل أهل الصف الثاني.
ويمكن أن يوجه سياق أبي داود وسياق مسلم بأن يقال: معنى قوله: فجعلهم خلفه صفين، بأن الصف الأول كان خلفه حقيقة، وأما الصف الثاني فكان وجاه العدو حقيقة، وكونه خلف الإِمام حكمًا ومجازًا بأنه سيكون خلفه.
ونظيره ما أخرجه ابن جرير في "تفسيره" بسنده عن ابن عباس "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلَّى بذي قرد، فصف الناس خلفه صفين، صفًا خلفه وصفًا موازي العدو" الحديث، فصلَّى الإِمام بالذين يلونه ركعة مع سجدتيها وهم الصف الأول، ثم قام الإِمام إلى الركعة الثانية، فلم يزل
(1)(3/ 448).
ثُمَّ تَقَدَّمُوا وَتَأَخَّرَ الَّذِينَ كَانُوا قُدَّامَهُمْ، فَصَلَّى بِهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَكْعَةً، ثُمَّ قَعَدَ حَتَّى صَلَّى الَّذِينَ تَخَلَّفُوا رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمَ". [م 841، حم 3/ 448، ق 3/ 253]
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَمَّا رِوَايَةُ يَحْيَى بْنِ سَعِيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، نَحْوَ رِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ رُوْمَانَ، إِلَّا أَنَّهُ خَالَفَهُ في السَّلَامِ، وَرِوَايَةُ عُبَيْدِ اللهِ نَحْوَ رِوَايَةِ يَحْيَى بْنِ سَعِيْدٍ قَالَ: وَثَبَتَ قَائِمًا.
===
قائمًا حتى صلَّى الذين خلفهم ركعة، أي خلف الصف الثاني، لأنها كانت قدام الإِمام وجاه العدو، فالمراد بالذين خلفهم الصف الأول، وبضمير الجمع الصف الثاني.
(ثم تقدموا) أي الصف الأول وجاه العدو (وتأخر الذين كانوا قدامهم) أي قدام الصف الأول، وهو الصف الثاني الذين كانوا وجاه العدو (فصلَّى بهم النبي صلى الله عليه وسلم ركعة) أي الركعة الثانية له صلى الله عليه وسلم (ثم قعد) أي في التشهد (حتى صلَّى الذين تخلفوا) أي الصف الثاني الذي تخلف في الركعة الأولى عن صلاة الإِمام (ركعة) ثانية (ثم سلَّم) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم والطائفتان جميعًا، فعلى هذا تطابق الأحاديث الواردة عن سهل بن أبي حثمة بعضها بعضًا ويطابق الحديث ترجمة الباب مطابقة تامة.
(قال أبو داود: أما رواية يحيى بن سعيد) الأنصاري، (عن القاسم) بن محمد بن أبي بكر الصديق (نحو رواية يزيد بن رومان) أي متفقتان في المعنى (إلَّا أنه) أي يحيى (خالفه) أي يزيد بن رومان (في السلام، ورواية عبيد الله نحو رواية يحيى بن سعيد قال: وثبت قائمًا) هذه العبارة مكررة، وسيذكرها المصنف في آخر الباب اللاحق، وليست ههنا في محلها، فإنه لم يتقدم ذكر رواية يحيى، ولا ذكر رواية يزيد بن رومان، فلعلها من تصرف النساخ.