الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(313) بَابُ وَقْتِ قِيَامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ
1316 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ الْكُوفِيُّ،
===
تعالى، وأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد، ولا نتكلم في تأويلها مع اعتقادنا تنزيه الله سبحانه عن سائر سمات الحدوث.
والثاني: مذهب أكثر المتكلمين وجماعة من السلف، وهو محكي عن مالك والأوزاعي إنما يتأول (1) على ما يليق بها بحسب بواطنها (2)، فعليه الخبر مؤوَّل بتأويلين أي المذكورين، وبكلامه وبكلام الشيخ الرباني أبي إسحاق الشيرازي وإمام الحرمين والغزالي وغيرهم من أئمتنا وغيرهم يعلم أن المذهبين متفقان على صرف تلك الظوهر كالمجيء، والصورة، والشخص، والرجل، والقدم، واليد، والوجه، والغضب، والرحمة، والاستواء على العرش، والكون في السماء، وغير ذلك مما يفهمه ظاهرها لما يلزم عليه من محالات قطعية البطلان تستلزم أشياء يحكم بكفرها بالإجماع، فاضطر ذلك جميع الخلف والسلف إلى صرف اللفظ عن ظاهره، وإنما اختلفوا هل نصرفه عن ظاهره معتقدين اتصافه سبحانه بما يليق بجلاله وعظمته من غير أن تأوله بشيء آخر؟ وهو مذهب أكثر أهل السلف، وفيه تأويل إجمالي، أو مع تأويله بشيء آخر، وهو مذهب أكثر أهل الخلف وهو تأويل تفصيلي، ولم يريدوا بذلك مخالفة السلف الصالح معاذ الله أن يظن بهم ذلك، وإنما دعت الضرورة في أزمنتهم لذلك لكثرة المجسمة والجهمية وغيرهما من فرق الضلالة واستيلائهم على عقول العامة، فقصدوا بذلك ردعهم وبطلان قولهم، إلى آخر ما قاله الشيخ القاري في "المرقاة على المشكاة".
(313)
(بَابُ وَقْتِ قِيَامِ النبِي صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ)
1316 -
(حدثنا حسين بن يزيد) بن يحيى الطحان الأنصاري (الكوفي)
(1) كذا في "المرقاة"، وفي "شرح مسلم":"أنها تتأول"، وهو الظاهر.
(2)
كذا في "المرقاة"، وفي "شرح مسلم":"مواطنها".
حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:"إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيُوقِظُهُ اللَّهُ عز وجل بِاللَّيْلِ، فَمَا يَجِئُ السَّحَرُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ حِزْبِهِ". [ق 3/ 3]
1317 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ. (ح): وَحَدَّثَنَا هَنَّادٌ، عَنْ أَبِى الأَحْوَصِ، وَهَذَا حَدِيثُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ:"سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لَهَا: أَىُّ حِينٍ كَانَ يُصَلِّى؟ قَالَتْ: كَانَ إِذَا سَمِعَ الصُّرَاخَ قَامَ فَصَلَّى". [خ 1132، م 741، 783، ن 1616، حم 6/ 94، ق 3/ 3]
===
لين الحديث، (نا حفص) بن غياث، (عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: إنْ) مخففة من الثقيلة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليوقظه الله عز وجل بالليل، فما يجيء السحر) أي آخر الليل (حتى يفرغ) رسول الله صلى الله عليه وسلم (من حزبه) أي ورده.
1317 -
(حدثنا إبراهيم بن موسى، أبو الأحوص) سلام بن سليم، (ح: وحدثنا هناد، عن أبي الأحوص، وهذا) أي المذكور لفظ (حديث إبراهيم، عن أشعث) بن أبي الشعثاء، (عن أبيه، عن مسروق قال: سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لها) أي لعائشة رضي الله عنها: (أيَّ حين) من الليل (كان) رسول الله صلى الله عليه وسلم (يصلي؟ قالت: كان إذا سمع الصراخ) أي صوت الديك (قام فصلَّى) وأكثر ما يصيح (1) الديك في الحجاز بعد نصف الليل، قاله الطيبي (2)، وكان هذا أكثر أوقاته.
(1) وقال شيخنا الدهلوي في "شرح تراجم أبواب البخاري"(ص 15): يصرخ ثلاثًا: أولًا نصف الليل، ثم إذا بقي ربع الليل، ثم عند طلوع الصبح المعترض، فتأمل. (ش).
(2)
انظر: "شرح الطيبي"(3/ 107)، و"مرقاة المفاتيح"(3/ 280).
1318 -
حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِى سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:"مَا أَلْفَاهُ السَّحَرُ عِنْدِى إلَّا نَائِمًا تَعْنِى النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم". [خ 1133، م 742، جه 1197، حم 6/ 137، ق 3/ 3]
1319 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدُّؤَلِىِّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَخِى حُذَيْفَةَ،
===
1318 -
(حدثنا أبوتوبة) الربيع بن نافع، (عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: ما ألفاه) أي ما أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم (السحر عندي) أي عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي في نوبتي (إلَّا نائمًا تعني) أي بالضمير (النبي صلى الله عليه وسلم).
