الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(روى ابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أيقظ الرجل امرأته من الليل فصليا ركعتين كانا تلك الليلة من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات» وقد رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث الأعمش
…
عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله. وروى الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: قلت يا رسول الله أي العباد أفضل درجة عند الله تعالى يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم: «الذاكرون الله كثيرا والذاكرات» قال:
قلت: يا رسول الله ومن الغازي في سبيل الله تعالى؟ قال: «لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما لكان الذاكرون الله تعالى أفضل منه» .
وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فأتى على جمدان فقال: «هذا جمدان سيروا فقد سبق المفردون» قالوا وما المفردون؟ قال صلى الله عليه وسلم: «الذاكرون الله كثيرا والذاكرات» ثم قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم اغفر للمحلّقين» قالوا: والمقصرين. قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم اغفر للمحلّقين» قالوا:
والمقصرين. قال: «والمقصرين» تفرّد به من هذا الوجه ورواه مسلم دون آخره.
وقال الإمام أحمد عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما عمل آدمي عملا قط أنجى له من عذاب الله تعالى من ذكر الله عز وجل» وقال معاذ رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من تعاطي الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم غدا فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟» قالوا: بلى يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم: «ذكر الله عز وجل» وروى الإمام أحمد عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن رجلا سأله فقال: أي المجاهدين أعظم أجرا يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «أكثرهم لله تعالى ذكرا» قال: فأي الصائمين أكثر أجرا؟ قال صلى الله عليه وسلم: «أكثرهم لله عز وجل ذكرا» ثم ذكر الصلاة، والزكاة، والحج، والصدقة، وكل ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أكثرهم لله ذكرا» فقال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما: ذهب الذاكرون بكل خير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أجل» ).
8 - [سبب نزول آية وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ
.. ]
رأينا أن سبب نزول قوله تعالى: وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ هو قصة زينب وزيد رضي الله عنهما كما ذكرناها، إلا أن بعضهم يذكر سببا آخر. وقد ذكر ابن كثير الرواية الأخرى، وعلّق عليها، وذكر بمناسبة الآية بعض القصص قال:
(وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها، وكانت أول من هاجر من النساء- يعني بعد صلح الحديبية- فوهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد قبلت، فزوجها زيد بن حارثة رضي الله عنه يعني والله أعلم بعد فراقه زينب، فسخطت هي وأخوها، وقال: إنما أردنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فزوجنا عبده، قال: فنزل القرآن وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً إلى آخر الآية قال: وجاء أمر أجمع من هذا النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ قال: فذاك خاص وهذا أجمع.
وروى الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم على جليبيب امرأة من الأنصار إلى أبيها فقال: حتى أستأمر أمّها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فنعم إذا» قال: فانطلق الرجل إلى امرأته، فذكر ذلك لها فقالت: لاها الله إذن ما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا جليبيبا وقد منعناها من فلان وفلان، قال:- والجارية في سترها تسمع- قال: فانطلق الرجل يريد أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقالت الجارية: أتريدون أن تردوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره، إن كان قد رضيه لكم فأنكحوه، قال: فكأنها جلت عن أبويها وقالا: صدقت فذهب أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن كنت رضيته فقد رضيناه قال صلى الله عليه وسلم: «فإني قد رضيته» ، قال: فزوجها، ثم فزع أهل المدينة فركب جليبيب فوجدوه قد قتل، وحوله ناس من المشركين قد قتلهم، قال أنس رضي الله عنه: فلقد رأيتها وإنها لمن أنفق بنت بالمدينة.
…
قال ثابت رضي الله عنه: فما كان في الأنصار أيم أنفق منها. وحدث إسحاق ابن عبد الله بن أبي طلحة ثابتا: هل تعلم ما دعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: قال:
«اللهم صبّ عليها صبّا، ولا تجعل عيشها كدّا» ، وكذا كان فما كان في الأنصار أيّم أنفق منها. هكذا أورده الإمام أحمد بطوله، وأخرج منه مسلم والنسائي في الفضائل قصة قتله. وذكر الحافظ أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب: أن الجارية لما قالت في خدرها: أتردّون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره؟ نزلت هذه الآية وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ. وقال ابن جريج: أخبرني عامر بن مصعب عن طاوس قال: إنه سأل ابن عباس عن ركعتين بعد العصر فنهاه، وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما: وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا