الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدين بن عبد السلام، وقرأ علم الكلام وأصول الفقه على الشمس الخسروشاهي وغيره، وكان مع ذلك يتمسك بطريقة السلف الصالح ودرس وأفتى، وكانت له فنون يتقنها، وهو من أعيان فضلاء وقته وعلمائهم، وهو والد العلامة صدر الدين ابن الوكيل، توفي إلى رحمة الله تعالى ليلة السبت الثالث والعشرين من ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وست مائة، وصلى عليه الشيخ عز الدين الفاروقي الذي ولي الخطابة بعده، ودفن بمقبرة الباب الصغير، رحمه الله تعالى.
فضل الله ابن إمام الدين محمد بن أحمد بن محمد القاضي بدر الدين التميمي العجلي القزويني
مفيد الطلبة ببلاده بربر وغيرها، كان محفوظه الوجيز يكرر فيه إلى زمن الشيخوخة، وولي قضاء نيسابور من بلاد الروم، وقدم دمشق للحج، فنزل بتربة أم الصالح عند ابني أخيه القاضيين إمام الدين، وجلال الدين، فلم يمكنه الذهاب للضعف والمرض، واتصل به إلى أن مات في ربيع الآخرة سنة ست وتسعين وست مائة، وشيعه الخلق من الأكابر والرؤساء، رحمه الله تعالى.
محمد بن أحمد بن خليل بن سعادة بن جعفر قاضي القضاة صدر العلماء شهاب الدين أبو عبد الله ابن قاضي القضاة شمس الدين الخويي الشافعي قاضي دمشق وابن قاضيها
مولده سنة ست وعشرين وست مائة، فإن والده مات وهو ابن إحدى عشرة سنة، فأقام بالعادلية ولزم الدرس والاشتغال حتى حفظ كتبًا كثيرة وعرضها وتثبت وتميز على أقرانه وسمع الحديث من ابن اللتي، وابن الصلاح، والسخاوي وجماعة، وأجاز له خلق، وخرج له الحافظ تقي الدين عنه معجمًا من الحفاظ والفقهاء، وقد درس في شبيبته في المدرسة الدماغية، وحدث بمصر ودرس وروى عنه جماعة من الحفاظ، ثم ولي قضاء القدس قبل وقعة هلاوو، ثم حمل إلى القاهرة وتدرس، ثم ولي قضاء المحلة والبهنسا، ثم قلد قضاء حلب، ثم عاد إلى قضاء المحلة، ثم ولي قضاء القاهرة، والوجه البحري، ثم ولي قضاء القضاة
بالشام بعد القاضي بهاء الدين ابن الزكي فاجتمع الفضلاء عليه، ولاذوا به لفضائله المتعددة، وفواضله المزيدة وذهنه الثاقب، وثمر فكره المتراكب، وقد صنف في فنون كثيرة، فمنها كتاب ضمنه عشرين علمًا، وكان له نظر جيد في المعقولات، ومع هذا له اعتقاد سليم على طريقة السلف، وله شرح الفصول لابن معطرة، ونظم علوم الحديث لابن الصلاح، والفصيح لثعلب، وشرح خمسة عشر حديثًا من أول كتاب الملخص للقابسي فلو أتمه لكان غاية مرجحا على التمهيد لأبي عمر بن عبد البر، وكان رحمه الله حسن الأخلاق، حلو المجالسة دينا متصوفًا، حسن الهيئة، ربعة من الرجال، أسمر مهيبًا كبير الوجه،
فصيح العبارة، مستدير اللحية قليل الشيب، توفي في بستان صيف بالشام يوم الخميس الخامس والعشرين من رمضان سنة ثلاث وتسعين وست مائة، وصلى عليه بالجامع المظفري بين الصلاتين، ودفن عند والده بالجبل رحمهما الله، قال الحافظ أبو الحجاج المزي: كان أحد