الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَسَاكِرَ الْمُؤَيَّدُ الطُّوسِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْمَسَاجِدِيُّ، أنا يَعْقُوبُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَخْلَدِيُّ، أنا أَبُو نُعَيْمِ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا عُمَرُ بْنُ شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، ثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، رضي الله عنه، قَالَ: أُمِرَ بِلالٌ أَنْ يَشْفَعَ الأَذَانَ وَيُوتِرَ الإِقَامَةَ، هَذَا حَدِيثٌ مُتَّفَقٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الْكُتُبِ
السِّتَّةِ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَبِأَسَانِيدِهِمْ مِنْ طُرُقٍ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَبَقِيَّةُ الْجَمَاعَةِ أَيْضًا، مِنْ وُجُوهٍ أُخَرَ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ بِهِ، وَفِي لَفْظِ النَّسَائِيِّ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، بِلالا أَنْ يَشْفَعَ الأَذَانَ، وَيُوتِرَ الإِقَامَةَ، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ زِيَادَةٌ:«إِلا الإِقَامَةَ»
علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى عبد الله بن عبد الله بن قيس الأشعري أبو الحسن البصري
أحد أئمة المتكلمين صاحب التصانيف في الأصول، والملل والنحل كالموجز، ومقالات الإسلاميين، والإبانة، والتفسير الكبير، وغير ذلك من الكتب النفيسة، قال أبو محمد بن حزم: ومصنفات أبي الحسن الأشعري، خمسة وخمسون مصنفا، أخذ علم الكلام أولا عن شيخه أبي علي بن عبد الوهاب الجبائي شيخ المعتزلة، ثم فارقه الأشعري ورجع عن الاعتزال، وأظهر ذلك إظهارا، فصعد منبر البصرة يوم الجمعة، ونادى بأعلى صوته: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني أنا فلان بن فلان، كنت أقول بخلق القرآن، وأن الله لا يُرَى في الدار الآخرة بالأبصار، وأن العباد يخلقون
أفعالهم، وها أنا ذا تائب من
الاعتزال، معتقد الرد على المعتزلة، مبينا لفضائحهم، ثم شرع في الرد عليهم، والتصنيف على خلافهم، ودخل بغداد، وأخذ من زكريا الساجي أحد أئمة الحديث والفقه، وعن أبي خليفة الجمحي، وسهل بن سريج، ومحمد بن يعقوب، وعبد الرحمن بن خلف الضبي البصريين، وروى عنهم كثيرا في تفسيره، وصنف في حال اعتزاله، بعد رجوعه عن اعتزاله الموجز، وهو ثلاث مجلدات، كتاب مفيد في الرد على الجهمية والمعتزلة، ومقالات الإسلاميين، وكتاب الإبانة.
وقال الخطيب البغدادي: أبو الحسن الأشعري المتكلم صاحب الكتب والتصانيف، في الرد على الملحدة، وغيرهم من المعتزلة، والرافضة، والجهمية، والخوارج، وسائر أصناف المبتدعة، وهو بصري سكن بغداد إلى أن توفي بها، وكان يجلس في أيام الجمعات في حلقة أبي إسحاق المروزي الفقيه في جامع المنصور، وقد جمع الحافظ الكبير أبو القاسم ابن عساكر له ترجمة حسنة، ورد على من تعرض لأبي الحسن الأشعري بالطعن، وذكر فضائله، ومصنفاته، وإكبابه على العلم، ومتابعته في كتبه المذكورة للسنة، وانتصاره لها، وذبه عنها، وممن أخذ عن الشيخ أبي الحسن الأشعري: ابن مجاهد، وزاهر بن أحمد، وأبو الحسن
الباهلي، وأبو الحسن عبد العزيز بن محمد بن إسحاق الطبري، وأبو الحسن علي بن أحمد بن مهدي الطبري، وأبو جعفر الأشعري النقاش، وبندار بن الحسن الصوفي، وغيرهم.
قال بندار، خادم الأشعري: كانت غلة أبي الحسن من ضيعة وسمعته، يقول: كنت أنا فِي جنب أبي الحسن الأشعري.
