الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النسيب، وقال: هو ثقة، فقيه، مقرئ، محدث، وقال سهل بن بشر الإسفراييني: حدثني سليم الرازي، أنه كان في صغره بالري، وله نحو عشر سنين، فحضر بعض الشيوخ وهو يلقن، فقال لي:
تقدم فاقرأ، فجهدت أن أقرأ الفاتحة، فلم أقدر على ذلك لانغلاق لساني، فقال لي: لك والدة؟ قلت: نعم، قال: قل لها تدعو لك أن يرزقك الله قراءة القرآن والعلم، قلت: نعم، فرجعت فسألتها الدعاء، فدعت لي، ثم إني كبرت، ودخلت بغداد، وقرأت بها العربية والفقه، وعدت إلى الري، فبينا أنا في الجامع، أقابل مختصر المزني، وإذا الشيخ قد حضر، وسلم علينا وهو لا يعرفني، فسمع مقابلتنا وهو لا يعلم ما نقول، ثم قال: متى يتعلم مثل هذا، فأردت أن أقول: إن كانت لك والدة قل لها تدعو لك فاستحييت منه، أو كما قال.
وقال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر: بلغني أن سليما تفقه بعد أن جاوز الأربعين، قال: وقرأت بخط غيث الأمنازي، غرق سليم الفقيه في بحر القلزم، عند ساحل جدة بعد الحج، في صفر سنة سبع وأربعين وأربع مائة، وقد نيف على الثمانين، وكان فقيها مشارا إليه، صنف الكثير في الفقه، وغيره ودرس، وهو أول من نشر هذا العلم بصور، وانتفع به جماعة، منهم: الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي، وحدث عنه أنه كان يحاسب نفسه، على الأنفاس، لا يدع وقتا يمضي بغير فائدة، رحمه الله.
طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر القاضي العلامة أبو الطيب الطبري من آمل طبرستان
أحد أئمة المذهب، وشيوخه المشاهير الكبار، سمع بجرجان من: أبي أحمد الغطريفي، وَفَاتَهُ أبو بكر الإسماعيلي، فإنه قدمها والإسماعيلي مريض، فبقى أياما ثم مات، قبل أن يسمع منه شيئا، وبنيسابور من: الفقيه أبي الحسن الماسرخسي، وتفقه عليه بها، وببغداد من: الحافظ أبي الحسن الدارقطني، وموسى بن عرفة، والمعافى بن زكريا، وعلي بن عمر الحربي، وغيرهم، وعنه: الحافظ أبو بكر الخطيب، والشيخ أبو إسحاق الشيرازي، وأبو محمد بن الأبنوسي، وخلق كثير، آخرهم موتا: القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، رحمه الله.
قال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات: ومنهم: شيخنا، وأستاذنا أبو الطيب الطبري، توفي عن مائة وسنتين، لم يختل عقله، ولا تغير فهمه، يفتي مع الفقهاء، ويستدرك عليهم الخطأ، ويقضي، ويشهد، ويحضر المواكب إلى أن مات، تفقه بآمل على أبي علي الزجاجي صاحب ابن القاضي، وقرأ على أبي سعد الإسماعيلي، وعلى القاضي أبي القاسم بن كج بجرجان، ثم ارتحل إلى نيسابور، وأدرك أبا الحسن الماسرخسي، وصحبه أربع سنين، ثم ارتحل إلى بغداد، وعلق عن أبي محمد البافي الخوارزمي صاحب الداركي، وحضر مجلس الشيخ أبي حامد، ولم أر ممن رأيت أكمل اجتهادا، وأشد تحقيقا، وأجود نظرا منه، شرح المزني، وصنف
في الخلاف، والمذهب، والأصول، والجدل كتبا كثيرة ليس لأحد مثلها، ولازمت مجلسه بضعة عشر سنة، وَدَرَّسْتُ أصحابه في مجلسه سنين بإذنه، ورتبني في حلقته، وسألني أن أجلس في مجلسه
للتدريس، ففعلت في سنة ثلاثين وأربع مائة، أحسن الله عني جزاءه، ورضي عنه، وقال الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي: كان أبو الطيب ورعا، عارفا بالأصول والفروع، محققا، حسن الخلق، صحيح المذهب، اختلفت إليه، وعلقت عنه الفقه سنين، وقال: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد المؤدب، سمعت أبا محمد البافي، يقول: أبو الطيب الطبري، أفقه من أبي حامد الإسفراييني، وسمعت أبا محمد، يقول: أبو الطيب، أفقه من أبي
محمد البافي، وقال القاضي أبو بكر بن بكر الشامي: قلت للقاضي أبي الطيب شيخنا، وقد عمر: لقد متعت بجوارحك أيها الشيخ، فقال: ولم لا، وما عصيت الله بواحدة منها قط، أو كما قال، وقال غير واحد: سمعنا أبا الطيب الطبري، يقول: رأيت النبي، صلى الله عليه وسلم، في النوم، فقلت: يا رسول الله، أرأيت من روى عنك أنك، قلت:«نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها» ، الحديث، أحق هو؟ قال: نعم، قلت: كان مولده ببلده آمل طبرستان، سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة، ثم رحل في طلب العلم إلى بلدان شتى، حتى استقر به المنزل ببغداد، فتفقه بها، وبرع، وساد، وأفتى، وصنف، وولي قضاء ربع الكرخ،
بعد موت القاضي الصيمري، ولم يزل حاكما إلى أن مات بها، في ربيع الأول سنة خمسين وأربع مائة، رحمه الله وأكرمه.
ومن مفرداته: أن خروج المني ينقض الوضوء، ومنها: أن صلاة الكافر في دار الحرب، يكون إسلاما، ومنها: لو فرقت صيعان صبرة، فباع واحدا منها مبهما، صح لانتفاء الغرر، قال النووي: والصحيح خلافه في الثلاثة.
قَرَأْتُ عَلَى الْحَافِظِ الْكَبِيرِ أَبِي الْحَجَّاجِ الْمِزِّيِّ، فَسَّحَ اللَّهُ فِي أَجَلِهِ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكَ الإِمَامُ شَمْسُ الدِّينِ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ الشَّيْخِ أَبِي عَمْرٍو مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ قُدَامَةَ، وَالشَّيْخُ السَّيِّدُ فَخْرُ الدِّينِ ابْنُ الْبُخَارِيِّ الْمقدسيُّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا: أنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