الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فوائد: [حول قصة إلياس عليه السلام ونقول من كتاب العهد القديم]
يلاحظ أن العرب لم يكن عندهم تصور ما عن إلياس عليه السلام حتّى ذهب ابن مسعود إلى أنه إدريس، والتصور الأول الذي وصلهم عن غير القرآن كان عن وهب بن منبه، فأن يذكر القرآن إلياس بجانب الكلام عن بعل فهذا من معجزات القرآن العظيمة يعرف ذلك من درس الكتب السابقة، إن أسفار العهد القديم تتحدّث بإسهاب عن إلياس وتلميذه وخليفته اليسع الذي سيذكر اسمه في سورة (ص).
فمن الإصحاح السابع عشر في سفر الملوك الأول إلى نهاية هذا السفر إلى الإصحاح الثالث من سفر الملوك الثاني يستمر الكلام عن إلياس وها نحن ناقلون فقرات مما ورد في هذين السفرين:
في الإصحاح السادس عشر من سفر الملوك الأول:
(وعمل أخاب بن عمري الشّرّفي عيني الرب أكثر من جميع الذين قبله. وكأنه كان أمرا زهيدا سلوكه في خطايا يربعام بن نباط حتى اتخذ إيزابل ابنة أثبعل ملك الصيدونيين امرأة وسار وعبد البعل وسجد له. وأقام مذبحا للبعل في بيت البعل الذي بناه في السامرة. وعمل أخاب سواري وزاد أخاب في العمل لإغاظة الرب إله إسرائيل أكثر من جميع ملوك إسرائيل الذين كانوا قبله).
وفي الإصحاح الثامن عشر من سفر الملوك الأول:
(ولمّا رأى أخاب إيليا (إلياس) قال له أخاب أأنت هو مكدّر إسرائيل؟ فقال لم أكدر إسرائيل بل أنت وبيت أبيك بترككم وصايا الرب وبسيرك وراء البعليم. فالآن أرسل واجمع إلي كل إسرائيل إلى جبل الكرمل وأنبياء البعل أربع المئة والخمسين وأنبياء السواري أربع المئة الذين يأكلون على مائدة إيزابل. فأرسل أخآب إلى جميع بني إسرائيل وجمع الأنبياء إلى جبل الكرمل. فتقدم إيليا إلى جميع الشعب وقال حتى متى تعرجون بين الفرقتين. إن كان الرب هو الله فاتبعوه وإن كان البعل فاتبعوه. فلم يجبه الشعب بكلمة. ثم قال إيليا للشعب أنا بقيت نبيا للرب وحدي وأنبياء البعل أربع مئة وخمسون رجلا. فليعطونا ثورين فيختاروا لأنفسهم ثورا واحدا ويقطعوه ويضعوه على الحطب ولكن لا يضعوا نارا وأنا أقرب الثور الآخر وأجعله على الحطب ولكن لا أضع نارا. ثم تدعون باسم آلهتكم وأنا أدعو باسم الرب. والإله الذي يجيب بنار فهو الله. فأجاب
جميع الشعب وقالوا الكلام حسن. فقال إيليا لأنبياء البعل اختاروا لأنفسكم ثورا واحدا وقربوا أولا لأنكم أنتم الأكثر وادعوا باسم آلهتكم ولكن لا تضعوا نارا. فأخذوا الثور الذي أعطى لهم وقربوه ودعوا باسم البعل من الصباح إلى الظهر قائلين يا بعل أجبنا.
فلم يكن صوت ولا مجيب. وكانوا يرقصون حول المذبح الذي عمل. وعند الظهر سخر بهم إيليا وقال ادعوا بصوت عال لأنه إله. لعله مستغرق أو في خلوة أو في سفر أو لعله نائم فيتنبه. فصرخوا بصوت عال وتقطعوا حسب عادتهم بالسيوف والرماح حتى سال منهم الدم. ولما جاز الظهر وتنبأوا إلى حين إصعاد التقدمة ولم يكن صوت ولا مجيب ولا مصغ. قال إيليا لجميع الشعب تقدموا إلي. فتقدم جميع الشعب إليه.
فرمم مذبح الرب المنهدم. ثم أخذ إيليا اثني عشر حجرا بعدد أسباط بني يعقوب الذي كان كلام الرب إليه قائلا إسرائيل يكون اسمك. وبنى الحجارة مذبحا باسم الرب وعمل قناة حول المذبح تسع كيلتين من البزر. ثم رتّب الحطب وقطع الثور ووضعه على الحطب وقال املأوا أربع جرات ماء وصبوا على المحرقة وعلى الحطب. ثم قال ثنوا فثنوا وقال ثلثوا فثلثوا. فجرى الماء حول المذبح وامتلأت القناة أيضا ماء. وكان عند إصعاد التقدمة أن إيليا النبي تقدم وقال أيها الرب إله إبراهيم وإسحاق وإسرائيل ليعلم اليوم أنك أنت الله في إسرائيل وأني أنا عبدك وبأمرك قد فعلت كل هذه الأمور. استجبني يا رب استجبني ليعلم هذا الشعب أنك أنت الرب الإله وأنك أنت حولت قلوبهم رجوعا.
فسقطت نار الرب وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب ولحست المياه التي في القناة. فلما رأى جميع الشعب ذلك سقطوا على وجوههم وقالوا الرب هو الله الرب هو الله. فقال لهم إيليا أمسكوا أنبياء البعل ولا يفلت منهم رجل. فأمسكوهم فنزل بهم إيليا إلى نهر قيشون وذبحهم هناك).
وفي الإصحاح الثاني من سفر الملوك الثاني:
(وفيما هما يسيران (اليسع وإلياس) ويتكلّمان إذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد إيليّا في العاصفة إلى السماء).
أقول: إن هذا النّقل هو مرجع ما يذكره بعض المفسرين أنّ إيليّا رفع إلى السماء والله أعلم بصحة ذلك، فهم يجعلونه كالمسيح عليه السلام، لكنّ المسيح قد نصّ القرآن على رفعه، وليس في إلياس نص.