كقطرة فِي جنب بحر،
وقال القاضي الباقلاني: أحسن أحوالي أن أفهم كلام أبي الحسن الأشعري، قلت: ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري، رحمه الله، ثلاثة أحوال، أولها: حال الاعتزال، التي رجع عنها لا محالة، والحال الثاني: إثبات الصفات العقلية السبعة، وهي: الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام، وتأويل الجبرية كالوجه، واليدين، والقدم، والساق، ونحو ذلك، والحال الثالثة: إثبات ذلك كله من غير تكييف، ولا تشبيه، جريا على منوال السلف، وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخرا، وشرحه القاضي الباقلاني، ونقلها أبو القاسم ابن عساكر، وهي التي مال إليها
الباقلاني، وإمام الحرمين، وغيرهما من أئمة الأصحاب المتقدمين، في أواخر أقوالهم، والله أعلم.
قال الأستاذ أبو القاسم القشيري: سمعت أبا علي الدقاق، يقول: سمعت زاهر بن أحمد الفقيه، يقول: مات الأشعري، ورأسه في حجري، وكان يقول شيئا في حال نزعه من داخل حلقه، فأدنيت إليه رأسي، وكان يقول: لعن الله المعتزلة، موهوا وحرفوا.
وقال الحافظ أبو حازم العبدوي: سمعت زاهر بن أحمد، يقول: لما حضر أبو الحسن الأشعري في داري ببغداد أتيته، فقال: اشهد علي، أني لا أكفر أحدا من أهل هذه القبلة؛ لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وهذا كله لاختلاف العبارات.
قلت: مولد أبي الحسن الأشعري، رحمه الله، سنة ستين ومائتين، وقيل: سنة سبعين ومائتين، والأول أشهر، قال الأستاذ أبو بكر بن فورك، والحافظ أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم القراب، وأبو محمد بن حزم: ومات سنة أربع وعشرين وثلاث مائة.
وقال غيرهم: سنة ثلاثين ، وقيل: سنة نيف وثلاثين وثلاث مائة، وقيل: سنة عشرين،
وقفها جدهم بلال بن أبي بردة على عقبه، وكانت نفقته في السنة سبعة عشر درهما، وقال أبو بكر الصيرفي، أحد أئمة الشافعية: كانت المعتزلة قد رفعوا رءوسهم، حتى أشهر الله الأشعري فحجرهم في أقماع السمسم، وقال أبو عمر الزردجاهي: سمعت أبا سهل الصعلوكي، يقول: حضرنا مع الأشعري مجلس علوي بالبصرة، فناظر أبو الحسن المعتزلة، وكانوا كثيرا حتى أتى على الكل فهزمهم، كلما انقطع واحد أخذ الآخر حتى انقطعوا، فعدنا في المجلس الثاني فما عاد أحد، فقال بين يدي العلوي: يا غلام اكتب على الباب، فَرُّوا، وقال القاضي أبو بكر
الباقلاني: سمعت أبا عبد الله بن حسناء، يقول: دخلت البصرة وكنت أطلب أبا الحسن، فإذا هو في مجلس يناظر، وثَمَّ جماعة من المعتزلة، فكانوا يتكلمون، فإذا سكتوا وأنهوا كلامهم قال كذا وكذا، قلت: كذا وكذا، والجواب كذا وكذا، إلى أن يجيب الكل فلما قام تبعته، فقلت: كم لسان لك؟ وكم أذن لك؟ وكم عين لك؟ فضحك.
وقال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر: قرأت بخط علي بن بقي المصري المحدث، في رسالة كتب فيها أبو محمد بن أبي زيد القيرواني المالكي جوابا، لعلي بن أحمد بن إسماعيل البغدادي المعتزلي، حتى ذكر الأشعري، ونسبه إلى ما هو منه برئ، فقال أبو محمد بن أبي زيد في حق الأشعري: هو رجل مشهور أنه يرد على أهل البدع، وعلى القدرية الجهمية متمسك بالسنن، وقال الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني: كنت في جنب أبي الحسن الباهلي كقطرة في جنب البحر،
والأول أشهر، والله أعلم.