قال الحافظ (1): قال ابن التين: قولها: "إلَّا نائمًا" تعني مضطجعًا على جنبه، لأنها قالت في حديث آخر:"فإن كنت يقظانة حدثني وإلَّا اضطجع"، انتهى. وتعقبه ابن رشيد بأنه لا ضرورة لحمل هذا التأويل، لأن السياق ظاهر في النوم حقيقة، وظاهر في المداومة على ذلك، ولا يلزم من أنه كان ربما لم ينم وقت السحر هذا التأويل، فدار الأمر بين حمل النوم على مجاز التشبيه أو حمل التعميم على إرادة التخصيص، والثاني أرجح وإليه ميل البخاري، انتهى.
1319 -
(حدثنا محمد بن عيسى، نا يحيى بن زكريا، عن عكرمة بن عمار، عن محمد بن عبد الله) بن أبي قدامة (الدؤلي) الحنفي، ويقال: محمد بن عبيد أبو قدامة، قال الذهبي: ما روى عنه فيما أعلم إلَّا عكرمة بن عمار، وقال في "التقريب": مقبول، (عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة) قال في "تهذيب
(1)"فتح الباري"(3/ 18).
عن حُذَيْفَةَ قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ (1) إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى". [حم 5/ 388]
1320 -
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، نَا الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ السَّكْسَكِيُّ،
===
التهذيب" (2): عبد العزيز أخو حذيفة، ويقال: ابن أخي حذيفة، روى عن حذيفة "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر صلَّى"، ذكره ابن حبان في التابعين من كتاب "الثقات"، وقال: لا صحبة له.
قلت: صحح أبو نعيم أنه ابن أخي حذيفة، ووهم ابن منده بذكره إياه في الصحابة، وقوله: إنه أخو حذيفة، وذكره في الصحابة أيضًا أبو إسحاق بن الأمين وغيره، وذلك مصير منهم إلى أنه أخو حذيفة فيكون له إدراك أو رؤية، لأن أبا حذيفة قتل يوم أحد مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن قال الحافظ في "تهذيبه" (3) في ترجمة محمد بن عبد الله بن أبي قدامة: روى عن عبد العزيز بن أبي حذيفة ويقال: أخي حذيفة، انتهى. قلت: لفظ أبي تصحيف، والصواب ابن أخي حذيفة.
(عن حذيفة) بن اليمان (قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه) أي نابه (أمر) شديد (صلَّى) أي بادر إلى الصلاة، فالمراد بالصلاة الصلاة الشرعية أو الدعاء، قال القاري (4): وهذه الصلاة ينبغي أن تسمى بصلاة الحاجات، لأنها غير مقيدة بكيفية من الكيفيات، ولا مختصة بوقت من الأوقات.
1320 -
(حدثنا هشام بن عمار، نا الهقل) بكسر أوله وسكون القاف ثم لام (ابن زياد السكسكي) بمهملتين مفتوحتين بينهما كاف ساكنة، الدمشقي، نزيل بيروت، قيل: هو لقب واسمه محمد أو عبد الله، وكان كاتب الأوزاعي، ثقة.
(1) في نسخة: "رسول الله صلى الله عليه وسلم".
(2)
(6/ 364).
(3)
(9/ 271).
(4)
"مرقاة المفاتيح"(3/ 410).
حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِىُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ، عَنْ أَبِى سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَبِيعَةَ بْنَ كَعْبٍ الأَسْلَمِىَّ يَقُولُ: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آتِيهِ بِوَضُوئِهِ وَبِحَاجَتِهِ فَقَالَ: «سَلْنِى» ، فَقُلْتُ: مُرَافَقَتَكَ فِى الْجَنَّةِ، قَالَ:«أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ؟ » قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ، قَالَ:«فَأَعِنِّى عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ» . [م 489، ت 3416، ن 1138، جه 3879، حم 4/ 57]
===
(نا الأوزاعى، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة قال: سمعت ربيعة بن كعب) بن مالك (الأسلمي) أبو فراس بكسر فاء وخفة راء وسين مهملة، المدني، كان من أهل الصُّفة، خدم النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، له في الكتب حديث واحد (1)، فيه:"أعني على نفسك بكثرة السجود"(يقول: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم) لعله كان يخدمه (2) في السفر (آتيه بوَضوئه) أي ماء الوضوء (وبحاجته) أي ما يحتاج إليه في ذلك الوقت.
(فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سلني، فقلت: مرافقتك) أي أسأل صحبتك وقربك (في الجنة، قال: أو) الهمزة للاستفهام والواو للعطف. أي أو تسأل (غير ذلك؟ قلت: هو) أي غير ذلك (ذاك) حاصله أن كل ما أسأله هو مرافقتك ليس إلا ذاك (قال: فأعني) أي فكن لي عونًا (على نفسك) الأمَّارة بالسوء التي تمنع من حصول مطلوبك (بكثرة السجود) أي بكثرة الصلاة والعبادة، أو يقال: أعني على إصلاح نفسك.
