الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن كعب القرظي والكلبي وهو رواية عن ابن عباس وحكاه أيضا عن أبي عمرو ابن العلاء. وقد روى ابن جرير في ذلك حديثا غريبا
…
عن عبد الله بن سعيد عن الصنابحي قال كنا عند معاوية بن أبي سفيان فذكروا الذبيح إسماعيل أو إسحاق؟
فقال: على الخبير سقطتم، كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فقال: يا رسول الله عد علي مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له يا أمير المؤمنين وما الذبيحان؟ فقال: إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهل الله له أمرها عليه ليذبحن أحد ولده قال: فخرج السهم على عبد الله فمنعه أخواله وقالوا افد ابنك بمائة من الإبل ففداه بمائة من الإبل، والثاني إسماعيل. وهذا حديث غريب جدا وقد رواه الأموي في مغازيه عن عبد الله بن سعيد حدثنا الصنابحي قال حضرنا مجلس معاوية رضي الله عنه فتذاكر القوم إسماعيل أو إسحاق وذكره، كذا كتبته من نسخة مغلوطة والله أعلم).
9 - [سياق قصة إبراهيم يشير إلى أن البشارة بإسحاق جاءت بعد تنفيذ إبراهيم للرؤيا]
من الملاحظ أن سياق قصة إبراهيم عليه السلام أشعرنا أن البشارة بإسحاق كانت بعد أن قام بتنفيذ ما رآه في الرؤيا، فكأن السياق أراد أن يرينا أنه لما نوى أن يذبح ابنه لله أنقذ ابنه وزاده ابنا آخر مباركا.
10 - [من دروس قصة إبراهيم عليه السلام أن التوحيد والامتحان متلازمان]
في قصة إبراهيم عليه السلام دروس كثيرة من دروس التوحيد أحدها أن مقتضى التوحيد طاعة الله في كل أمر مهما كان ظاهره صعبا وشاقّا، فمن فهم أن الإسلام راحة، وأن التوحيد لا يرافقه تكليف، أو لا يرافقه امتحان، فقد أخطأ؛ فالتوحيد والامتحان متلازمان.
11 -
ذكر النسفي عن ابن عباس أنه لو تمّت تلك الذبيحة لصارت سنة، وذبح الناس أبناءهم وبمناسبة قوله تعالى: وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ قال النّسفي مفسّرا الذبح العظيم: (ضخم الجثة سمين وهي السنة في الأضاحي وروي أنه هرب من إبراهيم عند الجمرة فرماه بسبع حصيات حتى أخذه، وبقيت سنة في الرمي وروي أنه لما ذبحه قال جبريل: الله أكبر الله أكبر، فقال الذبيح لا إله إلا الله والله أكبر، فقال إبراهيم:
الله أكبر والله الحمد فبقي سنة، وقد استشهد أبو حنيفة رضي الله عنه بهذه الآية فيمن نذر ذبح ولده أنه يلزمه ذبح شاة، والأظهر أن الذبيح إسماعيل وهو قول أبي بكر وابن عباس وابن عمر وجماعة من التابعين رضي الله عنهم لقوله عليه السلام «أنا ابن الذبيحين» فأحدهما جده إسماعيل والآخر أبوه عبد الله وذلك أن عبد المطلب نذر إن بلغ
بنوه عشرة أن يذبح آخر ولده تقربا وكان عبد الله آخرا ففداه بمائة من الإبل ولأن قرني الكبش كانا منوطين في الكعبة في أيدي بني إسماعيل إلى أن احترق البيت في زمن الحجاج وابن الزبير وعن الأصمعي أنه قال: سألت أبا عمرو بن العلاء عن الذبيح فقال: يا أصمعي أين عزب عنك عقلك، ومتى كان إسحاق بمكة؟ وإنما كان إسماعيل بمكة وهو الذي بنى البيت مع أبيه والمنحر بمكة).
أقول: المشهور أن إبراهيم عليه السلام رمى الشيطان بالحصيات، (روى الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لما أمر إبراهيم عليه الصلاة والسلام بالمناسك عرض له الشيطان عند السعي، فسابقه فسبقه إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ثم ذهب به جبريل عليه الصلاة والسلام إلى جمرة العقبة، فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات حتى ذهب، ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات، ثم تلّه للجبين وعلى إسماعيل عليه الصلاة والسلام قميص أبيض، فقال له: يا أبت إنه ليس لي ثوب تكفنني فيه غيره فاخلعه حتى تكفنني فيه، فعالجه ليخلعه فنودي من خلفه أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا فالتفت إبراهيم فإذا بكبش أبيض أقرن أعين قال ابن عباس لقد رأيتنا نتتبع ذلك الضرب من الكباش).
…
وَلَقَدْ مَنَنَّا أي أنعمنا عَلى مُوسى وَهارُونَ بالنبوة
وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما بني إسرائيل مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ أي من الغرق أو من سلطان فرعون وقومه وغشمهم
وَنَصَرْناهُمْ أي موسى وهارون وقومهما فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ على فرعون وقومه
وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ أي البليغ في بيانه وهو التوراة
وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ أي في الأقوال والأفعال وهي صراط أهل الإسلام
وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ أي أبقينا لهما من بعدهما ذكرا جميلا وثناء حسنا ثمّ فسّره بقوله تعالى
سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ* إِنَّا كَذلِكَ أي مثل ذلك الجزاء نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ الذين أحسنوا الاعتقاد والعمل
إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ وذلك أصل كل خير.