وقد أطنب الحافظ الكبير أبو القاسم ابن عساكر، رحمه الله، في ترجمة الأشعري، وبالغ وأفاد فجمع مجلدا في ذلك، وذكر من ينسب إلى مذهبه من العلماء من بعده، فذكر عامتهم من الشافعية، وهذا هو الذي حملني على ذكره في طبقات الشافعية، ليعرف زمانه وفضله ومحله، والله يرحمه آمين، وأيضا فإنه أخذ العلم عن زكريا ابن يحيى الساجي، وقد تقدم ذكره في أصحاب الشافعي، وجالس الشيخ أبا إسحاق المروزي أيام الجمعات، قاله الخطيب البغدادي، وحكى الشيخ أبو محمد الجويني، والد إمام الحرمين، وهو أحد أئمة الشافعية، عن الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني، أنه كان يقرأ على أبي إسحاق الفقه ،
وهو يقرأ على أبي الحسن الكلام، والله أعلم.
قَرَأْتُ عَلَى شَيْخِنَا الْحَافِظِ الْكَبِيرِ بَقِيَّةِ السَّلَفِ جَمَالِ الدِّينِ أَبِي الْحَجَّاجِ يُوسُفَ ابْنِ الزَّكِيِّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُوسُفَ الْمِزِّيِّ، رحمه الله، فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ: أنا الإِمَامُ تَاجُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدٌ ابْنُ الْقَاضِي الإِمَامِ الْعَلامَةِ شِهَابِ الدِّينِ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ ابْنِ الْقَاضِي شِهَابِ الدِّينِ أَبِي الْفَضَائِلِ الْمُطَهِّرِ ابْنِ قَاضِي الْقُضَاةِ شَرَفِ الدِّينِ أَبِي سَعْدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
أَبِي عَصْرُونٍ التَّمِيمِيُّ الْمَوْصِلِيُّ الشَّافِعِيُّ، يُقْرِئُنِي عَلَيْهِ: أَخْبَرَتْنَا الشَّيْخَةُ الصَّالِحَةُ أُمُّ الْمُؤَيَّدِ زَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّعِيرِيِّ، إِجَازَةً، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ الْفَارِسِيُّ، إِجَازَةً أَيْضًا، أنا الشَّيْخُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ أَسْعَدُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: ذُكِرَ مَا انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ إِمَامِنَا أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَشْعَرِيِّ، أنا الأُسْتَاذُ أَبُو مَنْصُورِ بْنُ
عَبْدِ الْقَاهِرِ بْنِ طَاهِرٍ الْبَغْدَادِيُّ، وَلِي عَنْهُ إِجَازَةٌ، ثنا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عُمَرَ الْمَالِكِيُّ قَاضِي إِصْطَخْرَ، قَدِمَ عَلَيْنَا رَسُولا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، ثنا الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَشْعَرِيُّ بِبَغْدَادَ، فِي مَسْجِدِ أَبِي
إِسْحَاقَ الْمَرْوَزِيِّ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ، ثنا بُنْدَارٌ، وَابْنُ الْمُثَنَّى، قَالا: ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«السَّبْعُ الْمَثَانِي فَاتِحَةُ الْكِتَابِ» ، ورواه البخاري، عن آدم بن أبي إياس، عن عبد الرحمن بن أبي ذئب بإسناده نحوه
وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: ثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم:«فَاتِحَةُ الْكِتَابِ السَّبْعُ الْمَثَانِي الَّتِي أُعْطِيتُهَا»
وبه قال: ثنا زكريا الساجي، ثنا ابن أبي الشوارب، ثنا أبو عوانة، عن إسماعيل السدي، عن عبد خير، على {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} [الحجر: 87] ، قال: فاتحة الكتاب،
وَبِالإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ إِلَى أَبِي إِبْرَاهِيمَ أَسْعَدَ بْنِ مَسْعُودٍ الْعُتْبِيِّ، قَالَ: أنا الإِمَامُ أَبُو مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: ثنا الإِمَامُ أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْعِجْلِيُّ: أنا الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ الأَشْعَرِيُّ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ، ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ، ثنا سُفْيَانُ، أنا الْعَلاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: يَقُولُ اللَّهُ: " قَسَّمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ
عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2]، قَالَ: حَمِدَنِي عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ:{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1]، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4]، قَالَ: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]، قَالَ:«هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ» .
إِلَى آخِرِهِ، انفرد بإخراجه مسلم دون البخاري من طريق العلاء به
وبه إلى العتبي، قال: أنا الإمام أبو منصور البغدادي، قال: سمعت عبد الله