(1) ولا يشكل عليه ما في الترمذي (3416) من الدعاء في هوي من الليل، لأن ظاهر ما في "مسند أحمد"(4/ 57) رقم (16557) أنهما حديث واحد اختصره بعض الرواة فذكره مقطعًا، نعم يشكل عليه ما في مسند أحمد (16558) من حديث النكاح الطويل، ويمكن التفصي عنه بأن المراد بالكتبِ الستةُ.
واستدل بذلك على أنها أفضل من طول القيام، وأجيب بأن المراد كثرة الصلاة، وستأتي المذاهب قريبًا. (ش).
(2)
وهكذا في "الكوكب"(4/ 340)، ويشكل عليه ما في "مسند أحمد"(4/ 57) من لفظ الحجرة والبيت، وللتأويل مساغ، كما في "المرقاة"(2/ 615). (ش).
1321 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِى هَذِهِ الآيَةِ:{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} (1)، قَالَ:"كَانُوا يَتَيَقَّظُونَ مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ يُصَلُّونَ"، قال: وَكَانَ (2) الْحَسَنُ يَقُولُ: "قِيَامُ اللَّيْلِ". [ق 3/ 19]
===
قال القاري (3): قال ابن الملك: وفيه إشارة إلى أن هذه المرتبة العالية لا تحصل بمجرد السجود، بل به مع دعائه عليه السلام له إياها من الله تعالى، وفي قوله: على نفسك إيذان بأن نيل المراتب العلية إنما يكون بمخالفة النفس الدنية.
1321 -
(حدثنا أبو كامل، نا يزيد بن زريع، نا سعيد) بن أبي عروبة، (عن قتادة، عن أنس بن مالك في هذه الآية {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} قال) أنس: (كانوا) أي الصحابة رضي الله عنهم (يتيقَّظون ما بين المغرب والعشاء يصلون) أي ليصلوا صلاة العشاء، فالمراد بقوله تعالى:{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} الاستيقاظ لانتظار صلاة العشاء.
(قال) قتادة: (وكان الحسن) البصري (يقول) في تفسير الآية: إن المراد منه (قيام الليل) لصلاة التهجد.
قال ابن جرير في "تفسيره"(4): واختلف أهل التأويل في الصلاة التي وصفهم جلَّ شأنه أن جنوبهم تتجافى لها عن المضجع، فقال بعضهم: هي الصلاة بين المغرب والعشاء، وقال: نزلت هذه الآية في قوم كانوا يصلون في هذا الوقت، ثم أخرج من حديث أنس بطرق مختلفة.
(1) سورة السجدة: الآية 16.
(2)
في نسخة: "فكان".
(3)
"مرقاة المفاتيح"(2/ 615).
(4)
"جامع البيان في تفسير القرآن"(21/ 63).
1322 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُ أَبِي عَدِيِّ، عن سَعِيدٍ، عن قَتَادَةَ، عن أَنَسٍ في قَوْلِهِ عز وجل:{كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} (1)، قَالَ:"كَانُوا يُصَلِّونَ فِيمَا بَيْنَ (2) الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ"، زَادَ في حَدِيثِ يَحْيَى:
===
وقال آخرون: عني بها صلاة المغرب، ثم أخرج الروايات التي تدل على أنها العتمة، وقال آخرون: عني بها قيام الليل، ثم أخرج الرواية الدالة عليه، وقال آخرون: إنما هذه صفة قوم لا تخلو ألسنتهم من ذكر الله، ثم أخرج الرواية الدالة عليه.
ثم قال: والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله تعالى وصف هؤلاء القوم بأن جنوبهم تنبو عن مضاجعهم شغلًا منهم بدعاء ربهم وعبادته خوفًا وطمعًا، وذلك نبوُّ جنوبهم عن المضاجع ليلًا، لأن المعروف من وصف الواصف رجلًا بأن جنبه نبا عن مضجعه، إنما هو وصف منه له بأنه جفا عن النوم في وقت منام الناس المعروف، وذلك الليل دون النهار، إلى آخر ما قال.
1322 -
(حدثنا محمد بن المثنى، نا يحيى بن سعيد، وابن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس في قوله: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}) أي كانوا قليلًا يهجعون في بعض الليل، وهو الوقت الذي بين المغرب والعشاء، لا ينامون فيه، بل يصلون فيه، فعلى هذا من تبعيضية، وقيل: معناه: كانوا ينامون قليلًا من الليل ويصلون أكثره، ووقف بعضهم على قوله: كانوا قليلًا أي من الناس، ثم ابتدأ من الليل ما يهجعون، أي لا ينامون في الليل البتة، بل يقومون الليل كله في الصلاة والعبادة.
(قال) أي أنس: كانوا يصلون فيما بين المغرب والعشاء، زاد) أي محمد بن المثنى (في حديث يحيى) بن سعيد دون حديث ابن أبي عدي:
(1) سورة الذاريات، الآية 17.
(2)
في نسخة: "بينهما".