الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وشرطها، قال الشيخ أبو عمرو: وقد نظرت في خلاف العلماء فلم أجد ذلك محكيا عن أحد، والله أعلم، قلت: وقد نقل عنه أيضا إيجاب الأذان لصلاة الجمعة دون غيرها وهذا غريب أيضا، والله أعلم، وقد أرخ الحاكم النيسابوري وغيره، وفاته بربيع الأول سنة ثمان وستين ومائتين عن سبعين سنة.
أحمد بن محمد بن ساكن أبو عبد الله الزنجاني الفقيه
من كبار الأئمة، رحل إلى العراق، ومصر، وتفقه على المزني وغيره، وسمع الحديث من إسماعيل ابن بنت السدي، وأبي مصعب، وأبي كليب، والحسن بن علي الحلواني، وغيرهم، وعنه عبد الرحمن بن أبي حاتم، وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان، ويوسف بن القاسم الميانجي، وجماعة آخرون، آخرهم موتا إبراهيم بن أبي حماد الأبهري، قال الحافظ أبو يعلى الخليلي: توفي قبل الثلاث مائة وبقي إلى سنة تسع وتسعين ومائتين، رحمه الله، ورضي عنه.
الجنيد بن محمد بن الجنيد أبو القاسم النهاوندي، ثم البغدادي القواريري الخزاز
وقيل: كان أبوه قواريريا، يعني: زجاجا، وهو الإمام العالم في طريقة التصوف، وإليه المرجع في السلوك في زمانه وبعده، رحمه الله
تعالى، اشتغل الجنيد، رحمه الله، في الفقه على أبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، وأبو ثور: أحد أصحاب الشافعي، كما تقدم، وكان الجنيد يفتي بحلقة أبي ثور، وله من العمر عشرون سنة، وسمع الحديث من الحسن بن عرفة، وغيره، واختص بصحبة سري السقطي، والحارث بن أسد المحاسبي، وأبي حمزة البغدادي.
وروى عنه: جعفر الخلدي، وأبو محمد الجريري، وأبو بكر الشبلي، ومحمد بن علي بن حبيش، وعبد الواحد بن علوان، وخلق من الصوفية، وكان ممن برز في العلم والعمل، وجمع بينهما، قال الخلدي: لم نر في شيوخنا من اجتمع له علم وحال غير الجنيد، كانت له حال خطيرة، وعلم غزير، فإذا رأيت حاله رجحته على علمه، وإذا رأيت علمه رجحته على حاله، وقال أحمد بن جعفر المنادي، في تاريخه: سمع الكبراء، وشاهد الصالحين، وأهل المعرفة، ورزق من الذكاء، وصواب الجواب في فنون العلم، ما لم ير في زمانه مثله عند أحد من أقرانه، ولا ممن أرفع سنا منه، ممن كان منهم ينسب إلى العلم الباطن، والعلم
الظاهر، في عفاف وعزوف عن الدنيا وأبنائها، لقد قيل لي: إنه قال ذات يوم: كنت أفتي في حلقة أبي ثور ولي عشرون سنة، قال أحمد بن عطاء الروذباري: كان الجنيد يتفقه لأبي ثور ويفتي في حلقته، وعن الجنيد، أنه قال: ما أخرج الله إلى الأرض، وجعل للخلق عليه سبيلا، إلا وقد جعل لي فيه حظا، قال أبو القاسم الكعبي المتكلم المعتزلي، يوما لأصحابه: رأيت
لكم شيخا ببغداد، يقال له: الجنيد، ما رأت عيناي مثله، وكان الكتبة يحضرون لألفاظه، والفلاسفة يحضرونه لدقة معانيه، والمتكلمون يحضرونه لزمام علمه، وكلامه بائن عن فهمهم وعلمهم، وعن ابن سريج: أنه تكلم يوما فأعجب به بعض
الحاضرين، فقال ابن سريج: هذا ببركة مجالستي لأبي القاسم الجنيد، رحمه الله، ورضي عنه، وقال الحافظ أبو نعيم: ثنا علي بن هارون، ومحمد بن أحمد بن يعقوب، قالا: سمعنا الجنيد غير مرة، يقول: علمنا مضبوط بالكتاب والسنة، من لم يحفظ الكتاب، ويكتب الحديث، ولم يتفقه، لا يقتدي به، وقال عبد الواحد بن علوان: سمعته، يقول: علمنا هذا، يعني: التصوف، مشبك بحديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقال الجريري: سمعته، يقول: ما أخذنا التصوف من القال والقيل، لكن عن الجوع، وترك الدنيا، وقطع المألوفات، ويقال: كان نقش خاتمه: إذا كنت تأمله فلا تأمنه، وقال أبو جعفر الفرغاني:
سمعته، يقول: أقل ما في الكلام، سقوط هيبة الرب، جل جلاله، من القلب، والقلب إذا عرى من الهيبة، عرى من الإيمان، وقال السلمي: سمعت جدي إسماعيل بن نجيد، يقول: كان الجنيد يجيء فيفتح حانوته، ويدخل فيسبل الستر، ويصلي أربع مائة ركعة، وقال غيره: كان ورده كل يوم في سوقه ثلاث مائة ركعة، وكذا وكذا ألف تسبيحة، قال أبو بكر العطوي: كنت عند الجنيد حين احتضر فختم القرآن، ثم ابتدأ فقرأ من البقرة سبعين آية ثم مات، رحمه الله، قال أبو الحسين ابن المنادي: مات في شوال سنة ثمان وتسعين ومائتين، وشهد جنازته نحوا من ستين ألفا، ودفن إلى جانب قبر سري السقطي، رحمهما الله
تعالى، وقال الحافظ أبو نعيم: أنا الخلدي كتابة، قال: رأيت الجنيد