الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح: الذي اختاره الأستاذ أبو منصور، وذكر أنه الصحيح من المذهب أنه يعتبر خلاف داود، قال ابن الصلاح: وهذا الذي استقر عليه الأمر آخرا كما هو الأغلب، إلا ما عرف من صغار الأئمة المتأخرين الذين أوردوا مذهب داود في مصنفاتهم المشهورة، كالشيخ أبي حامد، والماوردي، وأبي الطيب، فلولا اعتدادهم به لما ذكروا مذهبه في مصنفاتهم، قال: وأرى أن يعتد بقوله إلا فيما خالف فيه القياس الجلي، وما أجمع عليه القياسيون من أنواعه، أو بناه على أصوله التي قام الدليل القاطع على بطلانها باتفاق من سواه إجماع منعقد.
قال ابن كامل: توفي في رمضان سنة سبعين ومائتين، رحمه الله، وقد أورد له الخطيب، في تاريخه، حديثين استنكر إسنادهما، وقد استمعتهما من لفظ شيخنا المزني.
عبدان بن محمد بن عيسى الفقيه أبو محمد المروزي الجنوجردي
نسبة إلى قرية من قرى مرو، وقال السمعاني: اسمه: عبد الله، ولقبه: عبدان، قال: وهو أحد من أظهر مذهب الشافعي بخراسان، وكان المرجوع إليه في الفتاوى، والمعضلات، بعد أحمد بن سيار، وكان أحمد بن سيار قد حمل كتب الشافعي إلى مرو، وأعجب بها الناس، فأراد عبدان، أن ينسخها فمنعها ابن سيار من ذلك، فباع ضيعة له بجنوجرد، وسافر إلى مصر، ونسخ كتب الشافعي على الوجه، وأكثر ورجع، فدخل عليه أحمد بن سيار مُسَلِّمًا ومهنئا واعتذر من منع الكتب، فقال: لا تعتذر، فإن لك علي منة في ذلك، فلو دفعت الكتب إلي لما دخلت إلى مصر، قلت: رحل إلى مصر، وتفقه بأصحاب
الإمام الشافعي، وبرع
في المذهب ونشره، وكان يوصف بالحفظ والزهد، وقد صنف الموطأ وغير ذلك، وروى الحديث عن قتيبة بن سعيد، وعن عبد الله بن منير، وأبي كريب، وإسماعيل بن مسعود الجحدري، وعبد الجبار بن العلاء، وبندار، وعلي بن حجر، وجماعة بخراسان، والعراق، ومصر، والحجاز، وعنه: عمر بن نملك، وأبو العباس الدغولي، وأبو حامد بن الشرقي، وأبو أحمد العسال، وعلي بن حمشاذ، وأبو القاسم الطبراني، وغيرهم.
وقال أبو نعيم عبد الرحمن بن محمد الغفاري: سمعته، يقول: ولدت ليلة عرفة سنة عشرين ومائتين، قال أبو نعيم: وتوفي ليلة عرفة سنة ثلاث وتسعين، رحمه الله.
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: ثنا عَبْدَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، بِمَكَّةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا سَحْبَلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيِّ، قَالَ: كَانَتْ لِيَهُودِيٍّ عَلَيَّ أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ، فَطَلَبَ مِنِّي وَرَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يُرِيدُ الْخُرُوجَ إِلَى خَيْبَرَ، فَاسْتَنْظَرْتُهُ إِلَى أَنْ أَقْدَمَ، فَقُلْتُ: لَعَلَّنَا أَنْ نَغْنَمَ شَيْئًا، فَجَاءَ بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:«أَعْطِهِ حَقَّهُ» ، مَرَّتَيْنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تُرِيدُ الْخُرُوجَ إِلَى خَيْبَرَ، وَلَعَلَّ اللَّهُ أَنْ يَرْزُقَنَا بِهَا غَنَائِمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم:«أَعْطِهِ حَقَّهُ» ، وَكَانَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، إِذَا قَالَ الشَّيْءَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِرَارًا لَمْ يُرَاجَعْ، وَعَلَيَّ إِزَارٌ وَعَلَى رَأْسِي عِصَابَةٌ، فَلَمَّا خَرَجْتُ قُلْتُ: اشْتَرِ مِنِّي هَذَا الإِزَارَ، فَاشْتَرَاهُ بِالدَّرَاهِمِ الَّتِي لَهُ عَلَيَّ،
فَاتَّزَرْتُ بِالْعِصَابَةِ الَّتِي عَلَى رَأْسِي، فَمَرَّتِ امْرَأَةٌ عَلَيْهَا شَمْلَةٌ فَأَلْبَسَتْنِي إِيَّاهَا، قال الطبراني: لا يروي عن أبي حدرد إلا بهذا الإسناد، تفرد به قتيبة، أخبرني بهذا شيخنا الحافظ، أبو الحجاج، رحمه الله، قراءة من لفظه، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد المؤمن الصوري، وزينب بنت مكي بن علي بن كامل الحراني، قالا: ثنا أسعد بن سعيد بن روح الصالحاني، وعائشة بنت معمر بن عبد الواحد