الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من الغلس.
وفي الصحيحين أيضا أنها قالت: لو أدرك رسول الله- صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن من المساجد، كما منعت نساء بني إسرائيل!
فماذا أحدث النساء في حياة عائشة- رضي الله عنها؟ وماذا كان يمكن أن يحدثن حتى ترى أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم كان مانعهن من الصلاة؟! ماذا بالقياس إلى ما نراه في هذه الأيام؟!).
3 - [تحقيق المؤلف حول كون أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته بمناسبة الآية (33)]
رأينا في تفسير قوله تعالى: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ أنّ هذه الآية تدل على أن أزواجه عليه الصلاة والسلام من أهل بيته، وكونها في أزواجه عليه الصلاة والسلام لا يعني أن آل البيت هنا لا يراد بها إلا أزواجه عليه الصلاة والسلام. فكلمة آل البيت كلمة أعمّ، وسياق ورودها هو الذي يحدّد ما يدخل فيها. وفي هذه الآية قال ابن كثير: (وقوله تعالى: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
…
نص في دخول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في أهل البيت هاهنا؛ لأنهن سبب نزول هذه الآية، وسبب النزول داخل فيه قولا واحدا، إما وحده على قول، أو مع غيره على الصحيح. وروى ابن جرير عن عكرمة أنه كان ينادي في السوق إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً. نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، وهكذا روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ قال:
نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، وقال عكرمة: من شاء باهلته أنّها نزلت في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان المراد أنهن كن سبب النزول دون غيرهن فصحيح، وإن أريد أنهن المراد فقط دون غيرهن ففي هذا نظر؛ فإنه قد وردت أحاديث تدل على أن المراد أعمّ من ذلك). ثمّ ذكر ابن كثير أحاديث كثيرة تدلّ على ذلك، وختم كلامه بذكر رواية تخصّص غير نسائه صلى الله عليه وسلم بلقب أهل البيت وعلّق على ذلك قال: (روى مسلم في صحيحه عن يزيد بن حبان قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلمة إلى زيد بن أرقم رضي الله عنه، فلما جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا. حدّثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله قال: يا ابن أخي والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فما حدثتكم فاقبلوا، وما لا فلا تكلّفوا فيه، ثم قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطيبا بماء يدعى خمّا بين مكة والمدينة، فحمد الله تعالى، وأثنى عليه، ووعظ وذكّر، ثم قال: «أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولها كتاب الله تعالى، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به- فحث على كتاب الله عز وجل ورغّب فيه- ثم قال:
وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي» ثلاثا. فقال له حصين:
ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس رضي الله عنهم، قال: كل هؤلاء حرم الصدقة بعده؟ قال: نعم. ثم رواه عن محمد بن الريان عن حسان بن إبراهيم عن سعيد بن مسروق عن يزيد بن حبان عن زيد بن أرقم رضي الله عنه فذكر الحديث بنحو ما تقدم وفيه: فقلت له: من أهل بيته نساؤه؟ قال: لا، وايم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده. هكذا وقع في هذه الرواية، والأولى أولى، والأخذ بها أحرى. وهذه الثانية تحتمل أنه أراد تفسير الأهل المذكورين في الحديث الذي رواه إنما المراد بهم آله الذين حرموا الصدقة، أو أنّه ليس المراد بالأهل الأزواج فقط، بل هم مع آله، وهذا الاحتمال أرجح جمعا بينها وبين الرواية التي قبلها، وجمعا أيضا بين القرآن والأحاديث المتقدمة- إن صحت-؛ فإن في بعض أسانيدها نظرا والله أعلم، ثم الذي لا شك فيه من تدبر القرآن أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم داخلات في قوله تعالى إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فإن سياق الكلام معهن ولهذا قال تعالى بعد هذا كله: وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ أي واعملن بما ينزل الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم في بيوتكن من الكتاب والسنة. قاله قتادة وغير واحد: واذكرن هذه النعمة التي خصصتن بها من بين الناس، أن الوحي ينزل في بيوتكن دون سائر الناس، وعائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما أولاهن بهذه النعمة، وأحظاهن بهذه الغنيمة، وأخصهن من هذه الرحمة العميمة، فإنه لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي في فراش امرأة سواها، كما نص على ذلك صلوات الله وسلامه عليه، قال بعض العلماء: لأنه لم يتزوج بكرا سواها، ولم ينم معها رجل في فراشها سواه صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنها فناسب أن تخصص بهذه المزية، وأن تفرد بهذه المرتبة العلية، وإذا