الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(307) بَابُ نَسْخِ قِيَامِ اللَّيْلِ
1304 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ابْنِ شَبُّوَيْهِ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ، عن أَبيهِ، عن يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عن عِكْرِمَةَ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: في الْمُزَّمِّلِ: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ} نَسَخَتْهَا الآيَةُ الَّتِي فِيهَا {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} ، وَنَاشِئَةُ اللَّيْلِ: أَوَّلُهُ، وَكَانَتْ صَلَاتُهُمْ لِأَوَّلِ اللَّيْلِ،
===
(307)
(بابُ نَسْخِ قِيَامِ اللَّيْلِ)(1)
وفي نسخة: أبواب قيام الليل، باب نسخ قيام الليل والتيسير فيه 1304 -
(حدثنا أحمد بن محمد المروزي ابن شبويه، حدثني علي بن حسين) بن واقد بقاف، المروزي، كان جده واقد مولى عبد الله بن عامر بن كريز، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال النسائي: ليس به بأس، ونقل ابن حبان عن البخاري قال: كنت أمر عليه طرفي النهار ولم أكتب عنه.
(عن أبيه) حسين بن واقد، (عن يزيد) بن أبي سعيد (النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال): الآية التي (في) سورة (المزِّمل) وهي ({قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ}) الآية التي تدل على وجوب قيام الليل (نسختها الآية التي فيها) أي في سورة المزمل وهي ({عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ}) أي لن تطيقوه ({فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ}، وناشئة الليل أوله) وهذا من كلام ابن عباس ذكره البيهقي، وروينا فيما مضى عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال: ناشئة الليل أوله (وكانت صلاتهم) أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (لأول الليل) لمقتضى هذه الآية.
(1) وذكر ابن العربي أن البخاري ذهب إلى إيجابه، واختلفوا هل كان واجبًا عليه صلى الله عليه وسلم أو لم يكن؟ بسطه ابن القيم (1/ 311)، والبسط في "الأوجز"(2/ 545) وهامش "اللامع"، وقال العيني (5/ 474): عدم الإيجاب إجماع في حق الأمة وهو الأصح في حق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وذكر بعض الاختلاف. (ش).
يَقُولُ: هُوَ (1) أَجْدَرُ أَنْ تُحْصُوا مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ، وَذَلِكَ أَنَّ الإِنْسَانَ إِذَا نَامَ لَمْ يَدْرِ مَتَى يَسْتَيْقِظُ، وَقَوْلُهُ:{وأَقْوَمُ قِيلًا} ، هُوَ أَجْدَرُ أَنْ يُفْقَهَ فِى الْقُرْآنِ، وَقَوْلُهُ:{إِنَّ لَكَ فِى النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} يَقُولُ: فَرَاغًا طَوِيلًا. [ق 2/ 500]
===
(يقول) أي يريد الله عز وجل بقوله: {إِنَّ نَاشِئَةَ الَّليل} أي قيام أول الليل {هِيَ أَشَدُّ وَطئًا} (هو أجدر) أي أليق وأحرى (أن تحصوا) أي تحافظوا (ما فرض الله عليكم من قيام الليل) وهذا تفسير لقوله: {هِيَ أَشَدُّ وَطئًا} ، ولكن سقط هذا اللفظ في رواية أبي داود، وذكره ابن جرير في "تفسيره" فيما ساق من رواية ابن عباس وسيأتي.
(وذلك) أي كون قيام أول الليل أجدر في محافظة قيام الليل أن الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ) ويمكن أن يطول النوم ولا يستيقظ إلَّا بعد الفجر فيفوت الفرض، فلأجل ذلك قيام أول الليل أجدر في محافظة الفرض، وقد أخرج ابن جرير في "تفسيره" (2): حدثني محمد بن سعد قال: ثني أبي قال: ثني عمي قال: ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا} ، يقول: ناشئة الليل كانت صلاتهم أول الليل هي أشد وطأ، يقول: هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من القيام، وذلك أن الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ.
(وقوله: {وَأَقوَمُ قِيلًا}) معناه (هو أجدر أَنْ يَفْقَهَ في القرآن) أي أدنى أن يفقه القرآن (وقوله: {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} يقول) ابن عباس: تفسيره (فراغًا طويلًا) أي تفرغ لأشغالك وحوائجك في النهار طويلًا، فافرغ لدينك في الليل، وقد اختلف العلماء في تفسير ألفاظ الآيات، من شاء فليرجع إلى تفسير ابن جرير.
(1) في نسخة: "هذا".
(2)
"جامع البيان في تفسير القرآن"(29/ 82).