الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: هذا يدل على اختياره الجادة من المذهب، أن التخلي للعبادة أفضل من التزويج، والله أعلم، مولده سنة ثمان وثلاثين ومائتين، قال ابن قانع: وتوفي في رابع ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وثلاث مائة، رحمه الله، وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في الطبقات: سكن بغداد، وكان زاهدا، بقي أربعين سنة لم يكن ينم الليل، يصلي الغداة على طهارة العشاء، وجمع من الفقه والحديث، وله زيادات كتاب المزني، وقال الدارقطني: ما رأيت أحفظ منه، وذكر حكايته في سرده الحديث في التميم، وأرخ وفاته سنة أربع وعشرين وثلاث مائة، كما تقدم.
وَقَالَ شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الذَّهَبِيُّ، فِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ: أنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَبُو الْفَتْحِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، إِمْلاءً، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهُ، صلى الله عليه وسلم، نَهَى أَنْ يَمْشِيَ الرَّجُلُ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ، وهكذا
رواه النسائي، عن إسحاق بن إبراهيم، هو: ابن راهويه، عن محمد بن عبيد الطنافسي به، وأصله في الصحيح من وجوه أخر، والله أعلم
عبد الملك بن محمد بن عدي أبو نعيم الجرجاني الإستراباذي
الفقيه الإمام الحافظ، الرحال الجوال، سمع الربيع بن سليمان، وسليمان بن يوسف، وعلي بن حرب، وعمر بن شيبة، وأبا حاتم، وأبا زرعة الرازيين، وجماعة بالعراق، ومصر والشام، والجزيرة،
والحجاز، وخراسان، وروى عنه: ابن صاعد، وأبو علي الحافظ، وأبو محمد المخلدي، وأبو إسحاق المزني، وأبو بكر الجوزقي، وخلق.
قال الحاكم أبو عبد الله: كان من أئمة المسلمين، سمعت الأستاذ أبا الوليد بن حسان بن محمد الفقيه، يقول: لم يكن في عصرنا من الفقهاء، أحفظ للفقهيات، وأقاويل الصحابة بخراسان منه، ولا بالعراق من أبي بكر بن زياد النيسابوري، قال: وسمعت الحافظ أبا علي، يقول: كان أبو نعيم الجرجاني أحد الأئمة، ما رأيت بخراسان بعد ابن خزيمة مثله، أو أفضل منه، كان يحفظ الموقوفات، والمراسيل كما نحفظ نحن المسانيد، وقال أبو سعيد الإدريسي: ما أعلم نشأ إسترباذ مثله فِي علمه وحفظه، وقال الخطيب: كان أحد الأئمة من الحفاظ لشرائع الدين، مع صدق وتيقظ وورع.
وقال حمزة السهمي: كان مقدما في الفقه والحديث، وكانت الرحلة إليه، مولده سنة اثنتين وأربعين ومائتين، ومات سنة ثنتين وعشرين وثلاث مائة.
وذكره الشيخ أبو إسحاق في الطبقات، فقال: ومنهم: أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الإستراباذي، صاحب الربيع، وسليمان، روى حديث ابن مسعود، عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال:«لا تسبوا قريشا، فإن عالمها يملأ الأرض علما، اللهم أذقت أولها نكالا، فأذق آخرها نوالا» ، ثم قال: وفي هذا الحديث علامة بينة إذا تأمله الناظر المميز، علم أن المراد به رجل من علماء هذه الأمة، من قريش يظهر علمه، وتلك صفة لا تصلح إلى للشافعي، رحمه الله، فإنه عالم من قريش، قد بين العلم، ومهد الطريق، وشرح الأصول، وبين الفروع، وصنف المصنفات التي سارت بها الركبان.
قَالَ شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الذَّهَبِيُّ، فِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ: أنا أَحْمَدُ ابْنُ