الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان صدوقًا، واسع العلم، سمعت منه واستمليت عليه، وقال السمعاني: نزل الري وسكنها، وكان من كبار عصره فضلا وحشمة وجاهًا، له القدم الراسخ في المناظرة، وإفحام الخصوم، تفقه على القفال، وبرع في الفقه، قال: وولد في سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة، ومات سنة ثمان وستين، وقيل: سنة تسع وستين وأربع مائة، وذكر غيره أنه ولي القضاء بهمذان سنة ست وتسعين.
قال الشيخ أبو عمرو ابن الصلاح: وهو أحد الفقهاء الشافعية الذين يعرفون بالوزانين، وهم رؤساء الشافعية بالري في زمانهم.
وقد ذكر له الشيخ تقي الدين ابن الصلاح في ترجمته في الطبقات من الشعر:
جنباني المدام يا صاحبيا
…
واتركا حديث سلما وريا
وأنحنا لموجب الشرع بشرا
…
وفتحنا لموجب اللهو طيا
ووجدنا في القناعة بابا
…
فوضعنا على المطامع كيا
أن من مات نفسه عن هواها
…
أصبح القلب منه نادية حيا
قلت روح الحياة بعد زمان
…
قد نعيت باللتي واللتيا
كنت في خروجي لاختياري
…
فتعرضت بالرضا منه فيا
وتحررت بعد رق وذل
…
حين لم أدخر لنفسي شيئًا
سمح الوقت بالذي رمت منه
…
بعد ما قد أطال سطلا وليا
فالذي يهتدي لقطع هواه
…
فهو في العز حاز حد الثريا
والذين ارتووا بكأس مناهم
…
فعله العبد سوف يلقون غيا.
عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن محمد الأستاذ أبو القاسم القشيري النيسابوري
أحد العلماء بالشريعة، والحقيقة، والفروسية، والوعظ، والكلام، والتصوف، والمعاملات، وأحوال القلوب، أخذ طريقة الوعظ عن الشيخ أبي علي الدقاق، وتزوج بابنته فاطمة، وأخذ أبو علي الدقاق علم الطريقة عن أبي القاسم النصراباذي، عن الشبلي، عن الجنيد، عن السري، عن
معروف الكرخي، عن داود الطائي، عن التابعين، ودرس الفقه على أبي بكر الطوسي، والكلام على أبي بكر بن فورك، وأبي إسحاق الإسفراييني، وبرع في ذلك، وصحب أبا عبد الرحمن السلمي، وحج مع البيهقي، وأبي محمد الجويني، وروى الحديث عن أبي الحسين الخفاف، وأبي نعيم الإسفراييني، وأبي بكر بن عبدوس، وأبي نعيم المهرجاني،
وأبي عبد الرحمن السلمي، وابن بالويه وجماعة، وعنه جماعة منهم ابنه عبد المنعم، وابن ابنه أبو الأسعد هبة الرحمن، وزاهر الشحامي، وأبو عبد الله الفراوي، والحافظ أبو بكر الخطيب، ومات قبله، وقال: كتبنا عنه، وكان ثقة وكان يقضي، وكان حسن الموعظة، مليح الإشارة، وكان يعرف الأصول على مذهب الأشعري، والفروع على مذهب الشافعي، وقال أبو سعد السمعاني: لم ير أبو القاسم مثل نفسه في كماله وبراعته، جمع بين الشريعة والحقيقة.
قال القاضي ابن خلكان: صنف أبو القاسم الكبير، وهو من أجود التفاسير، وصنف الرسالة في رجال الطريقة، وحج مع البيهقي، وأبي محمد الجويني، وكان له في الفروسية واستعمال السلاح اليد البيضاء، قلت: وله مصنفات أخر كثيرة منها كتاب (نجوى القلوب) ، وكتاب (لطائف الإشارات) ، وكتاب (الجواهر) ، وكتاب (أحكام السماع) ، وكتاب (آداب الصوفية) ، وكتاب (المنتهى في نكت أولي النهى) ، وغير ذلك، وكان له عدة بنين فضلا: عبد الله، وعبد الواحد، وعبد الرحيم، وعبد المنعم، وكانت له محن ومجاهدات في الانتصار لمذهب الأشعري، حكى عنه الخطيب أنه ولد في ربيع الأول سنة ست وسبعين وثلاث
مائة، وقال عبد الغافر الفارسي: توفي صبيحة يوم الأحد السادس عشر من ربيع الآخر، سنة خمس وستين وأربع مائة.