الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الآخرة سنة تسعين وست مائة عن ست وستين سنة، ودفن بمقبرة باب الصغير، وشيعه خلق كثير، وجم غفير، وتأسف الناس عليه وحزنوا حزنا كبير، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
عبد الرحيم بن إبراهيم بن هبة الله بن المسلم بن هبة الله بن حسان القاضي نجم الدين الجهني بن البارزي الحموي الشافعي
قاضي القضاة بحماة ووالد قاضيها المعمر شرف الدين، فسح الله في أجله وختم له بصالح عمله، كان فقيهًا أصوليًا فاضلًا بارعًا إمامًا شاعرًا مطبعا مطيعًا، له معرفة جيدة بالمعقول ومشاركة في الفنون، وسمع الحديث من ابن رواحة، وموسى بن الشيخ عبد القدر الجيلي، وعنه ابنه العلامة شرف الدين، والحافظ أبو العباس بن الظاهري، وولده أبو عمر، وعثمان وجماعة، وكان مشكور السيرة، محبا للفقراء، وافر الديانة، ظاهر الصيانة، درس وأفتى وأفاد وتخرج به جماعة، وصار له تلامذة في المذهب، وعزل عن القضاء قبل موته بسنوات، وتوفي وهو آم بيت الله العتيق بتبوك في ذي القعدة سنة ثلاث
ثمانين وست مائة، ونقل إلى المدينة المنورة النبوية، ومن شعره رحمه الله تعالى.
إذا شمت من تلقاء أرضكم برقا
…
فلا أضلعي تهدأ ولا أدمعي ترقا
وإن ناح فوق البان ورقاء حمائم
…
سحيرا فنوحي في الدجى علم الورقا
فرقوا القلب في ضرام غرامه
…
حريق وأجفان بأدمعها غرقا
سميري من سعد خذا نحو أرضهم
…
ولا تستبعدا نحوها الطرقا
وعوجا على أفق توشح شيحه
…
بطيب الشذا المسكي أكرم به أفقا
فإن به المعنى الذي بترابه
…
وذكراه يستشفى لقلبي ويسترقا
ومن دونه عرب يرون نفوس من
…
يلوذ بمغناهم حلالا لهم طلقا
بأيديهم بيض بها الموت أحمر
…
وسم لدى هيجانهم تحمل الذرقا
وقولا محب بالشآم غدا لقي
…
لفرقة قلب بالحجاز غدا ملقى
تعلقكم في عنفوان شبابه
…
ولم يسل عن ذاك الغرام وقد أنقى
وكان يمني النفس بالقول فاغتدى
…
بلا أمل إذ لا يؤمل أن يبقى
عليكم سلام الله أما ودادكم
…
فباق وأما البعد عنكم فما أبقى
،